الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
أضف رد جديد
ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة ashor » الثلاثاء يناير 26, 2010 10:16 pm

+++

الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

د. يوسف متي إسحق

الحلقة الأولى:

الفصل الاول
كانت اللغة السريانية إحدى اللهجات الآرامية المُستعملة في الرها وفي مقاطعة عِسروان منذ القرن الأول قبل الميلاد . ونشطت هذه اللغة بعد اعتناق السريان للدين المسيحي نشاطاً بيناً . فأدخلت الجماعات المسيحية المنتشرة في سوريا وبلاد ما بين النهرين وفارس نوعاً من الحياة في الثقافة الأدبية ، الأمر الذي جعل الأدب السرياني يتفوق على كافة فروع الأدب الآرامي من حيث إمتداد رقعته الجغرافية وتعدد سِماته وأهميته التاريخية .وفي الطوق مُلاحظة مقدار امتداده ، من النقوش التي اكتشفت في أقصى الجنوب ، أي في الهند ( الصلبان المعروفة بالصلبان الهندية ) ، وفي أقصى الشرق ، أي في الصين ( نقوش سي نغان فو الصينية ـ السريانية المزبورة عام( 781 م ) ، وفي شمال تركستان ( نـُصُـب تذكارية في مقبرة سميربجا في كزخستان الروسية ) .
وتأثرت عملية الإبداع في الأدب السرياني بالأحداث التاريخية بالطبع . فقد أحدث الجدل اللاهوتي حول شخص السيد المسيح، في أواسط القرن الخامس الميلادي إنفصالاً بين السريان وبين مسيحيي الأمبراطورية البيزنطية والعالم الغربي الذي قبل مقررات مجمع خلقيدونية عام 451 م ، كما انقسم السريان أنفسهم إلى فرقتين : سريان غربيون ، وسريان شرقيون . ومع أن نتائج هذه الأحداث لم تكن مُفرحة بالقياس إلى تاريخ الكنيسة ، غير أنها لم تـُحدث إنحطاطاً أو تقهقراً فيما يتعلق بالإبداع الأدبي ، بل كانت ـ والحق يُقال ـ مُحفزاً لخلق مواضيع جديدة في الأدب السرياني !
وتركت الأحداث الكُبرى التي قررّت مصير مسيحيي المشرق أثرها ، هي الأخرى ، على الحياة الأدبية . فلم يأتِ الفتح العربي الذي غيّر المشهد السياسي في القرن السابع بين ليلة وضحاها ، في الغالب ، بتغيير كبير إلى حياتهم إبـّان فترة حكم الخلفاء الأمويين ( 660 ـ 750 م ) . إلاّ أن تغييرات أكثر عمقاً برزت إلى الوجود في الفترة العباسية إبتداءً بعام 750م وما بعده . ولكن ما أن شاع استعمال اللغة العربية الدارجة حتى تقلص تداول اللغة السريانية شيئاً فشيئاً . وظهر فيما بعد كتـّاب من السريان صنّفوا كتبهم بالعربية والسريانية على حدٍ سواء .ولم تكن الأحوال المُضطربة التي سبقت تدهور الخلافة العباسية في القرن العاشر مُـلائمة للإبداع الأدبي على الإطلاق .ودمّر الغزو المغولي في القرن الرابع عشر طرفاً كبيراً من مواطن السريان ، وأدبهم .


يتبع ................

...
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
nahren
مشرف إداري
مشاركات: 6425
اشترك في: الأربعاء مارس 28, 2007 6:58 am

Re: الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة nahren » الأحد يناير 31, 2010 6:30 pm

فعلا مقال رائع اخي اشور انا بأنتظار البقية من المقال
يسلمووووووو وباركك الرب :hands:

لا ادري كيـــــــــــــف لكــن أعلــم أنه يســتجيب
أرفـــــع شـــكواي اليه وهـــو لا شـــك يــــجيب

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة ashor » الاثنين فبراير 01, 2010 10:42 pm

