الطب واعلام السريان في العصرين الاموي والعباسي

خاص بكل ما يتعلق بالسريان والسريانية
ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الاثنين أكتوبر 29, 2007 8:52 pm

[align=center]+++

...تتمة لموضوع اهم المراكز العلمية للأطباء السريان ...

يوحنا بن ماسويه 420 هـ/862 م:

كان ابوه صبدلانيا في بيمارستان جنديسابور ثم من اطباء العيون في بغداد ، ثم تقدم ابوه في دولة الرشيد . كان سريانيا مسيحي المذهب ، وتلقى علومه في بيمارستان جنديسابور، وكان طبيبا ذكيا فاضلا خبيرا بالطب ، وكان احد الذين عهد اليهم الرشيد بترجمة ما وجد من الكتب القديمة اليونانية في انقرة وعمورية وغيرها من بلاد الروم . وقد نقلت هذه الكتب الى بيت الحكمة في بغداد ، وجعل يوحنا امينا لترجمتها الى العربية ، ورتب له الرشيد كتّاباً حاذقين لتدوين الترجمة ونسخها ، وقد ترجم كثيرا من الذخائر اليونانية . تولى تطييب الرشيد و المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل . حظي بتقدير كبير من الخليفة الواثق ، وقد اغدق علية مالا وفيرا . اصاب شهرة واسعة وثروة طائلة .
ينسب الى يوحنا اقدم معالجة للرمد وكذلك تميزه في طب العيون .
كان مبجلاً ومحظياً عند الملوك ، وقد لازم الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل من الخلفاء العباسيين ، وكان ملوك بني هاشم لا يتناولون اطعمتهم الا بحضوره .
كان ضعيف التمسك بدينه ، ورغم انه كان شماسا ، فقد كانت له نساء كثيرات .
كما كان مجلس يوحنا افضل مجلس لطبيبٍ اولفيلسوفٍ في بغداد ، لانه كان يجمع كل اصناف العلوم ، وكان ذا دعابه شديدة ، يحضر بعض من يحضر لاجلها ، وكان عصبيا شديد الحدة ، على اشد مما كان عليه جبرائيل بن بختيشوع ، وحدته هذه تخرج منه الفاظا مضحكة. وكان اطيب ما يكون مجلسه ، في وقت نظره في قوارير البول، وكان يعتمد عليها في تشخيص المرض .
كان يوحنا غزير الإنتاج ، من مؤلفاته :في التشريح (كتاب مجسة العروق ، وكتاب الجنين ، وكتاب تركيب خلق الانسان واجزائه وعدد اعضائه ومفاصله وعظامه وعروقه ، وكتاب التشريح ) وفي طب العيون (معرفة محنة الكحالين )، وفي الطب العام (كتاب البرهان وهو في ثلاثين بابا ، وكتاب جامع الطب، وكتاب معرفة اسباب الاوجاع ألفه للمأمون وكتاب السموم وعلاجها ) وفي الطب النفسي ( كتاب الماليخوليا واسبابها وعلاماتها وعلاجها ) وفي الادب الطبي (كتاب محنة الطبيب ) وفي طب الجلد (كتاب في الجذام )لم يسبقه احد الى مثله ، وفي طب الحنجرة (كتاب الصوت والبحّه ) ...

....... يتبع .....

.........
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الخميس نوفمبر 08, 2007 5:56 pm

[align=center]+++

...تتمة لموضوع اهم المراكز العلمية للأطباء السريان ...


بختيشوع بن جبرائيل 256ه /787م :

