الكلدان الآشوريون السريان - شعب واحد بثلاث تسميات الجزالثالث

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
اشوري
قنشريني فعال
مشاركات: 286
اشترك في: الجمعة يونيو 20, 2008 10:02 am
مكان: العراق _اربيل_عينكاوا

الكلدان الآشوريون السريان - شعب واحد بثلاث تسميات الجزالثالث

مشاركة بواسطة اشوري » الأحد يوليو 24, 2011 2:29 am

كان نبوخذ نصر من أعاظم الملوك في حقل البناء والتعمير. وقد كرّس جهده لأعادة بناء العاصمة بابل. وخلفه في الحكم بضعة ملوك لم يكونو جديرين بأسمه وبأدارة الأمبراطورية التي أقامها, وكان حكمهم في الواقع فترة ضعف سبقت انهيارها. ونذكر بالخصوص (نبونيدس), وكان أبوه أحد النبلاء في مدينة حرّان وأمه الكاهنة العليا في معبد الاله سين (اله القمر) في حرّان. أن اهتمام نبونيدس الكبير في حرّان وغيابه الطويل عن المملكة ولّد تذمرا وتمرّدا عامين في أرجاء مملكته, وخاصة في المدن الكبرى مثل بابل وبورسبا ونفر وأور والوركاء ولارسة. وعندما تدهورت الأوضاع الأقتصادية والأحوال المعاشية ورافق ذلك انتشار القحط وارتفاع الأسعار حاول نبونيدس حل تلك الأزمة بطرق شتى منها أن قاد جيشه وسار به عبر بادية الشام وأخذ واحة تيماء الشهيرة حيث قتل أميرها واتخذها مركزا له طوال عشر سنوات, وخلّف على مملكة بابل ابنه المسمى (بلشاصر). ويؤخذ من النصوص المكتشفة في حرّان أن نبونيدس وضع يده على واحات أخرى في شمالي الجزيرة العربية الى الجنوب من تيماء منها واحة (يتريبو) أي يثرب (المدينة المنورة حاليا). وبعد أن أمضى نبونيدس زهاء عشر سنوات في تيماء عاد الى بابل في حدود 546 ق.م.
وفي هذه الأثناء استجدت في بلاد ايران احداث كبيرة, اذ استطاع الملك الفارسي كورش الثاني أخذ السلطة من الميديين في عهد الملك الميدي (أستياجس) جدّه لأمه, ويكوّن بسرعة عجيبه امبراطورية واسعة شملت آسية الصغرى وبلغت الى تخوم الهند. وبعد أن قضى كورش على (كروسس) ملك ليدية (في آسية الصغرى) صار يضم الأقاليم التابعة الى الدولة البابلية ومنها بلاد آشور التي استولى عليها في عام 547 ق.م, ثم جاء دور مدينة بابل نفسها في العام 539 ق.م. وقد عهد الملك نبونيدس الى ابنه بلشاصر لقيادة الجيش والتصدي لجيوش كورش عند سلوقية فقتل بلشاصر في المعركة, ثم تقدم الجيش الفارسي في العام نفسه نحو مدينة سبار (أبو حبة قرب المحمودية). فأنحاز الحاكم البابلي (كوبرياس) والذي كان نفسه قائدا للجيش الى كورش, فسار هذا من بعد سبار الى مدينة بابل ودخلها في 13 تشرين الثاني 539 ق.م بدون مقاومة تقريبا وأخذ نبونيدس أسيرا, ودخل كورش الى مدينة بابل بعد أيام قلائل. ودخلت بذلك بلاد بابل وبلاد آشور ضمن امبراطوريته, كما أصبحت الولاية رقم 11 في ترتيب الولايات العشرين التي قسّمت اليها الأمبراطورية الفارسية الأخمينية.
