وتبقين .. حبيبتي الأزليّة ؟؟ شعر وديع القس

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

وتبقين .. حبيبتي الأزليّة ؟؟ شعر وديع القس

مشاركة بواسطة وديع القس » الاثنين مايو 26, 2014 6:45 am



وتبقين َحبيبتي الأزليّة ..؟؟ شعر وديع القس

الحبُّ نفحةُ ُ طِيبِ الكونِ ما خلَقَا
بالقلبِ مسكنهُ ، باللهِ مُرتفِقَا

الحبُّ نسمةُ روحٍ جلَّهَا البشرُ
ومنبعُ الحبِّ نورُ اللهِ مُنبثِقَا

لا تسألوني عنِ الدّنيا وزهوتُهَا
فالكونُ يبقى بدونِ الحبِّ مؤترَقَا

حبيبتيْ منْ حنينِ الشّمسِ منبثِقَا
ونورُهَا أزلٌ ، دوّامةِ الألقَ

عيونُهَا كالمها حُورٌ ، ونظرتُهَا
سعيرُ سهمٍ وللألبابِ مُختَرِقَا

وقامة ٌ منْ نخيلِ العزَّ روعتُهَا
تمشيْ رتيبا ً وكالخيلاءِ ممتشِقَا

وثغرُهَا قرمزيِّ الّلونِ يتبعهُ
رضابُ شهدٍ منَ الأطيابِ والروَّقَا

ويقطرُ الثّغرُ شهدا ً حينَ تبتسمُ
والوجهُ ينثرُ أنعاماً لمنْ رمقَا

حبيبتيْ تعشقُ الأزهارُ بسمتُهَا
والوردُ يألِفُهَا ، ريّانة ً ،عرِقَا

حبيبتيْ حبُّهَا ميلادُ جنّتِنا
والبدرُ مُكتسفٌ منْ حسنِهَا فلقَا

حبيبتي وجمالُ الكونِ يحسدهَا
والشّمسُ قدْ ألفتْ ألحاظهَا أنقَا

حبيبتيْ كرمة ُ الأعراقِ مثمرةٌ
لذيذةُ الخمرِ والأطيابُ منغدَقَا

تكويْ الجراحَ وما فيها من الألمِ
كبلسمِ الرّوحِ فيْ أنظارِهَا رَفُقَا

وعلّمتنيْ بأنَّ الحبَّ معركة ٌ
وأنْ أكونَ بها ، الفارسُ الوثُقَا

وعلّمتنيْ بأنَّ الحبَّ مكرمة ٌ
وأنْ أكونَ بها ، الرّمزُ والخَلُقَا

وعلّمتنيْ بأنَّ الحبَّ مدرسة ٌ
وأنْ أكونَ لحفظِ الدرسِ في سبقا

وعلّمتنيْ بأنَّ الحبَّ ملحمة ٌ
وأنْ أكونَ بها ، الشّاعرُ العشِقَا

نارُ الحبيبِ كبركانٍ ضراوتهُ
لا يعلمُ المرَّ إلّا مَنْ بهِ صُعِقَا

لا تظلمونيْ وإنْ أصبحتُ ملتهبا ً
فالكونُ محترقٌ للعاشقِ الصّدقَا

لا تظلمونيْ ودمعُ العينِ ينهمرُ
فالقلبُ مرتهنٌ في سجنِها ، مُطبِقَا

لا تظلمونيْ على حزنيْ بلائمةٍ
فالحبُّ أسمى معانيْ الكونِ ما خُلِقَا

لا تظلمونيْ وإنْ عانيتُ من سكرٍ
فالحبُّ خمرٌ لذيذُ الطّعمِ ما عتُقَا

لا تظلمونيْ على عقليْ إذا خلبَ
فالقلبُ أولى من الإحساسِ بالسبقَا

حبّيْ لها وبرغمِ الحزنِ أبتهجُ
وفيْ لقاها نسيمِ الرّوحِ مُنفهِقَا

حبّيْ لها نذيرُ النّفسِ والجسدِ
وإنْ مررتُ بواديْ الموتِ مُنسحِقَا

الحبُّ روحٌ وفيْ الأعماقِ موطنهُ