كان سريانيا نبيل القدر بلغ من عظمة المنزلة والحال ، وكثرة الحال وكثرة المال ما لم يبلغه احد من اطباء عصره . نقل حنين بن اسحاق لبختيشوع بن جبرائيل كتبا كثيرة من كتب جالينوس الى اللغة السريانية واللغة العربية . ولما تولى الواثق تاسع الخلفاء العباسين وقد تسلط القواد الاتراك على الحكم في ايامه ، كان وزيره محمد بن عبد الملك الزيات وابن ابي داوود يعاديان بختيشوع ويحسدانه ، فكانا يوغران صدر الواثق عليه اذا خلوا به ، فسخط الواثق عليه وصادر املاكه وضياعه وامواله ونفاه الى جنديسابور ، وذلك في سنة (230هـ /852 م) لكنه لما اصيب الواثق بالاستسقاء واشتد عليه المرض ، طلب بختيشوع من منفاه في جنديسابور ، الا انه توفي قبل وصوله .
قضى بختيشوع بن جبرائيل اكثر ايامه بصحبة الخليفة المتوكل . وقد علا شانه في عهد المتوكل ، حتى بلغ من الجلالة والرفعة ، وعظم المنزلة وحسن الحال وكثرة المال والجاه ، ومباراة الخليفة في الزي واللباس والطيب والفرش وبذخ الحياة مبلغا يفوق الوصف .
ويُروى ان المتوكل امر وزيره شفاها قا ئلا : (( اكتب من ضياع بختيشوع كانها من ضياعي وملكي لان محله منا محل ارواحنا من ابداننا )) . لكن بختيشوع افرط في ادلاله على الخليفة ، فصادر المتوكل امواله ونقله من سامراء الى بغداد . وعرض للمتوكل بعد ذلك قولنج فاستحضره واعتذر اليه ، وعالجه بختيشوع فشفي ، فانعم عليه المتوكل ورضي عنه ، واعاد اليه امواله واملاكه .
اصيب بختيشوع بنكبة اخرى ايام المتوكل عندما تآمر عليه وزيره وكاتبه لقتله ، وكانا يعلمان محبة بختيشوع له ، فاوغرا صدر الخليفة عليه ، فنُفي الى البصرة ، واغتيل المتوكل .
ولما استخلف المستعين ، رد بختيشوع الى الخدمة واحسن اليه احساناً كثيرا . وعندما صار الامر الى المهتدي جرى على حال المتوكل في أنسه بالاطباء وتقديمه اياهم واحسانه اليهم . وقد شكا بختيشوع الى المهتدي ما أُخذ منه في اواخر ايام المتوكل وقبيل اغتياله ، فامر برد ما كان له . وقد توفي سنة 256 هـ/878 م .
لبختيشوع بن جبرائيل من الكتب :كتاب الحجامة بطريقة السؤال والجواب ..

....... يتبع .....


...............
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

henri bedros kifa
قنشريني فعال
مشاركات: 179
اشترك في: الأربعاء فبراير 08, 2006 1:19 am

شكرا لك على أمانتك .

مشاركة بواسطة henri bedros kifa » الخميس نوفمبر 08, 2007 11:37 pm

سلام و محبة إلى ألأخ ashor

شكرا لك على نشرك هذا ألموضوع ألمهم عن دور ألسريان
في نقل بعض جوانب ألحضارة إلى ألعرب و شكرا لك لأمانتك
في إستخدام ألتسمية ألسريانية ( كما هي ) لأن بعض ألمتطرفين
ألذين يؤمنون بألتسمية ألأشورية يعتقدون أن ألتسمية ألسريانية
قد أطلقت على " ألأشوريين " و بألتالي يحق لهم ألإدعاء أن
" ألأشوريين " قد نقلوا ألحضارة إلى ألعرب أو أن ألأطباء
ألأشوريين كانوا يعالجون ألخلفاء ألعباسيين . ألمضحك ألمبكي
أن ألمصادر ألعربية كانت تسمي هؤلاء ألأطباء بألسريان وليس
ألإسبان أو ألإفغان . كل ألمراجع ألعلمية ألتي تتكلم عن دور
أجدادنا في نقل ألحضارة تسميهم " سريان " . فشكرا لك
مرة أخرى على أمانتك .

بعض ألملاحظات :
لقد ذكرت " كان السريان ينقلون الكتب اليونانية الى لغتهم السريانية ثم يترجمونها بعدئذ من السريانية الى العربية ، وهكذا أصبحوا حلقة للاتصال بين الثقافة الهيلينية والثقافة العربية "
فكرة أن ألسريان هم " نقلة ألحضارة أليونانية إلى ألعرب "
موجودة في ألعديد من ألدراسات و لكن هذا ألتعبير غير دقيق
و غير صحيح في بعض جوانبه :
أ - إن أغلب ألكتب أليونانية نقلها أجدادنا عشرات ألسنين قبل
ترجمتها إلى ألعربية .
ب - ربما بعض ألكتب ألقليلة ترجمها علمائنا ألسريان تلبية
لطلب أحد ألخلفاء .
ج - إن تعبير " نقلة " قد يسيئ إلى تاريخ أجدادنا ، لأن أجدادنا
بكل بساطة قد تفاعلوا مع ألحضارة أليونانية و إستفادوا من
تقدمها و ساهموا في تطويرها . بعض ألمصانع ألصينية مشهورة
في سرقة موديلات ألثياب و ألساعات و ألحقائب و لكنها لا
تستطيع أن " تصمم " تلك ألموديلات . أجدادنا ساهموا في تطوير
ألحضارة و نقلوها إلى ألعرب بعد أن صبغوها بحضارتهم .
د - صحيح أن ألكثير من ألكلمات أليونانية قد دخلت إلى أللغة
ألعربية عن طريق أللغة ألسريانية : بعض ألكلمات لا تخطر ببال
أحد مثل كلمة " فرصة " . ألإخوة في مصر يستخدمون كثيرا
تعبير " فرصة سعيدة " ، ظن بعض علماء أللغة ألسريانية
أن كلمة " فرصة " هي كلمة سريانية و لكن في ألحقيقة هي
كلمة يونانية عبرت إلى أللغة ألعربية عن طريق ألسريانية .
ه - لقد إستوعب ASSIMILER أجدادنا ألحضارات أليونانية
و ألفارسية و " علموها " بطريقة سهلة للعرب !
و - تعبير " ألسريان نقلوا ألحضارة إلى ألعرب " هو تعبير
خاطئ لأن أجدادنا قد " تفاعلوا " مع ألحضارات و طوروها
و إشتهروا خاصة بعلم ألطب ، و كان ألأطباء ألسريان يعالجون
ألخلفاء و ألأمراء ألعرب حتى نهاية ألعهد ألعباسي . و كتب ألجاحظ
مليئة بالنوادر عن نقمة بعض ألأطباء ألعرب من شهرة ألأطباء
ألسريان !