+++

شكراً اخت نهرين لحضورك الجميل

*******
*******

- الحلقة الثانية : ترجمات الكتاب المقدس :
يظهر برهان اهتمام السريان الإستثنائي وقلقهم الشديد من أجل صيانة الكتاب المقدس ، من حقيقة أن الفرق المسيحية الأخرى ، في العصور القديمة أو الوسيطة ، ما أنتجت ترجمات كثيرة نظير ما أنتجه السريان . فعدا عن كتاب " الدياطسرون " هناك ما لا يقل عن عشر ترجمات مختلفة لكلا العهدين : القديم والجديد ، إضافة إلى هذا ، فهناك تواتر لا تسنده نصوص باقية عن ترجمة للعهد القديم أعدها الجاثليق آبا (552+).
وقادت الدراسات المعاصرة إلى كشوف جديدة في تاريخ النصوص الكتابية . ولاقت مُـلاحظة إف. بيرليس في أن الترجمة المعروفة بالترجمة " البسيطة " فشيطتا للعهد القديم لها صلة وثيقة بالترجوم ـ لاقت قبولاً حسناً عند العلامة بومشترك وسي. بيترس . فقد أبانت أبحاثهما أن الترجوم الفلسطيني القديم نُقل إلى اللغة الآرامية الشرقية . غير أن الأساس الذي أرسي عليه الترجوم أكثر سعة ممّا هو في نصوص الترجمة البسيطة بشيطتا .وقدّمت المُعطيات المكتشفة حديثاً بعداً جديداً للعلاقة القائمة بين الترجمة البسيطة والترجوم . فتُظهر المواد الجديدة أن النُسخ المُنقحة بصورة شكلية ، أو حتى غير المُنقحة إطلاقاً ، ظلت مُتداولة . ومع أن عدد تلك المخطوطات تضاعف باستمرار ، بقي أثر الترجوم الفلسطيني محسوساً في الترجمة السريانية القديمة للكتاب المقدس ، وخاصّة في أسفار موسى الخمسة وكتب الأنبياء وسفر المزامير ، لفترة طويلة قبل أن يُصار إلى إعداد الترجمة المنقحة المسماة بالترجمة " البسيطة " بشيطتا .
ودعمت أبحاث دي بويي و أي . بومشترك في العهد الجديد ، وجهة النظر القائلة أن تطيانوس ألف كتاب " الدياطسرون " بالسريانية وليس باليونانية . لذا ، كان النموذج الأقدم عهداً للأناجيل السريانية واحداً وليس أربعة أناجيل متفرّقة . وبهذا الكشف ، سُلط على تاريخ نصوص الأناجيل الأربعة نور جديد ما كان مُتوقعاً . فقد جعلت المواد المكتشفة حديثاً عن النقل السرياني للأناجيل مسألة إعادة تنظيم فهم تاريخ النص أمراً في غاية الأهمية .ولاقت قراءة " الدياطسرون " مُقاومة رسمية في فترة أكثر قدماً من فترة رابولا الرهاوي ( 435+) كما إرتأى بعضهم . وتُشير بقايا ترجمة رابولا التي ظهرت للنور أنها كانت نموذجاً لتنقيح سرياني قديم . ومع أن الترجمة البسيطة للعهد الجديد نشأت قبل زمن رابولا ، غير أنها لم ترسخ إلاّ ببطء شديد . ولم يكن نموذج النصوص السريانية القديمة نُسخة تُحفظ في خزانة كتب بل كانت نصّاً ظلّ يُمارس تأثيره لعدة قرون بعد رابولا بمُختلف الأشكال .
وسُلطت أضواء جديدة على ترجمة أعدّها توما الحرقلي (615 ـ 616م) . وقد وجد النقاش القديم ـ الذي أثير حول " ما إذا كان توما الحرقلي قد نقح ترجمة سابقة أعدّها الأسقف بوليكاربوس لفيلوكسينوس المنبجي أو أنه نقل ترجمة بوليكاربوس وأضاف عليها تحقيقات متنية مُحكمة ـ حلاً شافياً . فقد كشفت مقاطع من ترجمة بوليكاربوس استُخدِمت في الشرح الذي أعده فيلوكسينوس على إنجيل يوحنا ، أن توما الحرقلي طوّر عمل بوليكاربوس في مجال الترجمة ودفعه خطوات إلى الأمام .

يتبع .................

