مئات آلاف تدفع لأصحاب العقارات سنوياً لتشويه وجه دمشق

لطرح ومناقشة المواضيع العامة
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ليون انتيباس
قنشريني متألق
مشاركات: 1361
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 1:07 pm
مكان: Syria / Tartous

مئات آلاف تدفع لأصحاب العقارات سنوياً لتشويه وجه دمشق

مشاركة بواسطة ليون انتيباس » الاثنين سبتمبر 03, 2007 11:56 am

مئات آلاف الليرات السنوية دفعت أصحاب العقارات لتشويه وجه دمشق

بات اليوم الإعلان جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية ومحوراً مهماً من محاور الاقتصاد، وتحول خلال عقود محدودة إلى مصدر كبير لا يستهان به لدر الأموال ولجذب القاعدة الواسعة من المستهلكين نحو منتج بعينه، واشتدت المنافسة وحمي وطيسها بين الشركات المعلنة والشركات الإعلانية، التي لم تترك طريقة إلا وحاولت تسخيرها لصالح إعلانها، وبات الإعلان الصحفي والتلفزيوني وحتى الإذاعي غير كاف أمام الكم الهائل من المنتجات والتوسع السكاني والحركة السياحية في البلاد؛ لذلك تنبه المعلنون لأهمية الطرقات العامة والشوارع الرئيسية خاصة.

وتغيَّر اليوم وجه المدن، ولم تعد الغابات أو المعامل هي التي تستقبلك عند الدخول إلى أي بلد جديد، بل هناك شريك آخر وأساسي لها هو اللوحات الإعلانية -التي كانت في السابق مجرد شاخصات تدل على اسم الشركة أو الفعالية في مكانها- المنتشرة والمبعثرة في مناطق شتى خارج مكان تواجد الفعالية الأساسي وحتى خارج مدينتها أو بلدها.

دمشق عرفت هذا المدَّ الإعلاني في منتصف التسعينيات، حيث تمَّ الترخيص لأول شركة إعلانية، وتتالت بعدها بسنوات قليلة الشركات الإعلانية، التي كانت الشوارع السورية ملعبها، وأخذ وجه دمشق يزداد احتجاباً مع الكم الكبير من الإعلانات التي تدفقت إليها.

وعن الحركة الإعلانية، ذكر السيد محمد لقيس مدير الاستثمار في المؤسسة العامة للإعلان أنها تعود لعام 1995؛ عندما بدأ القطاع الخاص يقتحم الجو الإعلاني، ومن يومها بدأت هذه الشركات بالتنافس فيما بينها وبابتكار أساليب جديدة لجذب الكثير من الزبائن، وهو ما دلَّ على وجود حركة اقتصادية جيدة في البلد. وعن أسلوب تعامل المؤسسة مع هذه الإعلانات، أوضح أنَّ صاحب الإعلان يتقدم بطلب إلى المؤسسة يقدم فيه صورة للموقع الذي سيوضع عليه الإعلان (قبل وبعد)، يحال بعدها إلى اللجنة الإعلانية المشكلة من المؤسسة والمحافظة إضافة إلى لجنة متخصصة من الفنون الجميلة، وإذا وافقت اللجنة يقدم محضر في الإعلان يرسل إلى المؤسسة، ثم يطلب من صاحب الإعلان تسديد أجور الإعلان وفق المواصفات التي يتمُّ الموافقة عليها من قبل اللجنة، بعد تقديم عقد لإشغال الجدار من قبل أصحاب البناء، وتأخذ المؤسسة حصتها من الإعلان البالغة 2000 ليرة على المتر سنوياً بالنسبة للجدار، وأضاف أنه لا يجوز أن تتجاوز حصة الشركة الإعلانية خمسة أمثال حصة المؤسسة بأي حال من الأحوال.

الجدران الدمشقية
باتت الجدران في العاصمة دمشق من أفضل الطرق لدر الدخل بالنسبة لأصحابها وللشركات الإعلانية، وتحولت الجدران الموجودة في الطرق العامة وعلى الزوايا من مجرد حائط مهمل تابع لأصحابه إلى لوحة إعلانية قابلة للتأجير، وبدأت الشركات الإعلانية تتقاسم هذه الجدران وتكسوها بالإعلانات، وغضت محافظة دمشق الطرف حينها عن هذه الإعلانات، ولكن أصحاب الأبنية وخاصة في أوتوستراد المزة والمناطق المركزية الأخرى أعجبتهم الفكرة مع تحصيلهم سنوياً مئات الآلاف من الليرات مقابل تأجير جدرانهم، لدرجة تشوه معها شكل المدينة.

