تأمل في رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 12 ، 13

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

تأمل في رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 12 ، 13

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » الجمعة مارس 14, 2008 8:18 pm

كنيسة القديس جيورجيوس
في الربة
تأمل في رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 12 ، 13
إعداد الأب فادي هلسا
وسمعت صوتاً من السماء قائلاً لي : اكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن ، نعم يقول الروح ، لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم .
أيها الأبناء المحبوبين بالرب :
النعمة لكم والسلام .
طريق هذه الحياة طريق شاق وصعب ، ومن يبدأ بشق هذا الطريق يصطدم بأمور كثيرة تعيق حركته غالباً .
لكل إنسان في هذه الحياة أهدافاً يسعى لتحقيقها وقد تتصادم أهداف الناس المشتركة ، فتبدأ المنافسة بنوعيها الشريفة وغير الشريفة ، وكلا المنافستين تتمان بشق الأنفس والركض ، وأن يدوس الإنسان على كل ما يصادفه في طريقه من عقبات تؤدي به لتحقيق هدفه المنشود
وتنتهي كل حياة الإنسان بالموت ، الذي هو حق على الجميع ولا بد منه . فهل خلق الله الإنسان للهلاك والفناء ؟ الجواب بكل بساطة لا . لأن الرب الإله عندما وضع حواء مع آدم في الفردوس قال لهما : أنموا واكثروا واملئوا الأرض وأخضعوها لكم . فالإنسان لم يخلق للهلاك بل للمعيشة والبقاء ، وزينه الرب بالعقل والإرادة ، ولم يجعله مسيراً ، لأنه لو جعله مسيراً فلا فائدة للعقل والإرادة ، فهما شيئان مخلوقان لا داعي لهما .
وحتى عندما أهلك آدم نفسه بالعصيان والتمرد والكبرياء ، وفتح أذنيه لوسوسة الشيطان ، لم يهمله الرب بل دبّر له خلاصاً بتأنس مسيحه ، الذي حول الإنسان من عبد خاضع لسلطان رئيس الظلام في العالم إلى ابن حر ووارثاً لملكوت معد له من قبل إنشاء العالم ، وبهذا أصبح الإنسان المؤمن ابناً لله بالتبني ، وبعدما كان الموت نهاية وفناءً حتمياً للبشر ، أصبح خطوة أولى في الوصول إلى الملكوت لكل من يؤمن بالمسيح مخلصاً ومعتمداً باسمه .
لذلك ، حسن أن يكون للإنسان أهدافه في الحياة الحاضرة ، يحققها بنعمة الله ومعونته ، وعندما يحققها ، يصبح هنالك معنى وقيمة لوجوده في هذه الحياة .
لكن الله لعظم رأفته ومحبته للبشر ، برغم حثه الإنسان على أن يحقق ذاته في هذه الحياة ، يؤكد على أن كل ما فيها زائل بالموت ، ولا يأخذ الإنسان معه أي شيء قد حققه ، بل على الإنسان أن يضع لحياته هدفاً أسمى قبل كل شيء ، وهو هدف الوصول للحياة الأبدية ، ويتمتع بشركة دائمة مع الله في مدينته السماوية . تلك الشركة التي قطعها آدم بعصيانه للخالق ، والتي أعادها المخلص الفادي بسفك دمه على الصليب ، فالهدف الأسمى للإنسان وصوله الحياة الأبدية بعد الموت .
كيف يتحقق هذا الهدف ؟ هذا الهدف تحقيقه أسهل بكثير من أهداف العالم الصعبة والكثيرة ، فهو أن نحقق قانون إيمان الذي نتلوه في كل خدمة تقريباً في الكنيسة ، وهو أن نؤمن بسر الثالوث الأقدس والتجسد الإلهي ، وأن نؤمن أن الجميع قد أخطئوا وأعوزهم مجد الله ، وأن دم المسيح هو أداة صالحة جداً للتطهير من كل خطيئة ، ونمارس الأسرار المقدسة في الكنيسة بانتظام ، وأن يكون إيمان الكنيسة الذي تعلمنا إياه بواسطة رعاتها منهجاً حياتياً تتفرع منه الأعمال الصالحة التي هي ثمرة ذلك الإيمان ، وأن نتذكر دائماً أن أي عمل حتى لو كان صالحاً هو لا شيء بدون الإيمان ، والإيمان بدون الأعمال ميت في ذاته . وعند نهاية حياة الإنسان لا ينتفع من أمور الحياة شيئاً إلا أعماله النابعة من إيمانه العميق بالرب وبكنيسته ولا يتبعه بعد الموت سوى تلك الأعمال .
من هنا سمع القديس يوحنا صوتاً من السماء يأمره قطعياً أن يكتب تلك البشارة طوبى للأموات في الرب ، فهم يستريحون من تعبهم بما حققوه من أهداف جليلة في الحياة الحاضرة ولا يتبعهم منها إلا أعمالهم .
أيها الأحباء بالرب : إن كنا اليوم قد نسينا أو تناسينا هدف الوصول للأبدية ، وهو هدف ينساه الكثيرون في خضم مشاكل الحياة ، أمامنا فرصة اليوم قد لا تتكرر غداً لنبدأ في تحقيق هذا الهدف ، ولا نفكر في أنفسنا بأن هل يرحمنا الله بعد هذه السنين الطويلة من البعد عنه . نجيبك ببساطة أيضاً : لقد أعطى الرب نفس الأجر لمن عمل منذ الساعة الحادية عشرة كالذي عمل منذ الساعة الأولى ، وقبل توبة اللص الذي صلب معه على اليمين عند آخر رمق من حياته التي كانت كلها سلباً ونهباً وقتلاً ، فالله رؤوف ومتحنن على أبنائه .
أيها الابن الحبيب بالروح :
استغل رأفة الله بك وعد إليه ، تجد الراحة . ألق إليه كل همومك ، واسأله كل هدف تريد تحقيقه سيستجيب لك . ألق عليه كل أحمالك وأتعابك ، ستجد راحة وسعادة لم ولن تعرفها بعيداً عنه . وتذكر أنه لم يخلقك للهلاك بل للاستمرار في الحياة بعد الموت في حضرته مع الأبرار والصالحين . آمين .