وهنا لابد من الأشارة الى عظمة مدينة بابل, اذ أنّها غدت في عهد ملكها الشهير نبوخذ نصر الثاني أكبر مدن الدنيا القديمة, وبهرت العالم القديم بحيث عدّها المؤرخون والكتاب القدماء لاتضاهيها في عظمتها وسعتها مدينة أخرى. ولشهرتها صارت هذه المدينة عنوان حضارة وادي الرافدين ونسب اليها القطر كلّه فقيل بلاد بابل (بابلونيا) وأهله (البابليون) وغدت أسوارها وجنائنها المعلّقة من عجائب الدنيا السبع المشهورة, وانبهر بها حتى أعداؤها من أنبياء بني اسرائيل حين قال عنها النبي أرميا (كأس ذهب بيد الرب تسكر كل الأرض من خمرها).
وفي القرن السادس ق.م (أي في عهد الدولة البابلية الأخيرة) حصلت في بابل تغيرات لغوية وسكانية, اذ ازداد اختلاط السكان, فبالأضافة الى الآراميين والعرب دخلت الى البلاد عناصر جديدة مثل العبرانيين والمصريين والسوريين وحتى جماعات قليلة من اليونان.
العراق في العهد الفارسي الأخميني
يبتدىء هذا العهد في العراق منذ فتح كورش الثاني لبابل عام 539 ق.م وينتهي بفتح الأسكندر الكبير عام 331 ق.م. ان الفرس الأخمينيين هم من الأقوام الهندية – الأوروبية التي استوطنت بلاد ايران في مطلع الألف الأول ق.م في الجزء الذي دعي بلاد فارس, وهو الجزء الجنوبي الغربي من ايران. وكان هؤلاء الفرس يجاورون العيلاميين الذين استوطنوا في اقليم خوزستان وكوّنوا حضارة مشتقة في أسسها وأصولها من حضارة وادي الرافدين. وعاش في حدود ذلك الزمن قبيلة ايرانية أخرى, هي قبيلة الماذيين في الأجزاء الشمالية الغربية من ايران وعاصمتها(أكبتانا).
استطاع كورش الثاني (558 – 530 ق.م) ان يستولي على عاصمة الماذيين ويؤسس امبراطورية واسعة شملت معظم العالم القديم, تمتد من تخوم الهند الى بحر أيجة وآسية الصغرى ودخلت بلاد بابل وبلاد اشور ضمن امبراطوريته. وقد سمىّ الأخمينيون أراضي الدولة الكلدانية الواقعة غرب دجلة (آثورا) وهي التسمية المحرّفة للكلمة الآرامية آثور, أما المناطق التي تقع شرقي دجلة فأصبحت جزءا من أقليم ميديا وخاضعة أيضا للدولة الأخمينية.
وعند سيطرة الأسكندر المقدوني وخلفاؤه السلوقيين على بلاد ما بين النهرين, أطلقوا على مناطق غرب دجلة اسم سيريا وهو تحريف لكلمة أسيريا أو آثوريا أو آشوريا ومنها ترادفت كلمة (السريان) و(سورايي) التي شاع استعمالها بعد اعتناق أقوام المنطقة الديانة المسيحية, للدلالة على أن الشخص المعني هو مسيحي, لأن المبشرين الأوائل بالديانة المسيحية في بلاد ما بين النهرين قدموا من سوريا ولهذا تسموا (ٍسوريايي). أما الذين كانوا يتحدثون اللغة الآرامية فكان يطلق عليهم (أسيريان) لأن اللغة الآرامية منذ عهد سنحاريب كانت اللغة الرسمية بجانب الأكدية.
وقد حقق انتشار اللغة الآرامية في ارجاء الأمبراطورية الفارسية حاجة شعوب هذه الأمبراطورية الواسعة الى وسيلة مشتركة للتفاهم, فأزدهرت الآرامية واتخذها ملوك هذه الأمبراطورية لغة رسمية الى جانب اللغة الفارسية القديمة واللغة البابلية ولا سيما في بلاد بابل.
انتهى العهد الأخميني بفترة فتح الأسكندر الكبير للشرق والعراق. ثم تلاها العهد السلوقي نسبة الى سلوقس أحد كبار قواد الأسكندر الذين اقتسموا امبراطوريته من بعد موته, حيث صارت سورية والعراق وايران من حصة سلوقس.
