أوباما ومواجهة التحديات الاقتصادية أميركيا وعالميا

لطرح ومناقشة كافة المواضيع الثقافية
أضف رد جديد
سامى داود

أوباما ومواجهة التحديات الاقتصادية أميركيا وعالميا

مشاركة بواسطة سامى داود » السبت نوفمبر 08, 2008 12:19 am

أوباما ومواجهة التحديات الاقتصادية أميركيا وعالميا

صورة
مشكلات مالية كبيرة تواجه الرئيس الأميركي الجديد
صورة

سعى الفائز من الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية باراك أوباما أثناء حملته الانتخابية إلى التركيز على ما يتصدر مخاوف الناخبين من قضايا متمثلة بارتفاع تكاليف الطاقة والرعاية الصحية وزيادة مشكلات الرهن العقاري.

وأفادت صحيفة الإيكونوميست في تقرير نشرته أمس أن مثل هذه المشكلات تصبح أقل أهمية أمام الانفجار الذي خلفته الأزمة المالية في أغسطس/آب الماضي وأدى إلى ذعر مالي عالمي.

وأظهر التقرير أن الاقتصاد الذي يواجه صعوبات كبيرة قد يكون في ركود حاد هو الأعمق منذ عقود.

وانخفضت ثقة المستهلك الأميركي إلى أقل مستوياتها في أكثر من نصف قرن باستثناء هبوط حاد لفترة وجيزة في عام 1980.

"
القلق بشأن الاقتصاد لعب دورا هاما لمرتين في انتخابات الرئاسة الأميركية منذ عشرينيات القرن الماضي حيث خدم المرشحين في تنافسهم على الرئاسة عند فوز روزفلت وريغان

"
ولعب القلق بشأن الاقتصاد دورا هاما لمرتين في انتخابات الرئاسة الأميركية منذ عشرينيات القرن الماضي حيث خدم المرشحين في تنافسهم على الرئاسة.

فعندما فاز فرانكلين روزفلت برئاسة الولايات المتحدة على منافسه هيربرت هوفر في عام 1932 كان الكساد الاقتصادي مستمرا منذ ثلاث سنوات حيث انهارت آلاف البنوك وسجلت نسبة البطالة 25%.

وعندما فاز رونالد ريغان بالرئاسة الأميركية على جيمي كارتر في عام 1980 كان التضخم مرتفعا منذ سنوات وحام حول 12% عندما كان المصوتون يتوجهون لانتخاب رئيس الولايات المتحدة.

وأما الأزمة الحالية فقد بدأت منذ أكثر من عام وكان أول انهيار لمؤسسة مالية كبيرة في مارس/آذار الماضي وتجاوز أحدث معدل للبطالة في سبتمبر/أيلول الماضي 6% وارتفع التضخم في العام الحالي إلى أكثر من 5% مما يرجع بشكل رئيسي إلى قفز أسعار النفط التي تتجه حاليا للهبوط.

البيئة الاقتصادية
وإن ما يميز البيئة الاقتصادية الحالية التغير الحاد من فترة طويلة شهدت مستويات تضخم منخفضة وركود ضحل وهي مدة استمرت 26 عاما سماها بعض الاقتصاديين بالاعتدال الكبير.

وقال الخبير السياسي في أميركان إنتربرايز إنستيتوت ميشيل بارون إن المصوتين ذوي الأعمار المتوسطة كانوا يشعرون بالاضطرابات المالية مثلما انهار سوق الأسهم في عام 1987 وأفلست مواقع إنترنت عام 2001.

ولكن المصوتين يفتقرون لمعرفة القوة المدمرة للعاصفة المالية في العام الحالي التي قلبت البنوك والأسواق المالية وصناديق الاستثمار المشترك وشركات التأمين وصناديق الوقاية من الخسائر المالية وصانعي السيارات ودول متباينة مثل آيسلندا وأوكرانيا.

