هل يستطيع " علم الإجتماع " أن يبدل إسم لغتنا الأرامية ؟

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
أضف رد جديد
henri bedros kifa
قنشريني فعال
مشاركات: 179
اشترك في: الأربعاء فبراير 08, 2006 1:19 am

هل يستطيع " علم الإجتماع " أن يبدل إسم لغتنا الأرامية ؟

مشاركة بواسطة henri bedros kifa » الأربعاء مارس 26, 2008 3:06 am

هل يستطيع " علم الإجتماع " أن يبدل إسم لغتنا الأرامية ؟
رد مباشر على د . عبدالله مرقس رابي حول " اللغة الأرامية ".

يحاول بعض إخوتنا يائسين أن يجدوا " مخرجا " يسمح لهم بإطلاق
التسمية " الأشورية " على لغتنا الأرامية- السريانية . لقد إطلعت في
موقع عنكاوا على مقال للدكتور عبدالله مرقس رابي عنوانه
" اللغة الارامية وأشكالية الاتصال الاجتماعي "
تجدونه على هذا الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... 351.0.html
أتمنى على الدكتور رابي أن يطلع أكثر على تاريخ الشرق القديم
و إن أمكن أن يشرح لنا بعض النقاط " المهمة " التي ذكرها في
مقاله .

أولا - أخطاء عديدة حول تاريخ اللغة الأرامية

ذكر د.رابي " في البدء لابد من تقديم فكرة ملخصة عن اللغة الارامية وفقا للمصادر التاريخية : وهي من اللغات القديمة التي ظهرت في منتصف الالف الثاني قبل الميلاد في سورية وكانت لغة القبائل الارامية التي انتشرت قسم منها في بلاد النهرين , وقد حلت رسميا هذه اللغة لسهولة أبجديتها واستعمالها في التجارة محل اللغة البابلية والاشورية اللتان تطورتا من اللغة الاكدية. اذ تبنتها الامبراطورية الاشورية للتداول الاداري منذ 1100 ق م ,فأصبح الاداريون يتقنونها أكثر من اللغة الاشورية ,واستعملت في الدولة البابلية الحديثة (الدولة الكلدانية ) سنة 626 ق م للمخاطبات الرسمية , وأصبحت اللغة الرسمية في العهد الفارسي سنة 538 ق م "
أ - ليت د . رابي يذكر لنا المراجع و ليس المصادر ألتي إعتمد
عليها و ألتي تسمح له بإطلاق تسميات غير علمية على لغتنا الأرامية

ب - أي من العلماء المختصين بتاريخ اللغة الأرامية قد كتب ( وفي
أي مرجع ؟ ) أن اللغة الأرامية قد " ظهرت في منتصف الالف الثاني قبل الميلاد في سورية " ؟؟؟

ج - غير صحيح أن الإمبراطورية الأشورية قد تبنت اللغة الأرامية
" للتداول الاداري منذ 1100 ق م ,فأصبح الاداريون يتقنونها أكثر من اللغة الاشورية" . لقد إنتشرت اللغة الأرامية في بلاد أشور بسبب
سياسة " السبي " التي مارسها ملوك أشور ضد أجدادنا الأراميين
الثائرين ضد الحكم الأشوري . وإن أقدم نصوص أرامية وجدت
في بلاد أشور تعود الى القرن الثامن أو التاسع ق.م و ليس إلى
1100 سنة قبل الميلاد ؟

د - الأشوريون كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و كانوا يسمونها
اللغة الاكادية و ليس الأشورية ، أرجو أن تراجع مقدمة قاموس
شيكاغو الأشوري .

ه - غير صحيح أن الأشوريين قد إستخدموا اللغة الأرامية كلغة
رسمية أو للتداول الإداري و ذلك حتى سقوط الدولة الأشورية
سنة 612 ق.م . و مع أن ملوك أشور قد صاهروا - و ليس صهروا-
أجدادنا الأراميين لأهميتهم العددية و القتالية و الثقافية ، البرهان
أن ملوك أشور في القرنين الثامن و السابع ق.م كانت أمهاتهم أو
نسائهم من الأراميات و أشهرهن ناقيا زاكوتو ، و رغم ذلك
منع هؤلاء الملوك إستخدام اللغة الأرامية كلغة رسمية !

و - كتب د . رابي " فأصبح الاداريون يتقنونها أكثر من اللغة الاشورية " . ليتك تطلع على أبحاث H.TADMOR أو
P.GARELLI حول الوجود الأرامي المكثف داخل الدولة
الأشورية فهم في الإدارة العليا ( الوزير الأرامي أحيقار ) و في
الجيش ( التورتانو أي قائد الجيش شمشي إيلو و هو من قبيلة بيت
عديني الأرامية ) . لقد سيطر الأراميون على الإدارة و من الداخل
حتى أصبح عددهم يفوق الأشوريين في بلاد أشور نفسها !

