الأنشقاق وضرورة الوحدة

أخبار ـ نشاطات
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

الأنشقاق وضرورة الوحدة

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الاثنين يوليو 09, 2007 10:30 pm

[align=center]الأنشقاق وضرورة الوحدة [/align]
[align=center]في البداية اعتذر منكم على طول الموضوع ولكن ارجو من الجميع قراءة الموضوع بشكل جيد لأهميته ولمعرفة الاسباب الحقيقية للانقسام بين الكنيستين الشرقية والغربية وإبداء الرأي [/align]

قضيةالإنشقاق:
[align=justify]الإعتقاد السائد هو أن الإنشقاق بين الغرب والشرق بالنسبة إلى الكنيسة المسيحية قد
تمّ إثرالحرم المتبادل ،بين كنيستي روما والقسطنطنيّة (روما الأولى وروما الثانية ) السنة 1054 . لكن الواقع هو أن الإنشقاق قد حصل السنة 1009 ، عندما حذف رؤساء الكنيسة الشرقية اسم بابا روما من الذبتيخا بعد أن أعلن ، في رسالته التي وّجهها إلى البطاركة إثر تنصيبه إيمانه بإنبثاق الروح القدس من الآب والابن حيث أضاف عبارة "والابن" على دستورالإيمان
سبب الإنشقاق المباشر هو إذا عقيدي إذ يتعلق بعقيدة أساسيّة هي الثالوث الأقدس
هذا لا ينفي طبعاً وجود أسباب أخرى غير عقيدية أثّرت في بروز مواقف متعارضة بين الشرق والغرب .[/align]أهمهذهالأسباب:
1 / التباعد اللّغوي والحضاري والسياسي بين الشرق والغرب.
2 / النزاع حول قضية الأبرشيات الخمس.
3 / إختلاف النظرة إلى السلطة البابوية
4 / بعض القضايا الليتورجية والقانونية كاستعمال الفطير في المناولة وبعض قواعد الصوم ومنع زواج الإكليروس وإعادة الأسرار المقامة من كهنة متزوجين وأكل الدم والمخنوق ... إلخ