شرع الأسكندر بزحفه على الشرق في عام 334 ق.م واستطاع في مدى ثلاثة أعوام أن يحطم جحافل الأمبراطورية الفارسية الضخمة ويضم أقاليمها اليه ويغيّر مجرى التاريخ البشري. وكانت معركة أربيل الشهيرة ما بين الملك الفارسي دارا وبين الأسكندر عام 331 ق.م هي النهاية الحاسمة في حياة الأمبراطورية الفارسية.
عبر الأسكندر نهر الفرات قرب دير الزور, فسار شرقا في جزيرة ما بين النهرين الى دجلة وعبره بمسافة قليلة شمال الموصل في الموضع المسمى(بيزبدا) ووصل الى السهل الواقع بين مدينتي أربيل والموصل, حيث كان دارا وجحافله في الموضع المسمى (كوكميلة) , فنشبت المعركة الكبرى في هذا الموضع عام 331 ق. م والتي عرفت في التاريخ بمعركة أربيل, حيث انتصر فيها الأسكندر على دارا.
تمهّل الأسكندر قليلا في أربيل ثم توجه نحو بابل حيث فتحها بسهولة, اذ سلّمه الحاكم الفارسي في بابل (مازيوس) مفاتيح المدينة سنة 331 ق.م ورحّب به السكان على أنّه محررهم. ولم يمكث في بابل سوى شهرا واحدا, حيث تابع فتوحاته نحو الشرق مرورا بسوسة, ولمّا عاد الى بابل من بعد تسع سنوات من حملاته البعيدة في الشرق والهند كان مشبعا بأفكار وأحلام في جعل العالم دولة واحدة وأن تكون بابل والأسكندرية عاصمتي تلك الدولة العالمية. وبينما كان الأسكندر متهيئا للشروع بحملة حربية الى جزيرة العرب, مرض الأسكندر بالحمى وتوفي في قصر نبوخذ نصر في 13 حزيران 323 ق.م وهو في سن 32 عاما. وبعد موته نشبت منازعات وحروب ما بين مشاهير قادته دامت زهاء 42 عاما, اقتسم ثلاثة منهم امبراطوريته الواسعة وهم سلوقس وبطليموس الذي أسس مملكة البطالسة في مصر وأنتيكونس حاكم آسية الصغرى (اقليم فريجية) وصارت بلاد بابل وآشور وسورية من حصة سلوقس. وانقسمت المملكة السلوقية منذ نشأتها الى قسمين كبيرين. القسم الشرقي وكان يتضمن العراق والأقاليم الشرقية وقد أسست له عاصمة جديدة وهي (سلوقية دجلة) والقسم الغربي يتضمن بلاد الشام وتوابعها وجعل مركز ادارته في مدينة أنطاكية الشهيرة التي أسسها سلوقس في عام 300 ق.م على العاصي وسماها بأسم أبيه (أنطيوخس).
تميّز العهد السلوقي في العراق في نشوء المدن الجديدة. ففي أعالي ما بين النهرين أسست المدينة المهمة (أديسا) أي (الرها) و(دورا – يوروبس) أي الصالحية على الفرات ومدينة سلوقية في منطقة سلمان باك وتضاؤل شأن الكثير من المدن القديمة وموت البعض منها بأستثناء تلك المدن الواقعة على الطرق التجارية المهمة مثل كالح وماري وأرسلان طاش.
العراق في العهد الفرثي
أعقب الملوك السلوقيين المقدونيين في حكم العراق الملوك الفرثيون الآيرانيون عام 138 ق.م ودام حكمهم الى العام 227 ب.م. وكان موطن الفرثيين في السهول الممتدة ما بين بحر قزوين وبحر (أرال) وأشتهروا بالفروسية والحرب. وتميّز حكمهم بكثرة الحروب مع السلوقيين ثم بعدئذ مع الرومان وكان شمالي العراق ميدان الكثير من المعارك التي نشبت ما بين الفرثيين والرومان فبرزت في أخبار هذه الحروب جملة مدن مهمة مثل أنطاكية وحرّان ونصيبين وغيرها.
