لماذا لم يقم الله بعمل الفداء منذ أيام ادم

أخبار ـ نشاطات
أضف رد جديد
rolla
قنشريني هام
مشاركات: 794
اشترك في: الجمعة مايو 04, 2007 5:50 pm
مكان: egypt
اتصال:

لماذا لم يقم الله بعمل الفداء منذ أيام ادم

مشاركة بواسطة rolla » الاثنين ديسمبر 03, 2012 10:21 am


لم يكن القصد مجرد عمل الفداء .
و انما بالأكثر ايمان الناس بهذا الفداء
و بالمخلص الذي يفديهم .
و بهذا يخلصون .
و هذا الأمر كان يلزمه مدي زمني لشرح عملية الفداء و تدريب الناس علي قبولها و علي محبة الله الذي يفديهم .
و لو أن الأمر قد تم منذ ادم ما كان أحد قد فهمه و لا قبله .
ثم من الذي يموت من أبناء ادم عوضا عن الكل ؟!
كان كل البشرية اذن أن تفهم فكرة الفداء ذاتها
و هي :
1، مبدأ الكفارة أي أن نفسا تموت عوضا عن نفس .
علي شرط أن تكون النفس التي تقوم بعملية الكفارة نفسا بارة بلا خطية .
لأن النفس الخاطئة تموت عن خطيتها فلا تفدي أحدا .
أما النفس البارة فيمكنها أن تموت عن غيرها .
و لم يكن في البشرية أحد بار ، اذ الجميع زاغوا و فسدوا و أعوزهم مجد الله
( مز 14 : 1 ، 2 ) .
2،كان عليهم أن يعرفوا أن الخطية موجهة ضد الله .
ومادام الله غير محدود ، اذن فالخطية الموجهة ضده غير محدودة .
و الكفارة التي تبذل لمغفرتها ينبغي أن تكون غير محدودة .
و لا يوجد غير محدود الا الله ، لذلك كان يجب أن يقوم الله بهذه الكفارة .
فيعطي مغفرة غير محدودة ، تكفي لمغفرة جميع الخطايا لجميع الناس في جميع العصور .
3، و هذا الأمر كان يعني عقيدة التجسد ...
4، و كل هذا كان يلزمه مدي زمني طويل لشرحه و تدريب الناس عليه .
و هكذا بدأ الله يعلمهم فكرة الذبائح و لزومها لمغفرة الخطايا .
و أخذ الناس يمارسون تقديم الذبائح حتى صارت هذه عقيدة مستقرة عندهم .
5، و كان يلزم أن يولد الفادي من عذراء ، حتى يكون قدوسا في ميلاده ، بغير زرع بشر ، فلا يرث الخطية الأصلية التي فسدت بها كل البشرية ، واستحقت العقوبة .
6، اذن كان يجب الانتظار حتى تولد تلك العذراء القديسة التي تحتمل هذا المجد العظيم ، أن تكون وعاء للتجسد الالهي ..
و طبعا انتظرت البشرية حتى تولد هذه القديسة .
7، و أيضا كان لابد من انتظار فترة تتكامل فيها النبوات من جهة هذا المولود الفادي ،و الظروف الخاصة به ، حتى يمكن أن تتعرف عليه البشرية و تعرف أن هذا هو المسيا المنتظر الذي سوف يخلصهم و يفديهم ، و يؤمنوا به فاديا و مخلصا .
8، و كان لابد ايضا الانتظار حتى يولد المعمدان الذي يهيئ الطريق قدامه بمعمودية التوبة .
و احتاج هذا أيضا الي زمن .
9، و كان لا بد من نقل النبوات الي لغة عالمية لكي يعرفها بها الناس .
بل لا بد أن توجد تلك اللغة العالمية أولا
( أي اليونانية )
التي ترجمت اليها كل كتب العهد القديم و ما تحمله من نبوءات و رموز .
و كان ذلك في عهد بطليموس الثاني ( فيلادلفوس ) في القرن الثالث قبل المسيح .
10، و كان لا بد من الانتظار أيضا حتى يولد أولئك الذين يحملون مسئولية الكرازة و توصيلها الي العالم كله بكل أمانة و دقة .
و طبعا استغرق كل ذلك وقتا .
11، لهذا قال القديس بولس الرسول عن التجسد الالهي | و لكن لما جاء ملء الزمان ، أرسل الله ابنه مولودا من امرأة تحت الناموس ، ليفتدي الذين تحت الناموس |
( غل 4 : 4 ) .
هذا هو ملء الزمان ، الذي كملت فيه كل النبوءات و الرموز الخاصة بمجئ المسيح للفداء ، و كمل فيه استعداد البشرية لقبول رسالة الفداء ، و كمل اعداد الأشخاص الذين يخدمون الرسالة و نقلها الي كل الناس .
و بهذا حينما يتم الفداء يفهمه الناس و يؤمنون به .
و من يؤمن به ينال الخلاص الذي اراد الله تقديمه للناس بالكفارة .
و هكذا شرح السيد المسيح لتلاميذه جميع ما تكلم به الأنبياء من جهته و ابتدأ من موسي و من جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب
( لو 24 : 26 ، 27 ) .
و أراهم | أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنه في ناموس موسي و الأنبياء و المزامير ..
أنه كان ينبغي أن المسيح يتألم و يقوم من الأموات في اليوم الثالث ، و أن يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الأمم |
( لو 24 : 44 ، 47 ) .
تري لو كان الأمر قد بدأ قبل عصر الأنبياء ،و قبل انتشار فكرة الكفارة و الذبيحة و الفداء ، من كان سيعرف ؟
و من كان سيؤمن ؟!
أم هل المقصود أن يتم الفداء ، و لا يلاحظه أحد ،و لا يدركه أحد ، و لا يؤمن به أحد؟!
و لا يعرف أحد أنه | هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية |
( يو 3 : 16 ) .
ان أعمال الله كلها بحكمة ...
ولست السرعة هي الهدف .
انما الهدف هو ايمان الناس بالفداء حينما يقوم به الله ، لكي بهذا الايمان يخلص الجميع .
و لكي يعرفوا مقدار محبة الله لهم التي جعلته يفديهم و يخلصهم .
وفي هذا قال القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولي | في هذا هو المحبة :
ليس أننا نحن أحببنا الله ، بل أنه هو أحبنا ، و أرسل ابنه الوحيد كفارة عن خطايانا |
( 1 يو 4 :10 ) .
و من له أذنان للسمع فليسمع .
كم هو مؤلم أن تشعر إنك ثقيل على قلب من تحب

أضف رد جديد