هذا الانشقاق صار رسميا السنة 1054 عندما وصل وفد بابوي برئاسة الكاردينال هامبرت إلى القسطنطينية معتبرا أن القسطنطينية أسقفية متمردة
يجب أن تخضع لبطريركية روما. أثناء إقامة البطريرك ميخائيل الأول كارولاريوس القداس الإلهي في كنيسة الحكمة المقدّسة، دخل هامبرت الكنيسة ووضنع تحت الإنجيل على المائدة المقدسة حرماً بابوياً يعلن ويحرم البطريرك ميخائيل ومشاركيه "في جنونه".
قام البطريرك القسطنطيني بدوره، ودعا المجمع الدائم في 20 تموز وحرّم كل الذين جدّفوا على الإيمان الأرثوذكسي والذين كتبوا الحرم ، دون ذكر البابا لأنه ارتاب في أمر قانونية الحرم إذ اعتبر البابا رجل فضائل وأن حقيقة الحرم أنه من تدبير الكاردينال هامبرت ،المعروف بعدائه للكنيسة اليونانية .
بعد ذلك اتصل البطريرك ميخائيل بزملائه البطاركة الشرقيين للإطلاعهم على واقع الحال وحثهم على اتخاذ موقف مماثل لموقفه.
لم ينقطع مع ذلك الحوار بين البطاركة الشرقيين وبابا روما، لكن الانشقاق تكرس وصار واقعاً مع الحروب الصليبية وسقوط القسططينية في يد اللاتين السنة 1203 وتدنيس محرّمات الكنيسة الشرقية.
أحداثتاريخيةمهدتورسّختالإنشقاق:
[align=justify]إضافة " والابن " إلى دستور الإيمان النيقاوي القسطنطيني
كان آباء الكنيسة يؤكدون على انبثاق الروح القدس من الآب استناداً إلى قول المخلص نفسه في يوحنا، وهو ما تم تثبيته إيماناً وكتابةً في دستور الإيمان في المجمع المسكوني الثاني. ومنعت المجامع اللاحقة أي تغيير في المجامع السابقة.
فففي عام 589 وفي مدينة توليدو في اسبانيا في إطار انعقاد مجمع محلي جرت إضافة كلمة والابن على البند المتعلق بالروح القدس لتصبح العبارة " ... وبالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب والابن ... "، وكان ذلك بسبب إرادة الإسبان ضم بعض الآريوسيين إلباقين إلى الكنيسة فأرادوا أن يؤكدوا على المساواة بين الآب والابن. ولم تلبث أن امتدت هذه الزيادة إلى كنائس فرنسا وروّج لها شارلمان في مواجهة منه ضد الإمبراطور البيزنطي الذي لك يعترف بملكه في الغرب.
رفض البابا في روما لاون الثالث هذه الزيادة لما عُرضت عليه ونقش دستور الإيمان الخالي من الزيادة معلقاً إياه على باب كنيسة القديس بطرس شهادة منه بتمسك روما بإيمان كل الكنيسة. لكن هذا التعليم لاقى رواجاً مضطرداً حتى تبنته روما رسمياً في العام 1014.
حكم البطاركة الأربعة ( المسكوني ، الاسكندري، الأنطاكي، الأورشليمي ) بمخالفة هذا التعليم لتعليم الكنيسة المسكونية وذلك ضمن مجمعين انعقدا في 867 و 879 . [/align]
دعوىالبابويةعلىالرئاسةالكنسية
[align=justify]كان البطاركة الخمسة وهم: روما ( بابا )، القسطنطينية ( المسكوني )، الاسكندرية ( بابا )، أنطاكية واورشليم متساوون ولهم نفس السلطة مع استقلالية كل منهم في إدارة الكنائس في حدود أسقفيته، ولم يكن من قانون يعطي أياً منهم سيادة أو رئاسة على الباقين.
وكان بابا روما قد مُنح اولية فخرية فيما بينهم كونه أسقف العاصمة الأولى والعريقة، وهي تكسبه كونه متقدمهم في الاجتماعات التي يحضرها وترأس الجلسات ولم تعطِه مزايا البت ولا اصوات إضافية في المجمع. وقد حرره نقل العاصمة إلى القسطنطينية من التدخلات الإمبراطورية في شؤون الكنيسة وأبعده عنها فتميزت روما بدورها الحامي للشرقيين والمدافع عن التعليم الأرثوذكسي. كما ساد الاعتقاد برئاسة بطرس للرسل في الغرب وبأن البابا وهو أسقف العاصمة التي استشهد بطرس فيها هو أيضاً رئيس خلفاء الرسل.