..
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة ashor » الأربعاء فبراير 10, 2010 5:27 pm

+++

الحلقة الثالثة :

الترجمة السريانية للكتاب المقدس المعرو فة بالترجمة البسيطة " فشيطتا "

التسمية والمنشأ :
تـعدّ الترجمة السريانية البسيطة من أقدم ترجمات الكتاب المقدس بعد الترجمة اليونانية المعروفة " بالترجمة السبعينية " . دُعيت بالسريانية " فشيطتا " أي السهلة الميسرة ، وشاع إستعمالها منذ القرن التاسع الميلادي . ليس ثـمّة معلومات مُباشرة عن مُترجمي هذا النقل ولا عن تاريخه ، ولكن يُـظن أنه عملٌ مشترك من نتاج القرن الثاني الميلادي ، ويُـرجّح أن اليهود واليهود المتنصرين كان لهم نصيب كبير في هذه الترجمة .
ويُـلاحَظ أن هناك قرابة لغوية بين آرامية الترجوم وبين آرامية أسفار موسى . وقد أثبتَ بومشترك أن ثمّـة توافقاً مباشراً بين نصّ الآية ( تك 29 : 17 ) في الترجمة السريانية وبين نصّ " الغنيزا والترجوم الفلسطيني " .ويبدو أن أسفار موسى نشأت في منطقة اللغة الآرامية الشرقية ثُـمّ إنتشرت في حذياب الناطقة بالآرامية .
ويظهر من المخطوطات الباقية أن هناك نصين قديمين : الأول ، نقـلٌ حرفي من التوراة العبرية ، والثاني ، نصٌ قريب الشبَه من الترجوم الفلسطيني . ويُـعتبَر النقل الحرفي أكثرَ قِدمَـاً بدليل إقتباسه من قِـبَل كاتبين سريانيين من الحِقب الباكِرة هما مار أفرام وأفراهاط الحكيم الفرسي . وقد تبنت الكنيسة السريانية هذه الترجمة بعد إدخال تحسينات مهمة عليها من ناحية الأسلوب واللغة منذ القرن الخامس .

أثر الترجمة السبعينية :
تركت الترجمة " السبعينية " آثاراً متفرّقة على الترجمة السريانية البسيطة من تعديل طفيف إلى إدخال قراءات مُـتباينة وردت في الترجمة اليونانية أو أوصى بها آباء الكنيسة اليونانية،
في الفترة الأخيرة ، ذلك لجهل النسّاخ للغة العبرية .

لغة الترجمة وأسلوبها :
يبدو أن ليس ثمة تشابهاً في النقل في أسفار العهد القديم ، ويدل هذا على تنوع المترجمين .ويُـرى أن النصّ العبري الذي تفترضه الترجمة السريانية في سفري صموئيل الأول والثاني ، يتباين مع النصّ الماسوراتي الذي يُشكل أساس الترجمة اليونانية ،بينما تتفق بعض فصول الترجمة السريانية مع النصّ اللوسياني . وقد ثبت أن ترجمة سفر المزامير هي ترجمة حرفية ، ويظهر فيها أثر النقل السبعيني . أمـّا سفر الأمثال وحزقيال ، ففيهما شبه قريب من الترجوم . كما لا تتقيد أسفار إشعياء والأنبياء الصغار بترجمة حرفية ، ويُـعتبر سفر أيوب ترجمة ركيكة وغامِضة بسبب رداءة المتن وتأثره بترجمات مُـتفرقة. ويُـلاحظ أن سفر نشيد الأنشاد هو ترجمة حرفية ، وسفر راعوث إعادة سبك للمتن . وتضم فصول من سفري أخبار الأيام الأول والثاني عناصر من المِدراش .

تاريخ نصّ الترجمة السريانية البسيطة :
وقع في الربع الأول من القرن الخامس إنشقاق في الكنيسة السريانية ، فانسحب أتباع نسطور إلى بلاد الفرس ، وأسسوا مدرسة في نصيبين بعد إغلاق مدرسة الرها عام 489 م. واحتفظ فرعا الكنيسة السريانية بنصوص الترجمة السريانية البسيطة . ولم تظهر نصوص مُـتميزة سريانية شرقية وأخرى سريانية غربية إلى زمان العلامة إبن العبري (القرن الثالث عشر ) . ولم تخضع نصوص الكنيسة الشرقية إلاّ لتنقيح يسير بسبب عزلة هذه الكنيسة .

