نتائج خطيئة الجدين الأولين

أضف رد جديد
الأب فادي هلسا
مرشد روحي
مشاركات: 318
اشترك في: الأربعاء مارس 12, 2008 8:18 am

نتائج خطيئة الجدين الأولين

مشاركة بواسطة الأب فادي هلسا » الجمعة أكتوبر 02, 2009 8:55 am

نتائج خطيئة الجدين الأولين
بعد ما لاحظنا سابقا كم كانت خطيئة بل خطايا الجدين الأولين تجاه مراحم الله ومحبته لهم يسأل البعض لماذا لم يغفر الله تلك الخطايا مباشرة وينتهي الموضوع طالما أن الله غني بذلك الحب وتلك الرحمة العظيمة .
إن الله هو هو لا ولم ولن يتغير فهو هو أمس واليوم وإلى الأبد الإنسان هو الذي تغير وليس الله فقد خلق الله الإنسان نقيا بسيطا وديعا يتمتع بجمال ما خلق الله من طبيعة وعلاوة على ذلك حتى الحيوانات على اختلاف أنواعها قبل السقوط كانت تأكل العشب ولم تكن الأرض تُنبت شوكا وحسكا بدليل أنهما لم يُذكرا في أنواع النباتات .
كان كل ما في الفردوس مملوء من بركات الله وأجواء السلم والسلام مسيطرة عليه .
لكن آدم شوه صورته النقية تلك التي خلقه الله عليها بحيث فقدت تلك الصورة نقاءها الأول بل وأكثر من ذلك تغلغل الفساد إليه بالكلية فالنور والظلمة لا يجتمعا .
وفوق ذلك كله عندما حاوره الله حول ما فعل كانت إجاباته غير لبقة مع خالقه فبدل أن يعترف بخطيئته ومجمل خطاياه ألقى بالتبعة على المرأة والمرأة كذلك ألقت بالتبعة على الحية ولم تعترف بأنها التي نظرت واشتهت الثمرة المحرمة كيف وقد كان الكبرياء قد تغلغل فيما تغلغل بهما في مجمل تلك الخطايا .
لكن الغريب والعجيب معا أن الله مع هذا لم يلعنهما بل لعن الأرض التي أُخذا منها فكيف يلعنهما وقد خلقهما على صورته ومثاله .
هذا أولا وثانيا أنه سبق فباركهما ولا يقبل الله اللعنة بعد البركة .
وتم طردهما من الفردوس بمعنى طردهما من رحمة الله والشركة التامة معه وكانت النتيجة أن الأرض أصبحت تُخرج شوكا وحسكا وبدل الراحة التي كانت له في الفردوس ذاق ونسله مرارة التعب للحصول على الرزق ولقمة العيش .
لكن رحمة الله كانت عظيمة هنا فقد وعدهما بالخلاص ومجيء المخلص في آخر الأزمان ليكون ذلك المخلص العلاج الوحيد لذلك الفساد والألم والموت الروحي أي الانفصال عن الله .
وبما أن الفساد قد دخل آدم وأصبحت صورته النقية مشوهة فجميع نسله قد ورث ذلك الفساد وأقول الفساد وليس الخطيئة لأن الخطيئة لا توَرث فقد ورثنا من أبوينا الأولين الفساد والألم والموت .
ثم كان الصليب والذبيحة الحية التي قدما المسيح عليه تحريرا لنا من الفساد والألم والموت وعاد الصليب مرة أخرى ليفتح لنا الفردوس المغلق وأبعد عنا لعنة الأرض وبدل الخضوع للشر والشرير وعبوديتنا لهما منذ السقوط منحنا النُصرة وأصبح الصليب قوة الله الفعالة للخلاص لكل من يؤمن .
أيها المؤمنون
لا أدري لو اعترف آدم بخطيئته ذلك اليوم هل يكون للرب ترتيب آخر ؟
هل لو ركع أمام الله وسجد نادما باكيا يغفر له الله ويخلصه من فساده ؟
هل أصبحنا نعرف أهمية سر الاعتراف في الكنيسة أمام الأب الروحي الذي أعطاه الله سلطان الحل والربط ؟
هل نبقى بعيدين عن هذا الخلاص العظيم المجاني الذي في المسيح يسوع ؟
هل تبقى الخطيئة فينا سرطانا ينهش أجسادنا ؟
هل نرفض نعمة الله وبنوتنا له بعد أن حررنا بالصليب وأعاد لنا صورتنا النقية الأولى ؟
آه على عالم أصبح كل ما فيه يبعدنا عن تلك المحبة العظيمة التي أحبنا بها رب المجد .
آه لو نستغل فرصة هذه الكلمات ليحدث فينا تغير جوهري نحافظ فيه على معموديتنا ونور الروح القدس نبقيه مشتعلا فينا .
دوسوا على عدو الخير بالصليب فمنه نتناول ثمرة رائعة فهو شجرة الحياة التي حين نأكل منها لا نموت .
أصغوا يا أحباء لصوت الرب واكسبوا الحياة الوقتية والعتيدة معا ولنسمع في الختام وصف الرسول بولس للملكوت المعد لنا بقوله ما لم ترى عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال بشر ما أعده الله للذين يحبونه . آمين

أضف رد جديد