الطوائف والبدع المسيحية

أخبار ـ نشاطات
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

الطوائف والبدع المسيحية

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الأربعاء أكتوبر 31, 2007 9:03 pm

[align=center]الطوائف والبدع المسيحية
الأب د. جورج عطية
مدرس مادة العقائد في جامعة البلمند
منشورات البلمند
الجهة الناشرة : منتديات الشبكة الأرثوذكسية العربية الإنطاكية [/align]


الـــــفـــــهــــــرس

مقدمة
مقدمة تاريخية:
• سؤال: نحن الذين نُسمى روم ما هو أصلنا؟
نشوء الطوائف المسيحية الحالية:
1. الطائفة الآشورية
2. الطوائف غير الخلقدونية
3. الطائفة الغربية {الكاثوليكية}
4. من الطوائف التي انضمت لروما {الكاثوليكية}:
I- الموارنة
Ii- الأرمن الكاثوليك
Iii- المتحدون في أقطار أوربا الشرقية
Iv- الكلدان الكاثوليك
V- السريان الكاثوليك
Vi- الروم الكاثوليك (الملكيون)
Vii- الأقباط الكاثوليك
الفروق العقائدية بين الكنيستين الشرقية الأورثوذكسية والغربية الكاثوليكية
انبثاق الروح القدس من الآب والابن
رؤية الله فقط بحسب الجوهر في الحياة الآتية، والنعمة هي مخلوقة
الحبل بلا دنس
رئاسة بطرس الرسول
عصمة البابا
المطهر
الأسرار
البروتستانت
التسليم
نشوء البدع المسيحيّة الحاليّة:
1. شهود يهوه
2. الأدفنتست السبتيّون
3. المُورمُون
نُشوء تيّارات مُرتبطة بشيع حديثة:
1. المتجدّدون
2. الكاريزماتيك

[align=center]إرجو من جميع الأجوة عدم الرد على موضوع حفاظاً على تسلسل نشر الكتاب ولكم جزيل الشكر
أتمنى ان ينال إعجابكم
سأبدأ بإذن الله بنشر الكتاب من مساء يوم الخميس 1 / 11 / 2007 [/align]
آخر تعديل بواسطة ليون انتيباس في الأربعاء ديسمبر 12, 2007 1:41 pm، تم التعديل مرة واحدة.
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

المقدمة والمقدمة التاريخية

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الخميس نوفمبر 01, 2007 10:03 pm

[align=justify]مقدمة:
نشر في جريدة السفير الصادرة في الولايات المتحدة أنه في أمريكا يوجد 2000 كنيسة مسجلة رسمياً، وهذا العدد يكبر باستمرار. وهنا السؤال يطرح نفسه، هل الرب يسوع أراد أن يكون كل هذا العدد! هل الرب يسوع هو من أسس كل هذه كنائس!... أم أسس كنيسة واحد؟
قبل تأسيس العالم، اختار الله أن يؤسس كنيسة واحدة تجمع "كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض" {أفسس1: 10}. وعندما تجسد ابن الله ومات وقام وصعد إلى السماوات، صار رأساً واحداً للجسد الواحد {أفسس 1: 22} أي الكنيسة الواحدة التي يبنيها "على هذه الصخرة أبن كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" {متى 16: 18}. أرسل الرب يسوع تلاميذه ليبشروا الخراف الضالة، الذين ليسوا من أولاد إبراهيم {أي من كل الأمم}، كل هؤلاء مدعوين ليكونوا رعية واحدة، والراعي واحد,
ورغم تأكيد المسيح ورسله على أنه سوف تكون هناك انشقاقات، وأن الشرير سوف يزرع الزؤان {متى 13: 24-20} والزؤان سيبقى مع الحنطة، والذئب سيهاجم الخراف، "ولكن كان أيضاً في الشعب أنبياء كذبة كما سيكون فيكم أيضاً معلّمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً" {2 بط 2: 1}. رغم ذلك لم يكن المسيحيون الأوائل سيتصورون أنه سكون هناك وقت ينقسم فيه المؤمنون إلى كل هذه الطوائف والشيع والبدع، إذاً نحن لا نستغرب إذا كان من القرن الأول معروف أنه سيوجد هراطقة، وحتى القديس يوحنا في رسالته يبين أنه يوجد أناس في زمانه هراطقة ومبتدعين "أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" {1 يو 4: 1}.

مقدمة تاريخية:
أولاً بشر التلاميذ في أورشليم وبعدها انطلقوا إلى أنطاكية وبعدها في أرجاء الأمبراطورية الرومانية، وهذا يعني أن إطار الكنيسة الأولى كان في أرجاء المملكة الرومانية. وكانت تستعمل كلمة كاثوليك حتى بداية القرن الثاني، ومعناها الجامعة، حيث يشار إلى الكنيسة ككل بمداها الجامع. ولكن هذا لا يعني أن كلمة كاثوليكية أو جامعة لا تشير إلى الكنيسة ذاتها، حتى ولو كانت قرية أو رعية، فهي أيضاً جامعة، لأن المعنى الجامع هو متحقق فيها وبعلاقتها مع بقية الكنائس، لأن الرب يسوع هو الرأس ونحن الأعضاء. لم تكن الكنيسة مقسمة منذ البدء، بل آمن المسيحيون بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، أي كان يوجد في البداية كنيسة واحدة تحمل إيمان واحد، مثل كنيسة أنطاكية وكنيسة أورشليم... إلخ. واليوم نجد أن الكنيسة ليست واحدة، ونجد أعداد هائلة من الفئات والشيع المختلفة، ولكن هذا لا يدعنا نفاجئ إذا عرفنا بأن الرب يسوع نفسه والرسل من القرن الأول قد عرفوا أنه سوف يظهر أناس يشكلون فئات، وهذا الفئات ليست ضمن الكنسية التي أسسها الرب يسوع.
إن موضوع الابتداع وتغير الإيمان كان لابد أن يحدث، لذلك نحن في القرن الواحد والعشرين نرى أنه قد أفرزت الأحداث فئات مختلفة تدَّعي أنها مسيحية، وتقول أن معها الحقيقة وكل الحقيقة، وتحمل الإيمان الحقيقي، وتتكل على الكتاب المقدس وتفسيره صحيحاً. ويمكننا القول أن هذه الفئات لم تظهر إلا بسبب أهواء البشر وضعفاتهم ورغباتهم، وطبعاً الشيطان كان له الدور الأهم في ذلك.[/align]

