صفحة 1 من 1

العارُ في الزمن ..أمْ ..؟ـ وديع القس

مرسل: الجمعة يناير 31, 2014 11:37 am
بواسطة وديع القس

العارُ في الزمن ِأم فيكَ يا وطني ..؟


العارُ في الزّمن ِ أمْ فيكَ يا وطني
أمْ في دماء ٍ تناستْ عزَةَ الحضن ِ ..؟

ولنسألِ الشمسُ هلْ كانتْ بكَ العللُ
أمْ أنّها بوريدِ المرءِ محتقَن ِ ..؟

فانهضْ معَ الفجر ِ نوراً خارقَ العتم ِ
وعلّم ِ الكونَ أنّ العزَّ بالوطن ِ

تكلّمَ الوطنُ :والجرح ُ مستعِرٌ
والصّوتُ في غضبٍ، والقلبُ في طعن ِ

أنا التّرابُ وفي صدريْ نسيمُ العُلى
دنّستمونيْ بأقدام ٍ من المجن ِ

أنا الّذي علّمَ الإنسانَ في القدم ِ
معنى الحروفِ قبيلَ الحرف ِ أنْ يكن ِ

أنا الّذي سطّرَ التّاريخَ من دمه ِ
سطورَ مجد ٍ تحاكيْ النّورَ بالبيَّن ِ

أنا الّذي حضنَ المظلومَ بالكرم ِ
حضْنَ الأمومة ِ بالإشفاقِ والحننِ

وجدَلَ الموجَ أمطاراً من النعم ِ
ليرتويْ من حنين ِ الغيث ِ مستعن ِ

أنا الّذي علّمَ الأطيارَ بالغزل ِ
سطورَ عشق ٍ تحابيْ الطيرَ بالفننِ

ومنْ ترابيْ ورودُ الحبِّ قدْ نبتتْ
ومنْ هداها تعالى العطرُ يغمرنيْ

أنا الّذي حضنَ الأطفالَ في هدبيْ
وقدْ سرقتمْ براءاتي معَ الحضن ِ

كفى جدالاً على أرواحِنا وكفى
حبّاً وخِبَّا ً معَ الأشعارِ بالخون ِ

قالوا عليَّ : كلاماً كلّهُ ضَللُ
وألبسونيْ قناعا ً جلّهُ عفن ِ

وغرّقونيْ بأقوالٍ من الكذب ِ
وخدّرونيْ بأشعار ٍ من الفتن ِ

كفّنتمونيْ وحيّا ً دونَ أمنيتيْ
كفى قناعا ً ولونُ الوجهِ في دَمَن ِ

وبعتمونيْ رخيصاً في نذالتِكمْ
معَ الغريبِ بداعِ اللّؤمِ والجبن ِ

وقيّدونيْ بأفكار ٍ من العتم ِ
وأسلمونيْ لأهواء ٍ بلا أمِنِ

تركتمونيْ معَ الأغرابِ منتَهكا ً
فدنّسوا قيميْ بالذلِّ والهون ِ

ومثّلوا بجماليْ شرَّ مُحتَقر ٍ
وقطّعونيْ كما الجزّارُ بالطّعن ِ

داسوا على دررِ التّاريخِ بالنّجسِ
لكنّهمْ خسِئوا فالنّورُ لم يفن ِ

يساومون َ على حريّتي علنا ً
وهمْ عبيدا ً رخيصا ً دونما ثمن ِ

أينَ الوعودُ فيا دجّالُ بالنّسب ِ
أينَ الأمانُ فيا كذَابُ في خون ِ..؟

لا تستبيحوا دماءَ الشّعب ِ بالخطب ِ
فالشّعبُ صارَ أضاحيْ القولَ والسّننِ

لا تلعبوا لعبةَ الفئران ِ والقطط ِ
فكلّكمْ حشراتٌ وفي لعن ِ

يزاودونَ بأقوال ٍ من الدّجل ِ
ويهتفونَ بأشعار ٍ على هوَن ِ

فكيفَ في رحلة ٍ ربّانها خبلٌ
لا يعرفُ الفرقَ بينَ الموجِ والسّفن ِ ..؟

العارُ قدْ حلَ ضيفا ً رغمَ وحشتهِ
فقابلوهُ رجالُ الخنث ِ والدَمن ِ

بئسَ الضيوفُ الّتي لا تعرفُ الشّيمَ
والعقلُ كالحجر ِ ، والقلبُ في ضغن ِ

عصابةُ الموت ِ تأتيْ وهي حانقة ً
تسيّرُ الأمر َ إرضاء ً لمرتهن ِ

يقاتلونَ سرابا ً دونما هدف ٍ
فكلّهمْ ببهيم ِ الفكر ِ مستعن ِ

لا سلطة ٌ ترتقي للسّلم ِ والفهم ِ
ولا معارضةٌ ، في عقلِها رزُن ِ

معارضونَ بواديْ الغربِ تجتهدُ
والحكم ُفي جبال ِ الشّرق ِيمتحَن ِ

فلا المعارضُ يهوى الحلَّ في قنع ِ
ولا النظامُ يريدُ الحلَّ بالسنن ِ

يزاودونَ بأقوال ٍ من الكذب ِ
ويهتفونَ بأشعار ٍ بلا وزن ِ

وفي المعارك ِ لاحكمٌ ولا نظم ُ
فالشّعبُ والوطنُ ، عرسٌ على المحن ِ

لا ينفعُ السّلمُ والأفكارُ تفترقُ
كلٍّ يقولُ أنا : والشعبُ مرتهن ِ

حبُّ المناصب ِ ذلٌ في طريقته ِ
وعزّةُ المال ِ أشكالٌ بلا ثمن ِ

لا تقتلونيْ فإنّيْ واقفٌ أبدا
مهما أتيتمْ من الأغراب ِ والطعن ِ

ومنْ يريدُ سلاما ً يمسحُ الضّغنَ
فلا سلامٌ ونابُ الحقدِ في دَمِن ِ

مهما تلوّثَ مجرى الماءِ بالأسن ِ
تبقى الينابيعُ عذبَ الأصلِ مؤتمن ِ


وديع القس ـ 31 . 1 . 2014