أم تفاجأ بالفلم الكوميدي الذي يتابعها ابنها

[mick]

هلت صديقة لي بعدما قادتها المصادفة البحتة لمشاهدة أحد أفلام «الدي في دي» التي يستأجرها ابنها من أحد المتاجر القريبة من المنزل.

فالفيلم الذي يفترض أن يكون فيلماً كوميدياً كما قرأ طفلها في تصنيفات صفحة السينما بإحدى الصحف السورية، تبين أنه مملوء بالمشاهد والتلميحات الجنسية الفجة التي تجعله لا يصلح حتى للكبار أنفسهم! فما كان من الصديقة إلا أن اتصلت بالصحيفة وأنبت الإدارة التي أبلغتها أن لائحة الأفلام تصلهم جاهزة بالأنترنيت وهم لا يطلعون عليها ولا يصنفونها، بل ينشرونها كما هي! في الحقيقة قد تتحمل الصحيفة بتراخيها هذا جزءاً مهماً من المسؤولية، لكن هل يفترض بالوالدين أن يدعا طفلهما يستأجر «بنفسه» الأفلام ويشاهدها وحده هكذا دون أي رقابة؟ ودعونا لا ننسى البائع الجشع الذي يفترض أن يمنعه ضميره قبل القانون من بيع مواد كهذه للأطفال. الحالة وصلت فعلاً «لفلتان» أخلاقي وتربوي لم يشهد مجتمعنا لها مثيلاً، فالإعلام في واد والمربون في واد والأطفال في واد. فبإمكان أي طفل مشاهدة أعمال ليست موجهة له في وضح النهار أو يمكنه الحصول على أي فيلم بمجرد دخوله أياً من محال بيع «الفيديو والدي في دي» معظمها غير مرخص وغير مراقب وتتخذ طابع «الأوكار».
بينما في الولايات المتحدة وهي المصدر الأساسي للترفيه السينمائي والتلفزيوني توجد هناك هيئات مستقلة متخصصة بتصنيفات الأفلام والمسلسلات ولأي أعمار يمكنها مشاهدتها. هذه الهيئات تحذرها شركات الإنتاج العملاقة ومتاجر الأفلام وتعمل لها ألف حساب، فالقانون يجبر وضع تصنيف وتحذير على الفيلم ولأي أعمار تسمح مشاهدته على الملصقات وأغلفة «الدي في دي» وبذلك يعلم الوالدان تماماً ماذا يشاهد طفلهما.
أما عندنا فحدث ولا حرج، فمثل هذه الهيئات غير موجودة إطلاقاً والأفلام والمسلسلات والأغاني عربية وأجنبية غير مصنفة، والأهل يكادون غير مكترثين بأولادهم مكتفين بلعن الإعلام، أما القنوات التلفزيونية العربية والتي تتبجح بأنها متوجهة للعائلة فلا تكلف نفسها عناء وضع تنبيه عن محتوى الفيلم أو المسلسل قبل عرضه إلا فيما ندر معتمدة كلياً على ما يسمى «مقص الرقيب» الذي يسمح للأطفال بمشاهد العنف والرعب والمجون والسباب القذر، لكنه يتحمل كامل المسؤولية بحجب مشاهد العري «الكاملة» لأنها وحدها «العيب» الذي يجب حجبه عن عيون الأطفال

عن جريدة الوطن السورية