علاقتنا بالقديسين " تكريمهم وطلب شفاعتهم "

كل ما يتعلق بالدين المسيحي من مواضيع لاهوتية، إيمان، صلاة ..الخ
ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

علاقتنا بالقديسين " تكريمهم وطلب شفاعتهم "

مشاركة بواسطة ashor » الاثنين أكتوبر 08, 2007 11:17 am

[align=center]+++

اخوتي اخواتي منذ ان شب بعض الخلاف بين بعض الاخوة في منتدانا حول مفهوم تكريم القديسين وطلب شفاعتهم واختلفت الآراء حول ذلك وانا ابحث واجهد لتحضير موضوع يخص القديسين وتبيان هل يحق لنا تكريمهم وطلب شفاعتهم ام ان ذلك هو من الاخطاء الكبيرة التي يقع فيها المؤمن حين يكرم لوحات وصور جامدة ليس لها علاقة او اي تأثير في حياة المؤمن كما يدعي البعض .

الى ان وجدت ضالتي واستطعت ان اكون فكرة شاملة عن الموضوع لأستطيع نقله لكم ضمن عدة حلقات مبيناً حقيقة الامور حول الموضوع المطروح ..

وسوف اقدمه في ستة حلقات وذلك لشمولية الموضوع ...
تتضمن الحلقة الاولى : من هم القديسون؟
وتتضمن الحلقة الثانية :علاقتنا بهم أن نحبهم، لماذا؟
وتتضمن الحلقة الثالثة : تكريمهم . ولماذا ؟
وتتضمن الحلقة الرابعة : كيف نقتدي بهم ولماذا ؟
وتتضمن الحلقة الخامسة : وأن نتشفع بهم، لماذا؟
وتتضمن الحلقة السادسة والاخيرة : اعتراضات والرد عليها.
والخاتمة

+ "لستم إذاً بعد غرباء ونزلاً بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله" (أف2: 19)

+ "بل قد أتيتم إلى ... ربوات هم: محفل ملائكة وكنيسة أبكار ... وأرواح أبرار مكملين"
(عب 12: 22ـ24)
+ "أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب، ليس الله إله أموات بل إله أحياء"
(مت22: 32)


يقول القمص زكريا بطرس

يعترض البعض على إكرامنا للقديسين الذين رحلوا من عالمنا. كما يعترضون على تشفعنا بهم. وقد يصل بهم الأمر في اعتراضاتهم إلى حد اتهامنا بأننا نعبد هؤلاء القديسين، وأننا قد تركنا المسيح الشفيع الوحيد، وحفرنا لأنفسنا آباراً مشققة لا تضبط ماء، ويقصدون بالآبار المشققة هؤلاء القديسين!! من أجل هذا كتبت هذا الكتيب البسيط لإيضاح علاقتنا بالقديسين، وركزت بالدرجة الأولى على إبراز الحقائق الكتابية بهذا الخصوص، حتى يدرك كل إنسان صحة إيماننا، وسلامة عقيدتنا، بل وأهم من ذلك، أن لا يسيء الإنسان إلى المسيح بالإساءة إلى أعضاء جسده (أي القديسين)، الذين سبق فعرفهم، ودعاهم، وبررهم، ومجدهم أيضا (رو8: 29و30).


الفصل الأول

من هم القديسون؟


يرجع هذا الاسم (القديسون) إلى القداسة. والقداسة لها معنيان:

أولا: قداسة مكتسبة من المسيح:


ومعنى كلمة مكتسبة، أي لا فضل للإنسان فيها، وإنما قد اكتسبها من المسيح كعطية تهبها له نعمة الله المتفاضلة. وعن ذلك يقول معلمنا بولس الرسول: "ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء" (1كو1: 30). فالسيد المسيح صار لكل من يؤمن به ويقبله مصدر حكمته وبره وقداسته. وطبقا لهذا المعنى فجميع المؤمنين الذين على الأرض الذين نالوا نعمة القداسة المكتسبة، يسموا [بأعضاء الكنيسة المجاهدة]، هؤلاء الذين قيل عنهم "القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم" (مز16: 3) والقديسون هنا بمعنى المؤمنين المفرزين أو المخصصين أو المكرسين للرب. ثانيا: وهناك القداسة العملية: التي يحياها المؤمن في حياته اليومية حسبما وضح معلمنا بولس الرسول قائلا: "فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله" (2كو7: 1). وهذا هو عين ما ذكره معلمنا بطرس الرسول بقوله: "بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنت أيضا قديسين في كل سيرة" (1بط1: 15) وبحسب هذا المعنى فعلى المؤمنين أن يعيشوا في جهاد مقدس وفي تقوى وطهارة ليكملوا القداسة في خوف الله. هذا هو جهاد الإيمان الحسن الذي قال عنه معلمنا بولس الرسول: "جاهد جهاد الإيمان الحسن وامسك بالحياة الأبدية" (1تي6: 12) لهذا فالمؤمنون الذين كمل جهادهم في حياة القداسة العملية، ورحلوا إلى فردوس النعيم هم قديسون منتصرون، وهؤلاء هم من يسموا [بأعضاء الكنيسة المنتصرة] الذين سوف يحضرهم الرب معه في مجيئه الثاني كقول الكتاب: "لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه" (1تس 3: 13) لعلنا قد أدركنا المعنى المقصود من (القديسين) فهم المؤمنون الذين نالوا من الرب نعمة القداسة أي صار الرب يسوع المسيح هو قداستهم، وهم الذين يعيشون في حياة القداسة العملية اليومية بقوة ومعونة وفعل الروح القدس العامل فيهم. ولعلنا أيضا قد أدركنا أن القديسين كمؤمنين منهم من لايزال يعيش في الجسد في هذا العالم (المجاهدين) ومنهم من قد رحل إلى فردوس النعيم، (المنتصرين).