أسفار العهدين القديم والجديد القانونية :
الأسفار القانونية في هذه الترجمة تـُطابق النص العبري . ففي المخطوطات القديمة ، أهملت أسفار أخبار الأيام الأول والثاني ، وسفري عزرا ونحميا . كما أهمِل سفر إستير في مخطوطات الكنيسة الشرقية . أما الأسفار غير القانونية أو ما يـُسمى " أبوكريفا " ، فقد نقلتها أيدٍ مـُتفرقة عن اليونانية ، ولا تختلف هذه الأسفار عن الأسفار غير القانونية الموجودة في الترجمة السبعينية .
أمّـا أسفار العهد الجديد في الترجمة البسيطة فهي : الأناجيل الأربعة ، أعمال الرسل ، الرسائل الثلاث الجامعة ( رسالة يعقوب ، بطرس الأولى ، ويوحنا الأولى ) ، رسائل بولس الأربع عشرة ، وأهملت الكنيسة القديمة كلاً من رسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا ورؤيا يوحنا الرسول .

تنقيحات الترجمة السريانية البسيطة :
تعود أقدم نسخة منقحة من هذه الترجمة إلى فترة مئة سنة بعد زمن مار أفرام السرياني .ففي القرن الخامس إنشغل رابولا أسقف الرها بترجمة للعهد الجديد عن اليونانية ، ولا يـُعرَف إن كان هذا التنقيح قد حدث بدافع شخصي أو بإعاز من جهة مُعينة . وقد أصبح هذا المشروع أول خطوة عملية في برنامج الترجمة الفيللوكسينية . فقام فيللوكسينوس أسقف مابوغ ( 485 ـ 523 م ) بمعاونة بوليكربوس عام 508 م بإعداد ترجمة حرفية عن اليونانية لجميع أسفار الكتاب المقدس . وفي مصر ، بوشِر عام ( 616 ـ 617 م ) بعمل ترجمة على هكسابيلا أوريجانوس الإسكندري والترجمة السبعينية ، نزولاً عند رغبة البطريرك أثناسيوس الأول ( 631 م ) . ونقح توما الحرقلي ترجمة فيللوكسينوس لكتب العهد الجديد . وفي الفترة الواقعة بين عام ( 704 ـ 705 م ) شرع يعقوب الرهاوي بتنقيح نصّ الترجمة السريانية على النصوص اليونانية القديمة لضبط متونها .

مخطوطات الترجمة السريانية وطبعاتها :
توجد أقدم مخطوطة للكتاب المقدس بالسريانية في المتحف البريطاني تحت الرقم 11425 ويعود تاريخها إلى عام 464 م وتضمّ : أسفار موسى ، عدا سفر اللاويين ، وثمة مخطوطة ترتقي إلى القرن السادس تحتوي على سفر إشعياء والمزامير . ومن المخطوطات السريانية الغربية المهمة ، المخطوطة المعروفة ب " الأمبروسيانية " الموجودة في مكتبة ميلانو ، يرتقي تاريخها إلى القرنين السادس والسابع الميلادي ، وتضم كتب العهد القديم بكاملها .وقد نـُشرت الترجمة السريانية للعهد القديم عام 1645 م في كتاب باريس المتعدد اللغات للكتاب المقدس . ونـُشرت في روما عام 1852 م ، كما نشرَ الآباء الدومنيكان في الموصل ، في الفترة الواقعة بين عامي 1887 ـ 1891 م كلا العهدين : القديم والجديد ، مُعتمدين على التقليد السرياني الشرقي . وثمة طبعات مُـتفرّقة لبعض الأسفار نـُشرت في فترات متأخرة .


يتبع ..........

..
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة ashor » الأربعاء مارس 03, 2010 6:53 pm

+++

الحلقة الرابعة ..