بدأت الحرب ما بين الدولتين منذ عام 92 ق.م وتخللتها معاهدات سلم ما بين الطرفين, وانتهى السلم ما بين الفرثيين والرومان في زمن الأمبراطور الروماني تراجان (98 م – 117م) المعاصر للملك الفرثي خسرو. وبدأ تراجان حملته من أنطاكية, قاعدة الجيوش الرومانية في بلاد الشام وعبر الجيش الروماني دجلة بعد تغلّبه على مقاومة ضعيفة, بيد أن تراجان لم يزحف على العاصمة طيسفون رأسا, بل رجع فعبر دجلة واتجه غربا ومرّ بمدينة الحضر فلم يستطع فتحها لمقاومتها الشديدة ومناعة أسوارها فتركها متجها الى الفرات, وبعد ألتقائه بالأسطول القادم من الفرات سار بالأسطول الى بابل. ولم تنجح محاولات الرومان في الاستيلاء على العراق وايران من الفرثيين. لكن حياة الفرثيين السياسية انتهت بعد معركتهم الأخيرة ضد الرومان قرب نصيبين بين آخر الملوك الفرثيين أرطبان الخامس وبين الأمبراطور الروماني مكرينيوس, والتي انتهت بأبرام الصلح. بعدها دخلت بلاد ايران والعراق تحت حكم السلالة الفارسية الجديدة هي السلالة الساسانية (227 م – 637 م) وظل العراق تحت حكم الساسانيين الى الفتح الأسلامي في موقعة القادسية عام 637 م.
*****
حول مفهوم القومية
يجدر الأشارة الى ان هناك نوعين مختلفين اساسا من القومية:
1- قومية المواطنة والتي جاءت مع الثورة الفرنسية, أي فكرة الوطن الأم, الذي يعتبر فيه كل السكان الذين يعيشون في أراض محددة مواطنين بغض النظر عن أصولهم العرقية أو اللغوية. فمثلا أن مجيد القادم من الجزائر أو المغرب وألفونسو القادم من أنغولا وتشوان القادم من الصين والساكنين جميعا في فرنسا لهم قومية واحدة وهي القومية الفرنسية, ويقول كل واحد منهم عن نفسه (أنا فرنسي) ليس كأشارة الى البلد الساكن فيه فقط, بل كأنتماء قومي
واذا أخذنا بهذا المفهوم للقومية فما علينا جميعا عربا كنا أم كردا أم تركمانا أم كلدانا أم آشوريين ام سريانا أم أرمنا الاّ أن نسمي أنفسنا (عراقيون) - عراقيون وكفى من دون النظر الى الأصول العرقية أو الدينية او اللغوية. ولكن تأثير الثورة الفرنسية على بلدنا والأقاليم المجاورة كان ضعيفا بسبب هيمنة العثمانيين على المنطقة, وممارستهم لسياسات التمييز القومي والديني والمذهبي, أضف الى ذلك صراعهم الطويل مع الفرس للسيطرة على ولايات بغداد والبصرة. وللأسف استمرت سياسات التمييز القومي والديني والمذهبي في العراق حتى في الفترة التي أعقبت التحرر من التبعية العثمانية, وبالتالي لم تدع أية فرصة لترسيخ مبدأ المواطنة, وما زال التعصب القومي والديني والمذهبي يشكل القاعدة التي تنطلق منها المجموعات المتطرفة في الحرب ألأهلية التي اشتد سعيرها بعد سقوط النظام في نيسان 2003, والتي لا تزال تشكل خطرا على مستقبل بلدنا وعائقا كبيرا أمام تقدمه وأزدهاره.
2- هناك نوع آخر من القومية الذي يرتبط بأعادة توحيد الدولتين ألمانيا وأيطاليا.