يتبع ........
سؤال: نحن الذين نُسمى روم ما هو أصلنا؟
نشوء الطوائف المسيحية الحالية:
1. الطائفة الآشورية:
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الأحد نوفمبر 04, 2007 6:18 pm

[align=justify]نحن الذين نُسمى روم ما هو أصلنا؟
نحن لا نسمى روم نسبة إلى أصل معين؛ نحن نسمى روم لأننا ننتمي إلى المسيحية الأولى التي كانت ضمن الأمبراطورية الرومانية، والت بشر فيها الرسل، والتي هي الكنيسة الأولى. إلى هذه الكنيسة المسيحية نحن ننتمي، وليس هناك انتماء عرقي أو قومي أو سياسي، بل انتماء ديني حضاري للكنيسة الأولى. ومن الضروري أن نتمسك بهذه التسمية لأنها الصفة التي تدل على القدم وعلاقة انتماءنا إلى الكنيسة الأولى، التي هي الكنيسة الرومانية المسيحية، وبالتالي نحن لم نخرج عن الكنيسة الأولى وأسسنا كنائس. وهي - كلمة روم - لا تعني التعصب، بل الانتساب إلى الكنيسة الأولى الرسولية.
إن بيئة الأمبراطورية الرومانية هي البيئة التي أخذت فيها الكنيسة طابعها الثقافي والحضاري الأول، ولهذا اكتسب تقليدها طابعاً مسكونياً جامعاً أطلق عليه التقليد الروماني المسيحي، أو التقليد الرومي المسيحي، وهو تقليد الرسل نفسه المعبر عنه بالروح القدس بكل وسائل الحضارة المعروفة في ذلك الوقت، كاللغة، الأدب، الشعر، الموسيقى، التصوير والتي كانت كلها رومية. وحتى الآن فإننا نسمى الأيقونات أو الموسيقى بالأيقونات أو الموسيقى الرومية.

نشوء الطوائف المسيحية الحالية:
نتيجة لتطورات مختلفة ترجع لأسباب عقائدية وبشرية متنوعة، تشكلت مع الزمن كل من الطوائف الرئيسية التالية:
1. الطائفة الآشورية:
ينتسب أبناء هذه الطائفة إلى شعوب قديمة كانت تقطن شرقي أعالي نهري دجلة والفرات، تنصرت مبكراً منذ القرون الأولى المسيحية، وكانت تسمى كنيسة المشرق أو الكنيسة الشرقية الآشورية. لم تستطع المشاركة في المجمع المسكوني الثالث {افسس 431}، ولم توافق فيما بعد على قراراته بالحكم على نسطوريوس. ولا سيما بعد أن استقبلت الحكومة الفارسية النساطرة الملاحقين من الحكومة الرومانية، وسمحت لهم بتأسيس مدرسة لاهوتية في نصيبين، حيث صارت مركزاً لنشر النسطورية. أعلنت رسمياً قطع شركتها مع الكنيسة الرومية، وشجبها للتعاليم المخالفة للنسطورية سنة 499م.[/align]

يتبع ....
2. الطوائف غير الخلقدونية:
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الأربعاء نوفمبر 07, 2007 11:22 am

[align=justify]2. الطوائف غير الخلقدونية:
بدأت بوادر تشكل هذه الطوائف مع الاضطرابات التي نشبت من البعض احتجاجاً على قرارات مجمع خلقيدون {المجمع المسكوني الرابع سنة 451}. واكتمل هذا التشكل في النصف الثاني من القرن السادس بعد فشل المحاولات العديدة من أباطرة الروم في معالجة الوضع المعقد الناتج عن عوامل بشرية وقومية واجتماعية متداخلة، إضافة إلى سوء تفاهم عقائدي متفاقم حول موضوع شخص المسيح .
وهذه الطوائف هي:
I- القبطية:
سميت هكذا لأن معظم أعضائها كانوا من الأقباط {من Egypt اليونانية} أحفاد المصريين القدامى المتنصرين، والذين كانوا يشكلون غالبية سكان مصر. وقد أثر على موقفهم بشكل خاص حرم بطريركهم ديوسقوروس في مجمع خلقدون.
II- الحبشية:
يعود تأسيس هذه الكنيسة إلى بداية القرن الرابع. وبسبب إتباعها لكنيسة الإسكندرية فقد مالت مع الأغلبية فيها، منذ القرن الخامس إلى التمسك بالاعتراف بالطبيعة الواحدة لشخص المسيح، ورفض قرارات مجمع خلقيدون.
III- السريان:
شكّل السريان، وهم خليط من الشعوب الشرقية القديمة، التي تنصرت منذ فجر المسيحية، أحد العناصر الرئيسة في كنيسة أنطاكية. وقد كان الأسقف يعقوب البرادعي الدور الأكبر في رسامات إكليريكيي هذه الطائفة التي رفضت مجمع خلقيدون في النصف الثاني من القرن السادس، ولذلك عرفت أيضاً باليعقوبية. تتبع الطائفة السريانية الأنطاكية، طائفة سريانية في الهند يقدر عدد أفرادها ببضع ملايين
IV- الأرمنية:
يرجع تثبيت دعائم هذه الكنيسة وتنظيمها في أرمينا إلى بداية القرن الرابع. لم تشترك الكنيسة الأرمنية في مجمع خلقدون بسبب الحروب الطويلة التي كانت تدور رحاها بين الأرمن الفرس المحتلين. فيما بعد، ونتيجة لنشاطات بذلها القائلون بالطبيعة الواحدة، أعلنت موقفها الرسمي الرافض لمجمع خلقيدون من خلال مجامع عقدتها في القرن السادس. في السبعينيات من القرن الماضي {العشرين} صارت لقاءات وحوارات غير رسمية بين الكنائس الخلقدونية واللاخلقدونية، بين لاهوتيين يمثلون هذه الكنائس. اجتمعوا وقاموا بأربعة مؤتمرات، وكانت نتيجة لقاءاتهم أنهم وصلوا إلى القول بأنه، لا وجود للاختلاف العقائدي، بل الاختلاف هو في التعابير المستخدمة، هنا اتفاق في جوهر الإيمان. وبعدها في الثمانينات والتسعينات انتقلت هذه الحوارات إلى رسمية وصارت عدة لقاءات، وأعلنوا بعد الدراسة: أن ما يريد أن يقوله الطرف الآخر هو تماماً ما نريد أن نقوله نحن، لكن مع التحفظ على التعابير. واتفقوا على حل بعض المشكلات، مثل عدد المجامع المسكونية، القديسون المحكوم عليهم من كنيسة وهم قديسون في الكنيسة الأخرى.

