المسيحية في الجزيرة العربية

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
أضف رد جديد
ADONAI
قنشريني فعال
مشاركات: 50
اشترك في: الخميس مارس 19, 2009 6:37 pm

المسيحية في الجزيرة العربية

مشاركة بواسطة ADONAI » الأربعاء مايو 20, 2009 8:19 pm

أنقل لكم جزء من كتاب تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ادوناي.

المسيحية في الجزيرة العربية
منذ بدء العهد المسيحي حاول اليهود الذين دخلوا البلاد العربية ان يقضوا على الوثنية السائدة بين العرب فتشكلت جاليات نشطة في خيبر وتيماء واليمن ونجران واجتذب اليها الكثير من العرب. وجائت المسيحية ودعمت كل تلك الجهود.
اليمن ونجران
يظهر ان المسيحية دخلت اليمن في نحو القرن االثالث وقد يكون دخولها انطلاقا من الحبشة ولو ان هناك تقاليد تنسب تبشير المناطق الساحلية الجنوبية الى الرسل متى وتوما وبرتلماوس.ونولدكه الالماني- يقول ان اصول المسيحية في اليمن ونجران تعود الى سوريا وما بين التهرين, وان اللغة السرسانية كانت اللغة السريانية لغة الطقوس فيها.

اما نجران فكنت تحكمها طبقة برجوازية مسيحية تؤدية للملك الحميري, وذلك منذ القرن الخامس. وكانت هذه المسيحية قادمة من بلاد فارس المذهب النسطوري الا ان الاضطهاد الذي شن على المنوفيزيين في عهد الامبراطور ين يوستين الاول( 518- 527 ) ويوستنيان الاول ( 527) أدى الى تدفق هؤلاء نحو منطقة نجران حتى أضحت المنوفيزية فيها المذهب السائد, فتكونت فيها ابرشية سريانية تابعة لبطريركية الاسكندرية.
وكان نؤاس( مسروق) في صنعاء قد أنضم الى الديانة اليهودية وا ضحى من المتعصبين لها, وقد أتخد مقتل يهودين على ايدي النجرانيين ذريعة للايقاع بأهل نجران المسيحيين بالاضافة لحقده الشديد عليهم لكونهم موالين للأحباش اعدائه. فقتل عدداً غفيراً من مسيحي نجران سنة 523 بلغ الالاف. ويشير القران لهذه المجزرة التي يسمي ضحياها بأهل الاخدود وقدت أدت هذه المجزرة الى تدخل الاحباش في اليمن سنة 525 عبر البحر الاحمر والاستيلاء عليها أما ذونؤاس ففي غمرة يأسه خاض بحصانه في البحر وغرق.....وهكذا انتهت المملكة الحميرية.
ألا ان الفرس غزوا المنطقة وأقاموا عليها اميراً عربياً وهو مهدب كرب بن سيف بن ذي يزن, وكانت تلك فرصة مؤاتية لتغلغل العنصر النسطوري. وهكذا فقد استمرت الديانة المسيحية بمختلف صيغها في نجران. ويذكر المؤرخون العرب بين اساقفة نجران ( قس بن ساعدة) الذي بهرت فصاحته محمداً حينما سمعه يوماً يخطب في سوق عكاز في الحجاز.