من هم ألأنباط ؟
لقد ورد في ألمقال " وفي الحيرة كان يسكن ، بالاضافة الى العرب ، النبط ( وهم سكان العراق القدماء ) والايرانيون والروم ، وهم من اديان مختلفة "
إن نسبة ألإيرانيين أو ألفرس و ألروم كانت قليلة جدا ولكن
ألنبط أو ألأنباط كانوا ألأكثرية ألساحقة في ألعراق و لكن من
هم ألأنباط ؟
يوجد مئات ألكتب و ألدراسات عن ألأنباط ، أغلبية ألباحثين
يعتبرون ألأنباط من ألجنس ألعربي لأن أغلبية أسمائهم هي
عربية . في كتابة مشهورة للملك ألأشوري تغلت فلأسر ألثالث
745 - 724 ق.م يعدد فيها أسماء 36 قبيلة أرامية و من ضمنها
قبيلة " نباطو " ! كما أن بعض ألأحاديث تذكر أن ألأنباط
لم يكونوا عربا و إن ألمصادر ألعربية ألقديمة كانت تطلق
تسمية ألأنباط على أجدادنا ألسريان خاصة في ألعراق و تعبير
أللغة ألنبطية على لغتنا ألأرامية - ألسريانية .

أخيرا نحن نشدد على حاجتنا ألشديدة إلى مؤرخين متخصصين في دور و وضع ألسريان في عهد ألخلافة ألأموية
و ألعباسية ، و دراسات حول ألمصادر ألعربية ألتي ذكرت ألأنباط
كي نعرف إذا كانوا عربا أم أراميين مستعربين ؟

هنري بدروس كيفا

كبرئيل
قنشريني مميز
مشاركات: 661
اشترك في: الجمعة مايو 04, 2007 10:58 pm
مكان: سوريا / Assyria
اتصال:

مشاركة بواسطة كبرئيل » الجمعة نوفمبر 09, 2007 8:05 pm

أستاذ هنري إذاً

ما تفسير ما قاله .....

((أمسك المسيحيون السوريون بشعلة الحضارة اليونانية وسلموها للعرب , وأخترق بها هؤلاء أفريقيا إلى اسبانية )) ديورانت .


(( حمل الكتاب السريان بأيديهم مصابيح الفكر الأغريقي إلى العرب فنقل بعد ذلك الى أوربا في القرون الوسطى )) وليم رايت .

(( إن تاريخ الفلسفة ليذكر هؤلاء المترجمين بالتجلة والتبجيل لما كان منهم من دقة في الترجمة وأمانة في النقل وما استفادته اللغة العربية من هذه الكتب المترجمة فقد وثبت بفضل هذه الحركة الوثبية الثانية بعض النهضة الأولى التي نهضها نزول القرآن )) وأيضا ( كان لتلك الحركة اجر عظيم في إعداد العرب لأن يمثلو دورا هاما جداً في تاريخ العالم ) محمد عطية الأبرشي

لأن أجدادنا
بكل بساطة قد تفاعلوا مع ألحضارة أليونانية و إستفادوا من
تقدمها و ساهموا في تطويرها ... ونقلوها للعرب
صورة

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الجمعة نوفمبر 09, 2007 8:55 pm

[align=center]+++

شكراً جزيلاً لك اخي henri bedros kifa على كل ما تقدمه من بحوث قيمة .

واعتقد انه سابق لأوانه ان نصدر احكامنا قبل ان نستمع الى اقوال الشهود والانتهاء منها في اي قضية مهما كانت .. دمت بخير ...

اخي كبرئيل اشكر مرورك واهتمامك اتمنى ان تكون حواراتنا دائماً نحو الإفادة
فالاختلاف دائماً يفيد في التوصل لما نصبوا اليه من تحقيق ما نرجوه . دمت بخير .

........................


...تتمة لموضوع اهم المراكز العلمية للأطباء السريان ...