في كنيسة أنطاكية، حصلت لقاءات وحوارات بين كنيسة الروم الأرثوذكس وكنيسة السريان الأرثوذكس، وهذه اللقاءات للبحث العلمي الرعائي، حيث يوجد أوضاع معينة ممكن أن تتعاونان من خلالها.[/align]

يتبع ....
3. الطائفة الغربية {الكاثوليكية}:
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » السبت نوفمبر 10, 2007 11:52 pm

3. الطائفة الغربية {الكاثوليكية}:
[align=justify]كانت هذه الطائفة في زمن الأمبراطورية الرومانية تضم القسم الغربي منها، أي كل الكنائس التي كانت تتبع لروما القديمة. وأيضاً كانت تضم قبائل جرمانية تعيش شمال وسط أوربا {قبائل رحل} غير متحضرة. ظروف الحياة دفعتهم أن ينزلوا إلى حدود الأمبراطورية الرومانية {نهر الدانوب} في القرن الثالث، ثم استخدموا في الجيش، وبعدها قوت شوكتهم حتى استطاعوا في القرن الخامس من الاستيلاء على القسم الغربي من الأمبراطورية الرومانية. وأصبحوا هم الحكام فعلاً، والشعوب الرومانية والأقوام التي كانت ضمن الدولة هي عبيد لهم. الإفرنج احتلوا غاليا {فرنسا} ، والأنكلوساكسون استلوا على جزيرة بريطانيا {إنكلترا}، والقوت استولوا على إيطاليا وإسبانيا، ورما لم تحت من قبل هذه القبائل. كانوا وثنيين بالأغلب، ولكن قسم صغير منهم {الغوط} كانوا مسيحيين آريوسيين، وبالتالي جميعهم يضطهدون المسيحيين.
صارت محاولات من البابا من أجل ضمهم إلى الكنيسة، وبعدها أُرسل القديس أُغسطين إلى إنكلترا وبشر هناك، وشيئاً فشيئاً ابتدأت هذه الشعوب تتنصر، حتى أصبحوا مسيحيين، وأصبحوا يتزوجون من مسيحيات. وهم كشعوب أعداء للشعوب الشرقية لم يقبلوا التراث الشرقي، وبدأوا بإيجاد تراث جديد بالاعتماد على بعض الآباء الخاصة بهم على أساس تفسير البشر، مما ساعد على تشكيل ظروف خاصة بهم، ممارسات وأشكال مختلفة عن إيمان وحياة الكنيسة الواحدة الجامعة التي كانت ضمن الأمبراطورية الرومانية، مثل الصوم يوم السبت، قضية الفطير، بتولية الكهنة... الخ. لم تكن مهمة بمقدار المشاكل العقائدية.
أول مشكلة عقائدية مهمة ظهرت منهم هي فيلو كفه {والابن}، وهي تعلم أن الروح القدس ينبثق من الآب والابن. لذلك في مجمع توليدو {586} أضافوا كلمة والابن على دستور الإيمان النيقاوي – القسطنطيني، والحجة كانت أن يقبلوا الآريوسيين ويجعلوهم يؤمنون ويتركون آريوسيتهم، وظهرت هذه الحجة في إسبانيا الموجود فيها القوت. وبما أنهم أشخاص يفتقرون إلى اللاهوت –فهم لم يتسلموا التعليم الصحيح- امتدت هذه الأفكار إلى أرجاء كثيرة من الدول الأوربية. الملك شارلمان طلب من البابا لاون الثالث أن يضيف "والابن" إلى دستور الإيما، رفض البابا هذا العمل، وكتب على لوحين من الفضة دستور الإيمان بدون إضافة "والابن" ويقول: هذه كتبتها أنا لاون حفاظاً على الإيمان الأورثوذكسي، المستقيم الرأي". وعلقها على كنيسة القديس بطرس. هذه كانت بداية الإنحرافات في كنيسة الغرب.
ولكن الأمبراطورية الجرمانية بقيادة هنري الثالث، تحتل روما سنة 1009م. عندها البابا الروماني يوحنا الثامن عشر يستقيل، ويُعين بدلاً عنه بابا جرماني هو سرجيوس الرابع. هذا عندما أرسل دستور الإيمان إلى البطاركة الآخرين أضاف كلمة "والابن". ويكون هو أول بابا يعترف بهذه الإضافة ويذكرها. وبعد الكثير من المفاوضات مع بطريرك القسطنطينية، لم يصلوا إلى حل، وبقي البابا مصراً على رأيه، محى البطريرك أسم البابا من الذبيتيخا، وهكذا انقطعت الشركة بينهم. وفي سنة 1054م تعود المحاولات من جديد، ويبعث البابا لاون التاسع وفد برئاسة الكاردينال هومبيرتو –وهو غير محاور ومنتفخ أيضاً- ولم تسر الأمور كما يشاء، وفي نفس الوقت يموت البابا لاون التاسع، بعدها يضع الكاردينال الحرم على مائدة كنيسة الحكمة المقدسة، لأنه لا يريد المفاوضات. وهكذا انقطعت العلاقات بشكل نهائي بين الكنيستين ويثبت سنة 1054م.
بعد هذه الحوادث وجدت أمور أخرى ساهمت في ازدياد الانحرافات الموجودة في الكنيسة الغربية. منها:
في القرن التاسع تعرف الجرمان على الفلسفة، وقليلاً قليلاً تحضروا ووضعوا الحروف واللغة، وبدأوا بترجمة الكثير من كتب الفلسفة، أعجبوا بها، لذلك بدأوا ينظرون إلى الأمور الإلهية بطريقة فلسفية، ونشأت الكثير من المدارس الفلسفية {مثل مدرسة توما الإكويني}، هذه ما نسميها بالمدارس السكولاستيكية، أي تتعامل مع الأمور الإلهية بطريقة التحليل الفلسفي العقلي للأمور اللاهوتية، أي صار اللاهوت المسيحي رهن لهذه الآراء والأفكار الفلسفية البشرية. وبناء عليه أصدروا أفكار عديدة لاهوتية، أغلبها انحرافات عن إيمان الكنيسة الأول، والأبشع من هذا أن الباباوات بسبب قوتهم وسلطتهم، أصبحت سلتطهم أعلى من المجامع المسكونية، يدعون لعقدها متى يشاؤون، حتى أنهم يستطيعون أن يصدروا مرسوماً بابوياً يحددون فيه أي عقيدة أو أي تحديد يخص الكنيسة. وهكذا بدأت تزداد هذه الإنحرافات وهي مثبتة لأنها صادرة عن أعلى سلطة روحية عندهم. عددهم 21 مجمعاً مثلا. أربعة عشر مجمع منهم عقدوا في الغرب، فيها أشياء جديدة {مبتدعة} لا تعرفها الكنيسة الشرقية، وأشياء تتفق مع الإيمان، وأشياء كثيرة لا تتفق مع الإيمان.
بعد انقطاع الشركة { 1054م } صارت محاولات لإعادة الوحدة، هذه المحاولات لم تعطي نتيجة، ومن ضمن هذه المحاولات عقد مجمعين، مجمع ليون سنة 1274م، ومجمع فلورنسا سنة 1428 – 1439م اللذان يفترض أنهما مسكونيان. لكن امبراطورية الروم كانت في وضع سيء للغاية، وهي على وشك الإنهيار، مما جعل الأمبراطور البيزنطي يرغب في الحصول على مساعدة البابا ضد العثمانيين، مما جعل البابا يستغل هذا الوضع، وأراد أن يفرض آراءه على الكنيسة الشرقية حتى تخضع له، لذلك رفض آباء الشرق هذان المجمعان. سنة 1453م عند سقوط القسطنطينية، تنقطع العلاقات تماماً بين الغرب والشرق، لذلك يكون الغرب طريق حديد، وهو يقوم على الاقتناص بوسائل متعددة، إرسال وفود، مرسلين، طغمات رهبانية. حتى يضموا الكنيسة الشرقية، وإن كان ليس بشكل كامل، وهكذا كل الكنائس التي اصبحت غربية اتحدت مع روما بهذا الشكل.[/align]