المناطق الجنوبية الاخرى
كانت المسيحية قد دخلت منذ عهد مبكر الى المناطق الواقعة على ضفاف المحيط الهندي وعلى ضفاف الخليج العربي وعند مصب الرافدين وفي عمان وقطر وجزر البحرين والاحساء والكويت. اما في حضرموت وتوابعها, اي منطقة المهرة وجزيرة سقرطي. فنجد أثار المسيحية قبل مجيئ الاسلام, ونعرف اسماء ست ابرشيات على الساحل الشرقي من الجزيرة العربية وفي عمان وجزيرة سقرطي. ويبدو ان حاكم عمان نفسه الذي تلقى الدعوة للاسلام كان مسيحياً.
اليمامة الواقعة في الجنوب الشرقي من نجد والحجاز, كان للمسيحية انصار عديدون في قبيلة بني خنيفة القوية, والتيارات المسيحية نفسها القادمة من سوريا وبين النهرين كانت قد نقلت الافكار المسيحية الى قلب البلاد العربية, اي الى نجد حيث كانت تحكم قبيلة كنده التي انجبت امرؤ القيس حليف الملك يوستنياس البيزنطي.
وهكذا في عشية مجئ الاسلام, تبدو المسيحية متدفقة نحو الجزيرة العربية من جميع الاتجاهات.
الحجاز
تحفظ التقاليد العربية ذكريات بعيدة عن وجود الديانة المسيحية في هذه المنطقة. فيشير الطبري وابن هشام وابن خلدون الى قدوم برتلماوس الرسول الى الحجاز. ويروي الطبري ان مسلة جنائزية اكتشفت قديماً في جبل عقيق القريب من المدينة تحمل حروفا سريانية كانت تعلو ضريح احد رسل السيد المسيح, ويذكر ياقوت الحموي أن (أيلة)( العقبة الحالية) كانت نصرانية , وكان اسقف أيلة من بين الذين حضروا مجمع نيقية سنة 325 ويظهر ان حاكمها كان مسيحيا لدى ظهور الاسلام.
وكانت ( دومة الجندل) كلها مسيحية , وكان لها اسقف. وكان اكيدر بن عبد الملك- وهو من قبيلة كندة- ملكاً عليها, وكان مسيحياً. وكان سكانها من بني سكون من قبيلة قضاعة المسيحية في معظمها ومن تجمع هام من قبيلة بني *_*.
اما وادي القرى فكانت تسكنه قبيلتا قضاعة وسليح النصرانيتان. وتضم قبيلة بني صخر التي تسكن الآن تلك المنطقة فروعاً عديدة ما تزال تحمل القاباً مسيحية: بنو مطران, اليعاقبة, مهابرة( الاحبار), السماعنة,الخ...وكلها تشهد لأصلها المسيحي.
وكانت قبيلة طي النصرانية العربية تسكن ( تيماء) التي كان فيها حصن (الأبلق) الشهير الذي كان يحكمه الامير الشاعر السموأل الذي كان من أصل غساني وينتمي الى فرقة مسيحية-يهودية.
وكانت ( تبوك) حصناً يسكنه النصارى قضاعة وجاروهم فيه بني *_* من قبيلة تغلب النصرانية. وفي غزوة تبوك, لم يتمكن محمد والمسلمون من اقتحامها لحصانتها ولسرعة الروم ونصارى العرب الى نجدتها. فحاصرها عشرون يوماً, ثم قفلوا عنها راجعين.

اما (يثرب) المدينة) فكانت شبه مستعمرة يهودية كما ان اليهود فرضوا هيمنتهم على خيبر وفدك, الا ان سلطتهم لم تكن بدون منازع اذ كانت قبيلتا الاوس والخزرج القادمتان من اليمن بعد انهيار سد مأرب تقاسمان اليهود السلطة والنفوذ. وورد في تقويم قديم للكنيسة النسطورية ان النساطرة اقاموا في يثرب مطراناً واسقفين, وكان لهما فيها ثلاث كنائس وعدد كبير من المؤمنيين.
المسيحين في مكة
كانت قبيلة قريش تسكن مكة مع احلافها وعبيدها. وكانت مركزا تجاريا هاما جدا. وكان للمسيحيين دور هام في مكة تجاه تجاه طبقات المجتمع القريشي كلها,ولكنهم لم يكونو منظمين ولم يكن لهم مؤسسات خاصة بهم.ويتكلمون لغة قريش او لغةهي مزيج من العربية و الآرامية والحبشية. وقد تركت هذه اللغة اللكناء اثرها في لغة مكة, وظهرت آثارها في القران نفسه. وكان المسيحيين يمارسون كل المهن, والمسيحيين في مكة ينتمون أصول عديدة: احباش واقباط وتجار من نجران ورعايا من الحيرة و الغساسنة وانباط من سوريا, مع بعض الرهبان ومرسَلين, بالأضافة الى نفر من علية القوم الذين اعتنقوا المسيحية, امثال عثمان بن الحويرث, وورقة بن نوفل ابن اسد وهو ابن عم خذيجة التي أصبحت زوجة محمد الاولى.
فجميع هؤلاء المسيحيين الذين لا الذين لا يربطهم سوى الايمان بالمسيح, كانوا يمتزجون بالعرب الوثنيين في مكة حول الكعبة, ويبثون هناك المبادئ المسيحية والاخلاق المهذبة,ولكنهم كانوا ايضا يظهرون خلافاتهم العقائدية,