..... يتبع .....والى اللقاء مع الفصل الثاني ...


.
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
Maral
قنشريني مميز
مشاركات: 534
اشترك في: السبت إبريل 21, 2007 5:48 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة Maral » الثلاثاء أكتوبر 09, 2007 10:35 pm

موضوع هام أخ أشور شكرآ للتوضيح , منتظرين بقية الموضوع.

+ + +
ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل
المسيح وُلد ... حقآ وُلد هللويا

Krisdos dznav yev haydnetsav Orhnial eh haydnootiunun Krisdosee
Christ is born and revealed among us Blessed is the revelation of Christ


صورة

ritta
قنشريني هام
مشاركات: 850
اشترك في: الخميس ديسمبر 25, 2003 2:20 pm

مشاركة بواسطة ritta » الأربعاء أكتوبر 10, 2007 9:43 am

بانتظار القادم من الموضوع أخي اشور .
أنت أعمى،وأنا أصم أبكم ،إذن ضع يدك بيدي فيدرك احدنا الآخر


ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الأربعاء أكتوبر 10, 2007 11:04 am

[align=center]+++

شكراً جزيلاً اخواتي Maral و ritta لمروركم واهتمامكم بالموضوع المهم الذي يثير دائماً بعض الحوارات المعقدة بين الكثيرين .

وسنتابع اليوم الفصل الثاني من الموضوع

الفصل الثاني
ما هي علاقتنا بالقديسين هل نحبهم، ولماذا؟


الواقع أن كل مؤمن في المسيح لابد أن يرتبط بالقديسين الذين في الأرض، والقديسين الذين في السماء برباط حب شديد، للأسباب التالية:

أولا: لأنهم أعضاء جسد المسيح معنا:
يقول معلمنا بولس الرسول: "هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضنا لبعض كل واحد للآخر" (رو12: 5). وقال أيضا: "لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف5: 30). فإن كان المؤمنون جميعا أعضاء جسد المسيح، فكم ينبغي أن تكون المحبة بينهم بعضا لبعض؟

ثانيا: لأنهم اخوتنا في المسيح:
"إذا لستم بعد غرباء ونزلا بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله" (أف2: 19). نحن رعية المسيح معهم، بل ما هو أكثر من ذلك فإذ لنا أب واحد إذن فنحن أخوة وأهل بيت الله. فكم يجب أن نحب بعضنا بعضا؟
ثالثا: لأننا جميعا تلاميذ المسيح:
والصفة المميزة للتلاميذ هي محبة بعضهم لبعض، كما وضح السيد المسيح نفسه بقوله: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضا لبعض (يو13: 35) لهذه الأسباب وغيرها ينبغي أن نحب القديسين ليس فقط القديسين الذين على الأرض بل اخوتنا أيضا الذين سبقونا إلى الفردوس.

..... يتبع .....والى اللقاء مع الفصل الثالث ...


.
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
Maral
قنشريني مميز
مشاركات: 534
اشترك في: السبت إبريل 21, 2007 5:48 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة Maral » الجمعة أكتوبر 12, 2007 10:21 pm

شكرآ أخي أشور حقآ نحن كمؤمنين يجب علينا أن نحب بعضنآ بعضآ...