حنين بن اسحاق (194 _264ه/810_873 م):
حنين بن اسحاق هو ابو زيد العبادي نسبة الى قبائل عباد ، وهي قبائل عربية نصرانية نسطورية من الحيرة . ولغته الام السريانية . ولد بالحيرة في العصر الذهبي من تلاريخ الحضارة العربية الاسلامية سنة 194 هـ /810 م ، وحين شب تنقل في البلدان وقد اقام مدة في البصرى حيث لازم الخليل بن احمد الفراهيدي حتى برع في اللغة العربية كبراعته بلغته الام السريانيه . وكان فصيحا لسنا بارعا شاعرا . ثم حل به المطاف في بغداد ، وبدا يحضر مجالس العلماء والادباء وعلى الاخص مجلس يوحنا بن ماسويه مترجم البلاط العباسي انذاك . واشتغل بصناعة الطب حيث لازم مجلس يوحنا بن ماسويه الذي كان مجلسه الافضل لتعلم الطب ، وكان يقرا عليه كتاب فرق الطب المسمى بالغة اليونانية والسريانية (( هراسيس )) .
كان حنين كثير السؤال مما كان يزعج يوحنا ، وكان اهل جنديسابور واطباؤها خاصة ينفرون من اهل الحيرة ويكرهون دخول ابناء التجار في مهنتهم ، وقد ساله حنين في بعض الايام عن بعض ما كان يقرا عليه مستفسرا، فانزعج يوحنا وقال : ما لاهل الحيرة وتعلم الطب ، اذهب للبيع والشراء فذلك انفع لك ، وطرده من داره ، فخرج حنين باكيا حزينا . فقرر الرحلة في طلب العلم وعاد الى التنقل في البلدان والامصار حتى حلّ به المطاف في بلاد الروم (البيزنطيين )حيث بقي هناك مدة تزيد على السنتين تعلم خلالها الغة اليونانية بطلاقة واتقان بحبث اصبح قادرا على حفظ اشعار هوميروس . ويقول ابن جلجل في ذلك : كان حنبن عالما بلسان العرب فصيحا باللسان اليوناني جداً بارعاً في اللسانين بلاغة بلغ فيها تمييز علل اللسانين .
وقد احسن الخليفة المامون (198/218هـ - 814/ 833م )استغلال مواهب حنين بن اسحاق فعينه مترجما ، وامره بنقل ما يقدر عليه من كتب الحكماء اليونانيين الى العربية واصلاح ما ينقله غيره، وهكذا بدا حنين يترجم للبلاط العباسي ولما يبلغ العشرين من عمره . كان بارعا في ترجمته ، وهو الذي اوضح معاني كتب ابقراط وجالينوس ولخصها احسن تلخيص ، وشرح ما صعب منها . وقد كان عهد المأمون من افضل فترات النشاط العلمي في الدولة العباسية ، فقد ابدى الخليفة اهتماما كبيرا في جلب الكتب من مختلف اصناف المعرفة وترجمتها الى العربية . كما وان المذهب الرسمي الذي تبناه الخليفة كان مذهب المعتزلة وهو مذهب ، رغم سلبياته المتمثلة بالمحنة ، يؤمن بحرية الراي والارادة والنزعة العقلية . ويبدو ان هذا الجو الفكري شجع حنين على العمل الجدي المستمر سواء كان ترجمة او انتاجاً ، الا ان عهد المامون لم يدم طويلا .
ترجم لجبرائيل بن بختيشوع كتاب جالينوس في التشريح ، وعاد فلازم يوحنا بن ماسويه وتتلمذ على يده في الطب ونقل له كتبا كثيرة وخصوصا من كتب جالينوس ، بعضها الى اللغة السريانية ، والبعض الاخر الى العربية . كان حنبن اعلم اهل زمانه باللغات اليونانية والسريانية والفارسية بالاضافة الى اتقانه اللغة العربية وتميزه فيها ، وقد جعله المأمون قيماً على دار الحكمة ، وطلب منه ترجمة كتب الفلاسفة اليونانيين الى العربية ، كما وضع بين يديه مترجميين ، فكان حنين يراجع ما يترجمونه من كتب . وكان يعطيه من الذهب زنة ما ينقله من الكتب الى العربي مثلا بمثل ، لذلك كانت كتب حنين مكتوبة بحروف كبيرة وخط غليظ على اسطر متفرقة ، وورق سميك يعادل ثلاث او اربع ورقات بسماكته ، وكان مقصده تعظيم حجم الكتاب وزيادة وزنه ، لاجل ما يقابل به من وزنه دراهم ، وكان يستعمل ذلك الورق عمدا ، وهذا ما حفظ هذه الكتب سنوات طويلة ..