الافكار المسيحية في الجزيرة العربية
كانت الافكار المسيحية قد تغلغلت, قبيل ظهور الاسلام, في قلب الجزيرة العربية وفي مناطقها الحدودية. ويشهد على ذلك المؤرخون واهل السير عامة. فيقول ابن قتيبة( ان النصرانية كانت في ربيعة وغسان وبعض قضاعة). ويقول اليعقوبي في تنصير( تميم وربيعة وبني تغلب وطي ومذحج وبهراء وسليح وتنوخ ولخم ) ويشهد الجاحظ بقوله( كانت النصرانية قد وجدت سبيلها بين تغلب وشيبان وعبد القيس وقضاعة وسليح والعباد وتنوخ ولخم وعاملة وجذام وكثير بن بلحارث بن كعب)) الا انه لا يسعنا تحديد المناطق القبائل التي كانت ملتزمة بهذه الديانة التزاما فعليا, فقد وردت اشارات واضحة الى الشعور والتقاليد المسيحية في القصائد التي كان شعراء الجاهلية يلقونها, حتى ذهب البعض الى القول ان البلاد العربية برمتها كانت على وشك الانضمام الى المسيحية او اليهودية ابان ظهور الاسلام. الا ان انتشار اليهودية كان في الواقع قد توقف بسبب انعزال اليهود وتزمتهم الديني. اما المسيحية, فقد ادت النزعات القائمة بين مختلف الفئات والمذاهب فيها, وعدم وجود رئاسة دينية موحدة في الارض العربية قادرة على سبك العرب في قالب مؤسسة أجتماعية, الى جعل المسيحية في حالة ضعف وعجز.
تجدر الملاحظة ان النصارى كانوا من يهود فلسطين الذين تنصروا, وكانوا شيعة( شيعة ) لتشيعهم, مع الايمان بالمسيح, لشريعة موسى, وينبغي الا نخلط بين المسيحيين والنصارى. فالمسيحيون هم اتباع المسيح من الاممين. اما النصارى حصراً فهم اتباع المسيح من اليهود. لذلك فالنصرانية غير المسيحية....

..............................................

تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية
الاب البير ابونا
من انتشار المسيحية حتى مجيئ الاسلام
المصادر والمراجع
* ابن الاثير: التاريخ الباهر في الدولة الاتاكية
*ابن السباعي الجامع المختصر
* ابن عبد الحق مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة
ابن العبري التاريخ السرياني. وتاريخ مختصر الدول
• ابن الفوطي. الاصفهاني. زيدان جرجي.
• هناك صفحات تشير الى المصادر والمراجع العربية والسريانية والاجنية


http://www.gazire.com/home/viewtopic.php?f=53&t=1403

صورة العضو الرمزية
a3az elnas
مشرف إداري
مشاركات: 4015
اشترك في: الجمعة مايو 23, 2008 4:22 pm
مكان: السويد