+ + +
ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل
المسيح وُلد ... حقآ وُلد هللويا

Krisdos dznav yev haydnetsav Orhnial eh haydnootiunun Krisdosee
Christ is born and revealed among us Blessed is the revelation of Christ


صورة

om-George
مشرف إداري
مشاركات: 7299
اشترك في: السبت يونيو 30, 2007 10:09 pm
مكان: كاليفورنيا

مشاركة بواسطة om-George » الأحد أكتوبر 14, 2007 5:30 am

موضوع في الصميم اخونا الغالي اشور

كل ما ذكرته جميل
ولعل اهم قدوة للشفاعة والقديسين والسؤال من خلالهم الرب عن احتياجاتنا وطلبهم في شدائدنا هي القديسة الطاهرة مريم العذراء
ولعل اهم واول استجابة لها او من خلالها هو عرس قانا
عندما طلبت من يسوع ان يؤمن الخمر لانه نفذ وكانت جدا واثقة بان طلبها سيستجاب لمحبته للكل الناس فقالت للخدم افعلو كما يقول لكم

في ناس احيانا ما بعترفوا بقدسية العذراء ولا شفاعتها

وهذا توضيح بسيط من بعد اذنك


اكمل ما بداته واتمنى تثبيت الموضوع للاهميته وحتى يتاح للاكبر عدد قراءته


شكرا لك وكلنا متابعين
حاشا لي أن أفتخر الا بصليب ربي و الهي ومخلصى يسوع المسيح

اصغ للانجيل المقدس
http://www.thegrace.com/audio/index.htm[/color]
http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/
سير القديسين

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الأحد أكتوبر 14, 2007 7:53 am

[align=center]+++

اشكرك اختي Maral نعم ان المحبة هي اسمى القيم الإنسانية على الإطلاق وهذا ما نادى بها ربنا يسوع المسيح حين قال حبوا بعضكم بعضاً ..

اشكرك جداً اختي om-George على تعقيبك الجميل والموثق بالمثل الرائع للقديسة الطاهرة مريم العذراء في عرس قانا الجليل..

وبناء على طلبك سوف اثبت الموضوع ... اشكرك جداً لمتابعتك واهتمامك


وسنتابع اليوم الفصل الثالث من الموضوع
الفصل الثالث
علاقتنا بالقديسين أن نكرمهم، لماذا؟


ينبغي أن نكرم القديسين الذين على الأرض، وأيضا القديسين الذين انتقلوا من هذا العالم الفاني للأسباب التالية:
أولا: لأن الله نفسه يكرمهم:
[1] وهذا ما وضحه الكتاب المقدس فيما يلي: "...والآن يقول الرب حاشا لي. فإني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون" (1صم2: 30)
[2] ويوضح معلمنا بطرس الرسول أن الرب قد أعطى المؤمنين جميعهم أي القديسين في المسيح يسوع الكرامة بقوله: "فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة ..." (1بط2: 7)
[3] وفي حادثة تجلي رب المجد يسوع على الجبل قد أكرم القديسين الذين رحلوا من هذا العالم عندما أحضر موسى وإيليا ليظهرا معه في تجليه أمام تلاميذه وكان يتكلم معهما. ( مت17: 1- 8 )
[4] وإن كان أهل العالم يكرمون الأبطال وشهداء الوطن والشرفاء والأمناء في الأرض فكم يفعل الرب بأبطال الإيمان وشهداء الكنيسة والشرفاء والأمناء من عبيده القديسين!!!

ثانيا: لأن في إكرامهم إكرام للمسيح:
إذ يقول الرب يسوع المسيح: "من يقبلكم يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني" (مت10: 40) فكأنه يقول: "من يكرمكم يكرمني ومن يكرمني يكرم الذي أرسلني.

ثالثا: لأن في رذلهم رذل للمسيح:
حيث يقول الرب يسوع المسيح:
"... الذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني" (لو10: 16)

رابعا: لأن الله مجَّدهم:
+ (رو8: 29) الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ... وهؤلاء مجدهم أيضا.

خامسا: لأن الله سوف يحضرهم معه:
سوف يحضر الرب معه في مجيئه الثاني القديسين الذين رقدوا، كقول الكتاب: "لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه"
(1تس 3: 13).
وقول معلمنا بولس الرسول أيضا: "لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضا معه، فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين" (1تس4: 14و15)


سادسا: لأنهم ورثة في الملكوت:
+ هذا ما وضحه رب المجد يسوع المسيح بقوله: "ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم قبل تأسيس العالم" (مت25: 34) وبالتأكيد من هؤلاء الذين عن يمينه القديسون الذي رقدوا في الإيمان بالمسيح على رجاء القيامة. من أجل كل هذا نحن نكرم القديسين الراحلين. ومن لا يكرمهم فهو يرذلهم، ومن يرذلهم فهو يرذل المسيح نفسه، وكذلك يرذل الله الآب! يا لخطورة الأمر!!

..... يتبع .....

والى اللقاء مع الفصل الرابع ...


.
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » السبت أكتوبر 27, 2007 12:18 pm

[align=center]+++

..سنتابع اليوم الفصلين الرابع والخامس معاً ..

