سقف العالم وقبول الآخر ...

[MiChAeL_dA]

أقام المركز المصري الدنماركي للحوار بالقاهرة حفل إفطار حضره أعضاء المركز بالقاهرة وكذلك السيد جاكوب سكوجارد
مدير المعهد وبعض الشخصيات العامة ومنها د. محمد السيد سعيد رئيس تحرير جريدة البديل وهشام قاسم ونبيل عبد الفتاح
وسامح فوزي والسفير أحمد حجاج مدير برنامج دعم وبناء القدرات التابع للأمم المتحدة.
في البداية رحب جاكوب بالحضور وأكد أن شهر رمضان له رونق خاص سواء في المنطقة العربية أو حتى في الدنمارك
-بالطبع يحتفل به المسلمون الدنماركيون- بالإضافة للمطاعم التي تجهز أطعمة خاصة بهذا الشهر، كما يشتهر شهر
رمضان بالمسلسلات وأبرز المسلسلات التي شاهدتها هذا العام مسلسل سقف العالم (مسلسل سوري) يتناول قضية
الرسوم المسيئة للرسول ويحكي عن باحثة تسافر للدنمارك لعمل بحث لنيل درجة الدكتوراة في الجامعة الدنماركية عن
حياة الرحالة بن فضلان الذي كتب عن الدنمارك والفايكنج ووصفهم بالوحشية والهمجية وعدم التحضر لدرجة أكلهم
لحوم البشر، وعلق جاكوب على ذلك بأن الرحالة بن فضلان غير معروف في تاريخ الدنمارك وإن كان زار الدنمارك أم لا
بالإضافة إلى ذلك كان في عصر الخلافة في بغداد في القرن العاشر الميلادى والرابع الهجري وفي هذا الوقت نعترف
لم نكن في تقدم بغداد أو القاهرة، ولكن الدنماركيين لم يكونوا بهذه الوحشية التي يصورها المسلسل بل اعتنقوا المسيحية
وكانوا من القوة بحيث كانوا قادرين على احتلال إنجلترا. وأضاف أن نجدت أنزور مخرج العمل التلفزيوني صرح أن المسلسل
رد على المتطاولين من الدنماركيين على الرسول حتى لا ينسوا من أنفسهم، وأشار جاكوب أن تلك الفكرة سيئة لأن من قام
بالرسوم التي رفضها الشعب الدنماركي قلة بسيطة، وبالتالي لا يأتي عمل ويهين الشعب الدنماركي، فنحن نسعى لمد جسور
الحوار وألا نبتعد من خلال الهجوم على الآخر.
وعلق محمد السيد سعيد على كلام جاكوب بأن الرحالة يكتب أغرب ما يشاهده، ودليل على ذلك كتاب المقريزي الذي وصف
فيه المصريين بالخبث والدهاء، وفي نفس الوقت تحدث عن كرمهم وطيبتهم، واستنكر صمتهم على استبداد حكامهم.
وبعض أوصافه عن المصريين كانت عنصرية، والرحالة العرب ملأوا الدنيا وكتبوا قصص بعضها حقيقي والبعض الآخر خيالي
ككتاب ألف ليلة وليلة وإن كانت الصحافة الغربية قد اختصرت الإسلام والمسلمين في شخص بن لادن وأن الرسول الكريم
امتداد لذلك وإن كان هناك بعض اليمين المتطرف في الدنمارك يسيء للإسلام فهم قلة قليلة، فنحن نكن إعجاب شديد بالدنمارك
وشمال أوروبا وإن كان هناك متطرفون فهنا أيضاً بعض الناس تكتب وتهين الثقافات الأخرى والأديان الأخرى،
فما أحوجنا لمحاكمتهم.
أما عن مسلسل سقف العالم الذي أثار استياء الدنماركيين يتناول قضية الرسوم المسيئة للرسول، التي انتشرت في الدنمارك.
من خلال طالبة سوريا تقوم ببحوث في الجامعة الدنماركية لنيل الدكتوراة وموضوع رسالتها "حياة بن فضلان" وتقوم بدورها
سلاف خوراجي أما مخرج العلم فهو نجدت أنزور.
والمسلسل يتألف من ثلاثين حلقة يروي مغامرة لكاتب عربي شاب من بغداد يوفده الخليفة المقتدر ضمن سفارة إلى بلاد
الصقالبة البلغار التي تقع في مكان ما على شاطئ “نهر الفولغا”، وفي طريقه إلى هناك تمرّ قافلته بمستعمرة لرجال الشمال
الذين يرغمونه على مرافقتهم بناء على أوامر عارفتهم في رحلة إنقاذ إلى بلاد الدانز الدنمارك حيث يعيش مع الشماليين
ويخوض معاركهم ضد الفاندالز (أكلة لحوم الموتى).. وهكذا يضع بن فضلان كتاباً عن مغامراته مع الشماليين يرصد فيه
مختلف مناحي عيشهم وتفاصيل حياتهم اليومية.. وهو أيضاً مقاربة موثقة من قبل شاهد عيان لمجتمعين قبل ألف عام،
مجتمع الشماليين الوثنيين البدائيين ومجتمع العرب المسلمين. إنه مقاربة لمملكة "روثجار" في بلاد الدانز ولبغداد
عاصمة الخلافة ويذكر الفرق بين المدينتين.
كاتب العمل هو حسن م يوسف أكد أن المسلسل عبارة عن رد حضاري للرد على تطاولات بعض الدنماركيين على مقدسات
المسلمين ومحاولاتهم الإساءة إلى النبي، وهو رسالة ملخصة باتجاهين: رسالة إلى العرب والمسلمين، ورسالة للمتطاولين
من الدنماركيين كي يتذكروا من هم وكيف كانوا!


متابعة: عماد خليل
من موقع الأقباط متحدون