فالإعلانات في دمشق، وإن كانت في البداية أخذت شكلاً إيجابياً، جعلت شكل بلدنا مماثلا لشكل معظم الدول الاقتصادية الكبرى، وحولت مدينتا إلى مدينة تعجُّ بالحركة ولا تنام حتى في منتصف الليل، مع وجود الكم الكبير من الأضواء والأنوار، لكنها اليوم ومع اقتراب احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، أصبحت مشكلة بحد ذاتها، ومصدراً للتلوث البصري في كثير من الأماكن، وباتت المحافظة أمام خيار صعب؛ فوجه مدينتها الأصيل بات ممتزجاً بطابع غربي اكتسبه من المد العولمي وانتشار الثقافة الاستهلاكية.

أكد السيد لقيس أنَّ هناك مشروعاً لدراسة ووضع خارطة إعلانية، موضحاً أنه تمَّ إصدار قرار من حوالي السنة من قبل المكتب التنفيذي لمنع وضع أي لوحات في دمشق إعاة تنظيم المدينة، وذكر أنَّ هناك قناعة بأننا أخطأنا في التوزيع الإعلاني، لذلك سيعاد النظر في أماكن توزعها ووجودها على الجدران وحجم كتلها؛ وهو أمر يدرس من قبل المحافظة ولجنة فنية مختصة.

موقف المحافظة
تعملُ محافظة دمشق حالياً بالتعاون مع المحافظات ومع مختصين وخبراء من كلية الفنون الجميلة على إعادة تنظيم اللوحات الإعلانية الطرقية، لتنسجم مع الرؤية العامة للمدينة، أي أن تكمِّل اللوحة المنطقة الموجودة فيها كشكل، بحيث لاتكون شاذة ضمن الشارع أو المبنى الموجودة فيه، ولكي تؤدي الرسالة الإعلانية مهمتها وتحقق إيراداً مادياً نضع النظرة الإعلانية للمستقبل ضمن هذه الشروط.

وذكر المهندس بسام جيرودية عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق ونائب رئيس اللجنة الإعلانية، في تصريح سابق لـ”بلدنا”، أنَّ المحافظة بدأت بخطة لتجميل الشوارع الرئيسية للمدينة، وتمَّ توجيه إنذارات للأبنية المتواجدة على الشوارع الرئيسية من خلال لجان البناء؛ لإزالة اللوحات الإعلانية عن الواجهة الموضوعة بشكل غير مدروس وعشوائي في السنين السابقة، والمطالبة بتقديم دراسة لوضع إعلانات مدروسة على واجهة البناء، ومن المقرر أن تكون ضمن مدخل البناء، بحيث تتضمن جميع الفعاليات المتواجدة في البناء، وتقدم هذه الدراسات للمحافظة حيث تتم دراستها وتنفيذها.

قامت اللجنة في بعض الشوراع بإزالة كلِّ الإعلانات للشركات، وخاصة محور الربوة من ساحة الأمويين إلى دمر؛ لأنَّ أغلبها يشوه المناظر الطبيعية، وقد تقرَّر تصنيع لوحة موحدة في كل مدينة للدلالة على الفعاليات، ليتقدم أصحاب الفعاليات بطلبات إلى المحافظة، وتقوم المحافظة بوضع هذه اللوحات الموحدة والمصنعة بأحدث الأساليب في مكانها المناسب، ويعطى صاحب الفعالية المساحة الممكنة في منطقته؛ هذا الأمر نتج عنه أكثر من 20 ألف لوحة ضمن المدينة، أصبحت منظمة وأصبح بإلإمكان الوصول إلى فعالية معينة بشكل منظم.

وأضاف المهندس جيرودية أنَّ السيد المحافظ واللجنة الإعلانية متفقون ضمناً على أنَّ الشركة التي ستزال إعلاناتها سيعوض لها في أماكن أخرى، ولكن على وجه الإجمال سنقوم في محافظة دمشق ومن خلال لجان متعددة سيتمُّ إعدادها بتأهيل جميع الفرش العمراني في الشارع، وكل ما هو موجود في الشارع يجب أن يكون مدروساً بشكل جيد، بحيث ينسجم مع بعضه البعض، بما في ذلك واجهات البناء والإعلانات والإشارات المرورية، كل ذلك يدرس لنرفع من جمالية الشوراع في المدينة لنشعر في بداية 2008 بأنَّ شوراعنا تأهلت وأصبحت تتميز بجمالية خاصة؛ وهذا الأمر ستتمُّ متابعته في السنوات القادمة حتى نصل إلى المستوى المطلوب.

وأشار المهندس “جيرودية” إلى أنَّ هذا الأمر ألغى جميع اللوحات الإعلانية ضمن المنصفات الطرقية، إضافة إلى إزالة الدعايات الأخرى المتوضعة بشكل عشوائي في المدينة، وهذا خفف من التلوث البصري.


بلدنا
  • ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور
صورة
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد صديق يستحق التضحية !!

أضف رد جديد