ز - كتب د . رابي " ,واستعملت في الدولة البابلية الحديثة (الدولة الكلدانية ) سنة 626 ق م للمخاطبات الرسمية " . إن تعبير الدولة
البابلية الحديثة هو مفهوم خاطئ لا يزال بعض الباحثين يرددونه .
نحن نفضل تعبير الدولة الكلدانية أو الإمبراطورية الكلدانية
لأن القبائل الكلدانية كانت تنتمي إلى الأراميين و كانت لغتهم
الأم هي اللغة الأرامية : الفرق بين القبائل الأرامية و القبائل الكلدانية
في بلاد أكاد ألتي صارت تعرف ببلاد بابل بعد الإحتلال الفارسي
و ليس قبله ( بينما حافظ أجدادنا على إستخدام تعبير بيت أراماي
أي بلاد الأراميين ) إذن الفرق إن القبائل الأرامية قد حافظت على
بداوتها بعيدا عن المدن بينما إنتشرت القبائل الكلدانية في المدن
و ضواحيها و تأثرت بالحضارة الأكادية و إستخدمت اللغة الأكادية
و إنتشرت بعض الاأسماء الأكادية بين الشيوخ الكلدان .

ثانيا - متى يكون المنطق علميا ؟

من المؤسف جدا أن د. رابي لم يذكر لنا المراجع و المصادر
التي إعتمد عليها و التي دفعته إلى إرتكاب بعض الأخطاء التاريخية
و خاصة تبني أفكار مبنية على معلومات غير صحيحة : مثلا
عندما كتب " تؤكد المصادر على أن اللغة الارامية اقتصرت في التداول الاداري ,مما يعني ان العامة من الناس كانوا يتحدثون اللغة البابلية والاشورية . فعليه يجب التمييز بين اللغة الرسمية واللغة المحكية المتداولة شعبيا التي هي لغة القوم أوالعرق الاجتماعي لجماعة بشرية معينة .فالدولة قد تتبنى لغة ما للتداول الاداري والمخاطبة في علاقاتها الرسمية مع الدول الاخرى ,لكن لايعني ذلك ان لغة الشعب هي تلك اللغة التي تتبناها الدولة . "

أ - الفكرة الأولى " تؤكد المصادر على أن اللغة الارامية اقتصرت في التداول الاداري " هي صحيحة نسبيا : أي أن اللغة الأرامية قد
تحولت الى لغة رسمية في جميع أنحاء الإمبراطورية الفارسية ،
و لم تكن اللغة الأرامية " محكية " في جميع أنحاء الإمراطورية .
أما في شرقنا الحبيب فإن اللغة الأرامية قد محت كل اللغات
المتواجدة قبلها من أكادية و كنعانية ( فينيقية ) و عبرية . لقد
حافظ أجدادنا الأراميون على لغتهم الأم و طوروها خاصة بعد
إحتكاكهم بالحضارة اليونانية .

ب - أما إستنتاج د . رابي فهو غير منطقي ( غير علمي ) إذ كتب
" ,مما يعني ان العامة من الناس كانوا يتحدثون اللغة البابلية والاشورية ." لا شك أن الأشوريين حافظزوا على اللغة الأكادية
قبل إنهيار إمبراطوريتهم سنة 612 ق. م و لكن بعد سقوط
دولتهم إنزوت اللغة الأكادية في المعابد و خف إستعمال كتابتها
لقد نشر العالم باسيل عكولا عدة دراسات حول الكتابات الأرامية
التي وجدت في مدينة أشور و حضر و التي تعود إلى القرن
الثاني قبل الميلاد . هذه الكتابات في المعابد تثبت أن سكان تلك
المدن كانوا يتكلمون الأرامية و ليس الأكادية .

ج - منطق أم حجة واهية ؟ يطالب د . رابي " فعليه يجب التمييز بين اللغة الرسمية واللغة المحكية المتداولة شعبيا التي هي لغة القوم أوالعرق الاجتماعي لجماعة بشرية معينة ". هل نحن نعيش في عصر الدولة
الأشورية ؟ ما هذه السفسطة الحديثة ؟ لغة رسمية و لغة محكية ؟

د - لقد إستخدم د . رابي علم المنطق في الفقرة التالية " ومن جانب اخر لابد أن تكون تسمية اللغة بالاسم القومي للشعب ,فالعرب يتحدثون العربية ,والكرد الكردية ,والانكليز الانكليزية وهكذا... ولكن كيف نقول الكلدان والاشوريون يتحدثون الارامية ؟ هذه الحالة لا تجوز وفقا لمنطق العلاقة بين العرق الاجتماعي واللغة ."

