صفحة 1 من 1

عذراً .. أيها الأخطل ..!! شعر وديع القس

مرسل: السبت مارس 01, 2014 10:05 am
بواسطة وديع القس



عذرا ً أيّها.. الأخطلْ ..!!

ياجهادا ً صفَّقَ النّعلُ الهوانَا
ألبسوهُ العارَ والذلَّ المشينَا

أخطلاً .. بالعزِّ أهديكَ اعتذاريْ
فاعذرونيْ يا قبوراً في سكينةْ

أخطلاً .. والشِّعرُ قدْ صارَ الحدادا
فيْ سبيلِ الذلِّ والرأسِ الدّفينا

بدّلوا الأنوارَ عتمُ الموحشات ِ
واستعانوا بالبطولاتِ الخؤونا

لمْ يكنْ في عمرِهمْ مجدا ً أصيلا
لمْ يكنْ في ذكرِهمْ نصراً مبينَا

لا نقلْ :ماتتْ زماناتُ البطولةْ
بلْ نقلْ :كانتْ ولا زالتْ دخانا

أخطلاً .. عذراً على الشّعرِ المجيدا
حوّلوا أشعارَ مجدٍ للهوانَا

أمّةٌ حرباءَ في لونِ الوجوه ِ
تنشدُ الأفراحَ لكنْ في مشينا

طولَ أيّامِ الحياةِ ، أقسموا
أنْ يكونوا النّاكرين َ الكاذبينا

أيُّ مجدٍ يرفعُ التيجانَ عزّاً
منْ غريقٍ في سحيقِ المزدرينَا..؟

أيُّ مجدٍ يلبسُ الغارَ الجليلا
منْ سفالاتِ الزمانِ الغادرينَا..؟

أيُّ مجدٍ حرّرَ الأرضَ الغصيبا
في نفوسٍ قلبُها فأرٌ جبانا..؟

أيُّ إكرامٍ تراها من سحيقا ً
تحتَ أقدامِ العداءِ ، يستكينا..؟

يحجبونَ النورَ في حبسِ العقولِ
يقتلونَ الفكرَ في صومٍ ودينا

لا ضميراً في قلوبٍ أهلكتها
سرقةُ الأموالِ من شعبٍ حزينا

يسرقونَ النّفطَ في ضخٍّ سريع ٍ
يُحرِموا الأجيالَ من كنزٍ دفينا

كي يُلاقوا غانياتُ الفسقِ سرّا ً
في بلادِ الغربِ أكراما ً حنينا

ثمَّ يأتينا يصلّيْ بالجوامعْ
يخدعُ الشّعبَ البسيطَ ، كالأمينا

كيْ يوافوا ربّهمْ بالمكرماتِ
فوقَ أجسادِ الشّعوبِ المعدمينَا

لا حياءً في وجوه ٍ مسّختْها
نكسةُ الأوطانِ من حين ٍ لحينا

لاحياةً في نفوس ِ الخانعينَا
تحتَ اقدامِ العِداءِ ، كالدّفينَا

أيُّ مجدٍ يُلبَسُ ، كالأرجوانَا
من رجالاتِ الرّياءِ الخائنينَا..؟

استميحُ العذرُ منكَ ، عاشقاً
يا عشيقَ المجدِ وقتَ الماجدينَا

أيُّ مجدٍ في نهاياتِ الزّمانَا
يصبحُ الأعمى يقودُ المبصرِينَا..؟

أيُّ مجدٍ يرفعُ الرّاياتَ نصراً
والثّعالبْ أفسدتْ بيتِ العرينَا..؟

أيُّ مجدٍ فيْ لصوصٍ جاهلينَ
حرّفوا أنوارَ خطِّ الثائِرينَا..؟

أيُّ مجدٍ في زناة ٍ فاسقينَا
بدّلوا عِشقَ الجمالِ ، بالعفونَا..؟

أيُّ مجدٍ فيْ ثعابينٍ تولّوا
عرشَ أشبالِ الأسودِ المرهبينَا..؟

أيُّ مجدٍ فيْ عقول ٍ سيّدتهَا
هيئةُ الإفلاسِ بالحقدِ الضّغينَا..؟

أيُّ مجدٍ فيْ بطولاتِ العروبةْ
أيُّ نصرٍ فيْ رجالٍ خاذِلينَا..؟

أيُّ مجدٍ من سيوفٍ للعروبةْ
همُّهِا بترُ الرؤوسِ المخلصينَا..؟

أيُّ مجدٍ في قوانينِ العروبةْ
مجدُها قطعُ الرّغيفِ والطّحينَا..؟

أيُّ مجدٍ في قتيلِ الأبرياء ِ
أيُّ مجدٍ فيْ رهينِ المؤمنينَا..؟

في سنايا الشّمسِ تعلو المبدعات ُ
عندهم تبقى الإناثُ ، كالسجينا

لادماءً في عروق ٍ جفّفتها
طفلةٌ قدْ همّشتها الغاصبينا

أيُّ مجدٍ في قياداتٍ عميلة
حسّها القوميْ بقمعِ الفاكرِينَا..؟

أيُّ مجدٍ في عشيقاتِ النّكاحِ
يستلمْنَ التّاجَ إكمالاً لدينَا..؟

أينَ ثوّارُ الوغى والمخلصينَا
أينَ عشّاقُ الحياةِ المبدعِينَا..؟

أينَ تيّارِ التقدّمْ والحضارةْ
أينَ أنوارُ العلومِ المبدعينَا..؟

أينَ ثوّارُ العقولِ الملهمينَا
أينَ أحبابُ التّرابِ الباسلينَا..؟

شوّهوا الثّوراتَ والفكرَ النّبيلا
شوّهوا معنى النضالِ الجاهلينَا

شوّهوا فيْ جهلِهمْ معنى الربيعَ
شوّهوا معنى الفصولِ والسّنينَا

قبّحوا لونَ الزّهورِ العاشقاتِ
دنّسوا أرضَ الجدودِ الخالدينَا

قبَّحوا لونَ التّرابِ ، بالدماءِ
ثمّ أردوهُ ، قتيلاً في أنينَا

أيُّ علمٍ من عقولٍ نتَّنتهَا
عتمةُ الجهلِ الكريهِ ، بالعفونَا..؟

أيُّ مجدٍ في اغتصابٍ للطفولةْ
أيُّ غارٍ في رجالاتِ الخيانةْ..؟

أيُّ أمجادٍ نراها بالثّكالى
أيُّ أفراحٍ تغنّيها الحزانى..؟

جرحُنَا قدْ فاقَ أفراحُ العِداءِ
والوَطَنْ يبكيْ دموعَ الآسفينَا

والدّماراتُ الّتيْ حلّتْ عليهِ
كانتِ الأقسى حروباً للزّمانا

أمّةٌ نامتْ على صوتِ الكلابِ
سوفَ تبقى هكذا طولَ الزّمانَا

وديع القس ـ 28. 2 . 2014