ففي النموذج الألماني للقومية يجري التأكيد على العرقية (العرق الآري) وعلى أن هناك شعبا ألمانيا مقسما في عدة دول, وأن ذلك يعد بمثابة مأساة تاريخية كبرى, مما يتطلّب أقامة دولة موحدة تتولى تمثيل هذا القوم وروح هذا الشعب, أي هؤلاء الناس الذين يمتلكون (تأريخا مشتركا, تراثا مشتركا ولغة مشتركة), وأنّه يجب توحيدهم في اطار معين وأن يكون لديهم دولة تعبرعن وجودهم التاريخي. ولتبني هذا النوع من القومية من قبل جماعة ما, يجب عليها أن تؤّلف تاريخا يظهر بأنها من أصل واحد ليس عرقيا وجغرافيا فحسب, بل أيضا كحقيقة ترتكز الى الثقافة والأرادة. وأن الناس الذين يمتلكون أصلا عرقيا مشتركا وينطقون بلغة مشتركة يجب أن تكون لديهم بشكل ما أرادة مشتركة, وأن هذه الأرادة المشتركة يجب التعبير عنها في صيغة دولة خاصة بهم. دولة موحدة.
وعلى ما يبدو تأثر القوميون العرب بأفكار الفلاسفة الألمان من أمثال هايديغر وفيخته, وفي معاني القومية الحماسية والعاطفية وفي التجربة الألمانية, منهم بشكل مكشوف مثل ساطع الحصري, ومنهم بشكل مستور مثل ميشيل عفلق وزملائه.
وبتأثير من هذه الأفكار عمدت مجموعة صغيرة وغير شعبية في العراق عبر الأنقلابات العسكرية الى الأستيلاء على السلطة والأحتفاظ بها بقوة السلاح وبأستخدام القسوة والبطش بكل من يعارض نهجها القومي المتطرف (الشوفيني), وذلك عبر تعبئة المشاعر القومية ومن خلال تضليل الجماهير وحجب أنظارها عن ما يحدث في واقع الحال, من خلال افتعال الأزمات الواحدة تلو الأخرى. جرى كل هذا في بلد متعدد الأعراق والأديان واللغات.
ويبدو واضحا مما تم سرده أعلاه, من أننا في سعينا وراء معرفة قومية شعبنا الكلداني الآشوري السرياني, أقرب الى النموذج الثاني للقومية مع فارق كبير في بعض النواحي. وأبرز هذه الفوارق, هو في أستحالة أقامة كيان سياسي مستقل (دولة) في الوقت الراهن ينضوي تحت لوائها كل أبناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني. ان ما ينبغي التركيز عليه في المرحلة الراهنة هو الأقرار بوجودنا القومي وتثبيت هذا الأقرار وأستحقاقاته دستوريا. ومن جملة هذه الأستحقاقات هو حق أبناء شعبنا في ادارة شؤونهم بالطريقة التي يشاؤون من دون ضغط أو أكراه من هذا الطرف أو ذاك, بما في ذلك أقامة حكم ذاتي أو أدارة محلية أو أي شكل آخر يرتأونه مناسبا, وذلك في المناطق التي يشكلون فيها الأغلبية, وكذلك حقهم في الأختيار الحر لشكل ارتباطهم بالحكومة الأتحادية أو بحكومة أقليم كردستان. أن هذه الأستحقاقات تتطلب منا جميعا رص صفوف أبناء شعبنا وتوحيد خطابنا السياسي والسير قدما نحو وحدة شعبنا المنشودة.
*****
في المجال الجغرافي
تشير النبذة التاريخية الى أن تسمية بلاد ما بين النهرين هي تسمية أغريقية جاءت في الفترة ما بين القرنين الرابع والثاني ق.م وكانت تشمل بلاد سومر وأكد (بابل) وآشور, وأن لا حدود طبيعية تفصل بين بلاد سومر وبلاد بابل. بينما هناك خط جغرافي فاصل بين بلاد بابل وبلاد آشور, وهذا الخط الفاصل يمر تقريبا من هيت على الفرات الى سامراء على دجلة. وهذا بحد ذاته كافيا للقول بأن جميع البلدات المسكونة من قبل من نسميهم بالكلدان أو الآشوريين أو السريان في العراق الحالي تقع في بلاد آشور التاريخية ( يستثنى من ذلك الكلدان والآشوريون والسريان الساكنون في بغداد والبصرة والناصرية والحلة وديالى والأنبار وغيرها من المدن العراقية الأخرى) والذين في أغلبيتهم نزحوا من البلدات المذكورة الى هذه المدن في القرنين الماضيين, أي القرنين التاسع عشر والعشرون. أذ لم يتبقى من مسيحيي بغداد ومدن الوسط والجنوب الاّ بضعة عوائل بعد آخر هجمة شرسة تعرض لها المسيحيين في زمن تيمورلنك (للمزيد راجع كتاب " الكلدان في التاريخ" للمؤلف حبيب حنونا).