كان يخضع للكرسي الروماني كل اوربا وبعض كراسي شمال أفريقيا، وقد احتج البابا لاون الثالث على لقب " البطريرك المسكوني " الذي منحه المجمع المسكوني الرابع للبطريرك القسطنطيني. وظهرت في الغرب ما عُرفَ بالقوانين الإيسيدورية الكاذبة والتي بموجبها يدعى البابا خليفة بطرس الرسول وزعيم الرسل وبأن للبابا كل السلطة في الكنيسة وتخضع له كل كنائس المسكونة وينال رعاتها سلطتهم منه، ودون موافقته لا ينعقد مجمع ولا يُعترف بصحته. بموجب هذه القوانين الكاذبة ( المجهولة المصدر ) يصبح للبابا سلطة أعلى من المجمع المسكوني، وكان اول من أشهر هذه القوانين البابا نيقولا الثاني 858- 867 ولكن الأمور تأخرت قليلاً بسبب 150 عاماً عاشتها البابوية في صراعات مستمرة على العرش. [/align]
الإنفصالالكبيربينروماوالقسطنطينية1054
الأسبابالمؤهبة: [align=justify]كان الشطرين الشرقي والغربي في الإمبراطورية البيزنطية متمايزين حضارياً وثقافياً وبقي ذلك ظاهراً بعد انتشار المسيحية. إلا أن هذا التمايز لم يجعل الكنيسة بعيدة الواحدة عن الأخرى ولم يكن من فروق جوهرية ولا عقائدية. لكن تدريجياً أخذت الكنيسة في روما تدخل تعاليم وأفكار جديدة على العقائد والطقوس والقوانين الكنسية، كالتعليم عن انبثاق الروح القدس من الابن كما من الآب ، وصيام السبت وزواج الإكليروس، وإتمام سر الشكر على خبز فطير، وحصر إتمام سر الميرون بالأساقفة وحدهم والتعميد بالرش بدلاً من التغطيس...
توفرت أسباب الإنقسام قبيل منتصف القرن التاسع وبقيت بانتظار السبب المباشر، ففي أثناء التدخل الإمبراطوري في بطريركية القسطنطينية وعزل البطريرك أغناطيوس وتسلّم فوتيوس مكانه، أثار ذلك سخط روما التي طالب أسقفها بعودة أغناطيوس بطريركاً وأوصى بطاركة الكراسي الأخرى بقطع الشركة مع فوتيوس كونه غير شرعي، لكن بطاركة الشرق لم يفعلوا، وفوتيوس – الذي أعلنت قداسته لاحقاً في الشرق – مرّ بالرتب الكهنوتية حتى البطريركية في خمسة أيام فقط .
كما طردت الكنيسة البلغارية – في مساعٍ منها للانفصال – المبشرين اليونانيين واستبدلتهم بمبشرين لاتين، فقام هؤلاء بمسح البلغار بالميرون المقدس معتبرين مسحتهم غير صحيحة .
في العام 867 انعقد مجمع محلي في القسطنطينية عرض خلاله فوتيوس " انحرافات " كنيسة روما وحكم الجميع بتجريد بابا روما من منصبه. لكن سرعان ما تدخل الامبراطور باسيليوس المقدوني الذي كان يحاول إعادة الثقة مع البابا فعزل فوتيوس وأعاد أغناطيوس بطريركاً، وألغى قرارات مجمع 867 وأخضع الكنيسة في القسطنطينية لمطالب البابا في روما. وأما بشأن بلغاريا فأصر الشرقيون على تبعيتها للقسطنطينية وأرسل أغناطيوس رئيس أساقفة يوناني إليها. عاد فوتيوس بعد عشر سنوات بناء على طلب الإمبراطور نفسه وتصالح مع اغناطيوس وخلفه على عرش بطريركية القسطنطينية عام 877. وأعلن مجمع القسطنطينية عام 879 بحضور القصاد البابويين أن كنيسة بلغاريا يونانية، وتُليَ دستور الإيمان كما هو " بدون إضافة والابن " وتم تثبيته دون أي إضافة وتعديل، وأقر المجمع تثبيت فوتيوس بطريركاً وألغوا قرارات مجمع عام 869 الذي كان قد أخضع كنيسة القسطنطينية لسلطة البابا.
أغضب ذلك البابا يوحنا الثامن كثيراً فحرم فوتيوس . [/align]الانقسامالتام
[align=justify]أنزل فوتيوس مجدداً عن السدة البطريركية وتزعزعت العلاقات مع روما. بينما كان البابا لاون التاسع يسعى لتثبيت سيطرته ويعيد للمقام البابوي هيبته. وطلب من البطريرك الأنطاكي بطرس الثالث دعمه ضد البطريرك المسكوني ميخائيل كيرولاريوس لكن البطريرك بطرس اتخذ موقفاً معتدلاً واوضح لكيرولاريوس أن الخلاف الأهم يبقى في قضية انبثاق الروح القدس والباقي كله يمكن التفاهم عليه مع الغربيين وناشده مع البابا أن يعملا لأجل السلام في الكنيسة.
