هل الأغنياء لا يدخلون ملكوت الله؟

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
اشوري
قنشريني فعال
مشاركات: 286
اشترك في: الجمعة يونيو 20, 2008 10:02 am
مكان: العراق _اربيل_عينكاوا

هل الأغنياء لا يدخلون ملكوت الله؟

مشاركة بواسطة اشوري » الأربعاء أغسطس 06, 2008 11:16 am

إن هذا السؤال هام، لذلك فإنه من المناسب عرض الحوار الذي جرى بين المسيح وأحد الأغنياء قبل الإجابة على السؤال، لفهم الموضوع مع القرينة التي قال المسيح فيها إنه يعسر أن يدخل غنيّ إلى ملكوت الله؟
عندما كان المسيح يتكلّم عن البر والتقوى، تقدم إليه رجل غنيّ وقال له: "أيها المعلم الصالح، أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟" فقال له يسوع: إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا قال له: أية الوصايا؟ فقال لهم يسوع: لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك". قال له الشاب: هذه كلها حفظتها منذ حداثتي فماذا يعوزني بعد؟ قال له يسوع: "إن أردت أن تكون كاملاً فأذهب وبعْ أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء، وتعالى اتبعني". فلما سمع الشاب كلام يسوع. مضى جزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة. فقال يسوع لتلاميذه: الحق أقول لكم، إنه يعسر أن يدخل إني إلى ملكوت الله" (متى 19: 23-24).
نلاحظ من هذه الكلمات أن الرجل المذكور في القصة أراد أن يتبع يسوع، وأحبّ أن يدخل ملكوت الله، ولكنه كان متعلقاً لدرجة كبيرة بأمواله التي كانت توفر له أسباب الراحة والرفاهية والمتعة، والكبرياء، والجاه والقوة وفي الوقت نفسه الابتعاد عن الله، أو بالأحرى نسيان الله. وقد عرف المسيح نقطة الضعف في ذلك الرجل الغني بأنه محب للمال، كما عرف أيضاً ما للمال من قوة غريبة لجذب القلوب إليه. لذلك كان المسيح كالطبيب الذي عرف الداء فوصف الدواء، فقال للرجل الغني: "اذهب وبعْ كل أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء، وتعالَ اتبعني". فعندما سمع الرجل الغني هذه الكلمات، مضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة.
ما معنى قول المسيح: إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني ملكوت السماوات؟
كان المسيح يعرف أن للمال قوة غريبة تجذب قلوب الناس إليه. والمعروف أن بعض الأغنياء لا يشعرون باحتياجهم الروحي نظراً لاكتفائهم بالغنى المادي. وأن تاريخ العالم يشهد بصحة مفاد قول المسيح، بأن الكثيرين من الأغنياء لا يتّقون الله ولا يعيشون حسب إرادة الله، بل يتبعون شهواتهم وملاذهم فلا يدخلون ملكوت الله. لذلك قال المسيح يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت الله، ولم يقل إنه من المستحيل أن يدخل إلى ملكوت الله. فمن الناس الأغنياء من يتّقون الله ويصرفون أموالهم في سبيل خدمته وفي أعمال البر والإحسان، ومساعدة إخوانهم في الإنسانية.
أما معنى قول المسيح بأن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله. فهو كلام جارٍ مجرى المثل، يضرب للأمر المستحيل، وأيضاً للشيء النادر أو البعيد الوقوع. أو قد يكون استعمل مجازاً. وتشير بعض تفاسير الكتاب المقدس إلى أن ثقب الإبرة الذي أشار إليه المسيح. يشير إلى بوابة كبيرة في أورشليم، ويوجد ضمنها باب صغير يفتح عادة لدخول الناس منه عندما يقفل الباب الكبير. ومثل هذه الأبواب ما زال شائع الاستعمال حتى الآن في بعض المدن القديمة ولا سيما في المدن المحاطة بأسوار لها أبواب للدخول منها. فالبوابة الصغيرة الموجودة ضمن الباب الكبير تسمى ثقب الإبرة. والمعروف أن هذا الباب الصغير معدّ لدخول الناس فقط، ولا يستطيع الجمل أن يدخل منه إلا بصعوبة، أي بعد أن يفرغ حمله ويحشر نفسه حشراً. وإن بعض قواميس اللغة العربية تشير إلى أن كلمة "الجمل" تعني أيضاً "الحبل الغليظ". إذ يستحيل أن يدخل الحبل الغليظ في ثقب الإبرة الصغير. ولهذا أشار المسيح إلى أن دخول الغني المتّكل على ماله إلى السماء، يكون كدخول الجمل من ثقب الإبرة، أي من الباب الضيق ويقصد المسيح بذلك أنه يستحيل أن يدخل الغني المتكل على ماله وثروته فقط، إلى ملكوت السماوات، ذلك الملكوت الذي يدخله الإنسان بواسطة المسيح المخلص والإيمان بموته الفدائي على الصليب بدلاً من الخطاة. ولأن الخلاص نعمة إلهية يمنحها الله مجاناً للمؤمنين وهي لا تُشترى بالمال. وإن قول بطرس أحد تلاميذ المسيح يوضح قول المسيح بهذا الصدد: "ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله" (مرقس 10: 23). وبكلمات أوضح، ليس الغني بحدّ ذاته خطية، ولكن اتكال الإنسان على المال وعبادته بدل الله هو الخطية. ويشير الإنجيل المقدس بهذا الصدد إلى ما يلي: "لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً. لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" (متى 6: 19-24)........................................اشوري

om-George
مشرف إداري
مشاركات: 7299
اشترك في: السبت يونيو 30, 2007 10:09 pm
مكان: كاليفورنيا

