( الحقيقة والحريّة .. أم الكذب ..؟!

[وديع القس]

(الحقيقة والحريّة..أم الكذب ؟..! )

في أحد أيام الربيع المشرقة تغيّب أربعة تلاميذ عن الصف الصباحي . وعندما حضروا بعد الغداء اعتذروا من المعلمة معطين إيّاها حجّة أنّ السيارة عطّلت مجيئهم إلى المدرسة وذلك بسبب ثقب في العجلة ...
ابتسمت المعلمة وقالت بكل هدوء : لقد خسرتم امتحانا ً مهمّا ً جدا ً في هذا الصباح ، ولكنكم تستطيعون أن تأخذوه الآن ..وبعدما استعدّوا وأخذوا ورقة وقلما ً ، قالت لهم والابتسامة على ثغرها :
السؤال الأول : أيّة ُ عجلة ٍ ثُقبتْ ..؟فلم يستطع التلاميذ إعطاء الجواب الحقيقي ..!
أخي أختي .. لا يستطيع أولاد الله أن يكذبوا وأن يتهرّبوا من كذبتهم .
قال الرسول بطرس لحنانيا : أنت َ لم تكذب على الناس بل على الله – أعمال- 5 : 4 ..!
إن الحقّ هو صفة من صفات الله ، وحين نخدع أحدا ً أو نكذب عليه فإنّنا نغيظ الله بالذات ، لأنّ الله لا بدّ وأن يبيّن كل ما هو ليس حقا ً ويخرجه إلى الضوء ، فإن كنا لا نقرّ بأخطائنا ونعترف بها في هذه الحياة ، فسنعترف ونقرّ بها علانيّة ً في الأبدية عندما نقف ونظهر أمام كرسي المسيح (ليعطي كلّ واحد ٍ منا حسابا ًعمّا فعل في الجسد خيرا ً كان أم شرّا ً- 2 كو 5 : 10 )
أوضح الرسول بولس أن كل خطية موجهة في الواقع ضد القدوس الذي بلا خطية، وكما يقول المرتل: "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت" (مز 115- )
هل غضب بطرس، طالبًا موت حنانيا وسفيرة؟ قطعًا لا، إنما أراد الله ألا يهلك الآخرون باقتدائهم بهما.
لقد هلك لأنه خدع، وكان يمكنه ألا يقدم شيئًا بالمرة دون ممارسة الخداع. لكنه إذ دخل بالخداع إلى العمل لم ينتفع بحريته بل دفع ثمن خداعه.

لم تكن خطية حنانيا في احتفاظه بجزء من المبلغ، بل في كذبه وريائه حيث أراد أن يظهر كمن كرس حياته وممتلكاته بالكامل لله، بينما يحتفظ في قلبه بمحبة المال وملكية عدو الخير عليه. إنها خطية التكريس الصوري المزيف، إذ كذب على الله فاحص القلوب.
هكذا إذ نال حنانيا الروح القدس لم يتجاوب معه، بل أصرّ على دخول الشر إلى قلبه ليملك فيه، فسقط تحت الحكم.
يرى البعض أن صدور هذا الحكم الذي يبدو لنا أنه سريع كان بسبب مركز حنانيا، إذ يرى لايتفوت - أنه كان من المائة والعشرين الذين حضروا يوم الخمسين، وكان له دور فعّال للشهادة، لكن قلبه لم يكن مستقيمًا، ولا تجاوب مع الروح القدس. هنا تظهر خطورة القائد في الكنيسة، متى نال موهبة الخدمة بالروح القدس، لكنه لم يسلك بروح الله.
حينما يخطيء الإنسان، أيا كانت خطيته، فإن أبواب الرجاء مفتوحة أمامه، يقوده إليها الروح القدس بالتوبة. أما من يكذب على الروح القدس في تصميم وتنفيذ عملي، فإنه يعطي ظهره للروح القدس الذي يبكت على خطية، فلا تجد التوبة لها موضعًا فيه. خطية الكذب تفسد الإنسان، وتنقله من البنوة لله إلى البنوة لإبليس الكذاب وأبو الكذابين (يو 8 : 44)0
كان حنانيا فقيرًا عندما باع أرضه وقدم المال للرسل، إذ لم يكن قادرًا أن يفي بالدين بل شغل نفسه بالأكثر (بالمال). وكانت الأرملة غنية، هذه التي قدمت فلسين في الخزانة، التي قال عنها المسيح: "هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع" (لو21: 3) فإن الله لا يطلب مالاً بل إيمانًا.

