القيم الروحية والقيم المادية...بقلم: اسحق قومي

لطرح ومناقشة كافة المواضيع الثقافية
أضف رد جديد
اسحق قومي
قنشريني فعال
مشاركات: 116
اشترك في: الأحد يناير 18, 2009 10:43 am
مكان: ألمانيا
اتصال:

القيم الروحية والقيم المادية...بقلم: اسحق قومي

مشاركة بواسطة اسحق قومي » الاثنين يناير 19, 2009 8:17 pm


10
القيم الروحية والقيم المادية
ما معنى القيم؟! من يضعها؟! ولماذا وجدت في المجتمعْ؟! ما الفكر؟! مالروح، الجسدْ، المادة، العالمْ، الوجود؟ هذه أسئلة لابدَّ أنْ تمرَّ في ذهن أيٍّ منّا.ومن هذا المنطلق نسأل مرةً ثانيةً.ما هي القيم الروحية.وما هي القيم المادية؟!
إنَّ نشوء القيم الروحية، أو القيم المادية.يتبعُ كنتيجةٍ منطقيةٍ لمجموعة العلاقات الاجتماعية والإنسانية،وتؤثر هذه القيم أو تلك.في حياة المجتمع،قد تطول أو تقصر.تبعاً لقدرة الواحدة منها في التأثير وتخديم الحياة الإنسانية،وهذه القيم حاصلة بالضرورة من خلال مجموع التطورات التي تصيب المجتمع وحركته،وتأثير التطور والتقدم الكمي والكيفي للفكر والعمل الإنساني.والمجتمع يسعى دوماً من خلال عملية التغيير وبشكل غير مقصود.إلى إزالة القيم غير الصالحة والتي لا تتمشى مع تلك المرحلة أو هذه التي يعيشها المجتمع الإنساني،فنرى مجتمعاً قدْ يُعطي الأولوية لقيمةٍ روحيةٍ ،وإنْ كان يعترف ضمناً. بأنَّ القيم المادية لا يستطيعُ التخلص من آثارها أو هي ضرورة من ضرورات الحياة الإنسانية،وإذا غلبَّ ذاك المجتمعْ .القيم الروحية.نرى الاتجاه العام في ذاك المجتمعْ يسيرُ إلى بناء القيم المعممة،وإذا أراد أيَُّ فردٍ أن يشير إلى إيجابيات القيم غير المتعامل بها.نجد أنَّ المجتمع يُعاقب ذاك الفرد بالعديد من الاتهامات، وقد تصل إلى تكفيره.خاصةً إذا كانت رؤيته النقدية تنصب حول القيم الروحية.وقد رأينا ذلك في جميع مراحل المجتمع الذي عبد الآلهة قبل أن يتوصل إلى عبادة الله،وأما في الجانب السياسي الاقتصادي.فنجد حالة التكفير والعقاب والتجريم .تتم من خلال اعتناق العديد من أبناء الوطن العربي.لمبادىء سياسية ومذاهب اقتصادية.تراوحت بين الشيوعية والليبرالية الاقتصادية.
وتلك الاتجاهات التي أصابت مجتمعاتنا.كانت مخاضاً نتج عن الاحتقان الذي دام أكثر من ألف عام في الشخصية العربية خاصة.والمتمثل في الاتجاه الواحد للرؤية الفكرية الروحية،والذي لاقى مناهضة الفكر العلمي والتطور الذي حصل في الحياة العلمية والواقعية والسياسية والروحية،
أما مسألة القيم المادية،فلها جذورها البعيدة والأصول المديدة .وقدمها قدم الحياة،وهي ضرورية.وقد نشأت عبر عملية العمل.وهي نشاط إيجابي.إذْ أنها هي التي خلقت في الماضي التواصل الروحي بين الإنسان وأخيه الإنسان،فإذا نظرنا إلى الأسرة التي هي نواة المجتمعْ، فقد تأثرت وأثرت في النمو العقلي والمعرفي واللغوي للإنسان من خلال التأثير المادي لعملية العمل،.