الفصل الرابع

علاقتنا بالقديسين أن نقتدي بهم، لماذا؟

يقول الوحي الإلهي على لسان معلمنا بولس الرسول: "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله، انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" (عب13: 7) والقديسون الذين عاشوا على الأرض في علاقة وطيدة بالرب يسوع المسيح، واحتقروا العالم بكل ما فيه من مجد زائل، وصاروا أمثلة حية للإيمان الحقيقي ينبغي أن نتمثل بإيمانهم وجهادهم ومحبتهم للملك المسيح. فهذا يشجعنا على الجهاد الروحي ضد العالم والشيطان وشهوات الجسد، فهم سحابة مقدسة من الشهود التي قال عنها معلمنا بولس الرسول: "لذلك نحن أيضا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ..." (عب12: 1و2)

الفصل الخامس
علاقتنا بالقديسين أن نتشفع بهم، لماذا؟

ما من شك أن المؤمنين يصلون بعضهم من أجل بعض كما قال معلمنا يعقوب الرسول: "صلوا بعضكم لأجل بعض ..." (يع5: 16) فمبدأ الصلاة بعضنا من أجل بعض أمر غير مشكوك فيه. ولكن العجيب أن نرى البعض ينكر على المؤمنين الذين وصلوا إلى حجال العلي أنهم يواصلون الصلاة من أجل أحبائهم الذين تركوهم على الأرض؟! والواقع أن القديسين الذين وصلوا هم أقدر على الصلاة الشفاعية من أجل المجاهدين الذين ما زالوا على الأرض. فهم لن يكفوا عن الصلاة من أجلهم، لأنهم لم يفقدوا علاقة الحب التي تربطهم بأعضاء جسد المسيح الواحد. ونستطيع أن نتأكد من هذه العقيدة عندما نقرأ في سفر الرؤيا ما يلي:
1ـ "ولما أخذ السفر خرت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخا أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات، وجامات من ذهب مملوءة بخورا هي صلوات القديسين" (رؤ5: 8 )

2ـ وأيضا: "وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب وأعطي بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله" (رؤ8: 3و4) وقد يعترض أحدهم قائلا: "يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1تي2: 5)

ونرد قائلين: أنه يوجد ثلاثة أنواع للشفاعة:

[أ] الشفاعة الكفارية: بمعنى (Mediate يتوسط للصلح) وهي للمسيح وحده الذي قدم دمه كفارة وفداء، ولذلك أكمل بولس الرسول الآية السابق قائلا: "الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع ..." (1تي2: 6)

[ب] الشفاعة النيابية: بمعنى ( : Plead يلتمس أو يتكلم بالنيابة عن شخص آخر) وهي شفاعة الروح القدس (رو8: 26) "... ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها"

[ج] الشفاعة التوسلية: بمعنى (Intercede: يتوسل طالبا الرحمة لشخص آخر) وهذه هي شفاعة القديسين بسبب محبتهم لبقية أعضاء جسد المسيح المجاهدين على الأرض. إذن فشفاعة القديسين أمر كتابي من صميم الإيمان وينبغي أن نتشفع بهم.

..... يتبع .....

والى اللقاء مع الفصل السادس والإعتراضات والرد عليها
...
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الاثنين أكتوبر 29, 2007 7:51 pm

[align=center]+++




...الفصل السادس والأخير ...

اعتراضات والرد عليها

هناك بعض الاعتراضات على علاقتنا بالقديسين خاصة الذين رحلوا من هذا العالم، من هذه الاعتراضات:

أولا: ما دخلنا بأناس أموات؟

وللرد على هذا الاعتراض نقول: هل يفقد القديسون الراحلون كرامتهم التي كانت لهم في المسيح يسوع بعد رحيلهم؟! القديسون الراحلون ليسوا أمواتا بل أحياء: "وأما أن الأموات يقومون فقد دل عليه موسى أيضا في أمر العليقة كما يقول: الرب إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب وليس هو إله أموات بل إله أحياء لأن الجميع عنده أحياء" (لو20: 37 و 38 ) إذن فالقديسون أحياء في السموات وليسوا أمواتا، فعلاقتنا إذن ليست بأموات بل بأحياء وإن كانوا غير مرئيين لأنهم ليسوا في الجسد.

ثانيا: ما دخل الأموات

بالناس الذين على الأرض

إن كان الغني في مثل لعازر، وهو الإنسان الأناني والمحب لذاته، والذي اتصف بكل الصفات التي أودت به إلى الهاوية، قد اهتم بإخوته الذين على الأرض وتوسل من أجلهم: "...فقال أسألك يا أبت (إبراهيم) أن ترسله (لعازر) إلى بيت أبي لأن لي خمسة أخوة حتى يشهد لهم لكيلا يأتوا هم أيضا إلى موضع العذاب هذا" (لو16: 19ـ31) فكم بالحري القديسون المملوؤون محبة، وهم في السماء، ألا يهتمون بإخوتهم الذين على الأرض ويتوسلون من أجلهم؟!