سافر حنين الى بلاد كثيرة ، منها فارس حيث تعلم الفارسية ، ووصل الى اقصى بلاد الروم لطلب الكتب التى قصد نقلها ، كما اقام فيها ما يقرب من سنتين حيث تعلم اليونانية ، وكان مهتما بنقل الكتب الطبية وخصوصا كتب جالينوس ، حتى انه غالب الامر لا يوجد شيى من كتب جالينوس المترجمة الا وهي بنقل حنين او باصلاحه ما نقله غيره . كما اهتم بالفلسفة ايضا والتاريخ .
استمر حنين بن اسحاق في السنوات الاولى من عهد المتوكل على مرتبته السابقة التي كانت عند المأمون والمعتصم والواثق، مؤتمناً ومقرباً من البلاط العباسي وطبيبا للخليفة ورئيسا للمترجمين . وخدم حنبن بالطب المتوكل وحظي في ايامه ويقول القفطي : ( (واختير للترجمة واؤتمن عليها وكان المتخير له المتوكل على الله ، وعين له كتاباً محررين عالمين بالترجمة . كانوا يترجمون ويتصفح ما ترجموا ) )
ولكن الخليفة المتوكل لم يلبث ان غير وبدل من علاقته بحنين بعد ان اتهمه رجال الدين المسيحيين بالكفر فامر الخليفة بضربه وسجنه وصادر امواله وكتبه . وقد بقي حنين بن اسحاق في السجن حوالي ستة اشهر أطلق بعدها واعيد الى منصبه . الا انه ، كما يبدو تعلم تجربة مريرة من خلال محنته هذه فآثر العزلة والانصراف الى بحوثه وترجماته الخاصة ، اضافة الى وضع البلاط وسيطرة الاتراك الذبن لم يكونوا ليفهموا شيئا من نشاطات حنين العلمية والادبية مما دفعه الى الابتعاد اكثر فاكثر عن حياة البلاط والحياة الرسمية .
ورغم كون حنين طبيبا في البلاط ومترجما مؤتمنا الا ان الشكوك كانت تساور الخليفة تجاهه منذ البدء فاقامته في بلاد الروم ، واشتغاله بالفلسفة والمنطق وآراؤه الفكرية في الفلسفة والدين ، كل ذلك شكك الخليفة بحنين وزاد من ريبته ، ولعل هذه الرواية تدل على ذلك بوضوح حيث تشير بان المتوكل كان : يسمع علمه (علم حنين )ولا ياخذ بقوله (دواءً ) يصفه حتى يشاور غيره .
ان السبب الرئيسي وراء محنة حنين في عهد المتوكل هو ما عرضه من آراء في الفلسفة والمنطق والدين . فقد منع هذا الخليفة الكلام في الفلسفة والمنطق ولذلك كان لا بد ان يضيق على الفلاسفة وعلماء المنطق ومنهم حنين بن اسحاق الذي اعتبر خطرا على المجتمع ، من وجهة نظر السلطة العباسية ، بما يبثه من افكار فلسفية تدعو الى التشكيك في العقيدة . اضافة الى رسالته الجدلية ( ادراك حقيقة الديانة ) والتي ناقش فيها بطريقة ذكية بعض المسائل الإسلامية ، ومن هنا ياتي اتهامه بالزندقة .
ان اغلب ما كتبه حنين قد ضاع او اتلف اثناء تعرضه للاضطهاد في عهد المتوكل. حيث يشير أن أبي اصيبعة بان الخليفة وجه فجيء بجميع ما كان له من رحل واثاث وكتب وما شاكل ذلك . على ان هناك كتابين مهمين بقيا أولهما (كتاب نوار الفلاسفة ) وثانيهما كتابه (كتاب حقيقة الديانة ) .
وقد مرض المتوكل مرضا شديدا وكان الأطباء خلال ملازمتهم له يقولون : لو أراحنا مولانا أمير المؤمنين من ذلك الزنديق لأراح منه الدنيا ، وانكشفت عن الدين محنة عظيمة . إلا أن الخليفة المتوكل عفا عنه وطلب منه علاجه فبريء ، فأغدق عليه النعم والعطايا، وقدمه إلى سائر الأطباء .
وثمة رواية تاريخية تشير إلى انه ألف كتابا للخليفة المعتمد العباسي (256هـ /870م-279هـ /892م) وهو الخليفة الذي توفي حنين بن اسحق في عهده سنة (260هـ /873م) .
عاصر حنين تسعة من خلفاء بني العباس : المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي والمعتمد ، وقد عاش سبعين عاما .
تعلم الرازي وابن سينا ، أعظم الأطباء العرب ، من كتب حنين المؤلفة والمترجمة . كما كان دور حنين كبيرا في حفظ أعمال جالينيوس وإشهاره في العالم بما ترجمه ونقله عنه .