وأساس القيم الروحية والمادية.وجميع المذاهب الفلسفية والاقتصادية وغيرها تابعٌ لمدى تطور الفكر واللغة،وكما هو معروف أن اللغة والفكر توأمان،وقد نمت اللغة مع نمو ونشوء عناصر الحياة والعمل الإنساني.وعبر جميع جوانب تلك الحياة.وقد توصل الإنسان إلى اختراع اللغة من خلال الحاجة المادية أولاً ومن خلال وجود العمل.ثانياً،والذي انبثق كضرورة حياتية للعيش والحفاظ على مجموعة المهارات الحسية والحركية والفكرية في جوهر عملية العمل،حيث عبر عملية العمل.كان من الضروري إيجاد قاسم مشترك للتفاهم بين المتفاعلين في العملية الحياتية،حيث نشأت اللغة مع العمل.ولا نريد أن نقولْ أنَّ القيم الروحية هي اللغة،وإنما اللغة هي إحدى القوى النفسية والعقلية التي تنشأ عبر عملية العمل وآلياته المختلفة.ومدى ما تنتجه عملية العمل من توفيرٍ لسد الحاجات البشرية،إنَّ العقل والنفس والعمل كنشاط وفعالية.أنتج القيم المادية والروحية،والترابط بينهما عضوي لاميكانيكي،يرجع هذا إلى أنَّ الإنسان مكون من جسد(مادة).ومن روح، ونفس، وعقل وأعصاب،وعبر نشاطه وتجاربه وعدد المثيرات الخارجية التي يتلقاها الإنسان، تتجسد القيم في سلوكه الحسي الحركي أو اللفظي. أو الانفعالي، أو الوجداني،ويحافظ المجتمع على ديمومته من خلال حفاظه على قيمه الروحية والمادية،عبر التواصل المعرفي الذي تقوم به التربية العامة في المجتمع.فالمجتمع لا يموت وإن مات أفراده،أما إذا أردنا أن نعرف القيم الروحية:فنقول: أنها المعين الذي لا ينضب من التراث الاجتماعي.والذي يفعل فعلته في خلق مناخٍ إيجابي للعلاقات الاجتماعية كافة،إنَّ اللغة والعادات والتقاليد والأنظمة والقوانين الوضعية وغيرها.أضف إلى ذلك العملية التربوية،ضرورية بالنسبة للمجتمع البشري بشكل عام.ولأفراده بشكل خاص،وكل هذا المعين يؤلف قيماً روحيةً تعيش في المجتمع ومن أجله،والوظيفة التي تضطلع بها التربية الاجتماعية في إحدى غاياتها ،هي استمرار المجتمع من خلال تراثه وقيمه.ولايفوتنا ما لهذا التراث من تأثير على جوانب النشاط والفعالية الإنسانية.عبر موضوع العمل الإنساني،نرى هنا وكأنَّ من يتحكم بقوانين العمل ليس فقط الجانب المادي من القيم وإنما الجانب الروحي أيضاً،وقد أكدت مسيرة الحياة التاريخية للبشرية،بالحفاظ على القيم بنوعيها،ولو بحثنا في الأديان قبل السماوية .أي الفكر الديني والمادي في سومر وأكاد وبابل وأشور وتشريعات حمورابي وما سبقها، نجد التأكيد على تلازم القيم الروحية والمادية،والأسطورة كحالة متقدمة للنتاج الفكري الروحي والمادي عند الإنسان في الشرق .ففي بلاد مابين النهرين كان الفكر قد توصل عبر الزمن والتجربة.إلى درجةٍ من الوعي القادر على إنتاج قيم علمية في جميع الميادين.(فلك وطب وهندسة ورياضيات وفيزياء وكيمياء وقانون ولغة مكتوبة وغيرها والتي كانت نتاج وجود عقلية تجريدية ،والدالة على تمتع شعب بلاد مابين النهرين .على إنتاج قيم فكرية خالدة ،ففي وثائق القانون عند حمورابي، نجد أنه حدد جميع العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والخلقية والزراعية والتجارية.