يظهر أن د . رابي يجهل أن الكلدان المعاصرين هم أحفاد تلك
القبائل الكلدانية - الأرامية ألتي صهرت بقايا الشعوب القديمة
في العراق القديم و ربما " لا يعرف " أن أجدادنا قد أطلقوا
على العراق القديم تسمية " بلاد الأراميين " . أخيرا أن أغلبية
إخوتنا الكلدان تؤمن أن إسم لغتهم التاريخي و العلمي هو اللغة
الأرامية ( راجع مقدمة قاموس المطران أوجين منا ) .
أما إخوتنا من السريان المشارقة أي النساطرة فقد حافظوا
على هويتهم السريانية الأرامية عبر التاريخ ، راجع قاموس حسن
بن بهلول السرياني النسطوري في ما ذكره عن التسمية السريانية .
كذلك تاريخ إيليا مطران نصيبين . لقد أطلقت التسمية الأشورية
حديثا على إخوتنا السريان المشارقة ، و لا يزالون يطلقون
على أنفسهم تسمية " سورايا " أي سرياني - أرامي .

ثالثا - هل ينجح د . رابي في تحقيق أهدافه ؟

قد يكون د . رابي عالما إجتماعيا مميزا و لكنه يبني نظرياته
على معلومات خاطئة حول اللغة الأرامية . رغم أنه يعترف
أن لغة الكنائس هي أرامية فهو يغامر و يطرح " نظرية جديدة "
وهي وجود لغة رسمية ( طقسية ) و لغة محكية و هو " يوهم "
القراء أن اللغة المحكية هي مخالفة للغة الرسمية أو الطقسية
أي الأرامية . و هو " يتوهم " أنه لمجرد إستخدامه المنطق ، يستطيع
أن ينجح في تحقيق هدفه الظاهر و المعلن " ,فالعرب يتحدثون العربية ,والكرد الكردية .... كيف نقول الكلدان والاشوريون يتحدثون الارامية ؟ "
كنا نتمنى أن تذكر للقراء كم هو عدد العينة التي أجريت
عليها إستطلاع رأي كي تكون دراستك مفيدة للمؤسسات العديدة
التي تناضل من أجل الحفاظ على لغة أجدانا الأراميين .
أن ترديدك ثلاث مرات " أجاب 100%من أفراد العينة " أنهم
لا يفهمون اللغة الأرامية الفصحى ، لا يعني بالضرورة أن
اللغة المحكية أي اللهجة هي غير أرامية !
كتب د . رابي " .فاللغة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمفهوم القومي فهي الرمز والوسيلة الاساسية في تحديد الهوية القومية للجماعة البشرية ."
عفوا د . رابي ، هل صحيح ما كتبته " ما الفائدة من اللغة التي لاتؤدي وظيفتها الاتصالية في المجتمع البشري .مما يعني بوضوح أن شعبنا يعاني من الصعوبة البالغة في فهم اللغة الارامية ,فالحديث بها هو عقيم لافائدة منه " .
هل لغتنا الأرامية الفصحى هي عقيمة غير مفيدة ؟ أم أنك
تحاول أن " تخترع " وسيلة جديدة بإسم علم الإجتماع تسمح لك
أن تحافظ على تسمية لغتنا الفصحى بالارامية و في نفس الوقت
تطلق على لغتنا المحكية تسمية " اللغة الأشورية " و " اللغة
الكلدانية " ؟
هل لأن اللغة هي الوسيلة الاساسية في تحديد الهوية القومية للجماعة البشرية كما كتبت هي الدافع الرئيسي كي تشوه إسم
لغتنا التاريخي و العلمي إلى لغة أشورية أو إسبانية ؟

هل تحريفك لتاريخ اللغة الأرامية و تجاهلك المتعمد للأراميين
الذين طوروا هذه اللغة المقدسة ، هو أمر مسموح في علم الإجتماع؟ هل يحق لك طرح نظريات تاريخية و لغوية بدون
أن تكون مطلعا على المراجع العلمية و بدون تقديم براهين ؟
أخيرا ما الذي يضايقك أن تكون تسمية لغتنا الفصحى هي
الأرامية و لغتنا المحكية هي أيضا الأرامية ؟

هنري بدروس كيفا

أضف رد جديد