ثالثا: هل يصح أن نصلي للقديسين؟

بمعنى هل يصح أن نوجه صلاتنا للقديسين ونقول يا مارجرجس، أو ياعذراء؟؟ الواقع أننا لا نصلي إلى القديسين ولكننا نقول كما تعلمنا الكنيسة: يا إله مار جرجس ويا إله العذراء مريم. فالكلام موجه إلى الله شخصيا مع ذكر أحبائنا الذين سبقونا إلى السماء. لهذا نقول في مردات القداس: "بشفاعة والدة الإله القديسة مريم يارب انعم لنا بمغفرة خطايانا ..." هل في هذه الصيغة غضاضة، أليست هذه صلوات القديسين المرفوعة بيد الملاك أمام عرش الله (رؤ 8 : 5 )، و( رؤ8: 3و4)؟؟

رابعا: القديسون في السماء مشغولون بالمجد الأبدي:

بمعني أنهم مسبيون في روعة المسيح وليسوا مشغولين بمن على الأرض. وللرد على هذه الاعتراض نقول: أن القديسين في الواقع لم يدخلوا بعد المجد الأبدي، ولكن كل الأرواح هي الآن في فردوس النعيم. فهم ليسوا مسبيين تماما في روعة المسيح مثلما سيكونون بعد أن يلبسوا الأجساد النورانية التي على صورة جسد مجده، لأنه عندما يظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو (1يو3: 2و3) والدليل على ذلك ما هو مكتوب في سفر الرؤيا عن أنفس الذين تحت المذبح، إن لهم دراية بكل ما على الأرض كما هو واضح من قولهم: "حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض ... وقيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وإخوتهم أيضا العتيدون أن يقتلوا مثلهم" (رؤ6: 10و11) إذن فالقديسون لم يبتلعوا بعد في المجد الأبدي إذ ينتظرون اكتمال إخوتهم فهم منشغلون بهم ويصلون من أجلهم.


... الخاتمة ...

أخي القارئ العزيز بعد هذا العرض السريع لموضوع علاقتنا بالقديسين أرجو أن يكون الله قد وضح لك مقدار كرامتهم ومحبتهم وشفاعتهم من أجلنا حتى تكون لنا علاقة حبية معهم. وأريد أن أختم حديثي بهذه المقولة المحسوسة: تصور أن أحد آباء الاعتراف المحبين لأولادهم وبناتهم والمهتمين بحياتهم وخلاص نفوسهم بشدة، تصور أن هذا الأب قد أتم خدمته وذهب إلى بيته الأبدي، هل تظن أنه يتنكر لأولاده وبناته؟ أو أن ينساهم ولا يصلي من أجلهم أكثر مما كان على الأرض؟؟ إن الذين ينكرون دور القديسين بعد رحيلهم إلى السماء هم لا يؤمنون بأن إلهنا إله أحياء، ولا يؤمنون بالمحبة التي تربط أعضاء جسد المسيح بعضهم ببعض تلك المحبة التي قال عنها الوحي الإلهي أنها لا تسقط أبدا (1كو 13 : 8 ).

..الرب يبارككم جميعاً ويزيد من نعمته عليكم..

.. آمين ..