في مجال التاريخ
وكما أشّرنا قبل قليل, ان أحد العناصر الأساسية للقومية هي أن تؤّلف لنفسها تاريخا.
مما سبق يتبيّن صعوبة حصر هذا الأرث التاريخي المجيد بدويلة في الشمال او الوسط او الجنوب بسبب كثرة الغزوات والفتوحات (الأحتلالات) في العراق القديم وبسبب تعاقب الدويلات الواحدة تلو الأخرى وانتقال الخبرات والتجارب من مملكة الى أخرى, حيث ينتهي كل احتلال بترك بصمات الدولة المنتصرة على الدولة المغلوبة, والتداخل والتمازج في اللغات والعادات والتقاليد والأعراف والمعتقدات. ويمكننا القول بأختصار عن تأريخنا بانّه سلسلة متتابعة ومتداخلة من الأحداث العظيمة بحيث يصعب الفصل بين حلقاتها المتصلة. وهذا التاريخ ليس أرثا لنا لوحدنا نحن الذين نسمي أنفسنا بالكلدان أوالآشوريين أوالسريان, بل هو أرث لجميع العراقيين وذلك منذ أن جرت تسمية بلاد ما بين النهرين بالعراق. ان ما يميّز نظرتنا الى هذا التاريخ عن باقي أشقائنا من العراقيين, هو أننا نرى فيه عزتنا واقتدارنا ورفعة مقامنا وعطائنا المذهل للحضارة الأنسانية, وبأننا من الذين وضعوا أسس هذه الحضارة, في حين يركز الكثير من العراقيين على الحضارة العربية الأسلامية, وهي حضارة لا يستطيع ألاّ الجاحد نكران منجزاتها واسهاماتها في تطور الحضارات الأخرى التي تلتها.
لكن الحضارة العربية الأسلامية ليست حضارة عراقية بحتة, بل هي نتاج جهد جماعي وتلاقح عدة حضارات منها حضارة وادي الرافدين ووادي النيل والحضارة الفارسية والحضارة الرومانية وتأثيراتها في شمال أفريقيا. وقد ساهمنا نحن الكلدان والآشوريون والسريان بقوة في وضع أسس هذه الحضارة ورفع شأنها عبر الترجمة من اللغات القديمة ومنها اللغة السريانية الى اللغة العربية. ولذلك فنحن كنا ولا نزال جزءا من هذه الحضارة والتي بدورها هي جزءا من حضارات الشرق القديم والجديد. بأختصار لا ترجع كل هذه الحضارة ألينا لوحدنا نحن العراقيين بالرغم من أننا كنا بؤرتها ومركز ثقلها. أما الميزة الأخرى لهذه الحضارة فهي التواصل أي حلقة الوصل بين الحضارات الي سبقتها والحضارات التي أعقبتها, أي أنها ليست حضارة مؤسسة كالحضارة الفرعونية وحضارة ما بين النهرين.
