عندما تبكي الصّوَرْ ..!!!

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

عندما تبكي الصّوَرْ ..!!!

مشاركة بواسطة وديع القس » الاثنين أكتوبر 21, 2013 9:27 am


عندما تبكي الصّوَرْ ..!!

فتّشتُ في مكتبي بعضاً من الكُتُبِ
كما الغريقُ ينادي قطعة َ الخشب ِ

وصرتُ أبحثُ عن ذكرىً تساعدني
عسايَ أُسكتُ ما في القلبِ من طلبِ

فاستوحشَ النّظرُ، كالنّسرِ بالغضبِ
في لوحة ٍ رَسْمُها منْ حِكمةِ العتبِ

تحكيْ حِكايةُ أسلاف ٍ تُعاتِبنا
على قبور ٍ حفرناها بلا سببِ

تقولُ في صمتِها: والصّمتُ يسألني
أينَ المعالمُ والآثارُ والشّهُبِ ..؟

أينَ الملوكُ وأين العِزُّ والكَرَمُ
أين القوانينُ بالأحكام ِ والصَّوبِ ..؟

أينَ العلوم وأين الشّعرُ والأدبُ
أين الكنوزُ وما تحويهِ من كتبِ ..؟

أين الشّموسُ وأين النورُ في بلد ٍ
يحكي التّراثَ لأجيالٍ من الحِقبِ..؟

أين التّرابُ الّذي في طينهِ نسبيْ
أين الإلهُ الّذي من ْ نبعهِ ، مشرَبِ ..؟

أين الجّبالُ الّتي لا تنحني أبدا
مهما تقاطرَ من رعد ٍ ومن سحب ِ ..؟

أين الوجودُ كما سطّرتهُ بدمي ْ
أين الطّريقُ الّتي في عِتمها لهب ِ..؟

وعاشقُ الأرضِ يبقى في صلابتهِ
مهاما تجبّرَ في ترحيلهِ الخَبَبِ

وعاشقُ الرّوحِ يبقى في نزاهتهِ
مهما تضوّرَ من جوع ٍ ومن كربِ

والصّادقونَ على أجسادِهمْ كتبوا
وصيّة العهدِ للتّاريخِ والحِقبِ

لا ينفعُ الموتُ والتهجيرُ في وطن ٍ
حروفهُ من دماءِ الشّمسِ والسّحبِ

وأهلهُ من حليبِ النّورِ مُرضِعُهَا
وقلبهَا من عروق ِ الفجرِ مُكتسبِ

ولونُها من زهورِ العِشقِ منبتهُ
ولحنها من نعمةِ الأقداسِ منسحبِ

وزرعها من جباهِ الحبِّ بذرتهُ
وخمرها خالصٌ من كرمةِ العنبِ

وكلُّ ما فيك ِ يا أوطانِنا حلماً
عندَ الغيور ِ كنوزاً كلّها وجب ِ

وسارعَ الموتُ في إفنائها حسداً
مع َ الوحوشِ بأنياب ٍ بها جَرَبِ

تكاتفَ الغدرُ والأسرارُ معلنة ً
حرباً لئيماً من الفسق ِ والكذب ِ

ليحرقوها على مرأى من الأممِ
ووقفة ُ الأمَمِ ،عارٌ لها شجبِ

كي ينتهي بلدُ الإكرام ِ في غده ِ
ولا ينافسُ أحراراً لها سحب ِ

هذي البلادُ لها عربون أمّتنا
منها وفيها نبوغُ الفكرِ والأدب ِ

هذا الجسيمُ له عزٌّ من القبب ِ
فدمِّروا عزّهُ ، بالنّارِ بالحطب ِ

كيلا يقومُ لهُ جنسٌ من الشّيم ِ
يقاومونَ العِدى بالعينِ والهدبِ

والشّامُ لغزُ العِدى من باكرِ الزّمن ِ
وشعبها كوكبٌ ، ما بعدهُ كوكب ِ

فدمّروها قُبيلَ الصّبحِ بالشّفق ِ
طفلاً وأمّهُ والأشبالُ والشيَّبِ

ثقافةُ الموتِ تحلو في ضرائبِهَا
عندَ الغُزاةِ وأحقادٍ لمُغترِبِ

ثقافةُ الموتِ تبغى أن تخادعنا
ع
لَّ الزّناةُ بأفكارٍ لها غلبِ

غنّ الرّصاصُ بلحنِ الموتِ في كبدي
يسامرُ اللّيلَ مذعوراً من الغضب ِ

ولوحةُ العَتَبِ، تبكي على وطن ٍ
تريدهُ تاجها والدّمعُ مُنسكِب ِ ..!

وديع القس ـ 21 . 10 . 2013

الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

أضف رد جديد