....... يتبع .....


...............
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

henri bedros kifa
قنشريني فعال
مشاركات: 179
اشترك في: الأربعاء فبراير 08, 2006 1:19 am

مشاركة بواسطة henri bedros kifa » الخميس نوفمبر 15, 2007 10:20 am

سلام و محبة إلى ألأخ ashor

نشر ألأخ ashor في موقع قنشرين مقالات عن دور ألسريان ألعلمي في عهد ألخلفاء ألعرب عنوانه "اهم المراكز العلمية للأطباء السريان " موجود على هذا ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.p ... sc&start=0

قام ألأخ ashor بنشر هذا ألبحث على مراحل و هو بقلم
الاستاذ الدكتور فيصل دبس استاذ في كلية الطب - جامعة حلب
فألف شكرا لصاحب هذا ألبحث وإلى ألأخ ashor .
من ألمؤسف أن د . فيصل دبس قد إستند إلى مصادر عربية
و لكنه لم يذكرها أو أن ألأخ ashor قد إختصرها .
إحدى ألفقرات تتكلم عن ألطبيب بختيشوع بن جبرائيل 256ه /787م و يكتب " كان سريانيا نبيل القدر بلغ من عظمة المنزلة والحال ، وكثرة الحال وكثرة المال ما لم يبلغه احد من اطباء عصره " هذه
ألجملة منقولة " حرفيا " من كتاب " عيون الأنباء " ص 183
لمؤلفه " إبن أبي أصبيعة " . للأسف لقد نقل د . فيصل دبس
بعض ألمفاهيم ألمتداولة ألتي سوف أعلق عليها .
إنتشرت عدة دراسات حول دور ألسريان في حركة ترجمة
ألكتب أليونانية إلى ألعربية منذ بداية ألقرن ألعشرين . و قد إنتشر
تعبير " ألسريان نقلة " بشكل كبير . أخ ashor إنني لم أتسرع
وأنا لا أنتقد كل ما جاء في ألكتاب و لكنني ألقي بعض ألأضواء
على تعبير " ألسريان نقلة " لأنه مجحف بحق تاريخ أجدادنا
أ - أنا لا ألوم د. فيصل دبس لأنه نقل هذا ألتعبير " نقلة " ! و لا
ألومه لأنه غير متخصص في تاريخ ألسريان .
ب - لقد أحببت أن يعرف ألقارئ أن أجدادنا قد ترجموا تلك
ألكتب أليونانية ألفلسفية و ألطبية و ألعلمية من فلك و حساب قبل
إحتلال ألعرب لشرقنا ألحبيب .
ج - لقد تفاعل ألعلماء ألسريان مع تلك ألعلوم و طوروها ثم
" علموها " للعرب . لقد كانت ألأديرة ألسريانية مراكز للتعليم
في ميادين عديدة . لقد إستفاد ألعرب من ألعلماء ألسريان وتعلموا
منهم و طوروا تلك ألعلوم بدورهم .
د - للأسف ألشديد بعض ألدراسات في أللغة ألعربية تتكلم عن
دور ألسريان في حركة ألترجمة و لكنها لا تتكلم عن وجودهم
و تاريخهم و عديدهم زمن ألخلافة ألعربية : أليوم عدد ألسريان
في سوريا هو ضئيل جدا و لكن في عهد ألخلافة ألأموية و
ألخلافة ألعباسية كانوا يشكلون ألأكثرية ألساحقة في كل ألشرق .
ه - هنالك نقص كبير في ألدراسات حول تاريخ ألسريان في هذه
ألحقبة و نحن نتمنى من ألجامعات و ألمؤرخين ألعرب أن يشجعوا
طلاب ألتاريخ في ألتخصص في تاريخ ألسريان و دورهم
في نقل ألحضارة إلى ألعرب .
و - إنني لا أحب كثيرا وصف شعبنا ألسرياني ب " ألجسر "
ألذي عبرت عليه ألحضارة أليونانية إلى ألعرب ، لأن ألسريان
كانوا و لا يزالون شعبا حيا .

مرة ثانية شكرا لك لأنك سمحت لي أن أعبر عن رأي
في دور أجدادنا ألحضاري .

هنري بدروس كيفا

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الأربعاء نوفمبر 21, 2007 9:36 pm

[align=center]+++

...تتمة لموضوع اهم المراكز العلمية للأطباء السريان ...


مكانة حنين بن اسحاق في الترجمة من الإغريقية والسريانية إلى العربية :

إن كل محاولة لربط انجازات الإغريق بما قبلها لدى الأمم الأخرى تصطدم بمعارضة شديدة . وليس هناك من يرضى بتعديل صورة الإغريق التي اعتاد عليها ، بالرغم من كل التحولات التي طرأت عليها منذ زمن winkelmann ، وابسطها التعرف على ألفين ومائة عام من التاريخ قبلهم . وبذا فقد بات الإغريق في المنتصف وليس في البداية .
يعرف حنين في تاريخ الفكر العربي كعالم غزير الإنتاج عديد الاهتمامات ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كناقل كبير لمؤلفات إغريقية وسريانية إلى العربية .