يجب على كل أحدٍ أن يعطى اهتمامًا عظيمًا لئلا يسلبه "الكذب"، لأن الكذاب لا يتحد مع اللّه.
الكذاب غريب عن اللّه. ويقول الكتاب المقدس بأن الكذاب هو من الشيطان إذ هو "كذاب وأبو الكذاب" ( 8 : 44 )
هكذا ُدعي الشيطان أبو الكذاب، أما الحق فهو اللّه، إذ يقول بنفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 6:14)0
أما ترون إذن كيف أننا نصير غرباء عن اللّه بالكذب وبمن نتحد (عن طريقه)..؟! لذلك إن أردنا بحق أن نخلص، يلزمنا أن نحب الحق بكل قوتنا وكل غيرتنا، ونحرس أنفسنا من كل كذب، حتى لا يفصلنا عن الحق والحياة.
إنّ الكذب قد يريحنا لمدّة ٍ قصيرة ، ولكنه دائما ً يؤول إلى الخسارة التامة والحتمية في النهاية .
إن كنت َ كمسيحي وقد سبق لك وكذبت َ على أخيك .اعترف للرب أولا ً، ومن ثم اعترف لأخيك واختبر راحة قلبية حقيقية ترافق قول الحقيقة في مسيرة حياتك .
لأنّ أفضل طريقة لتفادي الكذب ..هي ألاّ تعمل تدبيرا ً لكتمه وبهذا ستبقى حبيس الحقّ والحريّة وملازم ٌ للكذب 0

[ashor]

+++

اخي الفاضل وديع القس

كم احب ان اسير بين كلماتك وحروفك الجميلة والمعبرة لأنال منها بركة المعرفة

نعم اخي الغالي

يقول الكتاب المقدس " لا تحلف باسم الرب إلهك كاذباً ( خر 20 : 7 )

اخي الفاضل

عندما سقط ابليس وعُين آدم ونسله ورثة لمنزلته ومنزلة رفاقه الساقطين أخذ يحسده وفكر أن يسقطه عن رتبته .
فلم يجد وسيلة إلا الكذب والغش والثلب لأسقاطه ، فعمد الى حواء بزيّ الحية وقال لها : لن تموتا ! بل يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان عارفين الخير والشر . ( تك 3 3 : 5 ) ...

وبهذه الطريقة طريقة الكذب أغوى حواء فقطعت وأكلت ، وثم أعطت رجُلها فأكل . ومن ثم نالا جزاء مخالفتهما الطرد من الفردوس ، والولادة بالأوجاع والخبز بعرق الجبين ، وذلك قصاصاً لهما ولكل نسلهما .

كل هذ الانقلاب أحدثته اكذوبة الحية القديمة .

ولذا يقال إن الكذب هو مفسد النظام ، وباعث التشويش ، وعاكس الامور المستقيمة ، ومغرق الاخوان والاحباء ..


مع محبتي لك اخي الغالي وديع ..

...

[om-George]

إن الحقّ هو صفة من صفات الله ، وحين نخدع أحدا ً أو نكذب عليه فإنّنا نغيظ الله بالذات ، لأنّ الله لا بدّ وأن يبيّن كل ما هو ليس حقا ً ويخرجه إلى الضوء

تاملات ر ائعة اي وديع

شكرا لك انا شخصيا استفدت كثيرا من كتاباتك ومازلت انتظر المزيد


سلمت يداك

[Abouna]

المجد لله الأعظم
كل الشكر للأخ وديع على هذا الموضوع الجميل والمهم, وأيضا كل الشكر للأخ آشور.
الكذب في هذه الأيام أصبح ملح الحياة للأسف الشديد .كما ان الانسان مننا أصبح لا يعطي اهتمام لما يقوله, البعض مننا أوجد لنفسه ما يتهرب به بقوله(كذبة بيضاء), وهذا ما يجعلنا نستخف بهذه الامور .
لذلك لا بد لنا من التنويه دائما ان الكذب مثله مثل باقي الخطايا التي تؤذي الروح التي جعلها الله فينا .