ومن المهم هنا أن نقر جميعا بأن الكلدان ليسوا طائفة دينية كما يدّعي الذين يتعصبون الى التسمية الآشورية, بل هم أقوام سكنوا في بلاد سومر وأكد, وألّفوا عدة ممالك في الجنوب بألأضافة الى الدولة الكلدانية وعاصمتها بابل في زمن الملك نبوخذ نصر الثاني والتي اشتقت تسميتها من قبيلة (كلدو) كبرى القبائل الآرامية التي نزحت عبر الفرات واستقرّت في منطقة الفرات الأوسط في القرن السابع ق.م. أن خلاء مساحات واسعة من هذه الأرض من وجود الكلدان يعود سببه الى الأضطهادات المتكررة لهذا الشعب منذ انهيار امبراطوريته عام 570 ق.م. بسبب تشبثه بانتمائه القومي والديني والمحاولات المستمرة لصهره وطمس هويته التاريخية والحضارية. وهنا أورد بعض المقتطفات التي تشير الى بعض هذه الأضطهادات من كتاب " الكلدان في التاريخ " لمؤلّفه الأستاذ والمهندس حبيب حنونا:
ففي زمن الملك الفارسي (شابور الثاني) (339 – 379 م) أعلنت حربا شعواء على المسيحيين دامت أربعون عاما راح ضحيتها أكثر من 300000 شهيد بحجة موالاتهم للأمبراطورية الرومانية وخاصة بعد أعتناق الملك قسطنطين العقيدة المسيحية, وأعتبارها الدين الرسمي للدولة. وقد أضطر الكثير من سكان السهول- (وغالبيتهم من الكلدان) الى الهرب الى المناطق الجبلية والى مناطق غربي الفرات في سوريا ولبنان وجزيرة قبرص. حيث كان نهر الفرات الحد الفاصل بين الأمبراطورية الفارسية والأمبراطورية الرومانية. وقد استمرت معاناة المسيحيين من الأضطهادات الفارسية حوالي قرنين من الزمان.
وفي حدود 700 م شنّ والي العراق آنذاك الحجاج بن يوسف الثقفي حملة أضطهاد كبرى على المسيحيين, أضطر الكثير منهم الى أعتناق الدين الأسلامي تخلّصا من الجزية, وأضطر الآخرون للهرب واللجوء الى القرى الشمالية وأستقر العديد منهم في منطقة الخابور.
وفي عام 780م وفي خضم الحرب بين العرب والروم. شنّ الخليفة المهدي (775 – 785 م) حملة ضالمة على المسيحيين, أذ سنّ بحقهم قوانين مجحفة حدّت من ممارسة شعائرهم الدينية وأنتقصت من كرامتهم. كل ذلك بسبب شكوكه في ولاء المسيحيين للروم, وأتهامه لهم بالتعاطف معهم, مما أضطر الكثيرون منهم للهرب والألتجاء الى المناطق التي كانت خاضعة لحكم الروم في سوريا وتركيا مثل ديار بكر ونصيبين والرها وغيرها, كما أدّت الى أسلمة الكثيرون منهم.
وحينما تولّى السلطان المغولي (غازان) (1295 – 1303 م) الحكم في بغداد حلّ كابوسا رهيبا على أهل الذمة قاطبة, أذ صمّم هذا الخان أن يقتلع جذور المسيحية في مملكته من أساسها. فأمر بهدم الكنائس وأزالتها من جذورها, ومنع أقامة االصلوات والأحتفالات وقرع أجراس الكنائس. كما أمر بقتل جميع رؤسائهم وكهنتهم. وقد حذا الخان المغولي (خربندا خان) حذو سلفه غازان, أذ أصدر أمرا عام 1306 م يقضي:
"على كافة المسيحيين القاطنين في البلاد أما أن يعلنوا أسلامهم أو أن يدفعوا الخراج. ويدمغوا في وجوههم علامة مميزة, تقتلع لحاياهم, وتوضع علامة سوداء على أكتافهم".
وأستنادا الى مخطوطة كتبها الراهب يوحنا: أن المسيحيين تحمّلوا كل تلك الأهانات, دفعوا الضرائب وبقوا على دينهم. وعندما رأى خربندا أن هذا لم يجد نفعا مع المسيحيين أصدر أمرا بخصي المسيحيين وأن تقلع أحدى عيونهم في حالة عدم قبولهم الأسلام. ونتيجة لتلك القوانين المجحفة والهمجية أضطر كبار القوم وغالبية المسيحيين للنزوح الى جبال تركيا وأيران. وكادت بغداد والمدائن وكشكر(واسط) ومدن أخرى تخلوا من المسيحيين.