يتبع .......
4. من الطوائف التي انضمت لروما {الكاثوليكية}:
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الثلاثاء نوفمبر 20, 2007 4:06 pm

4. من الطوائف التي انضمت لروما {الكاثوليكية}:
نتيجة للجهود التي بذلت منذ وقت مبكر، مثل نشاطات المرسلين والطغمات الرهبانية والديبلوماسيين الغربيين، والكليات المجانية المخصصة للطوائف في روما، والمدارس والمساعدات وتأسيس مجمع انتشار الإيمان الكاثوليكي سنة 1622، استطاعت روما عبر انشقاقات وصراعات متنوعة أن تضهم إليها كلاً من الطوائف التالية:
I- الموارنة:
أصل هذه الطائفة فريق من السريان كان قد قبل مجمع خلقدونية، وفيما بعد اقترح الأمبراطور هرقل بشأن المشيئة الواحدة. بدأ نوع من الاتحاد بينها وبين روما سنة 1181م نتيجة للاتصال بها أثناء الحروب الصليبة. حضر بطريركهم مجمع اللاتران الرابع سنة 1215م. بعد انقطاع العلاقات لفترة طويلة، منح البابا سنة 1515م بطريركهم درع التثبيت ولقب بطريرك أنطاكية. سنة 1741م عقد المجمع اللبناني الذي تم في تبني العادات اللاتينية والانضمام النهائي لروما.
II- الأرمن الكاثوليك:
في القرن الحادي عشر أنشأ الأرمن إمارة مستقلة في كيليكية، اتحدت مع روما في القرن الثاني عشر ودام الاتحاد زهاء ثلاثة قرون. سنة 1743م تأسست أول بطريركية للأرمن الكاثوليك في لبنان.
III- المتحدون في أقطار أوربا الشرقية:
بعد وقوع أوكرانيا تحت احتلال بولونيا، استطاع ملكها الكاثوليك وبمساعدة اليسوعيين، أن يفرض على أورثوذكس بولونيا سنة 1596م طائفة عرفت باسم كاثوليك الطقس الشرق، بينما اعتبرت حينها الكنيسة الأورثوذكسية غير موجودة. على مثل هذه الطائفة تشكلت فيما بعد طوائف متحدة مع روما في أقطار أوربا الشرقية الأخرى مثل سلوفاكيا ورومانيا وصربيا وبلغاريا... إلخ.
IV- الكلدان الكاثوليك:
استفاد المرسلون الغربيون من فرصة خلاف حول تعيين أحد بطاركة الطائفة الآشورية لكي يعين البابا على قسم منها أول بطريرك على من أسماهم الكلدان الكاثوليك سنة 1553م.
V- السريان الكاثوليك:
تأسست بطريركيتهم سنة 1662م.
VI- الروم الكاثوليك {الملكيون}:
تأسست بطريركيتهم سنة 1724م.
VII- الأقباط الكاثوليك:
بعد محاولات متعددة فاشلة تأسست بطريركيتهم أخيراً سنة 1947م.

يتبع ............
الفروق العقائدية بين الكنيستين الشرقية الأورثوذكسية والغربية الكاثوليكية
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

الأب عيسى غريب
قنشريني جديد
مشاركات: 14
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 09, 2007 6:47 pm

الشكر لموضوع الطوائف والبدع المسيحية .

مشاركة بواسطة الأب عيسى غريب » الأحد نوفمبر 25, 2007 8:07 pm

الشكر كل الشكر على الموقع والقائمين عليه وكل المشاركية ونخص منهم الذي تعب في موضوع الطوائف والبدع المسيحية . واعطاه حقه . تقبل تحيات الأب عيسى غريب .

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الأحد نوفمبر 25, 2007 10:51 pm

لك جزيل الشكر أبونا عيسى على مشاركتك ودعمك للموضوع

الفروق العقائدية بين الكنيستين الشرقية الأورثوذكسية والغربية الكاثوليكية:
1. رئاسة بطرس الرسول لجميع الرسل واعتباره نائباً للمسيح على الأرض ورئيساً منظوراً للكنيسة كلها.
2. خلافة بابا رومية للقديس بطرس في رئاسته الأولى.
3. عصمة بابا رومية من الغلط العقائدي والإداري.
4. المطهر.
5. الغفارين وعلاقته باستحقاقات القديسين وصكوك الغفران.
6. الرش أو السكب في المعمودية بدلاً من التغطيس. وتأخير إعطاء الميرون والمناولة للأطفال.
7. منع العلمانيين عن مناولة الدم الإلهي.
8. تحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه حالما ينتهي كلام التقديس.
9. استعمال الفطير بدلاً من الخبز المخمر وعدم كسر الخبز.
10. رؤية الله فقط بحسب الجوهر في الحياة الآتية، والنعمة مخلوقة.
11. انبثاق الروح القدس من الآب والابن.
12. كمال الإنسان التام عند خلقه بسبب المواهب الفائقة للطبيعة.
13. نتائج الخطيئة الأصلية هو فقدان هذه المواهب وحلول غضب الله وسخطه على كل واحد من ذرية آدم وحواء بسبب اعتبار خطيئتهما خطيئة الجنس البشري كله.
14. انمحاء الخطيئة الأصلية باستحقاقات يسوع المسيح، الذي استحق لنا التبرير بآلامه على الصليب كتكفير عن الإهانات التي لحقت بالله بالخطيئة.
15. الحبل بالعذراء بلا دنس.