Re: هل الأغنياء لا يدخلون ملكوت الله؟

مشاركة بواسطة om-George » الأربعاء أغسطس 06, 2008 7:08 pm

لقد اشرت وبكل بساطة وجمال وشرح راقي على ما وصف الرب للاغنياء واذكر ما ذكرت للاعلق عليها

كما ذكرت***
لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" (متى 6: 19-***

ان ما قصده الرب من خدمة هي العبادة هنا اما ان تحب المل اكثر فتعمل ليل نهار لتجنيها وتجمعها ناسيا ايام الاحد والقداسات ودخول الكنيسة او ان تترك كل هذا للاجل الرب وهو يعوضك ما تحتاجه

وقلت ايضا
***لذلك كان المسيح كالطبيب الذي عرف الداء فوصف الدواء، فقال للرجل الغني: "اذهب وبعْ كل أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء، وتعالَ اتبعني". فعندما سمع الرجل الغني هذه الكلمات، مضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة.***
ولكن هل يكون اتباع المسيح فقط بنسيان الارض والاموال التي فيها؟
الا يمكن ان نكون مؤمنين صالحين وايضا اغنياء؟
الحكمة هي ان نعرف اين ومتى نصرف اموالنا لانها اصلا من عطايا الرب
وعندما نصرفها نكون مقتنعين انها من الرب والى الرب
اعطي كل من يسالك قال الرب ولم يقل ان كان مستحقا او لا فكثرين منهم يستغلون قلوب الاغنياء بادعائهم انهم محتاجين وينصبون على الذي يعطون لكن الله قال اعطوا
فلنعطي حتى لو احسسنا انهم محتالون وليكن الله هو الحاكم وهو الذي يجعلهم يشعرون بالندم ويرجعون اليه بالتوبة



***بأن الكثيرين من الأغنياء لا يتّقون الله ولا يعيشون حسب إرادة الله، بل يتبعون شهواتهم وملاذهم فلا يدخلون ملكوت الله. لذلك قال المسيح يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت الله، ولم يقل إنه من المستحيل أن يدخل إلى ملكوت الله. فمن الناس الأغنياء من يتّقون الله ويصرفون أموالهم في سبيل خدمته وفي أعمال البر والإحسان، ومساعدة إخوانهم في الإنسانية.****

واضيف ان هناك كثيرين من الاغنيا انقياء القلوب
بنوا كنائس ومستشفيات ومباني للسكن ومشاريع يسترزق الشباب المحتاج للوظائف منها, آوى الارامل والايتام والعجزة,بنوا مدارس وانفقوا على اخوة الرب الذين نسميهم فقراء
فعرفوا الوزنات التي ربنا اعطاهم اياها وعرفوا اين وكيف يستخدمونها
فليس كل غني جشع وليس كل فقير بار
وليس المهم كم عندي ولكن الاهم ماذا فلته به للاسعد غيري

المال ليس للعد وللجمع وللاتكال عليه, لنتكل على الرب فهو المعطي
ولتكن بركة صلوات القديسين معنا وشفاعة ام نور ليفتح عيونا وقلوبنا لما هو صالح


شكرا اخي اشوري على هذا الموضوع المبارك والطرح الجميل
حاشا لي أن أفتخر الا بصليب ربي و الهي ومخلصى يسوع المسيح

اصغ للانجيل المقدس
http://www.thegrace.com/audio/index.htm[/color]
http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/
سير القديسين

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

Re: هل الأغنياء لا يدخلون ملكوت الله؟

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الخميس أغسطس 07, 2008 2:32 pm

فقال يسوع لتلاميذه الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السموات واقول ايضاً ان مرور جمل من ثقب إبرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله
وعندما سألوه تلاميذه من يستطيه ان يخلص أجابهم :
هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شيء مستطاع
( متى 19 : 23 - ............ )
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

Re: هل الأغنياء لا يدخلون ملكوت الله؟

مشاركة بواسطة وديع القس » الخميس أغسطس 07, 2008 3:15 pm

أجل أخي آشوري :
تحدّث السيد المسيح عن القلب الذي يلتصق بالكنز ويجري وراءه، مطالبًا إيّانا أن يكون مسيحنا هو كنزنا عِوض الكنز الذي يحطّمه السوس والصدأ واللصوص، فيكون قلبنا على الدوام مرفوعًا إلى فوق حيث المسيح جالس، لهذا يحدّثنا عن "العين البسيطة" التي تجعل الجسد كلّه نيّرًا. ما هي هذه العين الداخليّة إلا القلب الذي وحده يقدر أن يرى أسرار الكنز السماوي، فيجذب نحو السماويات، ولا يتذبّذب بين النور الأبدي ومحبّة الفانيات.
باركك الرب أخي آشوري وروح الرب أبدا ً معاك 0
الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

أضف رد جديد