mari
مشرف إداري
مشاركات: 4524
اشترك في: الجمعة فبراير 16, 2007 8:42 pm
مكان: العراق

Re: تأمل في رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 12 ، 13

مشاركة بواسطة mari » الجمعة مارس 14, 2008 9:51 pm

الأب فادي هلسا كتب:أيها الابن الحبيب بالروح :
استغل رأفة الله بك وعد إليه ، تجد الراحة . ألق إليه كل همومك ، واسأله كل هدف تريد تحقيقه سيستجيب لك . ألق عليه كل أحمالك وأتعابك ، ستجد راحة وسعادة لم ولن تعرفها بعيداً عنه . وتذكر أنه لم يخلقك للهلاك بل للاستمرار في الحياة بعد الموت في حضرته مع الأبرار والصالحين . آمين .
استجب يارب

شكرا ابونا على هذه الموعظة

صورة العضو الرمزية
رياض
قنشريني ماسي
مشاركات: 3999
اشترك في: الأحد ديسمبر 28, 2003 10:57 pm
مكان: tartus
اتصال:

Re: تأمل في رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 12 ، 13

مشاركة بواسطة رياض » الجمعة مارس 14, 2008 10:44 pm

شكرا ابونا فادي على موضوعك القيم
صورة[\



صورة

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

Re: تأمل في رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 12 ، 13

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الجمعة مارس 14, 2008 11:42 pm

شكرا لك ابونا
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

Re: تأمل في رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 12 ، 13

مشاركة بواسطة وديع القس » السبت مارس 15, 2008 12:33 pm

سلمت يمينك يا أبونا :
يقول القول المأثور ( إنّ الإنسان لا ياخذ شيئا ً معه بعد مماته ) .. وهذا الأمر ينطبق على الأمور التي تتعلق بالمال والشهرة والممتلكات وغيرها من الأرضيات .
إلا إنّ اولاد الله يمكن أن يعطوا ثمرا ً يستمر حتى ما بعد الموت بالمحبة والتي هي الأساس المُبنى عليه حياتنا والأمانة والرجاء والإيمان الذي في المسح يسوع .
يا لغبطة المثابرين في احتمال الألم والصليب لا في عهد ضد المسيح فحسب، ولكن في أي وقت. لأن الألم وتعب الطريق والصليب هذه كلها سمات المؤمن الحقيقي حتى وإن كان متوحدًا لا يرى وجه إنسان.
لقد انتقل القديس أغسطينوس .. وهو يترنم بمزامير التوبة بقلب منسحق ودموعه تسيل من عينيه. طوباه! وانتقل القديس باخوميوس.. وهو لا يكف عن الاهتمام بشئون أولاده وتدبير حياتهم رغم اشتداد المرض عليه. طوباه! وفي كل يوم تنتقل شموع منيرة تذوب يومًا فيومًا محترقة بمحبة الله حتى تنتهي!
باركك الرب أيها الأب الفاضل شمعة ً منيرة لتضيء وتحرق الظلام بكلمة الله 0
الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

أضف رد جديد