الحلقة الرابعة :الشعر السرياني
كان برديصان (154ـ222م) الغنوصي واسونا ( القرن الرابع الميلادي ) من أقدم الشعراء الذين عرفهم تاريخ الأدب السرياني ولم يبقَ من مؤلفاتهما شيء يذكر . لذا تعتبر كتابات مار أفرام السرياني ( القرن الرابع الميلادي ) قمّة الأدب عند السريان ، إذ لم يتفوّق عليه كاتب آخر في هذا المضمار .
إستخدم أفرام ضربين من الشعر هما : ميمرا ومَدراشا. وقد أعِدَ الميمرا إعداداً خاصّاً ليدخل الأذن لا كأنشودة ، بل كحديثٍ موزون ، سواءً كان ذلك الحديث قصة أو ملحمة تعليمية ، وليس هذا في واقع الأمر سوى عِظة أو مقالة منظومة . أما المدراشا ، فيُعتبر أكثر إتساماً بالفن لكونه مقاطع شعرية تنشدها جوقة أو جوقتان .
ولم يفضل إلاّ اليسير من قصائد قورلونا وبالاي ( توفي بُعيد سنة 432م ) اللذين أظهرا براعة فائقة في الأوزان الشعرية . وقد وجدت بعض القصائد الرائعة المعزوة لبالاي طريقها إلى كتب السريان الطقسية . ولم تثبت صحة الكثير من الميامر المنحولة إسحق الأنطاكي ( القرن الرابع الميلادي ).
وتبوّأ يعقوب السروجي مركز الصدارة بين شعراء السريان الغربيين ، وفاق في قصائده التي تحدّث فيها عن الكنيسة والكتاب المقدس ما جاء في قصائد منسوبة إلى إسحق الأنطاكي . ولم يتفوّق أحد من الكتّاب السريان فيما بعد على شاعرية السروجي على الإطلاق !
وظهر نرساي (503م) أعظم شعراء السريانية الشرقية وصاحب الوفير من الميامر ، في بداية ظهور النسطورية . ودفع جلال أسلوبه ، وعذوبة شعره ورشاقته ، إلى تلقيبه ب " قيثارة الروح القدس " . وقد عبث الدهر بشعر كل من إليشع بر قوزباي وأبراهام دبيث ربّان وأبراهام بر قرداحى وكلهم من شعراء القرن السادس الميلادي .
ونظم كوركيس وردا وخميس بر قرداحا من شعراء القرن الثالث عشر ، وفرة من الشعر دخلت الكتب الطقسية . ونظم عبد يشوع النصيبيني ديواناً أسماه " فردوس عدن " ضمّنه خمسين قصيدة. وإليك ما نُشر من الشعر السرياني وما تُرجم منه :
* شعر بالاي : نشره كي.في. زترستين مع ترجمة ألمانية عام (1905م) .
* شعر إسحق الأنطاكي : نشره بيجان عام ( 1903م ) .
* شعر يعقوب السروجي : نشره منغانا عام( 1905م) في مُجلدين .
* شعر عبد يشوع الصوباوي : " فردوس عدن " نشره جيسموند عام ( 1888م) .

يتبع ..............
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة ashor » السبت يونيو 05, 2010 5:35 pm

+++

- الحلقة الخامسة ..

- الحلقة الخامسة :النقل من اليونانية
إبتدأ نشاط السريان الثقافي بترجمة المؤلفات اليونانية المسيحية إلى السريانية. وفي فترة قصيرة جدّاً ، نقل السريان معظم المُصنفات والوثائق اليونانية المسيحية إلى لغتهم ، وليس في مقدورنا ، في هذه العجالة أن نأتي على ذكر حتى عناوين مُقتطفات منها لوفرتها وتشعب مواضيعها . وقد وجدت الترجمة عن اليونانية ـ التي دامت قروناً وشكلت جزءاً كبيراً من حياة السريان الأدبية ـ حافزاً ذا أهمية بالغة في مدرسة الرها منذ كان قيورا رئيساً لها في صدر المئة الخامسة . ومن أشهر مُترجمي الرها : هيبا الذي غلب عليه لقب " المُترجم " ومُعاصراه : فروبا وكومي . إن مركزاً نشيطاً للعلم كالرها ، والذي بقي حتى إقفال مدرستها عام 489م ، كان دون شك ، حافزاً لمراكز ثقافية أخرى ، ولاسيما تلك التي أمّها علماء هذه المدرسة بعد رحيلهم عنها . إن عملاً كبيراً نظير هذا ،يتطلب فِرقاً عاملة ، إضافة إلى أفراد . وعُرف من المترجمين المتأخرين : بولس القالونيقي (القرن السادس ) وبولس الرهاوي ( القرن السابع ) والبطريرك أثناسيوس الثاني البلدي ، ويعقوب الرهاوي .
ويُعدّ هذا الأدب السرياني ـ اليوناني المترجم ، أحد أهم مصادر الأدب الأغريقي المسيحي الذي فقِد في لغته الأصلية . وأوضح مثل على هذا : هو أن أقدم مخطوطة سريانية محفوظة في خزانة المتحف البريطاني تحت الرقم 12150 التي ترقى إلى عام 411م . وتضم هذه المخطوطة النادرة أربعة مؤلفات كتبت أصلاً باللغة اليونانية وهي : مقالة تيطس البُصري في نقض المانوية ، ورؤيا أوسابيوس القيسري ، والاعترافات المنحولة إقليميس ، وتاريخ شهداء فلسطين لأوسابيوس . الكتاب الأول والثاني موجودان فقط باللغة السريانية ، أما الثالث ، فله ترجمة لاتينية إلى جانب ترجمته السريانية ، بينما لم يبقَ من الأخير في الأصل اليوناني إلاّ نتف قليلة جدّاً .
ونقل المترجمون السريان معظم مؤلفات أرسطو ومن سبقه من فلاسفة اليونان ، كما نقلوا أهم مصنفات قدماء الأغريق الطبية والعلمية . وشكلت هذه النقول أفضل عمل إعدادي لظهور الحضارة العربية . لقد كانت الترجمة عن السريانية إلى العربية أكثر سهولة ويسرأ من النقل المباشر عن اليونانية ، فلو أخذنا مؤلفات جالينوس وحدها ـ على سبيل المثال ـ لوجدنا أن 130 كتاباً منها نُقل إلى العربية عن السريانية ، بينما لم يُنقل له من اليونانية إلى العربية مُباشرة ، إلاّ تسعة كتب . وهكذا وجد الكثير من المؤلفات اليونانية العلمية طريقها إلى العالم الإسلامي ، عن طريق اللغة السريانية !