وهذه هي ملحمة جلجامش التي ستظل نبراساً حياً على سعي الإنسان للخلود .لأنَّ إنسان تلك المنطقة شكل فكره مجموعة معضلات في العالم والوجود والعدم والكون والطبيعة والحياة والموت إنَّ جلجامش الذي استوعب فكرة الفناء(كل إنسان فانٍ عاجلاً أم آجلاً ) يريد أن يترجمها عبر بحثه الدائم على عشبة الحياة الدائمة.فجلجامش رمز لفكر متطور.يُفصح عن هوية تفكيره وقدرته على استهلاك العالم معرفياً،وهنا نرد على ما قاله السيد جاك شارون صاحب كتاب الموت في الفكر الغربي ، الذي نشره المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت(عالم المعرفة)والذي يقول أنَّ الإنسان لم يتوصل إلى فكرة الموت إلاَّ متأخراً ،لكن ملحمة جلجامش وغيرها تؤكد عكس هذا القول:حتى أننا نشاهد الأسئلة تلك المتعلقة بالعالم الماورائي الميتافيزيقي في تلك الأساطير.بحيث نستطيع القول أن الفكر الفلسفي كان أول ما كان لشعب بلاد مابين النهرين قبل أن ينتقل إلى اليونان عبر بلاد مصر،وأنَّ الأفكار الفلسفية التي تشكل سدى الأساطير البيت نهرية ولحمتها.تمهد للفكر الديني فيما بعد،وهي دليلٌ على وجود إنسان راقٍ في نظرته العلمية والفكرية والنضوج في الاستقراء والاستنتاج والتجربة،بالإضافة إلى بلاد مابين النهرين نجد في الساحل السوري (فينيقية) وبلاد مصر،واليونان والهند ،حالات تقترب مما وجد في بلاد مابين النهرين وأن كنا نؤكد على أسبقية الفكر في بلاد الرافدين عنه في تلك البلاد التي سبق ذكرها،وجاءت الأديان السماوية لتحافظ على هذا التوازي والتوازن بين القيمتين الروحية والمادية، فنجد الديانة اليهودية تؤكد ذلك من خلال النظم والتشريعات التي جاءت في العهد القديم(التثنية،ولاويين).واليهودية تؤكد قبل تأثرها بالديانات الفينيقية والكنعانية والمصرية .بأن على الإنسان أن يلتذ بحياته ويستمتع استمتاعاً مادياً بخيرات الدنيا، واستمتاعاً معنوياً بعبادة الله وذكره.خاصة أنه بالموت سينقطع عن ذكر ربه، ونجد في المسيحية رغم أنَّ الكثيرين يعتبرونها مثالية.إلاَّ أنها تؤكد على التوازي بين الجانبين(الروحي والمادي).ونجد السيد المسيح في العديد من أمثاله وأعماله يستخدم أو يُسبق الدنيوي قبل الإلهي.مثال: أعطوا مال قيصر لقيصر ومال لله لله، واستخدامهُ ثلاثة أرغفة وسمكتان من أجل إطعام الآلاف ،واستخدام الطين لشفاء عيون عمياء.وما أمثالهُ حول الرداء،من له ثوبان …اقرعوا يُفتح لكم….مثالهُ عن الذي يريد أن يبني فإنه يحسب النفقة(التكلفة)…رغم أنه قال: مملكتي ليست من هذا العالم.هنا أراد التأكيد على أن هدف مجيئه هو الخلاص.وأنه فعلاً جاء من السماء(عن طريق التجسد).