ثلاثة تحديات

باراك أوباما يواجه قرارات كبيرة في تحديث نظام الرقابة المالية الأميركي
وفي ظل هذه المعطيات يواجه أوباما ثلاثة تحديات رئيسية تضم الأزمة المالية، والعقارات والرهن العقاري، والركود الاقتصادي.

وقال الاقتصادي في معهد "بروكينغز" دوغلاس إلمندورف إنه ينبغي لأوباما التعامل مع هذا المأزق أولا ومواجهة المشكلات في القطاع المالي ويتطلب ذلك وقتا يصل إلى أسابيع.

ويتوقع أن تطلب وزارة الخزانة الأميركية 350 مليار دولار هي الدفعة الثانية من خطة الإنقاذ المالية الأميركية البالغة تكلفتها سبعمائة مليار دولار التي قد تتطلب المزيد من الأموال نظرا لزيادة قائمة طالبي المساعدات المالية.

وقالت الوحدة المالية التابعة لشركة صناعة السيارات الأميركية جنرال موتورز إن وحدتها للرهن العقاري قد تواجه الانهيار.

"
نظرا للانهيار الكبير في الثقة بالأسواق فستكون عملية تسليم الرئاسة الأميركية عصيبة
"
ونظرا للانهيار الكبير في الثقة بالأسواق فستكون عملية تسليم الرئاسة الأميركية عصيبة, وكان استعداد أوباما كبيرا بينما أعد الرئيس الأميركي جورج بوش نفسه لتسليم سهل لمنصبه لخلفه.

وأنهى الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) فترات الركود السابقة بخفض معدلات الفائدة إلى أقل مستوى لفترة طويلة.

ورغم خفض الاحتياطي لسعر الفائدة الرئيسي إلى 1% فقد استفادت البنوك والمستثمرين من ذلك لحاجتهم لرؤوس الأموال وشكهم في قيمة القروض المقدمة لزبائنهم. ويواجه أوباما أيضا قرارات كبيرة في تحديث نظام الرقابة المالية في الولايات المتحدة.

وستكون المشكلات الاقتصادية الخارجية محط انتباه أوباما حيث أدت الأزمة المالية إلى اضطراب العديد من الاقتصادات الناشئة التي شاركت بنوكها في تقديم القروض خلال فترة ازدهار الائتمان.

وأما صندوق النقد الدولي الذي تبلغ موارده 253 مليار دولار فسيسقط قريبا إذا انضمت دول أخرى إلى آيسلندا وهنغاريا وأوكرانيا في طلب الدعم والمساعدة المالية من المؤسسة الدولية.

المصدر: إيكونوميست


منقـــــول

سامى داود

Re: أوباما ومواجهة التحديات الاقتصادية أميركيا وعالميا

مشاركة بواسطة سامى داود » السبت نوفمبر 08, 2008 10:48 pm


للمزيد من المعلومات لامتاع القارىء واغناء الموضوع
وردت هذة المقالة بمجلة اكتوبرالمصرية فرأينا اضافتها
للمزيد من الثقافة والفائدة ومرفق رابط الموضوع .