يتبع ............
انبثاق الروح القدس من الآب والابن
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الأربعاء ديسمبر 12, 2007 2:07 pm

انبثاق الروح القدس من الآب والابن:
[align=justify]لقد دخلت هذه العقيدة في الكنيسة الغربية لأنهم كانوا في صراع مع الآريوسيين، والآريوسيين عليا يعتبرون أن الابن غير مساوٍ للآب بمعنى أن الابن ليس له طبيعة الآب ذاتها وطبيعته مخلوقة. فلأنهم ضد الآريوسيين ولتأكيد مساواة الابن للآب يقولون إذاً الآب يبثق الروح القدس والابن مساوي للآب إذاً يجب أن يبثق أيضاً الروح القدس.
"ومتى جاء المعزي الذي أرسله إليكم من لدن الآب روح الحق المنبثق من الآب فهو يشهد لي" {يو 15: 26}، في القسم الأول من هذه الآية يتكلم الرب عن المعزي الذي يرسله الرب يسوع من عند الآب، وإذا أردنا، فإن الآب والابن والروح القدس هم الذين يرسلون الروح القدس كألسنة نارية، أي يرسلون مواهب الروح القدس، وليس الروح القدس كأقنوم، وقد تم هذا الإرسال في الزمن، في العنصرة. وبذلك يثبت أن الروح القدس ينبثق أزلياً وسرمدياً من الآب، ولكن في الزمن أرسلت المواهب فقط. كما أن للآب مواهب، وللابن مواهب، وكذلك الروح القدس لديه مواهب.
نتيجة العمل الفدائي الذي قام به الرب يسوع، أرسل الروح القدس ولكنه لم يرسله وحده، بل هذا الإرسال هو عمل ثالوثي مشترك، للآب والابن والروح القدس {فكل الأعمال الإلهية ثالوثية}. الانبثاق هو غير الإرسال، لأن الانبثاق يتعلق بالأقنوم، أي بالروح القدس، أما الإرسال فهو من الآب والابن والروح القدس، ولتوضيح هذه الفكرة فلنأخذ الآية : "ومتى جاء المعزي الذي أرسله إليكم من عند الآب" الفعل أرسل يدل على عمل الابن {الإرسال}، والضمير في ارسله يدل على عمل الروح القدس {المفعول به}، من عند الآب هي عمل الروح القدس {المصدر}. أما في النصف الثاني من الآية فهو يوضح حقيقة أخرى تتعلق بالمصدر الأزلي للروح القدس، "روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي".
ولكن في الكتاب المقدس هناك آيات يوجد فيها روح الابن، روح يسوع المسيح، "ثم بما أنكم أبناءّ، أرسل الله روح اابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أب الآب" {غلا 4: 6}. إن روح الله من الله ينبثق، فإذا قلنا روح الابن، فهو إذاً من الابن ينبثق. لكن بما أن الابن أخذ طبيعة بشرية، هذه الطبيعة امتلأت من مواهب الروح القدس بسبب كل عمله الخلاصي والفدائي على الأرض، وهذا الامتلاء من مواهب الروح القدس هو بالنسبة لنا سبب حياتنا في الكنيسة، لأنه إذا كان الرب يسوع هو رأس الكنيسة، ونحن متحدون معه، فكل الأسرار الإلهية، أي النعم التي نأخذها بممارسة الأسرار الإلهية نستمدها بالنهاية من علاقتنا مع الرأس الذي هو الرب يسوع المسيح، نستمد المواهب التي امتلأت بها الطبيعة البشرية.
الآباء يميزون بين الصفات الجوهرية والصفات الأقنومية؛ الصفات الأقنومية تميز الأقانيم، وهي لا تعمم، الآب لا بدء له ولا يأخذ مصدره من آخر بل هو المصدر، الابن مولود قبل كل الدهور، الروح القدس منبثق. أما الصفات الجوهرية التي تميز الجوهر الإلهي الواحد، الله حاضر في كل مكان، الله أزلي أبدي، الضابط الكل، الكلي القدرة، الذي له سلطان على الجميع. الصفات الأقنومية إذا عممت فقد بطل أن يكون ثالوث، فأصبحوا واحد. وهذا هو الغلط في الفكر الكاثوليكي، الابن مساوٍ للآب، الآب والابن يستطيع أن يبثق الروح القدس، وبذلك يصبحون واحداً في الجوهر والأقنوم.
إذا كان الابن مساوٍ للآب فهو يبثق الروح القدس، وإذا كان الروح القدس مساوٍ للآب، فلماذا لا يبثق نفسه، أو لماذا يولد الابن، وهكذا دواليك. هذا الموضوع كان السبب الأول في قطع الشركة بين الشرق والغرب.[/align]

يتبع .......
رؤية الله فقط بحسب الجوهر في الحياة الآتية، والنعمة هي مخلوقة:
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

Re: الطوائف والبدع المسيحية

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الاثنين فبراير 04, 2008 10:46 pm