ثمَّ أن المسيحية لا ترفض دور المادي حيث أن تجسد السيد يسوع المسيح .أكبر دلالة على أهمية الجانب المادي حين يتلازم مع الجانب الروحي.وأما الإسلام فقد أكد على هذا التوازن أيضاً حين يقول.أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا.وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا.وفي تشريعاته التي استنسخها من التشريعات اليهودية نجد التأكيد على الجانبين.أما الآن في القرن الواحد والعشرين وفي مطلعهِ.ونحن أمام تقدم هائل في جميع مناحي العلوم،نذكر بعضاً من ذاك التقدم.مثال: الاستنساخ(الحيواني والإنساني).هذا العلم الذي أدرك سر الجينات الوراثية.والذي بقدرته خلق كائن حيواني خالٍ من جميع الأمراض.وله صفات معينة.وكذلك في الجانب الإنساني.حيث ثارت ثائرة العالم حول هذا الاكتشاف والاختراع.وكننا نؤكد على أن الاستنساخ سيتطور والعلوم ستتقدم بحيث نتوقع أن يأتي منتصف هذا القرن ويكون قد حدث أن يعيش الإنسان إلى الأبد.إلاَّ إذا تعرض لحادث سيرٍ أو عداه.أما في جانب الصحون الطائرة والعوالم الثانية.واكتشاف مجراتٍ وعوالم أخرى.وعن الإنسان الذي يأتي من تلك المجرات .فكل هذا غير وسيغير من القيم الروحية أولاً .وسوف يُحاول الإنسان التأقلم مع القيم الجديدة شيئاً فشيئاً…سيكون تغير في جميع القيم.ولكن أعنف تغيير سيكون حيث المجتمع المتمسك بالقيم الروحية رغم أنه لا يُطبق ولا يراعي أهميتها.في ذاك المجتمع سيكون التصدع الأكبر من خلال ما يقدمه التطور العلمي والتكنولوجي عن الإنسان والعالم الأخر.يبقى أن نقول: مادام الإنسان سيبقى مكوناً من جسد وروح ونفس وعقل وإرادة.وقوى إبداعية وغريزية.سيكون هناك استمرار لهاتين القيمتين.ولكن قد يختلف استخدامهما أو لنقل فعالية القيم الروحية والقيم المادية.مثالنا على ذلك( الحب.فهل الحب اليوم هو نفسه كما كان في البيئة الصحراوية أو البيئة الريفية سابقاً؟!.بالتأكيد نقول: كلا.). الحزن .فهل الحزن على الميت اليوم كما كان سابقاً. كلا…إذن سيصيب جميع القيم ذاك الفتور وربما ستغيب عند أغلب الناس.حيث يتحولون إلى كائناتٍ أخرى تخلق لها قيمها التي تجدها مجديةً .فمن قال لك أن القيم التي نعيشها اليوم ليست كما عاشها من قبل الجد الثالث لنا.ولكن لابدَّ من وجود قيمٍ يعيشها الإنسان.وهو الذي يكونها من خلال متطلبات المجتمع الإنساني.
فقيمة القيم هي أن تخلق عملية فائدة يستخدمها المجتمع وتخدمهُ.وتنهض به نحو التقدم والازدهار. ولكن تلازم مفهومي القيم الروحية والمادية.سيبقى إلى الأبد لأنَّ الحياة مكونة من المادة والروح.فهذا التلازم تلازمٌ عضوي لاميكانيكي،وإذا أردنا أن نُنهي هذا البحث لقلنا.لكل مجتمعٍ قيمه التي يخلقها عبر عملية حياتية قد تطول لآلاف السنين.واختلاف نسبية القيم واردٌ جداً حيث نؤكد على قول الفيلسوف الفرنسي.حين قال: الحقيقة ما قبل جبال البيرينيه.هي خطأ لما بعدها.