.
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

مشاركة بواسطة وديع القس » الأربعاء أكتوبر 31, 2007 12:19 am

[font=Arial]الغالي العزيز آشور :
أخي المعطي بكلّ سرور ٍ وكرم ...
أجل ونعم : إنّ الحقيقة النفسية لا نحتاجها إلا في هذه الحياة ، فهي تعصمنا من الضلال بين منعطفات هذه الدنيا ، ومصدرها العقل المفكر في الخير الكامن في هذا الكون 0
أمّا الحقيقة الروحية فنحتاجها في هذه الدنيا والآخرة ، وهي تعصمنا من الهلاك المعد للّذين لم يسلكوا بحسب وحي هذه الحقيقة السامية ، ومصدرها ليس العقل البشري ولا هذه الحياة الدنيا ، بل تصدر مباشرة ً من الله بفيض ٍ خاص ، ينسكب من النعمة الإلهية فيطير بالروح البشرية إلى حيث الحقيقة السامية - إلى حيث يوجد الله - وهكذا تتحد فيه ، بعد أن تنال تلك الدرجة من الحقيقة 0
وطريق القداسة الذي توصلوا إليه هؤلاء القديسين الأبرار لم يكن مفروشا ً بالورود ، والوصول إلى هذا العقل الصافي والروح الطاهر والروحانية المطلقة التي توصلوا إليها ليصبحوا ملائكة من طراز جديد لأنّهم تنزّهوا بإيمانهم المطلق عن كل الشهوات الجسدية وتساموا عن النزوات البشرية المنحرفة ، وأخمدوا حواس الجسد ولهيبه ، وسحقوا الحية - الخطيئة - ليصلوا إلى الملأ الأعلى ، وربطوا روحهم وجسدهم بربّهم لا رغبة في الثواب ولا رهبة من العذاب ، بل حبّا ً بربّهم ولم لا..؟ يصبح هذا القدّيس نورا ً تصاعديا ً يتمجّد بإيمانه رب المجد وليرتفع إلى سفوح جبل القدس ولتتماوج صورته مجلوّة في الأرض والسماء حتى تطير أعماله إلى الملأ الأعلى وتتجلى لباصرة نفسه جميع العقول الروحانية ، وهو مستمر في تصاعده فوقها جميعا ً ، ليحصر بين جانبي قلبه بهجة سكان السماء وهو على الأرض فأحبّ الحقّ وانتصر على الموت والضلال وثبت في الله 0
أجل : اتحدوا بالله وعملوا المعجزات وسيبقون منارة وهداية وكرماء واتخذوا من ربّ الملائكة سورا ً منيعا ً ليبقوا أشعة ساطعة وثابته ومستمرة اإشعاع إلى الأبد 0
أخي الغالي :
بوركت البطن التي حملتك واليد التي هدهدت سريرك وبوركت فيك هذه الروح الغيورة الخلاّقة لتكون نبراسا ً وألقا ً فيما تقدمه لنا ولأخوانك والعالم من أفكار ٍ وضّاءة وهاجة تتسامى كأشعة الشمس لتلتصق في جمال الروح السامي 0
روح الرب معك
وصلاة العذراء المطوبة معك
وصلاة القديسن معك 0
[/font]
الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الاثنين ديسمبر 10, 2007 7:53 pm

[align=center]+++

اخي العزيز جداً وديع القس

فقد جئت اليوم بشكل خاص لاسجل حضوري بحضرة هذا الجمال وهذه الكلمات التي لا استحقها ولأسال ايضاً عن اخبارك والتي ارجو ان تكون بالف خير وعافية .

اخي وديع لن ابالغ ابدً حين اقول بأنك من يمتلك حبراً مميزاً وإحساساً فائضاً بالحب والجمال .... أتمنى ان اقرأ لك أكثر لأن كلماتك تستحق أن تبقى عطراً ببالنا...

اخي الفاضل أفرح حين تفرحك حروفي وترقص بداخلي الحياة حين أرى الحياة تغرد على غصن ردودك... تحياتي لقلبك الرقيق ولنفسك العذبة الجميلة..

كن بخير دائماً

اخوك

آشور


....
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

tota
قنشريني هام
مشاركات: 952
اشترك في: السبت ديسمبر 01, 2007 12:25 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة tota » الثلاثاء ديسمبر 18, 2007 7:28 pm

موضوع مهم ومفيد يا اخ اشور فعلا نحن نحتاج الى مثل هذه المواضيع التي تدفعنا الى البحث والاستفادة
الرب راعي فلا يعوزني شئ

صورة

http://alrab-ra3ya.ahlamontada.com/

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الخميس ديسمبر 20, 2007 12:08 pm

+++

شكراً لمرورك اخت توتا في هذه الصفحة المتواضعة

هناك امور لا بد ان يعرفها كل مؤمن ليدرك اهمية هؤلاء القديسين وما قدموه من تضحيات في سبيل ايمانهم وخدمتهم للبشرية .

بركة الرب تشملك وتحفظك اختنا الفاضلة توتا

آشور


.
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
قمر
مشرف إداري
مشاركات: 9196
اشترك في: الأحد سبتمبر 24, 2006 7:02 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة قمر » السبت فبراير 02, 2008 3:56 am

كلام حلو كتير اخي اشور
يعطيك العافية يارب
صورة

2014

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: علاقتنا بالقديسين " تكريمهم وطلب شفاعتهم "

مشاركة بواسطة ashor » السبت مايو 09, 2009 7:36 pm

+++

مفهوم الشفاعة

في مفهومنا عن الشفاعة انها التوسل أو الصلاة من أجل الآخرين، وهي لا تنبعث من مجرد العاطفة أو المنفعة، بل عن إدراك واع بأن علاقة الله بالإنسان ليست علاقة فردية فحسب، بل واجتماعية أيضاً، فهي تمتد إلى علاقة الإنسان بالإنسان.

