بني تغلب

[الحنون]

بني تغلب
كلما نسأل أبنائنا الذين تخرجوا والذين قيد الدراسة بالمدرسة عن معنى اسم مدرستهم بني تغلب فتاتينا الإيجابات ( قبيلة عربية نصرانية أو مسيحية أو لا نعرف عنها شيئاً !!!) .
كم كنت أتمنى أن توضع لوحة مخططة مع إطار في باحة أوممر المدرسة نعرف فيها هذه القبيلة العربية التي اختارها آبائنا لتسمية مدارسنا في حلب الشهباء .
ومن السهل علينا جميعاً العودة إلى بضعة كتب تاريخية أو أدبية فنجد جواباً واضحاً وجميلاً نسعف به ذاكرة أبنائنا لأسم مدرستنا الغالية ، _ عذراً سأقوم بتعريف هذه القبيلة لأهميتها في الأبرشية وباختصار _ .
* - قبيلة تغلب من أعز القبائل العربية النصرانية التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية ومن أوائل القبائل التي تنصرت بعقيدة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن الرابع وحتى قيل " لو إبطاء الإسلام لأكلت بنو تغلب الناس " ، وقد قلد مار يعقوب البرادعي – مار آحو دامه مطرانية بلاد المشرق فكان هذا من مفاخر بيعة المشرق وأكثرهم دعوة إلى الأرثوذكسية وبنى ديراً لبني تغلب عرف بدير / عين قني / وبعض الكنائس .
لقد اشتهرت قبيلة تغلب وقبيلة بكر بحرب طويلة دامت أربعون عاماً بينهما وهي حرب البسوس ، وفصل بينهما "المنذر بن ماء السماء " وحقن الدماء .
ومن أشهر شعرائها "عمرو بن كلثوم" وسيد قومه وهو بالخامسة عشرة من عمره وشاعر المعلقات ، أبوه كلثوم سيد قومه وأمه ليلى بنت المهلهل .
في عام 569 م قام الشاعر عمرو بن كلثوم بقتل ملك الحيرة عمرو بن هند لأن ملك الحيرة كان مزهواَ بنفسه وقال يوماَ لندمائه " هل تعلمون أحداَ من العرب تأنف أمه من خدمة أمي ؟ " فقالوا له نعم " أم عمرو بن كلثوم " قال ولما ؟ قالوا لأن أباها المهلهل ربيعه وعمها كليب وائل أعز العرب وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب وابنها عمرو بن كلثوم وهو سيد قومه "
فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمه ففعل وكان عمرو بن هند أوعز إلى أمه أن تنحي الخدم وتستخدم ليلى إذا دعا بالطرف ، فدعا عمرو بمائدة ثم دعا بالطرف ، فقالت هند : ( ناوليني يا ليلى ذلك الطبق ، فقالت ليلى لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها فأعادت عليها ، فصاحت ليلى "وا ذلاه يا لتغلب " فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه، فوثب إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق ، وليس هناك سيف غيره ، فضرب به رأس عمرو بن هند ونادى بني تغلب فانتبهوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة .
وفي ذلك نظم الشاعر عمرو بن كلثوم بعض من معلقته الشعرية التي تدور حول الفخر والهجاء والمدح وهي نونية على البحر الوافر تكاد تبلغ مائة بيت مطلعها وبعض من أبياتها :
ألاهبي بصحنك فاصبحينا ------------- ولا تبقي خمور الأندرينا.
أبا هند فلا تعجل علينا --------------- انظرنا نخبرك اليقينا .
لنا الدنيا ومن أضحى عليها ------------ ونبطش حين نبطش قادرينا .
إذا ما الملك سام الناس خفاً ------------ أبينا أن نقر الذل فينا .
إذا بلغ الفطام لنا صبي ------------- تخر له الجبابرة ساجدينا .
ملأنا البر حتى ضاق عنا ------------ وظهر البحر نملأه سفينا .
فكم هو جميل أن يعرف أبنائنا الطلاب أكثر من أترابهم لمعنى قبيلة تغلب التي يجب أن تفتخر مدارسنا بها . فتقبلوا فائق المحبة والاحترام وشكراً Alhanon