أوباما: كواليس وكوابيس ..!!
صورة

«جـدة سـوداء.. وأم بيضاء.. وأب مسـلم.. جذور أفريقية.. وعقيدة مسيحية.. ومهاجـر رحال» لم يحظ رئيس أمريكى بهذا التنوع العرقى والحضارى والعقائدى الذى حظى به باراك حسين أوباما! هذا التنوع وتلك البساطة أعادت للولايات المتحدة أبرز مزاياها.. ألا وهى البوتقة التى تنصهر فيها كل الحضارات والثقافات.. بعد أن كانت أسيرة لليمين الأمريكى المتطرف على مدى ثمانى سنوات! الرئيس الأمريكى الجديد الطامح إلى التغيير سوف يدخل عش الدبابير.. وسوف يصطدم بصناع الشر.. فى واشنطن.. وخارجها!! سوف يواجه تركة ثقيلة من الخطايا «الجمهورية» وسوف يكون مكبلا بكوارث صنعها أسوأ رئيس فى التاريخ!
وفى خطابه القصير الذى اعترف فيه بالهزيمة أشار جون ماكين إلى حقيقة مهمة.. تتمثل فى الاعتراف بالظلم الذى وقع على بعض الأقليات فى الولايات المتحدة.. وهى إشارة إلى العرق الأسود الذى يمثله أوباما تحديدا.. حينما مارس الأجــداد المؤسسون للولايات المتحدة أشد أشكال الرق والعبودية ضد بنى البشر.. ومنهم أجداد أوباما الذين جلبوهم من أفريقيا قسرا.. وعنفا.. وقهرا.. وعاشوا أسود أيامهم تحت حكم البيض العنصريين. وكما يمثل أوباما نقطة تحول لتغيير هذا التاريخ الأسود.. فإنه يمثل بارقة أمل لكل الأقليات التى تعرضت للظلم والاضطهاد فى بلاد العم سام كما اعترف العنصرى الأبيض.. ماكين. بل إن انتخاب الشاب الأسمر اليافع يمثل محاولة للاعتراف بحق أصحاب الأرض الأصليين الهنود الحمر الذين قامت الولايات المتحدة على أنقاضهم.. وأشلائهم!
بوش دعّم أوباما!
بداية يجب أن نشير إلى أن الرئيس بوش كان العامل الأول الذى ساعد على فوز أوباما! هذه ليست نكتة.. ولكنها مفارقة واقعية حقيقية لا مفر منها! ولكن السؤال هو كيف دعّم بوش أوباما؟
** أولا.. بتركيبة شخصية ضعيفة وخاوية ومتناقضة وكلنا يشهد ويعلم كم من مرة أخطأ بوش وحاول هو ومساعدوه تبرير ذلك بأنها زلات لسان! ولكن زلات اللسان تكشف عن اللاشعور وتفضح هوية صاحبها.. لأنها توضح حقيقته فى لحظة تنفلت فيها المشاعر والأحقاد المكبوتة.. كما تحدث عن الحروب «الصليبية».
وتتضح أهمية هذا العامل فى انجاح أوباما.. عندما نقارن بين بوش وأوباما.. فالفارق كبير.. بين شخصية بسيطة ومتمكنة وواثقة ومفكرة.. وتستطيع اتخاذ القرارات الحاسمة والسريعة.. وبين شخصية ضعيفة ومترددة.. وسطحية العلم والمعالم! إن المقارنة بين باراك أوباما وجون ماكين واضحة أيضا فالعجوز الهرم.. ضيق الأفق والعنصرى الأبيض.. لم يستطع مواجهة شباب وحيوية أوباما ولم يكن ماكين ليستطيع مواجهة الأزمات الطاحنة التى خلفتها إدارة الجمهوريين وهو فى هذه السن.. وبهذه القدرات.
إذا.. فالعنصر الشخصى الحاسم.. ساهم فى نجاح أوباما.. وإسقاط ماكين. ومعه خليفته بوش.