لا ينتهيْ بظلامِ البعدِ والفرقَا

أقوى العواطفُ في الأحشاءِ تلتهبُ
يمشيْ الحبيبُ كئيبا ً دونما نطقَا

وحسّهُ ، يجمعُ الأفكارَ واحدةً
نحو الحبيبِ بنارِ الشوقِ مُختنِقَا

والهمُّ يجرفهُ ، كالسيلِ مرتطما ً
والحبُّ فيهِ وحيدُ الفكرِ مُنطبِقَا

أضحى الجفاءُ لصيقَ القلبِ فيْ وجعٍ
وصارتِ الزّهرُ تأبى الماءَ مُحترِقَا

ضحّتْ بأدمعِهَا ، تبكيْ وتنتحبُ
والقلبُ قدْ شقّهُ الغدّارُ مفترِقَا

القلبُ فيْ رحمةِ الأزمانِ منعدِمٌ
وفيْ البشائرِ صوتُ الحقدِ مُنزعِقَا

ويلهثونَ على بعديْ لفاتنتيْ
والرّوحُ عطشىْ لرؤيا الوجهِ مُنطلِقَا

لا يعلمونَ معانيْ الحبّ مُخلصتيْ
وفيْ الوريدِ هديرُ الدمِّ قدْ فُتِقَا

والرّوحُ تبقى لصيقَ الحلمِ ساهرة ً
معَ الحبيبِ ورغمَ البعدِ مُلتصقَا

الحبُّ لا يملكُ العينينِ للبصرِ
والقلبُ فيهِ بديلُ العينِ والحدقَا

وهيَ الفصولُ وللأزمانِ دائرة ٌ
تعاقبُ اليومَ صبحاً ثمَّ في غسقَا

ففيْ الشّتاءِ تراها غيثُ ماطرةٍ
والقمحُ والزّهرُ والأشجارُ فيْ طلِقَا

وفيْ الخريفِ سيبقى لحنُهَا أملاً
وفيْ الصّحاريْ ستغدو العشبَ والورقَا

وصيفُها بهجةُ الفلّاحِ معتدلٌ
والحرُّ منها نسيمُ الرّوحِ منطلِقَا

وفيْ الرّبيعِ جمالُ الزّهرِ يعشقهَا
ونفحةُ الرّوحِ تعلوْ الوردَ بالعبقَا

روحيْ وتهفوْ إلى العلياءِ ضارعة ً
أنْ تلتقيْ معها بالموتِ إن طبقَا

وعلّةُ الجسمِ تُشفى فيْ طبابتِهَا
والطبُّ فيْ علّةِ الأرواحِ مؤترَقا

جرحُ القلوبِ عميقٌ في مهابتهِ
ككاتمُ الصّوتِ قتّالٌ بلا نطَقَا

والقلبُ مسكنهُ ، بالرّوحِ زهوتهُ
وصاحبُ الحبِّ يبقى دائمَ القلقَ

وإنْ سألتمْ عن الأرواحِ فيْ جسديْ
فقلتُ : روحيْ رهينُ الموتِ ما فرقَا

لا تسألونيْ عن الأحبابِ والأملِ
فالحلمُ يبقى مع الأحباب ملتحِقَا

لا تسألونيْ فقلبيْ بعدها صنمٌ
صمتُ الوريدِ معَ الشّريانِ مُنغلِقَا

قلبُ القتيلِ بصمتِ الموتِ يستكنُ
قلبُ الحبيبِ ويبقى دائماً حرِقَا

الروحُ تهوى خلاصَ النّفسِ منْ ألمٍ
روحُ الحبيبِ وتبقى دائمُ العشقَا

جرحُ السّيوفِ سيمضيْ بعدهُ الوجعُ
جرحُ القلوبِ طوالَ العمرِ منزهِقَا

نومُ الجريحِ بُعيدَ الكيِّ غفوتهُ
وفيْ الحبيبِ كموجٍ هائجٍ قلقَا

دمعُ الحنينِ إلى الدّنيا بمختتمٍ
دمعُ الحبيبِ كسيلِ جارفٍ دفِقَا

يا نجمةً أبهرتْ أعتامَ أزمنتيْ
ونورُهَا أدركَ الأعتامَ مخترِقَا

سرقتِ قلبيْ من الأحشاءِ نائية ً