يتبع ........

...
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

GABRIELSHAROO

Re: الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة GABRIELSHAROO » الجمعة يونيو 11, 2010 5:21 pm

سلسلات موثقة ورائعة ونفحات معطرة من هذا التاريخ العريق ومن الامة الابية
السريانية الاشورية الكلدانية
التي استمتعت بقراتها بتمعن
اشكر غالي اشور على هذا السرد التاريخي الذهبي للحضارة والثقافة السريانية العظيمة
وانا كلي فخر واعتزاز
صليبي باليد اليسرى
وقوميتي باليد اليمنى
اذا انا قوي
الرب يكون معك دائما
سلام ومحبته
تحياتي القلبية
احونو ديلوخ
ܟܒܪܐܝܠ ܫܪܘ


:bible:

صورة العضو الرمزية
ليليان
مشرف افتقاد
مشاركات: 359
اشترك في: الأحد فبراير 07, 2010 6:02 pm
مكان: syria

Re: الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة ليليان » الثلاثاء يونيو 22, 2010 7:55 am


ܬܘܕܝ ܡܠܦܳܢܳܐ ܥܠ ܗ̱ܘ ܬܰܥܒܝܕܘܟ̣

ܒܫܪܳܪܳܐ ܗ̱ܘ ܬܰܪܝܟ ܕܝܠܰܢ ܕܰܗܒ݂ܐ ܘܓܠܘܙܡ ܗ̱ܘ ܥܰܡܳܐ ܟܽܠܶܗ ܐܳܘܕܰܥ ܠܝ

ܬܰܘܕܝ ܣܐܓܝ(ܠܘ ܓ݂ܠܒܶܐ ܓܕܥܘܢܘ ܟܬ݂ܒܘܢܐ ܐܶܠܐ ܪܚܡܠܝ ܗܰܘܟܐ ܩܘܪܰܬ )

ܚܘܒܘ ܘܫܰܝܢܳܐ :qenshrin_flower:
صورة
لا تسألوا أمتكم عما تستطيع أن تقدمه لكم

بل

أسألوا أنفسكم عما تستطيعون أن تقدموه لهذه الأمة

gress
قنشريني مميز
مشاركات: 345
اشترك في: الأحد يونيو 06, 2010 7:12 pm
مكان: Syria

Re: الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة gress » الثلاثاء يونيو 22, 2010 1:59 pm


مقال رائع اخ اشور يسلمو ايديك والله يقويك يارب انا كتير مبسوطة لانو قدرت اعرف هاد الشي كلو عن الثقافة السريانية
محبتي وتقديري :qenshrin_flower:
صورة

اذا وصلت الى القمة فلا تنسى من ساعدك في الوصول اليها ولا تنسى
ان تنظر الى السماء ليثبت الله اقدامك عليها

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: الأدب السرياني ( نظرة تاريخية )