احتج البابا على قيام البطريرك المسكوني بإقفال الأديرة اللاتينية في القسطنطينية مبيناً أن احداً لا يمكنه الحكم على العرش الرسولي في روما. وأرسل قصاده وعلى رأسهم الكاردينال الفظ الطباع أومبرت الذي أقدم خلال الخدمة الإلهية في كنيسة الحكمة المقدسة ( أغيا صوفيا ) في 15 تموز 1054 بوضع صكّ حرم للبطريرك ميخائيل كيرولاريوس والأرثوذكس الشرقيين كهراطقة، فهاج الشعب وتعرض القصاد البابويون لخطر الموت منهم.
عقد ميخائيل كيرولاريوس مجمعاً قسطنطينياً حرم فيه القصاد البابويين وأرسل رسائل إلى البطاركة الآخرين مبيناً ما حدث، فوافق معه البطاركة الثلاثة آسفين لما حصل.
وهكذا بهذا الحرم والحرم المضاد حدث الانفصال التام بين الكنيستين. [/align]
ضرورةالوحدة:
ينطلق إيماننا بالوحدة من مفهوم عمل المسيح ذاته. يقول القدّيس مكسيموس المعترف، أنّ الربّ يسوع بتجسّده وحَّد بين الله والبشر، بين السماء والأرض، بين المخلوق وغير المخلوق. ولقد جاء يسوع "ليجمع المتفرّقين" حسب قول بولس الرسول. فليس بعد فوارق وتحزّبات بين الناس "لا عبدٌ ولاحرٌّ، لا يونانيّ ولا يهوديّ، لا رجل ولا إمرأة..." (غل 3، 28 ) ، وكانت هذه كلّها معايير التمييز بين الناس، ولم تعدْ موجودة بيسوع المسيح.
لقد صلّى يسوع خمس مرّات في صلاته الوداعيّة (يو 17) من أجل وحدة تلاميذه، وذلك قبل آلامه ومغادرته إيّاهم. وبولس الرسول يصرخ بأهل كورنثوس الذين تحزّبوا لهذا أو ذاك، لا بولس ولا أبولّس، ولا صفا... ألعلَّ المسيح قد تجزّأ، أَلعلَّ بولس صُلب لأجلكم أو باسم بولس اعتمدتم..." (1كور 1، 13)
هكذا كانت الكنيسة، بعد أن خرجت من يد مؤسّسها الربّ يسوع مباشرة في أورشليم وفي سنيِّها الأولى: "كان الجمهور كلّه بقلب واحد" (أع 4، 32). وهذه مراهنتنا نحن المسيحيّين، أن نحافظ على عمل يسوع كما يريده هو (الوحدة والتجميع) أم "نعطِّل صليب المسيح"! ستظهر أمانتنا في التاريخ للمؤسِّس بمقدار ما نكون واحداً حسب رغبته. لذلك الشقاق يشكّك بالأرثوذكسيّة. الأرثوذكسيّة بمعناها الروحيّ هي استقامة الرأي والموقف بالحياة، بحيث يكون متطابقاً مع رغبة السيّد، والتي في جزء كبير منها وأساسيّ تندرج رغبتُه بوحدتنا وأن نكون كنيسة "واحدة" جامعة مقدّسة رسوليّة.
الانشقاق خطيئة المسيحيّين جميعاً، ولا يهمّنا مقدار مسؤوليّة كلّ طرف في هذه الخطيئة، وإنّما مقدار سعيه لرفعها من وسط الكنيسة.
المقترحات
المقترح اليوم أمام لجنة الحوار هو "إعادة الشركة الكاملة". والعقبة هي تفسير "أوّلويّة البابا". لكن السؤال هنا ما معنى الشركة الكاملة؟ هل هو فقط السماح بتناول الأسرار المقدّسة للجميع في كلّ مكان وأيّة كنيسة؟ وهل غايته شبه رفع الحرم الأخير (قطيعة المناولة) بعد رفع الحرمانات السابقة (سنة 1965)؟ أم المشكلة هي رفع الخلافات والجروحات الرعويّة؟
إنّ الموضوع الثاني بعد موضوع تفسير ممارسة أوّلويّة البابا، هو موضوع Uniatism، أي بعد الشركة الكاملة بين الأرثوذكس والروم كاثوليك؟ بعد هذه الوحدة كيف نعرّف كلّ كنيسة على حدَة؟ ما دامت الكنيستان قد انفصلتا بسبب الانتماء إلى روما أو عدم الانتماء لها (1724). والآن يشترك الطرفان من العائلة ذاتها مع روما!
هل سيتواجد بطريركان ومجمعان بعد شركة الكنيسة الأرثوذكسيّة مع روما؟ إذا كان كذلك فستبقى المشاكل الرعويّة (اقتناص- جروحات- اختلاف أعياد- أزمات في الزيجات المختلطة...)
سبق وتقدَّم الروم الكاثوليك سنة 1966 بمشروع اتّحاد الكنيستَين (الأرثوذكس والكاثوليك) وانضمامهما لبعضهما البعض بشكل كليّ على أن يتمّ اعتراف وشركة الأرثوذكس مع روما. فهل هذا هو المشروع المطروح اليوم في أنطاكية؟