اسحق قومي


أمريكا.نيوجرسي.لوداي.
1989م
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
Sam1541@hotmail.com
ليَّ مملكةٌ واسعةُ الأرجاءِ أسميتها الحبّ والنهار سيجمعُ البشر
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
sam1541@hotmail.com

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: القيم الروحية والقيم المادية...بقلم: اسحق قومي

مشاركة بواسطة ashor » الاثنين يناير 19, 2009 9:00 pm

+++

الاستاذ الفاضل اسحق قومي

تحية وتقدير

كل من يقرأ هذه السطور الرائعة يدرك ان من قام بكتابتها هو انسان اختبر الحياة من كل
جوانبها وتوصل الى السر الذي يمكن من خلاله تقييم الانسان بصورته التي ارادها له الله ..

اعتقد استاذي ان هناك اختلاف كبير بين القيم الروحية والقيم المادية فكثيرون من الناس يتوجهون الى الاعتقاد ان المحرك الوحيد لتلبية احتياجات الانسان هي القيم المادية ..
وكذلك نرى الكثيرون يعتقدون العكس ويتوجهون الى الاعتقاد ان المحرك الوحيد لتلبية
احتياجات الانسان هي القيم الروحية ..

فإذا اعتقدنا ان المادة بحسب ماركس هي المحرك الوحيد للتاريخ وللأنسانية لأنها تلبي كل احتياجات الإنسان فإن القيم الروحية إذا إستطاعت تلبية تلك الحاجات المعنوية والمادية فإنها تصبح قادرة على تحريك التاريخ أكثر من المادة نفسها , هذا إذا لم تكن فعلا أحد محركات التاريخ الأساسية في الإنسان .
لذلك نرى ان مزيد من الشره للتملك والأفتراس والأنانية والأحتكار والأستغلال والسيطرة والظلم , وهي أمور تبرز بشكل أو بآخر من خلال القيم المادية ..

لذلك نرى ان المشكلة القائمة لا تتبع القيم المادية فقط هناك دائماً عندنا فئتان من الناس فئة أخذت بالقيم الروحية وأضاعت القيم المادية. وفئة أخرى أخذت بالقيم المادية وأضاعت القيم الروحية, وكان هناك تنافراً بين القيمتين.. وكلا الموقفين غلو وتطرف.. والمطلوب أن نأخذ بالقيميتين معاً ونستفيد من التجربتين . فإذا اعتبرنا ان الإنسان هو محرك التاريخ وهذه حقيقة واقعة – فإن علاجنا حينها يجب ان ينصب على الإنسان , وبذلك نكون قد بدأنا في العلاج الصحيح لتكوين الشخصية الانسانية المثالية وإذا كانت القيم المادية هي المحرك الوحيد للإنسان فحينها فلا بد من التدخل لمنع الكارثة وايجاد السبل الصحيحة والكفيلة لمواجهة عنفوانها بالأنماء الروحي والأخلاقي للبشر. واعتقد اننا لا يمكننا عن الاستغناء عن كلاهما ..
فهما سيظلان المحرك الاساسي لتطور الانسان في كل العصور ..

تقبل تحياتي الحارة استاذي الكبير اسحق قومي

آشور
.....
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

اسحق قومي
قنشريني فعال
مشاركات: 116
اشترك في: الأحد يناير 18, 2009 10:43 am
مكان: ألمانيا
اتصال:

Re: القيم الروحية والقيم المادية...بقلم: اسحق قومي

مشاركة بواسطة اسحق قومي » الاثنين يناير 19, 2009 10:18 pm

:Hello1l: الحبيب أشور
أولاً أُحييك وهذا ماكنتُ أتوقعهُ أن تُقرأ مقالتي كما قرأتها أنت وأرى من خلال كتابتكم وردكم أنكم تستحقون التقدير ولاحترام .. وأما ماركس وأنجلس وكتاب رأس المال والمادية التاريخية والديالكتيكية وغيرها من كُتبٍ تخص العلوم السياسية والاقتصادية والوجودية فصدقني منذ السبعينات من القرن العشرين هضمناها وهي من الضرورة بمكانٍ لأي باحث في أي مفصلٍ كان.....لكن أريد أن أسجل هنا أعتزازي بك....لله درك يا أيها الحبيب أشور.أنظر فنحن في توافق على أهمية تلازم القيمتين بغض النظر عن كيف يتم تجيير إحداها على الأخرى تبعاً للظروف التي تلعب دورها وأريدك أن تنظر فيما جاء في نهاية المقال كرأينا في تلازمهما... جاء في نهاية المقال مايلي:
(ولكن تلازم مفهومي القيم الروحية والمادية.سيبقى إلى الأبد لأنَّ الحياة مكونة من المادة والروح.فهذا التلازم تلازمٌ عضوي لاميكانيكي).
مع مودتي لك دمت متألقاً
أخوكم اسحق قومي
ألمانيا19/1/2009م
ليَّ مملكةٌ واسعةُ الأرجاءِ أسميتها الحبّ والنهار سيجمعُ البشر
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
sam1541@hotmail.com

A.khoury
قنشريني مميز
مشاركات: 599
اشترك في: الأربعاء فبراير 20, 2008 1:22 pm

Re: القيم الروحية والقيم المادية...بقلم: اسحق قومي

مشاركة بواسطة A.khoury » الخميس يناير 22, 2009 10:25 pm

أستاذ اسحق المحترم ...
شكرا على ماكتبت رغم ...انه موضوع قابل للأخذ والرد قليلا ...
لكن اسمح لي برأي متواضع ...
أعتقد أن الروح سابقة للمادة ...ولا أعتقد بتضافر الإثنين لتحريك التاريخ ...
..إن ما يحرك التاريخ و القيم وكل ما تفضلت به هو تدرج روحي ...ونضوج على نار هادئة للذات الإنسانية لا إعتمادا على القوانين و حركة المجتمع أساسا ...أو سدا لإحتياجات أي مجتمع فقط..
أعتقد أن ثمة لحظة تاريخية ..روحية تتمثل لنا بظهور أشخاص غيرو
من نظرتنا للعالم ...و رؤيتنا لمصائرنا و أسئلتنا الوجودية و الروحية على السواء ..أعتقد بوجود تدّخل إلهي ما في هذا..
أعتقد بوجود ...ضرورة تاريخية وروحية وأخلاقية لظهور هؤلاء ..في تاريخنا الإنساني ..ولكن ضرورة روحية عليا والمثال الأكثر نصاعة على ذلك هو شخص السيد المسيح ...
ما أقصده هو إن أي نشاط إنساني هو انعكاس إلهيّ..ماورائي..
..كل فعل إنساني هو محاولة للإرتقاء لما هو سماوي ..
وهنا يحضرني قول لنيكوس كازانتزاكيس ..
(لقد سلمنا اللّه المادة ووثق بنا ..لكي نحولها إلى روح)..في الأول كانت الروح ..و إليها المنتهى ..أما لماذا ..هذا ما ستكتشفه المسيرة البشرية لنا على الأرض ,هذا ما يأخذنا إليه حنيننا الروحي إلى كل ما هو أبعد و أسمى ..خلف ما تراه أعيننا ..و خلف غاشية الوجود ...
....أعتقد هذا هو المعنى الأبعد الذي عناه السيد المسيح حين حدثتا عن ملكوت السموات ..و عن (إذهب إلى العمق )لما خاطب بطرس ..أو (منذ البدء أنا كائن)..
أعرف أن الأمر شاسع الحضور في أذهاننا و نفوسنا ...ولا يحاط بسطور ..لكن هذا هو رأي باختصار و تواضع ..
أشكرك و ليكن ظلّ يسوع معك إلى الأبد ....آمين .

أضف رد جديد