[وديع القس]

الغالي آشور الكبيرْ ..
الكبيرُ بحكمته وثقافته
الكبير بحبّه وعلمه الغزيرْ ..
الكبير بإنسانيته الفريدة
وتواضعه المُثيرْ..
الكبير بصدق الصداقة
مع العامل والعالم
مع الكبير والصغيرْ..
بوركت يمينك أيها المتّقدُ باللّهب ِ
أبدا ً كالنجم ِ المُنيرْ..
روح الرب تغمرك بحنانه والله لا يحرمنا منك أيها الإنسان الكبير ومن قلمك المبدع 0

[nahren]

اخي وديع
كلمات مقالاتك تنعش روحنا وفكرنا كلما قراناها نزداد ايمانا وقوة
نعم يا اخي ابشع السيئات هو الكذب
ولا بد الله يكشف الكذاب مهما طال الزمن على كذبه
لكن في النهاية تظهر الحقيقة
والسؤال الذي يبادر ذهني هنا
ماهي الفائدة التي يتلقونها الكذابون من من كذبهم ؟؟؟؟؟؟
هل يمتلكون العالم بالكذب ؟؟؟؟؟؟
وان كان ذلك ماهي فائدة المال ؟؟؟؟؟؟
هل يستطيعون فعل شيء بالمال مقابل ما يعطيه الله لنا من محبة ابدية اذا استغنو عن الكذب واللجوء الى جمع الاموال وغير ذلك ؟؟؟؟؟؟
كل هذه الاسئلة يمكننا نتلقى لها الجواب الكافي
عندما ننظر الى محبة الله بصدق وامانة ومحبة
بارك روحك الرب وتكتب لنا المزيد .....

[وديع القس]

الغالية أم جورج ..
شكرا ً لمرورك الدائم والمفيد والإضافات الرائعة ، وباركك الرب على هذه الغيرة الروحية وهذا القلب الطلب 0

[وديع القس]

باركك الرب أيها العزيز Abouna
وشكرا ً لمرورك وإضفاتك الرائعة ، متمنيا ً لك التوفيق والتألق من الرب 0

[وديع القس]

كلّك ذوق يا أخت nahren ..
أجل :
أنّ كلماتك وردودك لها طعم ٌ من البلسم الروحي الأصيل لما تعبّر عن صفاء القلب والروح والإيمان ..
باركك الرب يا أخت نهرين وروح الرب تغمرك بحنانه أبدا ً 0

[mari]

اشكرك اخي العزيز وديع
عندما قرأت الموضوع قلت لنفسي نعم ليس المفترض
بالانسان ان يكذب او يبرر لنفسه اي كذبه ليكن كلامنا
نعم اولا بكل بوضوح لنكون احرار ...
ولكن اخي العزيز مثل كل مرة يتراودني سؤال لك
في بعض الاحيان نكون تحت امر واقع يتحتم لنا ان
نخبي بعض الاشياء ..وذلك تفاديا لوقوع مشاكل اكبر
واكبر عندما نخبي ما نعرفه ننقذ ناس من مشاكل او نعالج
مواقف صعبة .....
برأيك اخي وديع
هل هذا يسمى كذبا ؟
او يسمى كذب ابيض مثل ما قاله ابونا ؟
الاسئلة كثيرة ولكن لها مفهوم واحد هل هذا المبرر صحيح
ام خاطئ ؟

لك مني كل التحية اخي وديع

[وديع القس]

أختي الغالية ماري :
الرب يسوع الذى كان يبدأ .....كلامه دائما بجملة " الحق اقول لكم ...." أعتقد أنها تكفي للرد على أيّ شخص ٍ كان .
لكن اذا اكدنا صحة ان هناك كذب أبيض أو أسود فسنؤكد بأن هناك كذب حلال وكذب حرام معناها انه يوجد هناك زنا حلال وحرام ..