Re: المسيحية في الجزيرة العربية

مشاركة بواسطة a3az elnas » الأربعاء مايو 20, 2009 8:35 pm

عزيزي ادوناي
صاحب العقل والقلم الواعي المتميز و المنير
بعد اطلاعي وتمعني بين طيات المقالة والبحث الجميل الذي تحمل بين طياتها معارف ومعلومات قيمة كسرد واسترسال من عدة مصادر
التي تشرح فيها كيف انبثقت المسيحية من الجزيرة العربية
مع ادلة وبراهين توضحت لي نقطة
الفرق بين كلمتين النصارى والمسيحية
ينبغي الا نخلط بين المسيحيين والنصارى. فالمسيحيون هم اتباع المسيح من الاممين. اما النصارى حصراً فهم اتباع المسيح من اليهود. لذلك فالنصرانية غير المسيحية....

بورك قلمك ابو جورج
معلومات قيمة
تقبل مروري المتواضع
اعز الناس
:qenshrin_flower:
صورة
صورة

shadi al khalil
قنشريني فعال
مشاركات: 284
اشترك في: الأحد يونيو 29, 2008 4:52 pm

Re: المسيحية في الجزيرة العربية

مشاركة بواسطة shadi al khalil » الأربعاء مايو 20, 2009 9:22 pm

مقالة تعليمية تاريخية توثيقية اشكرك الشكر الجزيل لانك ذكرتنا بشوية عزة لما كان يسمى المسيحية في الجزيرة العربية
وجل مانتعلمه من هذه المقالة اخي العزيز ان التفرقة ضعف والابهام ضعف و الفتور ضعف

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة

ان كنا قد علمنا ان التفرقة ضعف فلم لا نتوحد
بكرا منصير نقول ان الخلافات المذهبية هي سبب انمحاق المسيحية من الشرق الاوسط
وطبعا السبب هو اسماء مثل كاثوليكي واورثوذكسي ومش عارف شو
انا اقول ان هذا سبب مباشر وهناك اسباب كثيرة اخرى لن اذكرها لو انني حاولنا فقط حاولنا اجتنابها لجاءنا الغيث من رب العالمين ومن حيث لا نحتسب
اعود واقول ان هذه المقالة تشرح حال الارض في كل عمل الله
السلام معكم
الساكن في كنف العلي يقيم في حمى اله السماء
يقول للرب انت ناصري وملجاي الهي الذي عليه اتوكل

Dr Philip Hardo
قنشريني متألق
مشاركات: 1135
اشترك في: الجمعة سبتمبر 30, 2005 9:08 am
مكان: UK

Re: المسيحية في الجزيرة العربية

مشاركة بواسطة Dr Philip Hardo » الجمعة مايو 29, 2009 8:40 am

عن كتاب: المسيحية العربية وتطوراتها

د. سلوى بالحاج صالح - العايب.



* نصارى تغلب.

دخل القليل منهم الاسلام بينما بقي معظمهم على نصرانيته. ووقّع الرسول اتفاقا معهم يقضي بأن يبقوا هم على دينهم، دون ان ينصّروا اولادهم. وهكذا كان.
مختصر القول، لم تكن الفترة النبوية (6 - 10 هـ) مليئة بارتدادات المسيحيين (عدا البحرين). ذلك ان الرسول كان منشغلا بالوثنيين وباليهود الذين كانوا يشكلون خطرا أكبر، كونهم على رأي ايماني واحد، بخلاف المسيحيين. فالمسيحيون، وإن بقوا على دينهم، لم يحاربوا الاسلام كما فعلت قريش وكما فعل بنو اسرائيل (139). اما الاسباب التى ادّت الى دخول البعض في الاسلام فمنها القتال ومنها سطحية الايمان وقلة التنظيم.
بيد ان الرسول نجح تماما في إخضاع من لم يدخل الاسلام لسلطته وفي ابقائه في دائرة نفوذه. وهناك ملاحظة أخرى: يظهر ان الرسول كان يميل الى النساطرة من المسيحيين أكثر من غيرهم، كونهم يركّزون على طبيعة المسيح البشرية (141)

:qenshrin_flower:

أضف رد جديد