إنّ اتّحاد كنيستَي الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك في شرقنا هو ضرورة وجوديّة. ولا تكفينا شركة الأسرار ما دام لا مبرّر للتقسيم بعد. إنّهما معاً سيشكّلان الكنيسة الأكبر عدداً في الشرق، والأغنى بكوادرها العلميّة والفكريّة والروحيّة واللاهوتيّة والماديّة... إن شقاقهما يكسّر الوجود المسيحيّ إلى قسمَين مضطربَين فيما بينهما (على الأقل) أمّا وحدتهما فستعيد وجود المسيحيّين إلى حالته الماضية قبل الانشقاق وستشدّد كثيراً الحضرة والشهادة المسيحيّة في الشرق، وأقول أكثر، إنّهما معاً ككنيسة واحدة سوف يؤثّران إيجابيّاً جدّاً على تعميق الوحدة المسيحيّة بين الشرق والغرب وستكون تقدمة هذه الوحدة ليس على صعيد المصالحة ورفع الحرمانات... بل على صعيد المثاقفة الروحيّة وتبادل الغنى الخاص بكلّ كنيسة لما فيه مجد اسم يسوع المسيح للأبد.
إنّ مسألة "الشركة الكاملة" بين اسطنبول مثلاً وروما أو اليونان وروما لا تتعدّى شأن رفع الحرم الأخير بين الكنيستَين (السماح بالأسرار لغير الطائفة ذاتها). لكن الشركة الكاملة في أنطاكية يجب أن تحقّق رفع الجرح الناتج عن الشقاق وجمع الجهود وضمّ الكنائس ذات الشعب والمصير الواحد والشهادة الواحدة.
وهناك بالطبع صعوبات كبرى يقتضي حلّها بين رومية والأرثوذكسية، ولا سيّما الحواجز النفسية منها. وعند الأرثوذكسيين، كما عند الكاثوليك يوجد العديد من المواقف المسبقة والموروثة لا يسهل التخلص منها. إذ ليس بوسع الأرثوذكسيين أن ينسوا تلك الفترات الحالكة التي عاشوها في الماضي، مثل الحروب الصليبية، و (اتحاد برست – ليتوفسك)، والانشقاق الأنطاكي في القرن الثامن عشر، أو الاضطهاد الذي تعرّضت له الكنيسة الأرثوذكسية في بولونيا من قبل الحكومة الكاثوليكية في فترة ما بين الحربين. والكاثوليك لا يعون ما فيه الكفاية ما تثيره كنيسة رومية لدى العديد من الأرثوذكسيين – على اختلاف مستوياتهم الثقافية – من أنواع العتب والمخاوف.
ولكن، على الرغم من الفوارق العقائدية والروحانية، والنظرة المختلفة إلى العديد من الأمور الأخرى، فإن أشياء كثيرة تجمع بين الطرفين وتجعلهم شديدي الوفاق فيما بينهما.
وبعد انقطاع طويل عادت الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية إلى الاجتماع في 1979، وقد باشرت مؤخراً حواراً لاهوتياً رسمياً. لكن الكثير بُذل أيضاً بطريقة غير رسمية، بواسطة الاتصالات الشخصية. وقد قام (دير الوحدة) الكاثوليكي في شفيتونيه في بلجيكا (تأسس السنة الـ1926 في آماي سور – موز) بعمل جبّار في هذا المضمار
والاتحاد بين رومية الأرثوذكسية يبقى مع هذا كله مهمة صعبة، ولا يمكن إنجازه، هذا إذا أنجز، إلا ببذل جهود جبّارة. ولكنّ مؤشرات التقارب تزداد سنة بعد سنة، وقد اجتمع البابا بولس السادس والبطريرك اثيناغوراس ثلاث مرات: في القدس (1964)، وفي القسطنطينية ورومية (1967). وفي 7 كانون الأول عام 1965 رُفع الحرم المتبادل بين الكنيستين في السنة الـ1054. ولكن يجب ألاّ ننسى أن هذه الأعمال على أهميتها، ليست سوى أفعال رمزية ولا تقدّم حلولاً للصعوبات اللاهوتية.
وينتج عن المبدأ الأساسي القائل بأنه ما من لقاء بدون وحدة في الإيمان – إنه لا يمكن أن يكون ثمة مشاركة بالأسرار بين المسيحيين المنتمين إلى طوائف مختلفة، إلى أن تصبح وحدة الإيمان شيئاً محققاً.
والمشاركة في مائدة الرب لا يمكن استخدامها كوسيلة لتحقيق وحدة الإيمان، بل ينبغي أن تأتي كنتيجة وتتويج للوحدة التي تم تحقيقها. والأرثوذكسيون يرفضون مفهوم المشاركة في القدسات بين الطوائف المسيحية المختلفة، ولا يوافقون على أي شكل من أشكال المشاركة بالأسرار خارج إطار الشركة الإيمانية الكاملة. والكنائس إمّا أن تكون في شركة مع بعضها البعض وإمّا أن لا تكون، فليس ثمة من أنصاف حلول. (ولكن يجب أن نضيف بأنه إذا وُجد واحد من غير الأرثوذكسيين بعيداً عن رعاية كنيسته الخاصة، فإن بإمكانه، بإذن خاص، أن يتناول على يد كاهن أرثوذكسي .