والرّوحُ صارتْ بسحرِ الطّيفِ ملتصقَا

الحبُّ لا تكتويْ نيرانهُ أبدا
إلّا لقاءً معَ الأحبابِ في عنقَا

لا يشعرُ المرءُ بالأتعابِ والألمِ
إن كانَ يمشيْ لصيقَ الموتِ والرّمقَا

لو كانَ فيْ الجرحِ آمالاً تقرّبهُ
لقاءَ حبٍّ ويمحوْ الجرحَ والفتَقَا

جلُّ المعانيْ بدونِ الحبِّ فارغة ٌ
فاللهُ حبٌّ ومنْ أنوارهِ ، شرقَا

لحنُ الوجودِ كنبضِ القلبِ من وترٍ
ذكرى الحبيببِ بترتيلٍ على نسقَا

والّلحنُ فيْ بعدِهَا أشجانُ هائمةٍ
وذكرها يجلبُ الأفراحَ والعبَقَا

أشعلتِ نيرانَ طوفانِ الهوى هلعا ً
وفيْ بعادكِ جفَّ الدّمعُ بالحدقَا

وإنْ غدوتِ أعاليْ النّجمِ عاليةً
سأمتطيْ صهوةَ الأنوارِ ملتحقَا

وإنْ سكنتِ بعمقِ البحرِ ضائعة ً
سأركبُ الموجَ غواصا ً إلى العمقَ

وإنْ حبيتُ على صدريْ لرؤيتها
وإنْ جثيتُ إلى الأقداسِ مسترِقَا

لما شعرتُ بأتعابٍ على جسديْ
ولا شعرتُ بسدلِ العينِ والأرقَ

إنْ قيّدونيْ بحبلِ الموتِ مُرتضيا ً
ففرحتيْ معها بالموتِ والشّنقَا

ففيْ فراقكِ صارَ القلبُ ملتهبٌ
والنّبضُ فيهِ رهينُ الوهنِ والخفقَا

وإنْ رحلتُ إلى دنيايَ مُرتحلا ً
دعُ الصّلاةَ لها ، باللهِ مرتفقَا

وإنْ مشيتُ على الأشواكِ في كربٍ
إلى لقاها يصيرُ الشوكُ في لبُقَا

لا تحرموها بكاءً من مدامعِهَا
فهيَ الحنينُ لنبعِ العينِ إنْ طفَقَا

وحينَ تأتيْ لقبريْ وهيَ جاثيةً
سيسمعُ اللهُ نجواها بمسترِقَا

إنْ عيّرونيْ جهاتُ الأرضِ قاطبةً
لا يحسبُ القلبُ إلّا منْ بهِ عُلقَا

دعُ الأناملَ تذروْ التربَ وادعة ً
ولينعمُ القبرُ مرتاحاً بما غدَقَا

دعُ العيونَ لتلقيْ نظرةَ الختمِ
ففيْ الوداعِ دموعُ العينِ بالشّفقَا

وإنْ تلامسَ تُربيْ طلَّ مدمعِهَا
فسوفَ تحييْ عليلَ الروحِ إنْ زُهِقَا

حبيبةُ القلبِ والأحلامُ تجرفنيْ
وأينما ذهبتْ ،كالظلِّ ملتصِقَا

حبيبةُ القلبِ والذكرى تعاتبنيْ
أينَ السّبيلُ وأينَ البابُ والطّرُقَا

سجّانةُ الرّوحِ بالأصفادِ توثِقُنِيْ
فكّيْ القيودَ فقلبيْ فيكِ مُنعتَقَا

ما أجملَ الحبُّ فيْ إخلاصهِ نذرا
نحوَ الفناءِ فداءَ الحبِّ والعشقَا

الحبُّ نورٌ وللأعتامِ مخترقَا
أنتِ الحبيبةُ والإخلاصُ والصَّدَقَا

تبقينَ حبّيْ وحبُّ الكونِ ما عتقَا
تبقينَ روحيْ وفيضُ الرّوحِ في دفقَا ..!

وديع القس ـ26 . 5 . 2014
الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

أضف رد جديد