مشاركة بواسطة ashor » الجمعة يوليو 23, 2010 6:46 pm

+++

ܬܘܕܝ ܡܠܦܘܢܝܖܘ ܠܝܠܝܐܢ ܐܘܦ ܜܪܝܣ



-الحلقة السادسة :شروح الكتاب المقدس
من أقدم نماذج التفاسير السريانية ، مقالات صنّفها أفراهاط الفارسي ، غير أن التقليد السرياني للتفاسير يبتديء بمار أفرام الذي ألف مجموعة منها . إن جلّ الشروح التي صُنفت بعد الإنشقاق العقائدي فُقِدت ولم يفضل إلاّ القليل من شروح فيلوكسينوس المنبجي على الأناجيل الأربعة .
وللكتّاب الذين تابعوا هذا النهج علاقة بشكل أو بآخر بالرها. فقد ألف يعقوب الرهاوي شروحاً وتعاليق في غاية الأهمية . وفي الجبال المحيطة بالرها ، صنّف لعازر آل قنداسا في القرن الثامن ، تفسيراً للعهد الجديد ، مُعتمِداً فيه على الشرّاح الأوائل ( أنظر مخطوطة المتحف البريطاني رقم 140683) ، وألف الراهب سويريوس عام 861م في دير القديسة بربارة ، شرحاً شامِلاً ( انظر مخطوطة الفاتيكان رقم 103 )، مُعتمِداً تفاسير وشروح مار أفرام السرياني ويعقوب الرهاوي. وجاء في أعقاب أشتات ٍمن تفاسير مُتعدّدة عبر بضعة قرون ، شروح رئيسية لكلا العهدين : القديم والجديد ، ألفها كلّ من موسى بر كيفا في القرن التاسع ، ( أنظر مخطوطة المتحف البريطاني رقم 17274، ومخطوطة أكسفرد رقم 703 ، ومخطوطة مدريد رقم 101/4 و102/4،
وديونيسيوس بر صليبي في القرن الثاني عشر . وألف العلامة ابن العبري في القرن الثالث عشر شرحاً للعهد القديم .
وضاع طرف كبير مما أنتجه السريان الشرقيون من شروحٍ وتفاسير ، ولم يبقَ من تفاسير مار أبّا ويوحنا آل ربّن وميخائيل بادوقا وحنّانا وسبر يشوع بر فولوص إلاّ شذرات مُتفرّقة . وقد قُدّمت صورة شاملة لهذه الأعمال في مُصنّف غُفل الإسم ألف في غضون المئة التاسعة ،يُعدّ سجلاً لتفاسير السريان الشرقيين المتواترة ( أنظر: مخطوطات برمنكهام ، منغانا ـ السريانية رقم 553 ومخطوطة بطريركية الكلدان في بغداد رقم 112و113 . وتُعدّ شروح يشوعداد المروزي ( القرن التاسع ) ، أفضل ما أنتجه السريان الشرقيون ، كما أنها تركت أثراً غير قليل على شروح السريان الغربيين أيضاً . وأوسع شروح يشوعداد لأسفار العهد القديم هو شرحه لسفر التكوين ، كما يُعتبر شرحه للعهد الجديد ذا قيمة أيضاً .ويُعتبر كتاب " جنة الأطاييب " ( وهو من نتاج القرن الثالث عشر ، وحسب إعتقاد جي. إم. فوستي ، من تأليف القرن العاشر ) ، مصدراً غنياً يضمّ مُلخصّاً لأقدم تواتر للتفسير . وفيما يلي قائمة تضمّ طبعات التفاسير السريانية للكتاب المقدس وبعض ترجماتها إلى اللغات الأخرى :
* أفراهاط ، تحقيق ونشر باريستو ، البترولوجيا السريانية ، المجلد الأول 1ـ2 (1894ـ1907) * يعقوب الرهاوي ، تحقيق ونشر جي.فيليبس مع ترجمة إنكليزية (1864) ؛
* شروح على العهدين القديم والجديد ، تأليف يعقوب بر صليبي ، تحقيق ونشر سيدلاجيك وشابو وفاشلادى مع ترجمة لاتينية .
* إبن العبري ، شروح على العهد القديم ، نشرها كار مع ترجمة إنكليزية (1925) ؛
* يشوعداد المروزي ، تفسير العهد القديم ، تحقيق ونشر فوستي وفان إيندىمع ترجمة فرنسية ، (1950ـ63) . وشرح على العهد الجديد تحقيق ونشر جبسن مع ترجمة إنكليزية (1911ـ16) ، أما فيما يختص بالدور الذي لعبته مدرسة نصيبين في الأدب السرياني التفسيري ، فانظر : فوبوس ، تاريخ مدرسة نصيبين ) .

......
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

أضف رد جديد