ألف حنين كتبا كثيرة في الطب منها مقالتان شرح فيهما ما قاله جالينوس في الشريان ، وكتاب العشر مقالات في العين ، وكتاب في العين ، كما كان أيضا ماهرا في طب العين (صناعة الكحل ) . واختصار كتاب جالينوس في الأدوية المفردة بالسرياني نقل الجزء الأول منه فقط إلى العربي ، وتفسير كتاب جالينوس في شرح فصول ابقراط وقد ألفه بالسرياني ونقل بعضا منه إلى العربي . وتفسير كتاب جالينوس في تدبير الأمراض الحادة ، وتفسير جالينوس لكتاب ابقراط في جراحة الرأس ، وكتاب في النبض ، وكتاب في الحميات ، وكتاب في البول من كتاب ابقراط وجالينوس ، وكتاب في امتحان الأطباء ، وكتب في الفلسفة والفلك والمنطق والنحو ، وجوامع تفسير القدماء اليونانيين لكتاب ارسطوطاليس في السماء والعالم ، وشرح كتاب الفراسة ل((ارسطوطاليس )) . وكتاب في إدراك حقيقة الأديان ، وكثير غيرها .

وان الأبحاث الحالية حول موضوع كتبه الخاصة تدل على انه من العلماء العرب ، الذين شكل اشتغالهم بالعلوم الإغريقية مرحلة الانتقال من التلقي إلى الإبداع . أما حنين فقد أدى نصيبه الأكبر في هذا عن طريق عمله القيم بالترجمة ، وهو الذي بَوَّءَه منزلة خاصة في تاريخ الفكر واكسبه التقدير والاحترام . كما حظي حنين أثناء حياته باعتراف زملائه وتلاميذه المترجمين ، وبتقدير الخلفاء ومشجعي العلوم ، ولاحقيه من العلماء العرب أيضا .

كان حنين أعظم المترجمين وأكثرهم إنتاجا . كما كان مترجما حاذقا ودقيقا من حيث المعاني والمصطلحات والأسلوب ، وقد شهد له بذلك معاصروه من فحول الأطباء والمترجمين . وساعدت ترجماته من اليونانية والسريانية الى العربية على ابتداع اصطلاحات علمية عربية جديدة في ميادين الطب والفلسفة والمنطق والفلك والرياضيات واللاهوت ، لذلك يعد من رواد حركة التعريب في التاريخ الحضاري العربي Arabic scientific terminology .

على ان من دواعي استغراب الباحث في سيرة حنين بن اسحق أن يلاحظ بان هذا الرجل قد اشتهر وعرف فقط في مجالي الطب والترجمة مع أن دراسته وترجماته في ميدان الفلسفة والمنطق لا تقل أهمية عن الميدانين السابقين . فقد ألف حنين في الدراسات الفلسفية والمنطقية والدراسات النحوية والتاريخية حيث ينسب إليه كتاب في تاريخ العالم من ادم إلى العصر الذي عاش فيه . لقد كان حنين فيلسوفا ومنطقيا من الطراز الأول .

نقل حنين كتاباً في الفلسفة يسمى النواميس أو القوانين وهو أخر ما ألف أفلاطون . وترجم من اليونانية إلى العربية (كتاب الطبيعة وخلق الإنسان ) . وترجم كتبا في التاريخ وفي الكون وفي الفلسفة وفي الأخلاق . إن السبب الذي حدا بحنين السفر إلى بلاد الروم هو الحصول على كتب الفلسفة وإتقان اللغة الإغريقية ..

....... يتبع .....


...............
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الاثنين نوفمبر 26, 2007 9:52 pm

[align=center]+++

...تتمة لموضوع اهم المراكز العلمية للأطباء السريان ...




إسحاق بن حنين 298هـ /911م:
هواسحاق بن حنين بن إسحاق العبادي ، أبو يعقوب ، طبيب مترجم ، كان بارعا بالعربية واليونانية ، أفاد العربية بما نقله إليها من كتب الحكمة وشروحها .
اختاره الخليفة المتوكل للترجمة ووضع له كتّاباً عالمين بالترجمة فكان إسحاق يراجع ما يترجمون . خدم المتوكل وحظي عنده وانقطع إلى القاسم بن عبيد الله وزير المعتمد على الله واختص به .
لإسحاق بن حنين مصنفات منها :كتاب في صناعة المنطق وكتاب اختصار إقليدس ، وآداب الفلاسفة ونوادرهم ، وتاريخ الأطباء ، وكتاب ارسطوطاليس ، وكتاب في الأغذية ، وكتاب في الأدوية المفردة ، وغبر ذلك .