رؤية الله فقط بحسب الجوهر في الحياة الآتية، والنعمة هي مخلوقة
الموقف الغربي، هو أن الإنسان لا يمكن أن يتعرف أو يرى الله في هذه الحياة. ولكن بعد الموت أو استمراراً في الحياة الفردوسية، إن نفوس القديسين ترى الذات الإلهية {الجوهر الإلهي} رؤية علانية وجهاً لوجه، بل إن الجوهر الإلهي هو يظهر ذاته جلياً.
أما الآباء فإن موقفهم مخالف تماماً، إذ يقولون أنه يستحيل على أحد أن يرى الجوهر الإلهي، لا في هذه الحياة ولا في الحياة الثانية، ولا حتى الملائكة. وهي في نظر الآباء هرطقة، ويمكننا أن نقول أيضاً أنها هرطقة إذا اعتقدنا أنه ليس لنا رجاء على رؤية الله، ليس بحسب الجوهر بل بحسب القوى، بحسب النعمة، بحسب النور الإلهي. هذه تصدر عن الله، تصلنا بالله، هي ليست الجوهر الإلهي الذي يبقى خفياً بالكلية، وغير قابل للمعرفة أو الشركة.
"كل شيء دفع إلي من أبي، وليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له" {متى 11: 27}، هذه المعرفة الجوهرية التي تخص الآب والابن، ويمكننا أيضاً أن نرى أن هناك معرفة تعطى للبعض، لأنقياء القلوب، وهذه المعرفة تعطى من الابن {مت 5: 8}، هي معرفة خاصة، تشبه معرفة بطرس ويعقوب ويوحنا على جبل التجلي، إذ عرفوه كابن للبشر وابن لله بحسب مجده الإلهي، ولم يتجلى بجوهره الإلهي، أي لم يعرفوه بجوهره الإلهي.
"لأن مَن مِنَ الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه، هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحدٌ إلا روح الله" {1كو 2: 11}، وهنا معرفة خاصة بالثالوث، الأقانيم وحدها تعرف بعضها.
"قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي، لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً، ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه. قال له فيلبس، يا سيد أرنا الآب وكفانا. قال له يسوع، أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت أرنا الآب، ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ" {يو 14: 6- 10}، العبة الأولى للمعرفة هي الإيمان، والإيمان يكبر ويتحول إلى نوع من المعرفة، الرؤية. "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك" {يو 17: 3}، فالقديس نتيجة جهادهم، نتيجة إيمانهم، يعرفون الله معرفة بحسب القوى أو المجد أو النور. "ملكوت الله في قلوبكم" {لو 17: 20}، وكيف يكون ملكوت الله داخل الإنسان؟ الرسل كلهم عرفوا ملكوت الله تماما في قلوبهم في العنصرة، عند حلول الروح القدس على التلاميذ "روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم... في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم فيَّ وأنا فيكم. الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي وأنا احبه وأظهر له ذاتي" {يو 14: 18-20}. الذين يحل الروح القدس في قلوبهم، هم يعرفون الروح القدس، يعرفون الابن، وعندما يعرفون الابن يعرفون الآب. وبالتالي نستنتج أن كل العمل الفدائي هو لإرسال الروح القدس، وبالتالي ليعطي ملكوت السماوات "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات" {متى 3: 2}، "ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه" {متى 11: 12}، وبالتالي الحديث هنا ليس عن شيء سيحدث في الحياة الثانية، بل ملكوت الله هنا في هذه الحياة.


يتبع ...........
الحبل بلا دنس
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

Re: الطوائف والبدع المسيحية

مشاركة بواسطة وديع القس » الاثنين فبراير 11, 2008 10:03 pm

باركك الرب أخي ليون ..
نعمة الرب وبركته تحلّ عليك محمّلة ً بنسمات ٍ من الروح القدس لما تقدمه لنا من روائع ونحن ُ بأمسّ الحاجة إليها .
روح الرب معك ومع جهودك أبدا ً 0
الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

Re: الطوائف والبدع المسيحية

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الاثنين أغسطس 25, 2008 6:03 pm

اعتذر عن التأخر في اكمال نشر كتاب ( الطوائف والبدع المسيحية ) للأب الدكتور جورج عطية

الحبل بلا دنس:
نتيجة فهم مغلوط للخطيئة الأصلية، ظهرت هذه الهرطقة. الإنسان عندهم يرث الخطيئة الأصلية، يولد الإنسان هو مغضوب عليه من الله، هو معاقب بحرمانه من معرفة الله في هذه الحياة، والرب يسوع جاء ليزيل هذا العقاب، وهكذا تمحى الخطيئة الأصلية بالمعمودية؛ لأن الرب على صليبه أخذ الاستحقاقات بأن تمحى الخطيئة الأصلية. بالنسبة للغربيين كل شخص حامل ذنب الخطيئة الأصلية.
الملاك قال لمريم: سلام عليك أيتها لمنعم عليها. وقد فهموا ذلك بأن مريم مجردة من الخطيئة الأصلية –لأنه بالخطيئة سحبت النعم الفائقة الطبيعة من الإنسان- وبالتالي مريم وحدها لم يكن عندها دنس الخطيئة الأصلية، وذلك لأنه حبل بها من والديها دون دنس الخطيئة الأصلية.
أما عند الكنيسة الأرثوذكسية فنحن لا نرث الخطيئة الأصلية، نحن نرث نتائج الخطيئة الأصلية، الفساد {جذر فاسد يخرج ثمار فاسدة}، فالإنسان ليس مسؤول عن خطيئة آدم وحواء ولذلك هو معاقب، بل مسؤوليته تجاه خطاياه وحده. الله ليس معاقب لنا، بل هو كان حزين لذلك دبر لنا خلاصنا. هم يهينون مريم إذ يقدسونها رغماً عنها، أي أن الله أشاء ذلك، ولغوا دور العذراء في قداستها. وهي مثال لنا في القداسة، أكرم من الشاروبيم لأن أبويها قديسين وعاشت عيشة قداسة، وجاهدت وصلت وصارت فعلاً أقدس من كل القديسين. هم ينكرون دور المسيح في خلاص مريم "تبتهج روحي بالله مخلصي" {لوقا 1: 47}، "لأنه يولد لكم مخلص" {متى 1: 21}.


يتبع ........

رئاسة بطرس الرسول لجميع الرسل واعتباره نائباً للمسيح على الأرض رئيساً منظوراً للكنيسة كلها، خلافة بابا رومية للقديس بطرس في رئاسته الأولى، عصمة بابا رومية من الغلط العقائدي والإداري
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

Re: الطوائف والبدع المسيحية

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الجمعة أكتوبر 17, 2008 9:32 pm