و الْكَذِبُ هُوَ الإخبار عَنْ الشَّيْءِ بِخلاف مَا هُوَ فيه ، و أمّا الصِّدقُ فَهُوَ مُطابَقَةُ القَوْلُ والضَميرَ و المُخْبَرُ عَنْهُ مَعاً .

فالكَذِبُ ضِدُّ الصِّدق ، و كُلّ إخبارٍ بخِلاف الواقع يُعَدُّ كَذِبَاً ..
وعندما يؤكّد رب المجد قائلا ً : فليكن كلامكم نعم نعم أو لا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير ..يؤكد بأن الكذب كذب مهما كان نوعه - صغيرا ً أم كبيرا ً ولا يعطي أيّ مبررات لذلك ، ويختلف هذا الأمر بعض الشيء في العهد القديم - عندما كذبت راحاب لإنقاذ الرجلين الذين خبأتهم عندها ..كذلك عندما جلست راحيل على أصنام أبيها وأعلنت أنها لا تستطيع الوقوف لسبب وجيه والقصص كثيرة في العهد القديم ..ألخ 0
وهذه المواقف يسميها الآباء الحذر والتحفظ لأصلاح موقف موعود بالسلام أو لإنقاذ موقف فهذا يصبّ ُ في علم الإصلاح والإبتعاد عن الشرور بطريقة مسالمة .. ورغم الهدف كان هذا الكذب مُدان من قبل الله..!
وأقول لك ِ يا أختاه من خلال معرفتي المتواضعة ..بأنّ الكذب هو كذب ولا أعتقد لا كاهن ولا بطريرك ولا بابا ولا قديّس من السماء - من بطرس الرسول حتى الآن -قادر أن يقنعني غير ذلك 0 باركك الرب يا أختاه وروح الرب تغمرك بحنانه أبدا ً 0

[رياض]

حبل الكذب قصير
والصدق منجي الاف المرات اكثر مما ينجي الكذب
كل هذا الكلام مقتنعين فيه جدا اخ وديع انا وكل من يقراه
لكن كما قالت الاخت ماري يضطر الانسان ايحانا للكذب اضطرارا اي مجبرا
وانا اقول الانسان لان الانسان بطيعه خلق قابلا للغلط منذ ادم وحواء
واعتقد انه من حكم الله علينا كبشر انه خلقنا قابلين للخطا كي نتعلم منه الصواب
فلا شي في هذه الدنيا من منطلق روحي وجد الا ليخدم كلمة الله سبحانه وكل خير خلق الله له شرا يقابله
فنحن عندما نكذب او نصدق فكله بامر الله وبحكمة مقصودة من جلاله وانا هنا اتكلم من ناحية روحية اخ وديع
اما من الناحية الاخلاقية فانا عندما اكذب ولا يتسبب كذبي بضرر لانسان اخر او اكذب ولا اخذ من وراء كذبي فائدة او منفعة فاني بذلك اكون مذنبا ولكن باخف المعايير المعتبرة للكذب
ومع كرهي له الا اني مضطر بحكم طبيعتي البشرية ان اكذب احيانا
شكرا لك اخ وديع على مواضيعك القيمة والتي تحتاج مناقشتها اياما طويلة

[وديع القس]

باركك الرب أخي رياض ..
وكما تفضّلت لا نريد أن نخوض َ أكثر ونغوص في العمق ..وخاصة في المجال الروحي ، لأنّ الأمر واضح وصريح في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ..واعلم يا غالي انا لم أستطع أن ازيد حرفا ً ولا أنقص حرفا ً على كتاب الحياة ( العهد الجديد ) 0
سلمت يمينك يا أخي وروح الرب تغمرك بحنانه والحمد لله على سلامتك يالغالي 0