ومن العجيب أن ينكر البعض شفاعة القديسين متعللة بأن التشفع بالقديسين يفقد السيد المسيح وظيفة هامة من وظائفه وهي التوسط بين الآب والجنس البشري استناداً إلى ذبيحته الكفارية على عود الصليب. كما تستكثر على كنيستنا العظيمة أن تطلب توسلات القديسين من أجلها باعتبار أنهم أموات غير قادرين على تلبية هذا النداء. وتعود هذه الاعتراضات إلى عدم فهم واضح لماهية الشفاعة ومعناها اللغوي وأهميتها، كذلك تعود إلى عدم فهم لماهية الكنيسة وارتباط أعضائها جميعاً بالرأس الواحد ربنا يسوع المسيح. وحينما تتحدث مع بعض المعترضين تجد أنهم غير مدركين جيداً لمعنى الشفاعة في الكنيسة الأرثوذكسية. وسوف نحاول في هذه الكلمات البسيطة أن نتعرف على بعض النقاط الهامة المرتبطة بهذا الموضوع:

1. معنى كلمة الشفاعة:

تذكر كلمة الشفاعة مرات عديدة في العهدين القديم والجديد ، وقد ترجمت الكلمات العبرية واليونانية الدالة عليها إلى العديد من الكلمات التي توضح المعنى ففي العهد القديم تدل عليها كلمة egp (بغى) العبرية والتي تعطى معنى قريب من المعنى العربي للكلمة بمعنى:"أراد الشيء وطلبه وألح فيه" ، "يقدم التماسا بغرض قبوله" ، "يتوسط" وقد ترجمت هذه الكلمة إلى "يلح" في (راعوث 1 : 16 ، إرميا 7 : 16) ، و"يلتمس" في (تك 23 : 8 ، أي 21 : 15) ، و"يتوسل" في (إرميا 27 : 18)، و "يتضرع" (إرميا 15 : 11).

أما في العهد الجديد فقد دلت عليها الكلمة اليونانية entugcanw (انتيجخانو) بمعنى "يلتمس أو يتوسل" (أع 25 : 24 ، رو 8 : 26 و 27 و 34 ، 11 : 2 ، عب 7 : 25)، كما ترجمت إلى كلمة صلاة في (1 تي 4 : 5) ، ابتهالات في ( 1 تي 2 : 1).

ويتضح في العديد من هذه المواقع السابقة أن الشفاعة مقبولة بل مطلوبة من رجال الله الأنبياء والقديسين من أجل سكان الشعوب التي يعيشون بينهم ومن أجل شفاء آخرين أو التوسل من أجل عدم هلاكهم.

2. كنيسة الأحياء.

ومن الضروري حينما نتحدث عن الكنيسة أن لا نتحدث عنها بصورة أحياء وأموات، فمن الخطأ أن نعتقد أن الذين يعيشون الآن من أعضاء الكنيسة هم الأحياء بينما المنتقلين من الآباء والقديسين هم أموات حيث أن هذا مخالف لتعاليم السيد المسيح نفسه حينما يقول:" أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب، ليس الله اله أموات بل اله أحياء" (مت 22 : 32). "ليس هو اله أموات بل اله أحياء. فأنتم إذا تضلون كثيراً" (مرقس 12 : 27) ،"وليس هو اله أموات بل اله أحياء لأن الجميع عنده أحياء" (لوقا 20 : 38). فمن الضروري أن نتحدث عن الكنيسة باعتبارها كنيسة واحدة، جسد المسيح الحي، بقسميها الكنيسة المنتصرة وتشمل المنتقلين الذين أكملوا جهادهم على الأرض وهم الآن أحياء بأرواحهم في الفردوس ، والكنيسة المجاهدة وتشملنا نحن الذين نجاهد من أجل أن نكمل سعينا بخوف ورعدة.

ولذا فإننا لا نجد أي وجاهة في اعتراض البروتستانت بأنه لا يجوز أن نطلب توسلات وشفاعة الأموات من أجلنا وأن الشفاعة قاصرة على الأحياء فقط لأنه إن كنا نطلب صلوات المجاهدين الذين يتعرضون للتجارب والضيقات والآلام من أخوتنا على الأرض فكم بالأولى أن نطلب صلوات الذين انتصروا واقتربوا أكثر من الله.

3. شفاعة السيد المسيح.

ومن الضروري أن نتحدث أيضاً عن شفاعة السيد المسيح من أجل البشرية فيقول الكتاب:"إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا" (1 يوحنا 2 : 1 ، 2). وكلمة شفيع هنا مترجمة عن الكلمة اليونانية paraklhtov (باراكليتوس) بمعنى (محامي ، مدافع ، معزي) فالسيد المسيح هو المعزي الأول، وهو المحامي عنا الذي يدافع عنا ويطلب من أجل غفران خطايانا، وهذه الشفاعة هي شفاعة كفارية أساسها عمله الكفاري الكامل على عود الصليب حينما أكمل الفداء (يو 19 : 30). ولا يستطيع آخر مهما علت أو سمت مكانته أن يقدم هذه الشفاعة التي نحصل من خلالها على خلاصنا من الخطية.

ولا ننكر على السيد المسيح أيضاً شفاعته الوقائية من أجلنا حينما يطلب من الآب أن يحفظنا من الشرير (يو 17 : 15 ، لوقا 22 : 31 و 32).