** ثانيا.. السياسات الداخلية والخارجية الخاطئة لـ بوش كانت العامل الحيوى فى إنجاح أوباما.. ولعل أبرز هذه الخطايا الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى نشأت ونشبت وتصاعدت فى العهد الجمهورى غير الميمون! فقد انشغلت إدارة بوش بحروب صليبية وأوهام عنصرية.. عن القضايا الحقيقية والتحديات الخطيرة التى يعيشها المواطن الأمريكى. وكان من المفترض أن تراقب هذه الإدارة المشئومة الأسواق وتتابع حركة الاقتصاد.. وتضع الخطط المناسبة لمنع تطور هذه الأزمة وتصاعدها. ولكن وقعت الواقعة.. وفاجأت الإدارة المشغولة بإشعال النيران فى أنحاء العالم. بل إن هذه الإدارة دبرت وأعدت هذه الحروب قبل وصولها إلى السلطة باعتراف كبار الكتاب والساسة المقربين من بوش نفسه. كانت تخطط لضرب العراق مسبقا.. وافتعلت الأكاذيـب لتبرير خطة الغزو.. ودمرت بلادا وأبادت شعوبا بالكذب والتضليل والخداع. وهنا لا نبالغ عندما نقول إن جرائم بوش وإدارته تفوق ما فعله كل الإرهابيين على مدار التاريخ.. ولا وجه للمقارنة بينها وبين ما فعله صدام.. الذى أعدموه جزاء أخطائه.. فمن يعاقبهم جراء جرائمهم؟!
** ثالثا.. ساهم الرئيس الأمريكى الأعرج فى سنة الانتخابات فى إنجاح أوباما بتطرفه الأيديولوجى والحزبى. حتى بدا أن الولايات المتحدة أصبحت رهينة هذه الفئة المتطرفة المهووسة التى لا تمثل سوى شريحة محدودة داخل الحزب الجمهورى نفسه. وتحالف اليمين المسيحى المتطرف فى إدارة بوش مع اليهود الصهاينة لضرب كل أعداء إسرائيل وتأمين الساحة أمامها.. بكل الوسائل.. عسكريا واقتصاديا وقانونيا. ومن الغريب أن صُنّاع الشر الساقطين كانوا يجتمعون داخل البيت الأبيض لتلاوة الأشعار والكتب المتطرفة يوميا قبل بدء النشاط الرسمى! وكأن البيت الأبيض قد تحول إلى وكر أسود!
حدود التغيير
وإذا كانت هذه هى بعض العوامل التى ساعدت أوباما على الانتصار فيجب ألا نفرط فى التفاؤل.. فى أن الساكن الأسود للبيت الأبيض يملك عصا سحرية يستطيع بها فعل المعجزات! بل لا نبالغ إذا قلنا إن أوباما سوف يدخل وكر الشياطين.. وسوف يصطدم بالقوى الخفية التى تحكم وتتحكم فى صناعة القرار الأمريكى.. من وراء الكواليس. وإذا كان بوش واجهة طيِّعة وسيئة أيضا لهذه القوى الخفية.. فإن أوباما يختلف كثيرا.. فهو صاحب قيم ومبادئ ورأى ورؤية وتوجه أيديولوجى.. يدعو إلى التغيير والتطوير.
ولكن هناك حدوداً للتغيير المأمول من الفتى الأسمر أوباما:
** هناك التزام بالأسس الحضارية والثقافية للولايات المتحدة.. هذه الأسس يؤمن بها أوباما نفسه.. باعتباره أمريكيا مسيحيا يعبر عن كل الأمريكيين.. بكافة انتماءاتهم وتناقضاتهم ويجب ألا نفرط فى التفاؤل بأن باراك «حسين» أوباما ذا الجذور الإسلامية سوف يقلب الولايات المتحدة رأسا على عقب لمصلحة قوى إسلامية أو عربية.. ولو بعد سنوات طويلة! إن الالتزامات الحضارية والثقافية والعقائدية الأمريكية تفرض على أوباما قيودا وحدودا لا يتعداها.. كما أن الواقعية والقراءة الموضوعية لجوهر التغيير الأمريكى تفرض علينا أن نضع حدودا لتفاؤلنا.. وسقفا لآمالنا!