ثم جاءت كارثة الكوارث على يد تيمورلنك يوم أحتل بغداد عام 1400 م وعمل السيف في رقاب أهلها دون تمييز. يقول رافائيل بابو اسحق في كتابه " تاريخ نصارى العراق":
أما النصارى فكانت حالتهم يرثى لها. فقد تبدد جمعهم وهربوا لاجئين الى القرى والجبال النائية خوفا من القتل والذبح. وأصبحت مقاطعة نصيبين معقلا من معاقل المسيحية بجانب أبرشيات الموصل والتي عاشت فيها الكنيسة ألى الآن بسبب من تبقوا هنالك من المهاجرين الذين هربوا من غزوات المغول ومذابح تيمورلنك. وفي نهاية القرن السابع عشر فقد خلت بغداد من المسيحيين الاّ من نزر يسير.
*****
الأصول العرقية
أما البحث في الأصول العرقية لأبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني فهو معضلة حقيقية, نظرا لأستمرار الهجرات البشرية ذات الأعراق المختلفة الى بلاد ما بين النهرين القديمة. فبالأضافة الى السومريين الذين نجهل موطنهم الأصلي والسوباريين سكان بلاد آشور الأصليين, هناك هجرات الساميين والآموريين والأشكوزيين والحوريين والحثيين والآراميين واليهود والأغريق والمغول والعرب وغيرهم.
ان انتصار الملوك الأشوريين في حروبهم مع الدويلات والممالك المجاورة لهم, واتخاذهم سياسة التهجير والترحيل للأقوام التي غزوها, ونقل عشرات الآلاف لا بل مئات الآلاف من الأسرى من مناطق سكناهم الى مراكز نفوذ دولتهم, وتسخير طاقات هؤلاء الأسرى في تشييد المشاريع الكبرى لأمبراطوريتهم, يجعل كل هذا البحث في الأصول العرقية للآشوريين والكلدان والسريان ونقاء عرقهم أمرا في غاية التعقيد. أضف الى ذلك عدم توفر معلومات كافية عن انثروبولوجيا الأنسان العراقي القديم. وقد أفضت هذه السياسة الى اختلاط الكلدان والآشوريين وانصهارهم في بودقة واحدة عبر قرون عديدة, فأمتزجت دمائهم وتوحدت ثقافاتهم وعقائدهم وتقلصت الهوة بينهما وأصبحوا شعبا واحدا بكيان حضاري متميز.
اللغة
.....الكاتب .د.شابا ايوب...........منقول من قبل....كلداني سرياني اشوري.............المهم اننا شعب واحد

mari
مشرف إداري
مشاركات: 4524
اشترك في: الجمعة فبراير 16, 2007 8:42 pm
مكان: العراق

Re: الكلدان الآشوريون السريان - شعب واحد بثلاث تسميات الجزالثالث

مشاركة بواسطة mari » الخميس يوليو 28, 2011 8:38 pm

الموضوع كان لازم لو طولة بال لحتى نقرا ونتعق فيه
صراحة يا اشوري الاجزاء الثلاثة روعة كل يوم كنت اقرا جزء
اندمجت كليها مع الاحداث صرت اتخيلها في عقلي واربط الاثار الموجودة
عنا في الموصل بالاحداث فعلا كانت رائعة
شكرا الك وعاشت ايدك
كلنا واحد ......

صورة العضو الرمزية
قمر
مشرف إداري
مشاركات: 9196
اشترك في: الأحد سبتمبر 24, 2006 7:02 pm
اتصال:

Re: الكلدان الآشوريون السريان - شعب واحد بثلاث تسميات الجزالثالث

مشاركة بواسطة قمر » الجمعة يوليو 29, 2011 2:53 pm

كلنا واحد
شكرا اشوري
ولك مني اجمل تحية
:qenshrin_flower:
صورة

2014

أضف رد جديد