وفي الرسالة إلى تيموثاوس نستمع إلى هذه الآية الرائعة التي تتحدث عن عمل السيد المسيح ووساطته الكفارية من أجل الجنس البشري، من أجل العالم كله حينما يقول:"لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1 تي 2 : 5). والكلمة المترجمة وسيط في هذه الآية هي الكلمة اليونانية mesithv (ميسيتيس) وتدل على الشخص الذي يتدخل بين اثنين بغرض صنع أو استعادة السلام والصداقة بينهما، وهو الشخص الذي يصادق على عهد معين.

والسيد المسيح هو الوحيد الذي بدم صليبه استطاع أن يصالح السماء والأرض ويجعل الاثنين واحداً ، هو الوحيد الذي استطاع بكفارته الغير محدودة أن يرفع عنا لعنة الخطية وعقوبتها المميتة.

أما كلمة واحد المذكورة في الآية هنا فلا تلغي شفاعة الروح القدس أو شفاعة القديسين من أجلنا حيث أنها تدل على نوعية مميزة من الشفاعة كما أوضحنا.

4. شفاعة الروح القدس:

فالروح القدس "المعزي الآخر" (يو 14 : 16و 17 ، 15 : 26 ، 16 : 13 و 14) يشفع في المؤمنين كما نقرأ في رسالة رومية:"وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا، لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نفسه يشفعuperentugcanw فينا بأنات لا ينطق بها. ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح، لأنه بحسب مشيئة الله يشفع entugcanw في القديسين" (رومية 8 : 26 ، 27). وهنا نلاحظ عمل الروح القدس القوي في حياة المسيحي حينما ترتفع أناته المقدسة والمركزة فينا في الوقت الذي نكون فيه قد فقدنا القدرة على معرفة ما نصلي من أجله.

5. هل يستجيب الله لشفاعة العذراء والقديسين؟

يحتوي العهدين القديم والجديد على العشرات من المواضع التي تتحدث عن قبول الله لشفاعة قديسيه وأنبيائه والسيدة العذراء وسوف نذكر هنا مثالاً واحداً ويمكن الرجوع إلى عشرات من هذه الأمثلة في الكتاب المقدس.

- استجاب الله لشفاعة السيدة العذراء في عرس قانا الجليل رغم أن ساعته لم تكن قد جاءت بعد:"وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك. ودعي أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس. ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد. قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه. وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة. قال لهم يسوع املأوا الأجران ماء.فملأوها إلى فوق. ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكإ.فقدموا." (يو 2 : 1 – 8).

أية شفاعة أعظم ، وأية استجابة أسرع من هذه، إن كانت السيدة العذراء قد توسلت من أجل أصحاب الحفل في أمورهم المادية واستجاب لها الرب، أليس بالأولى أن نطلب شفاعتها من أجلنا لكي تطلب من ابنها الحبيب من أجل حياتنا الروحية والجسدية.

وكما سبق لا نستطيع أن ننكر شفاعة العذراء من أجلنا بدعوى إنها انتقلت الآن فمازالت العذراء عضو في الكنيسة وجسد المسيح تشفع في أبنائها المحتاجين إلى صلواتها وطلباتها وتوسلاتها من أجلهم أمام عرش النعمة. ولعل وجودها الدائم معنا من خلال ظهوراتها المتكررة في كل مكان في العالم - والتي لا يستطيع أحد إنكارها بعد أن رأيناها بعيوننا - والمعجزات الكثيرة التي تقوم بها هو خير دليل على اهتمامها بنا.

ولكننا ينبغي أن نعلم أننا حينما نطلب شفاعة العذراء والملائكة وتوسلات وصلوات القديسين من أجلنا فإننا لا نقدم لهم الصلاة أو العبادة، فالعبادة والصلاة لا تقدم إلا لله الواحد المثلث الأقانيم. وإنما نحن نطلب منهم كأحباء لنا ، مثلما يطلب الطفل الصغير من أمه أن تطلب من أبيه من أجله ، رغم أن الأب يحب الابن ويفرح بتلبية جميع طلباته إن كانت في صالحه.

ولا يعني طلبنا لتوسلات القديسين من أجلنا أن نمتنع نحن عن الصلاة أمام الله من أجل أن يستجيب طلباتنا، فلابد أن نصلي بلجاجة ، ويدعمنا في هذه الصلاة أعضاء جسد المسيح من القديسين الذين ارضوا الله بمحبتهم. فالله يحبنا ويريد أن نقرع ونطلب ونسأل ، ليفتح ويعطي ويجيب جميع ما نطلب ، بل واكثر مما نطلب حسب غناه ، حسب مشيئته الصالحة.

منقووووووووووووووووول

.............
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

أضف رد جديد