** المصالح الاستراتيجية الأمريكية تفرض على أوباما التزامات لا يستطيع الفكاك منها أو التراجع عنها فنحن نعيش فى عالم المصالح المتبادلة.. بل إن أمريكا تضع مصلحتها فوق مصلحة الجميع.. هكذا فعل كل الرؤساء الأمريكيين وهكذا سوف يفعل أوباما. وإذا كانت مصلحة أوباما فى الحفاظ على علاقات جيدة مع الصين أو إسرائيل.. أو غيرهما فإنه سوف يفعل ذلك دون تردد.
وفى عالم المال والأعمال والاقتصاد والحسابات المعقدة يجب أن يكون القائد والحاكم بارعا ومتمكنا فى إدارة شئون بلاده وأن يسعى لتقليل الخسائر. وتعظيم المكاسب بأقصى استطاعته.
** هناك التزام بالتحالف والمعاهدات بين الولايات المتحدة وكافة الأطراف الإقليمية والدولية. هذا قيد آخر يفرض حدودا للتفاؤل بالتغيير. فلا يمكن على سبيل المثال الانفلات من الارتباط بحلف الناتو الذى أصبح الذراع العسكرية للغرب.. بل المؤسسة العسكرية الوحيدة المتحركة والفاعلة بقيادة وهيمنة أمريكية واضحة. قد يقوم أوباما بتعديل تكتيكى مثل تغيير نمط ومجال الدرع الصاروخية الأمريكية فى أوروبا.. ولكن سيظل ملتزما بمعاهدات واتفاقات الناتو.. بكل حذافيرها.
** سوف نرى بعض التعديلات «التكتيكية» وليست الاستراتيجية إزاء بعض القضايا مثل أفغانستان والعراق وفلسطين.. ولكن أوباما لن يقود ثورة شاملة لتصحيح كل خطايا الإدارة السابقة.. دفعة واحدة. فالتغيير المأمول يجب أن يكون تدريجيا ومقبولا من كل القوى الفاعلة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة غربية أيضا.
** ربما يسعى أوباما إلى توسيع دائرة المشاركة الدولية. وتعديل طبيعة الدور الأمريكى.. من الهيمنة السافرة المطلقة.. إلى تحقيق نوع من المشاركة والشراكة الدولية بهدف تخفيف الأعباء عن أكتاف العم سام الذى أنهكته الأزمة المالية والحروب الإرهابية. أى أن التغيير سوف يستهدف فى نهاية المطاف مصلحة المواطن الأمريكى وتوزيع الأعباء على الشركاء الخارجيين.. حتى يستطيع هذا المواطن إيجاد فرص عمل ورعاية صحية أفضل.. وحتى لا يستمر الأبناء فى حروب لا نهائية ولا منطقية.. إلى الأبد!
** دولة المؤسسات فى الولايات المتحدة.. سوف تفرض على الرئيس الجديد التزامات أخرى .. لا يستطيع تجاوزها بنص الدستور والقوانين المعمول بها. ورغم سيطرة الجمهوريين المطلقة على الكونجرس «بمجلسيه الشيوخ والنواب» فإن أوباما لا يستطيع اتخاذ قرارات مصيرية- سلما أو حربا- دون الرجوع إلى الكونجرس.. والحصول على موافقته. ويجب أن ندرك أن الفواصل بين الجمهوريين والديموقراطيين ليست شاسعة للدرجة التى تتناقض مع المصالح الحيوية والاستراتيجية للولايات المتحدة.
** كاريزما أوباما.. أو «أوباما مانيا» أى الولع بـ أوباما.. من الوسائل التى سوف تسهل له مهمة السعى نحو التغيير المنشود.. فهو يحظى بشخصية بسيطة ورؤية متجددة وفكر ثاقب وعلاقات ممتازة وجاذبية بارزة. كل هذا سوف يمنح أوباما القدرة على إحداث التغيير.. ولكنه سوف يصطدم فى ذات الوقت بدعاة الجمود والركود.. بكل أنواعه!
