أإلى قيصر أرفعُ شكواي؟!!!!! بقلم المهندس الياس قومي

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
أضف رد جديد
اسحق قومي
قنشريني فعال
مشاركات: 116
اشترك في: الأحد يناير 18, 2009 10:43 am
مكان: ألمانيا
اتصال:

أإلى قيصر أرفعُ شكواي؟!!!!! بقلم المهندس الياس قومي

مشاركة بواسطة اسحق قومي » الأربعاء يناير 06, 2010 9:32 pm

:hands: :Hello1l: أإلى قيصر أرفع دعواي...؟!

بقلم المهندس إلياس قومي - مونتريال- كندا

ما من أسرة لا تسعى لاستقبال الأعياد في الشهر الأخير من كل عام، وكيف لا؟! إنَّه عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية. ولما يكنه العالم من تقدير
واحترام لرب المجد يسوع المسيح. الذي فرض محبته على البشرية، لا رغماً عنها بل وفاءً منها له، فهو من افتداها بدمه الطاهر.
فأصبح الجميع مرتبطاً بميلاده العظيم، كائناً من كان، أحداثٌ وأعمارٌ ومواليدْ. أصبحت تقاس بالنسبة له شئنا أم أبينا. فنقول فلان من مواليد 1950 ميلادي أو نقول: إنَّ تلكَ المملكة كانت في القرن العاشر قبل الميلاد، وقس على ذلك.
* * *
وبعدَ أن هجرنا إلى بلاد الاغتراب. أصبحنا نتأثر بعادات المجتمعات الجديدة، التي جئنا إليها طواعيةً وهذا أمرٌ طبيعي. فنحن من قدمِنا إليها، ولكن هذا لا يعني الذوبان ونسيان الكثير مما نحمله من تراثٍ وعادات وتقاليد لا تضر المجتمع الذي نحن فيه بل قد تغنيه .
كانت الاحتفالات في بلادنا الأم التي ومازلنا نفاخر إننا ننتمي إليها، في مثل هذه المناسبات المباركة: تتسمُ بطابعٍ أكثرَ قدسيةً وروحانيةً ، ابتدأ من شجرة الميلاد وما تعنيه.... ومروراً بليلة الميلاد وما يتخللها، إلى الذهاب إلى دور العبادة ولقاء الأهل والأصحاب، ثم استقبال العام الجديد بالأناشيد والصلاة. وبقلوب رافعةً لهُ أيادٍ طاهرةٍ نقية، مقدمين أطعمة تذخرُ بالمحبةِ والبركة.
لكن على ما يبدو، ولظروفٍ قد تكون قاسية أكثر مما نتوقع، ولعدم تواجد الأهل ليحيطوا بالأسرة المهاجرة. دفع بعض القيَّمين في إدارة المراكز الدينية للاحتفال بهذه المناسبة ضمن إحدى الصالات وأحياناً قد تكون صالة إحدى الكنائس. والمجهزة بأحدث مصابيح الإنارة وأجهزة الصوت وأدوات الموسيقى لاستقبال مطرب قادم من بلاد الله كي يعبروا تلكَ الليلة.
وكأنَّ المناسبة هي الاحتفال بمجيء المطرب ، وأجزم القول:أن كل الأنظار والأفكار والأحاديث تدور حول المطرب الذي ألهبَ قلوب الشباب والفتيات وبهذا ومن دون قصد نسيوا من كان سبب اللقاء.الذي وكأن مكتوب عليه أن يبقى خارج احتفالاتنا متناسين إنّه هو الفرح الحقيقي بعينه؟!
* * *

ترى هل هذا هو المطلوب من إجراء الاحتفالات تلك ؟!
ترى هل هذا هو المطلوب من القيمين على إدارة شؤون الرعية من رعاة وما يسمى بالمجالس المليِّه؟! وإن كان الدافع لأجراء هذه الاحتفالات هو حقا للاحتفال لصاحب المناسبة ؟! ما عليهم سوى التطلع إلى إخوتهم الأقباط وكيف يقضون هذه المناسبة في كنائسهم رعاة ورعية، مجتمعين معاينين الرب بالصلاة والوعظ والأناشيد.
أم القصد: إننا نحتاج للمال فأيام السنة طويلة وقد يقضون سهراتهم في أيِّ
وقت يحبذون ويعيدونها أكثر من مرة؟!
* * *
وهنا لابدَّ من سؤال: ترى لما كانت الذبيحة لا عيب فيها ؟!.
وهل الرب يتغير بحيث ما كان يطلبه سابقاً ينقضه فيما بعد؟!
حاشا هو هو بالأمس واليوم والغد؟!
أم عبثاً قال: السماء والأرض تزولان وحرف واحد من الكتاب لا يسقط؟! ألعل الرب حقاً تشغله الحروف؟!
إن ما نقدمه للرب من عشور وعطايا مالية، يجب أن تأخذ ذات الصفات التي كانت تتحلى بها الذبيحة، خاليةً من أيِّ عيب ، أم أن الغاية تبرر الوسيلة؟!
لا يا إخوتي: لا تضلوا ....الله لا يُشمخ عليه. وبهذه الأساليب، إنما نقدم ذبائح مشوهة، إنَّها مكرهةٌ للرب.ولن يقبلها مهما علت رائحة البخور عليها، والتي هي الأخرى ما عدنا نشتم رائحتها في بعض كنائسنا.
* * *
إنني أطلب من الله أن يحول هذه الاحتفالات بما يليق به. ولندخل العام بتواضع وبصلاة وليس كما يحدث بالطرب والكأس ...؟!
متذكرين دوما إنَّه ولِدَ متواضعاً في مذودٍ، وليس على طاولات الأطعمة؟!
أطلب من إخوتنا الذين منحهم الرب أصواتاً دافئةً أن يستخدموا موهبتهم للإعلان عن المناسبة وهم يرتلون ويسبحون.
كما أطلب من الرب أن يعضدَ إخوتنا العاملين في المجالس المليِّة:
كي يكونوا صاحين لما يفعلونه. وأنهم انتخبوا ليكونوا عوناً لرعية ، وليس عبئاً عليهم في تسيير أمور الكنيسة.
يا رب إلى متى وسوطكَ لا يقلب الموائد التي نختبىء من خلفها ؟!
يا رب أدخلْ إلى قلب قادتنا الطمأنينة وليعلموا أن رعيتهم
لن تتخلى عنهم مهما كانت الأسباب ؟!
أنتَ حررتنا من الخطيئة يا رب فلا نُستعبد للخوف ؟!
كم من راع أصبح غير قادر عن قول الحقيقة خوفاً على لقمة عيشه؟!
...أإلى هذا الحد وصل الأمر بمن منحتهم وأختر تهم وطلبت من
الآب أن يحفظهم في العالم...إلى أين نحن ذاهبون؟!
أليس أنتَ هو الراعي ونحن الخراف. والخراف أما تبقى خراف؟!
لمن أرفع شكواي هذه، لا لقيصر يا رب؟!
****
المهندس :الياس قومي
شاعر وكاتب سوري مقيم في كندا.
ليَّ مملكةٌ واسعةُ الأرجاءِ أسميتها الحبّ والنهار سيجمعُ البشر
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
sam1541@hotmail.com

أضف رد جديد