رئاسة بطرس الرسول لجميع الرسل واعتباره نائباً للمسيح على الأرض رئيساً منظوراً للكنيسة كلها، خلافة بابا رومية للقديس بطرس في رئاسته الأولى، عصمة بابا رومية من الغلط العقائدي والإداري:
في المجمع الفاتيكان الأول {1870م} أعلن رسمياً عن رئاسة البابا، رغم أنها كانت ممارسة قبلاً، ولكن هذا المجمع ثبت هذا الشيء إيمانياً. مستندين إلى بطرس الرسول عنده هذه الرئاسة، وبابا رومية خلف بطرس الرسول في روما، أخذ عنه كل هذه الصلاحيات الرئاسية التي كانت لبطرس الرسول.
رئاسة بطرس الرسول حسب المجمع الفاتيكاني الأول: من قال أن السيد المسيح لم يقم الطوباوي بطرس الرسول رئيساً على جميع الرسل، ورأساً منظوراً للكنيسة كلها. أو قال أن سيدنا يسوع المسيح أولاه رئساً ومباشرة رئاسة الشرف، لا رئاسة الولاية الحقيقة الخاصة. فليكن محروماً.
رئاسة البابا: من قال أن ليس من وضع السيد المسيح نفسه، وبالتالي من الشرع الإلهي أن يكون للقديس بطرس دوماً خلفاء، يرأسون الكنيسة كلها رئاسة عليا. فليكن محروماً.
طبيعة رئاسة البابا: من قال أن وظيفة الحبر الروماني في الكنيسة كلها تتوقف عند حد الإشراف والإرشاد، لا في أمور الإيمان والآداب فقط، بل أيضاً في الأمور التي تتعلق بتنظيم الكنيسة وإدارتها في كل أطراف المعمورة. أو من قال بأن للحبر الأعظم القسط الأكبر من الولاية العليا لا ملء الولاية. أو من قال بأن سلطته هذه العليا ليست عادية ومباشرة بحيث تتناول الكنيسة جملة وأفراداً والرعاة والمؤمنين جملة وأفراداً والرعاة والمؤمنين جملة وأفراداً. فليكن محروماً.
ويمكننا أن نرى هنا، أنه على هذه الأرض نحن نتعامل مع المنظور، أي الرئيس المنظور، وهو البابا. وبالتالي لم يبقى للمسيح أي من السلطان، أُخذ كله وأُعطي للبابا.
المجمع الفاتيكاني الثاني {1963م}، عقد في ظروف انفتاح مسكوني، وكان ينتظر منه أن يخفف قليلاً من وحدة هذه الرئاسة، ولكنه ثبتها. وأضاف أن السلطة الأسقفية لها سلطان، وهذا السلطان مرتبط بالبابا. "بيد أن الهيئة الأسقفية أو الجسم الأسقفي لا سلطان لها ما لم نتصورها متحدة بالحبر الروماني خليفة بطرس اتحادها برئيسها، محتفظاً بسلطانه الرئاسي الأعلى كاملاً على الجميع، سواء كانوا رعاة أو مؤمنين. ذلك أن الحبر الروماني بحكم مهمته كنائب للمسيح وراعي للكنيسة كلها، يملك في الكنيسة السلطان الكامل الأعلى الجامع، وله أن يمارسه على الدوام وبدون أي قيد. وأما الهيئة الأسقفية التي تخلف الهيئة الرسولية في سلطان التعليم والتدبير الرعوي، بل فيها يستمر الجسم الرسولي على الدوام هي أيضاً بالاتحاد مع الرئاسة في الحبر الروماني الأعظم، وليس أبداً بمعزل عن هذا الرئيس، تملك السلطان الأعلى والكامل على الكنيسة كلها، وإنما لا يمكن أن تزاوله إلا بموافقة الحبر الروماني، فالرب قد جعل من سمعان وحده صخرة الكنيسة وله وحده سلم مفاتيحها، وأقامه راعياً على قطيعه...". وهذا معناه أنه لم يترك على الأطلاق سلطان لا للمسيح ولا لأحد أخر.
"دفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا كل الأمم" {متى 28: 18-19}، دفع إليَّ لا لبطرس، وأنا أعطيكم إياه، أي لكل التلاميذ وليس لواحد منهم. "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" {متى 28: 20}، أي أن الرب لم يترك الرسل، ولن يتركهم. وهو معهم إلى الأبد، ولم يتخلى عن سلطانه لأحد، سلطانه موجود ولكن بشكل غير منظور، وهذا السلطان واضح من خلال عمل الروح القدس، الذي يرسله الرب يسوع، إن سلطان يسوع ليس في السماء بل على الأرض، "كل سلطان في السماء وعلى الأرض". وهنا المشكلة، بأنهم يسرقون سلطان المسيح بكليته، ولم يتركوا له شيء إطلاقاً، هم يأخذون مكان المسيح ويضعون مكانه البابا {هرطقة}.
يستند الكاثوليك على: "من يقول الناس أني أنا ابن الإنسان، ... وأنتم من تقولون، فأجاب سمعان بطرس وقال أنت المسيح ابن الله الحي، ... وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" {متى 16: 13-18}، من يقول الناس أني أنا ابن الإنسان، سؤال مهم جداً، كان السؤال من هو المسيح، وليس من هو بطرس. ويتبعه بسؤال ثاني مهم أيضاً، وأنتم من تقولون أني أنا، بعد أن عاش الرسل مع المسيح يسألهم من أنا، وهنا نلحظ تقدم واضح عند الرسل، فيجيب عنهم بطرس: أنت المسيح ابن الله الحي. بطرس لم يتكلم عن نفسه فقط، بل عن التلاميذ أيضاً. ومن الطبيعي أن يمدح المسيح بطرس: طوبى لك...
سمعان بطرس يعبر عن حقيقة إيمانية، أن المسيح هو ابن الله الحي، ليس مجرد إنسان في نظرهم، بل هو الإله الحقيقي. أن يصل الإنسان إلى إيمان كهذا لا يتم إلا بمعونة الآب السماوي، هذا الإيمان لم يكن بمجرد تفكير بشري عقلي، بل هو إعلان من الآب والابن والروح القدس لبطرس. المسيح هو ابن الله الحي هي الحقيقة المهمة جداً، وعلى هذه الحقيقة تُبنى الكنيسة. اسم بطرس دعاه به بسوع، لأنه عرفه وعرف إيمانه الصخري مسبقاً، أنت صخر بالمذكر، وعلى هذه الصخرة بالمؤنث، إذاً ليس بطرس هو المقصود.
هناك علاقة بين إيمان بطرس الصخري، والصخرة هي الحقيقة بأن المسيح هو ابن الله الحي، وهذه الصخرة التي تبنى عليها الكنيسة. هذا واضح جداً، حيث أنه منذ تأسيس الكنيسة دعا المسيح الرسل ليؤمنوا به أنه ابن الله، وإلاَّ لا يمكنهم أن يكونوا أعضاء في الكنيسة. وهذا ما تردده كنيستها في المعمودية "نعم أومن"، وهذا ما قاله أيضاً الحارس في السجن عندما قال لبطرس وسيلا، ماذا أفعل لأخلص، قالا له: آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك. لو كان المسيح مجرد إنسان كان مات وانتهت قصة المسيح، لكن كونه ابن الله هو حاضر في كل مكان وزمان، ونحن نؤمن به وبناءاً على هذا الإيمان نحن نصبح أعضاء ونولد من جديد من الماء والروح.