ثابت بن قرة الحراني (211-288هـ / 826-901م)
ولد أبو الحسن ثابت بن قرة في سنة إحدى عشرة ومائتين (221هـ )في حران . سرياني من الصابئة المقيمين فيها ، ويقال إن الصا بئة نسبتهم إلى صاب - وهو طاط ابن النبي إدريس عليه السلام . كان ثابت بن قرة صيرفيا بحران ، وقد نشا فيها ثم انتقل إلى بغداد ودرس الفلسفة والرياضيات وعاد إلى حران ، فحدثت بينه وبين الصابئة ، أهل مذهبة ، أشياء أنكروها عليه ، وحرم عليه رئيسهم دخول الهيكل ، فعاد إلى بغداد واتصل بموسى بن شاكر الخوارزمي ودرس على يديه ، فأعجب بذكائه ، ووصله بالمعتضد ، وهو أول من كان مقربا من الخلفاء العباسين من الصابئة من إعلام الطب والفلسفة والرياضيات ، ولم يكن في زمنه من يماثله .
عرف بالترجمة فقد كان يحسن السريانية واليونانية والعبرية ، وكان جيد النقل إلى العربية ، ويعده (سارتون ) من أعظم المترجمين واعظم من عرف في مدرسة حران السريانية في العالم العربي . ترجم كتبا كثيرة من علوم اليونانيين في الرياضيات والمنطق والفلك والطب ، واشتهر بمؤلفاته القيمة في الطب . حظي عند المعتضد بمكانة عظيمة وأغدق عليه نعما كثيرة .
له مؤلفات كثيرة منها :كتاب في النبض ، وكتاب وجع المفاصل والنقرس ، وجوامع كتاب الأدوية المفردة لجالينوس ، وجوامع كتاب سوء المزاج المختلف لجالينوس ، وجوامع الإمراض الحادة لجالينوس ، وجوامع كتاب الكثرة لجالينوس ، وجوامع كتاب تشريح الرحم لجالينوس وكتاب أصناف الإمراض ، وجوامع كتاب الفصد لجالينوس وكتاب جوامع تفسير جالينوس لكتاب ابقراط في الاهوية والمياه والبلدان ، وكتاب في الحصى المتولد في الكلى والمثانة ، وكتاب في تدبير اتلامراض الحادة ، ورسالة في الجدري والحصبة ، وكتاب في حركة الافلاك ، ورسالة في خسف القمر وكسوف الشمس ، وكتاب في الأنواء ، وكتاب في الموسيقى .
توارث آل قرة العلم عن ثابت .ونبغوا في الرياضيات والطب والفلك .


....... يتبع .....


....................
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

مشاركة بواسطة ashor » الجمعة نوفمبر 30, 2007 12:15 pm

[align=center]+++

...تتمة لموضوع اهم المراكز العلمية للأطباء السريان ...

... الحلقة ما قبل الأخيرة ...


سنان بن ثابت بن قرة (((((331ه/942م) :

طبيب عالم أصله من حران ومنشؤه ببغداد 0سرياني كان صائبا 0وصل إلى مرتبة أبيه في العلم والطب 0عالج المقتدر بالله والقاهر بالله والراضي بالله من الخلفاء ، وقد اسلم على يد الخليفة القاهر بالله ، ولم يسلم احد من ولده ولا أهل بيته 0كان رفيع المنزلة عند الخليفة المقتدر العباسي 0ويرجع إلى سنان الفضل في إنشاء العيادات المتنقلة لعلاج سكان المناطق النائية وتقديم الأدوية لهم ، وكذلك فقد خصص أطباء لعلاج السجناء وتقديم الأدوية لهم أيضا 0اشار على الخليفة المقتدر إن يبني بيمارستانا ينسب إليه فاتحد بباب الشام بيمارستان المقتدر ، كما أشار على السيدة أم الخليفة ببناء بيمارستانا لها ، فبني على دجلة وعرف باسم بيمارستان السيدة 0وقد أمر المقتدر وزيره إبراهيم بن محمد بن بطحا بان لا يؤذن لأحد منهم باحتراف الطب ، وكتب له سنان رقعة بخطه بما يطلق له من الصناعة (0يجيز له ممارسة الطب ) فصاروا إلى سنان ، وكان رئيسا للأطباء ،فامتحنهم سوى من استغني عن امتحانه لشهرته ، ومن كان في خدمة السلطان ، وحدد لكل من يمتحنه ما يصلح إن يتعاطاه في التطبيب 0 وقد بلغ عددهم في جانبي بغداد ثمانمائة رجل ونيفا وستين رجلا0وسبب ذلك انه بلغ الخليفة إن رجلا من العامة توفي بخطأ طبيب وذلك سنة (319هه/931م) 0من مؤلفاته : رسالة في تاريخ ملوك السريانيين ،وكتاب الناجي ، ورسالة في شرح مذهب الصابئين ،وغيرها من كتب التاريخ والفلك 0كما ترجم الى العربية نواميس هرمس ، والسور ، والصلوات الصابئة ،وأصلح كتبا مترجمة في الهندسة والرياضيات 0

....... يتبع .....


....................
[/align]
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

أضف رد جديد