منقول
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

George Mawas
قنشريني فعال
مشاركات: 60
اشترك في: الاثنين يونيو 11, 2007 7:44 am

مشاركة بواسطة George Mawas » الثلاثاء يوليو 10, 2007 8:12 am

موضوع مليء بالمعلومات التاريخية القيمة تشكر عليه أخ ليون
لكن أولاً يجب ان يعلم الجميع بأنه مادام حب السلطة متملكا بالقلوب لن تنفع أي محاولات للوحدة.
ثانياً ان كلتا الكنيستين الملكيتين الخلقدونيتين استخدمتا السلطان الزمني للاباطرة في وجه المسيحين الاخرين فقتلوا وحرقوا ونهبوا(وفاعله الصليبيون بالقسطنطينية وفي أوربا ضد البروتستانت) ما هو الا شبيه لمافعلته القسطنطينية (أيام قوتها) ضد شعوب الشرق من أقباط وأرمن وضد شعبنا الأرامي حيث أستبدلت اللغة الأرامية بلغة الملك اليونانية وأجبرت الناس على تغير ايمانهم واغتصبت كرسي انطاكيا تحت وقع حراب المستعمر البيزنطي ولم يخلص الناس من هذا الظلم الا دخول الاحتلال العربي للبلاد.
أخيرا لاتتوقع من اشخاص كهؤلاء بتاريخ اسود كهذا أن يهتموا للمسيح وللوحدة

MiChAeL_dA
قنشريني متألق
مشاركات: 1259
اشترك في: الاثنين مايو 14, 2007 11:05 am
مكان: Aleppo
اتصال:

مشاركة بواسطة MiChAeL_dA » السبت يوليو 14, 2007 11:35 am

شكرا ليون عالمعلومات الغنية ...
كفيت ووفيت ..
قلت لك إذا داهمتك المتاعب .... فاغضب... واصرخ .... وقاتل ... ومدّ اللسان في وجه المصائب

www.jesus-friends.com

أضف رد جديد