صخرة الكنيسة هو المسيح وليس بطرس، نحن في صلاتنا نقول: "يا ربي يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، ارحمني أنا الخاطئ". لا يمكن أن يكون هناك كنيسة دون وجود ابن الله.
"اذهب عني يا شيطان" {متى 16: 21}، أين هذه الصخرة التي يقولون عنها، هو إنسان- وحتى ناداه يا شيطان- هو إنسان يمكنه أن يعثر، وأن يتخلى عن إيمانه. "لذلك هكذا يقول السيد الرب، هاأنذا أؤسس في صهيون حجراً، حجر امتحان، حجر زاوية كريماً أساساً مؤسساً" {أش 28: 16}، يوضح تماماً في الصخرة. "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح هو حجر الزاوية" {أفسس 2: 21}. "فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساساً آخر غير الذي وضع، الذي هو يسوع المسيح" {1كو 3: 11}، الرسل يضعون أساساً والأساس هو الرب يسوع. "وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً، وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح" {1كو 10: 4}.
أما الكاثوليك فهم يستندون إلى: "... ارع خرافي، ارع غنمي.." {يو 21: 15-18}، يسوع يقول بطرس ثلاث مرات ارع غنمي وخرافي، يعني أنه نصبه راعٍ على الكنيسة كلها، وهذا الشيء تم من الرب نفسه. ولكن الرب لم يقل له أن يكون راعٍ للكنيسة كلها، وإنما قال له ارع غنمي، هنا توجد يا المتكلم. وبطرس حزن لأن الرب قال له ثلاث مرات أتحبني، فقبلاً كان بطرس قد قال: "لو أنكرك الجميع أنا لا أنكرك"، وهنا الرب يذكره بأنه سينكره ثلاث مرات، ولهذا هو حزن. هل هذه العملية هي تنصيبه على الكنيسة.
الرب يقول: "من يعترف بي أمام الناس، أعترف به أمام أبي الذي في السماوات"، من كان ينكر الرب أيام الاضطهاد، كان يعتبر أنه خسر خلاصه، لذلك خطيئة بطرس ليست أقل من خطيئة يهوذا بغض النظر عن التوبة، هل هو راعي في الكنيسة، أو رئيس الرعاة، وهل كلمة الراعي تخص بطرس وحده. بطرس كان خجلاً من المسيح، والمسيح يستدعيه ويسأله أتحبني، وبناءً على هذه المحبة ارع غنمي.
حتى بطرس نفسه يقول: "... ارعوا رعية الله... ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى" {1بط 5: 1-4}. الراعي الصالح هو المسيح، والذين يرعون هم بارتباط مع المسيح "أما الذين يدخل من الباب فهو راعي الخراف... الحق الحق أقول لكم إني أنا باب الخراف" {يو10: 1-7} بطرس ليس إلا أحد أولئك الذين يدخلون من الباب، مثله مثل الكثيرين، هو لايستطيع أن يصبح رئيس الرعاة، "معلمكم واحد هو المسيح وأنتم جميعكم أخوة" {متى23: 9}، وهو كلام صريح وواضح. "فدعاهم يسوع وقال لهم: أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظام يتسلطون عليهم، فلا يكون هكذا فيكم، بل من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً" {متى 20: 25-26}، {لو 22: 24-29}. لو كان بطرس هو الرئيس لقال الرب ذلك علانية، ولكن رغم ذلك، كنيستنا تعتبر بطرس أول بين الرسل، وهذا التقدم شرفي ليس إلاَّ. وهذا الأولية ناتجة عن إيمانه الصخري، وهو الأول في المبادرة، ولمحبته للمسيح.
"أما المعتبرون أنهم شيء مهم كانوا لا فرق عندي، الله لا يأخذ بوجه إنسانٍ... فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا <<صفا يعني بطرس بالآرامية>> ويوحنا، المعتبرون أنهم أعمدة..." {غلا 2: 5-9}، وبالتالي يمكننا أن نرى أن بولس يعتبر بطرس ثانية بعد يعقوب، رغم أنهم كانوا ثلاثة أعمدة، يعقوب هو كان أسقف أورشليم فكان الأول بين الجماعة، أي بين متساوين. وإذا اعتبروا هؤلاء الثلاثة أعمدة، فهم أيضاً أعمدة بين متساويين، هذا التقدم إكرامي لا رئاسي.
بحسب التحديدات العقائدية الكاثوليكية يجب أن يكون بولس مرؤوس لبطرس، لأنه تلميذ جديد، ولكن في البداية نرى أن بطرس أعطي مهمة أن يهتم بالذين هم من أهل الختان، بينما بولس يهتم بالذي هم من الأمم، وبالتالي على روما أن تتبع بولس وليس بطرس. لا يوجد توزيع رئاسي، فالذي أعطى بطرس، أعطى بولس أن يهتم. "لأني احسب أني لم انقص شيئاً عن فائقي الرسل... أهم كمختل العقل، فأنا افضل. في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مراراً كثيرة." {2 كو 11: 5، 22-23}. لا يوجد في الإنجيل نص يقول بأن المهمة الرسولية تنتقل إلى خلفاء الرسل، ولا يوجد نصر يقول بأن سلطان بطرس الرئاسي هو من الرب يسوع، وأن هذا السلطان ينتقل إلى خلفائه.
موقف الكنيسة تبينه المجامع المسكونية، في المجمع الثاني القانون الثالث، وفي المجمع الرابع القانون الثامن والعشرون. تقدم الكرسي في روما هو تقد كرامة فقط، والخمسة كراسي هم متساوون، هذا التقدم ليس له أي علاقة بالناحية اللاهوتية، لو كان له علاقة فالمفروض أن تكون أورشليم الأولى، ففيها المسيح ولد وعلم وصلب ودفن ثم قام وصعد، والثانية أنطاكية ففيها دعي المسيحيين أولاً، وفيها حملة تبشيرية لبولس وبرنابا. روما هي مؤسسة الأمبراطورية، هي عاصمتها، لذلك أسقفها يتمتع بالأولية، وبعدها القسطنطينية {روما الجديدة} أيضاً لاعتبارات مدنية ليس إلاّ. وبعدها الأسكندرية، أنطاكية، وأخيراً أورشليم.


يتبع ...........
عصمة البابا
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

om-George
مشرف إداري
مشاركات: 7299
اشترك في: السبت يونيو 30, 2007 10:09 pm
مكان: كاليفورنيا

Re: الطوائف والبدع المسيحية

مشاركة بواسطة om-George » السبت أكتوبر 18, 2008 12:18 am

يعطيك الف عافية ليون
منتظرين البقية
حاشا لي أن أفتخر الا بصليب ربي و الهي ومخلصى يسوع المسيح

اصغ للانجيل المقدس
http://www.thegrace.com/audio/index.htm[/color]
http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/
سير القديسين

أضف رد جديد