الفرصة التي ضاعت

لطرح ومناقشة المواضيع العامة
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
h.hazim
مشرف إداري
مشاركات: 1750
اشترك في: الجمعة نوفمبر 21, 2008 4:39 pm
مكان: aleppo.syria
اتصال:

الفرصة التي ضاعت

مشاركة بواسطة h.hazim » الخميس مارس 31, 2011 9:23 pm

كان شاب على وشك أن يتخرج من الجامعة. وقد ظل إلى مدى عدة شهور سابقة يُعجَب بسيارة ”سبور“ معروضة في معرض للسيارات بجانب البيت! ولأنه كان يعرف أن أباه لن يضنَّ عليه بأن يهديه إيَّاها، أخبر أباه بأُمنيته هذه.
وحينما اقترب يوم التخرُّج، كان الشاب ينتظر علامةً أن أباه قد اشترى له السيارة.

وفي صباح يوم احتفال الجامعة بالتخرُّج، ناداه والده إلى مكتبه، وتحدَّث معه في ودٍّ شديد أنه يفخر بأن له ابناً نابهاً مثله، وأنه لذلك يعتزُّ جداً به ويحبه. وملأ هذا الحديث قلب الشاب بالفرح منتظراً الهدية.

ومدَّ الأب يده، وأخذ من على مكتبه صندوقاً مُغلَّفاً بورق الهدايا جميل الشكل.

وبحب استطلاعٍ، ولكن مع بعض الضيق، فتح الشاب الصندوق، ووجد بداخله كتاباً مقدَّساً مجلَّداً تجليداً فاخراً بالجلد، ومبصوماً عليه بالذهب اسم الشاب.

وباندفاعٍ شديد، وغضب، وقف الابن صارخاً في أبيه:

- ”بكل ما عندك من مال، تكون هدية تخرُّجي كتاباً مقدَّساً!“

واندفع بسرعةٍ إلى باب البيت، وخرج غاضباً إلى الخارج، وصمَّ أُذنيه عن نداءات أبيه له.

خرج الشاب وسافر إلى العاصمة يبحث عن عمل، وعاش بعيداً عن بيته، ومُقاطِعاً والده.

لكنه بعد سنواتٍ من العمل صار ناجحاً، وتزوَّج بعيداً عن أهله؛ لكنه كان يُفكِّر في أبيه الذي صار طبعاً رجلاً كهلاً، وفكَّر في أنه ربما يُحاول أن يذهب ليزوره.

وقبل أن يُرتِّب ليوم سفره، إذا به يُطالِع في الجريدة الصباحية، وفي صفحة الوفيات، إعلان وفاة والده!

فاتصل بأحد أصدقائه في البلدة التي كان يعيش فيها مع والده، مُستفسِراً عن ظروف وفاة والده. فأخبره صديقه أنه لابد أن يأتي فوراً إلى منزل والده، لأنه عرف أن والده أوصى بكل مقتنياته لابنه.

وحينما وصل الشاب إلى منزل والده، كان الحزن والأسى قد ملآ قلبه؛ إذ تذكَّر آخر يوم كان في البيت قبل أن يُغادره غاضباً.

وبدأ الشاب يفحص أوراق أبيه الهامة، فوجد الكتاب المقدس بحالته التي تركها عليه، والصندوق الذي كان يحويه ملفوفاً بالورق المزخرف الخاص بالهدايا كما كان منذ أعوام.

وبينما الدموع تترقرق في عينيه، بدأ يفتح الكتاب المقدس ويُقلِّب صفحاته. فوجد أن والده قد وضع خطّاً بالحبر الأحمر تحت إحدى الآيات:
+ «فإن كنتم وأنتم أشرار، تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة؛ فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يَهَبُ خيرات للذين يسألونه» (مت 7: 11).

وبعد أن قرأ هذه الآية، رفع رأسه وهو يُفكِّر، وإذا بشيءٍ ما يقع من ظهر الكتاب المقدس! فالتقطه من على الأرض، وإذا به مفتاح سيارة وبطاقة مطبوع عليها اسم صاحب معرض السيارات، وهو نفس المعرض الذي رأى فيه الشاب السيارة التي تمنَّى أن يشتريها له أبوه منذ سنوات.

وكان مطبوعاً على البطاقة تاريخ تخرُّجه من الجامعة، وكلمة أخرى مكتوبة بالخط الثقيل: ”الثمن مدفوع بالكامل“. وعلى البطاقة ختم وتوقيع صاحب معرض السيارات!


+ + +

? كم من المرات تضيع منَّا الفُرص السعيدة، لأننا لم نَرَ وراءها تحقيق آمالنا!

+ «انظروا إلى أنفسكم لئلا نُضيِّع ما عملناه، بل ننال أجراً تاماً» (2يو 8).

منقول
صورة

صورة العضو الرمزية
قمر
مشرف إداري
مشاركات: 9196
اشترك في: الأحد سبتمبر 24, 2006 7:02 pm
اتصال:

Re: الفرصة التي ضاعت

مشاركة بواسطة قمر » الجمعة إبريل 01, 2011 2:40 am

قصة وعبرة حزينة وهيك لازم ننفكر الف مرة قبل ما نتصرع في يالي بدنا نعملو شكرا هزيم
صورة

2014

صورة العضو الرمزية
غادة عيدو
مشرف إداري
مشاركات: 3377
اشترك في: الأحد ديسمبر 02, 2007 7:52 am
مكان: كندا
اتصال:

Re: الفرصة التي ضاعت

مشاركة بواسطة غادة عيدو » الجمعة إبريل 01, 2011 10:37 pm

هكذا هي الطبيعة البشرية , يقودنا تسرعنا في بعض الأحيان إلى خسارة أفضل فرص الحياة
وربما خسارة أعز الناس
شكراً هزيم :qenshrin_flower:
صورة

صورة

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: الفرصة التي ضاعت

مشاركة بواسطة ashor » السبت إبريل 02, 2011 11:02 am

+++

غادة عيدو كتب:وربما خسارة أعز الناس
لأ اخت غادة اعز الناس ما ممكن نخسرها هي موجودة معنا
قلباً وقالباً ههههههههههههههه

...
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
nahren
مشرف إداري
مشاركات: 6425
اشترك في: الأربعاء مارس 28, 2007 6:58 am

Re: الفرصة التي ضاعت

مشاركة بواسطة nahren » الجمعة مايو 13, 2011 9:06 pm

قصة كتير حلوة ومعبرة
فعلا ما لازم نضيع فرص ولا حتى نضيع ولا يوم مع ناس بنحبهم ويحبونا
التسرع بيضيع علينا كتير فرص

شكرا الك اخي هزيم
:qenshrin_flower:

لا ادري كيـــــــــــــف لكــن أعلــم أنه يســتجيب
أرفـــــع شـــكواي اليه وهـــو لا شـــك يــــجيب

أضف رد جديد