** اعتراف أوباما بأنه «ستكون هناك انتكاسات وبدايات خاطئة.. وهناك الكثيرون ممن لن يوافقوا على كل قرار اتخذه أو أية سياسة اتخذها كرئيس» هذه العبارة التى أطلقها أوباما فى خطاب النصر.. تشير إلى ادراكه لحجم التحديات والعوائق التى تنتظر أول رئيس أسود فى دهاليز البيت الأبيض! ولا يعود هذا فقط إلى القوى الخفية التى سوف تلعب ضده.. ولكن لضخامة التركة التى تركها بوش.
وقد أضاف أوباما فى خطابه: إن الطريق أمامنا سيكون طويلا.. وسيكون صعودنا صعبا وربما لا نصل إلى هناك خلال عام واحد.. أو حتى خلال فترة رئاسية! هذه العبارة لا تعنى أنه يخطط لدورة رئاسية ثانية.. تشير مرة أخرى إلى حجم الكوارث التى خلفتها الإدارة الجمهورية للشعب الأمريكى وللعالم بأسره على مدى ثمانى سنوات.
** إذا كان أوباما يعلم بعضا من خفايا كواليس واشنطن فإن القاعدة الأساسية التى يعتمد عليها والتى فاز بواسطتها بالرئاسة تتمثل فى الحدائق الخلفية وفى القرى الصغيرة والنائية.. فى هؤلاء البسطاء الذين دعموه وساندوه حتى تحقق الحلم الأبيض.. على يدى رجل أسود. لقد تحدث أوباما عن أبناء شعبه عن الأمريكيين الذين يعيشون فى صحراء العراق وجبال أفغانستان و»يخاطرون بحياتهم من أجلنا».. تحدث عن الأبناء والأمهات الذين يسهرون طوال الليل ويفكرون كيف سيدفعون أقساط الرهن العقارى وفواتير الأطباء ومصاريف المدارس والجامعة!
هذه اللغة المباشرة التى تحدث بها أوباما هى من أسباب تفوقه.. وانتصاره على خصمه. وانتشاره فى أنحاء الولايات المتحدة.. بل فى أنحاء العالم أيضا. هذه هى إحدى أسرار نجاح باراك حسين أوباما.
** قـــــــال أوباما فى خطاب النصـــــر: «لا يمكن أن تكون لدينا سوق مالية منتعشة فى وول ستريت بينما يعانى الناس فى هذه البلاد يجب أن نصعد ونهبط كأمة واحدة» هذه الإشارة تكشف عن رؤية أوباما لمعالجة الأزمة المالية. وعن فلسفة اقتصادية اجتماعية راقية تفرض المساواة بين مختلف شرائح الشعب.. فلا يصح أن يرتفع رجال المال والأعمال والساسة الكبار.. بينما يتضور البسطاء والبؤساء جوعا.. وفقرا.
** فى خطابه أشار أوباما إلى «أن القوة الحقيقية لشعبنا لا تأتى من قوتنا وأسلحتنا ومقدار ثروتنا ولكن من القوة الدائمة لمبادئنا هذه الكلمات ربما تحمل تغييرا فى رؤية أوباما للمشاركة فى تغيير العالم.. بالفكر والمبادئ.. وليس بالحرب والتدمير وقوة السلاح. هذا هو رأيه.. وتلك هى رؤيته.. ولكنه سوف يصطدم بكل تأكيد بـ لوبى السلاح والنفط والمافيا بكل أنواعها.. وتخصصاتها.. فهؤلاء لا يعيشون إلا فى مستنقعات الأزمات وآبار الصراعات التى لا تنتهى.
***
تحدث أوباما عن امرأة عمرها 106 أعوام أدلت بصوتها فى أتلانتا.. بعد أن وقفت فى الطابور الطويل. وقد ولدت هذه المرأة «نيكسون كوبر» بعد جيل واحد من انتهاء العبودية.. عندما لم تكن تستطيع التصويت فى الانتخابات.. لأنها امرأة ولأنها سوداء! ولكن كوبر أدلت بصوتها بعد 106 أعوام. وأدركت أن أمريكا يمكن أن تتغير!


http://www.octobermag.com/issues/1672/artDetail.asp?

أضف رد جديد