منذ حوالي 110 سنوات
منذ حوالي 110 سنوات
منذ حوالي 110 سنوات كتب فريدريك إنجلز التالي:
" احتاجت الطبيعة إلى ملايين السنين كي تقدم إلى هذه الدنيا بشراً واعيين ،
و لكن هؤلاء البشر الواعيين يحتاجون إلى آلاف السنين كي يتعاملوا بوعي مع بعضهم البعض . . . "
في ذلك الوقت كان صوت إنجلز كمن يصرخ في البرية . .
أما الآن فقد انضمت إليه أصوات كثيرة شعرت بالحاجة الملحة لتنمية الوعي بطريقة تجعل البشر يتحلون ليس بوعي ذاتي فحسب ، و إنما أيضاً بوعي للمحيط الإجتماعي الذي يعيشون فيه.
الكاتب البريطاني إدوارد بوند هو أحد هذه الأصوات التي تعنى بمصير البشرية و تصرخ من أجل الوعي الإنساني، و هو يحاول أن يقدم علاجاً لما سماه بالمرض البشري الذي يهدم المجتمعات ؛ ألا و هو "العـنـف"
بعد تشخيصه لهذا المرض ، يقول بوند أن ميكانيكية العنف تندرج تحت القاعدة التالية:
" أنا أهددك ، و أنت تهددني "
و بناءً على ذلك فإن ميكانيكة العنف هذه سوف تستمر طالما أن الرد على العنف يكون باستخدام العنف نفسه
بوند هنا ، يصل إلى نتيجة مفادها أنه من الخطأ محاربة العنف باستخدام العنف ، لأن هذا ليس إلا تعزيزا لآلية العنف و ليس علاجاً لها.
و لكن ما العلاج الذي يقدمه بوند ؟
بوند يقول أن آلية العنف هي آلية الإنسان البدائي الذي يجهل كـنه التعامل الحضاري
أي أن هذا الإنسان البدائي العنيف لا يعرف مجرد التحدث بوعي و إدراك مع الآخرين و بالتالي لا يفهم الآخرين
و لذا فإن العلاج و الحل لهذه المشكلة هو تنمية الوعي و إحداث تغيير نوعي و إيجابي في أسلوب علاقاتنا البشرية
أما المقصود بالعنف هنا ، فهو العنف بكافة أشكاله: أي ليس فقط العنف الجسدي أو العنف المتمثل بالحروب ، و جرائم القتل ، و الضرب و . . و . .
و إنما يشمل أيضاً العنف المعنوي
كيف يكون ذلك؟
العنف المعنوي قد يتجسد بدكتاتورية الرأي مثلاً . . سواءً داخل الأسرة أو بين الأصدقاء أو على مستوى مجتمع بأكمله، أي أنه يتجسد في أي اتصال بشري كان
العنف المعنوي قد يتجسد في إذلال الآخرين و إخضاعهم لقيم معينة و قمع حريتهم
قد يتجسد في ممارسة نوع معين من التأثير على عقول الناس بما يجعلهم يتصرفون بغريزة القطيع؛ أي يصبحوا غير قادرين على أن يكونوا أنفسهم
إذاً ، ما هي الطريقة المثلى كي يفهم البشر بعضهم البعض ، أو كي يتقـبّـل كل منهم الآخر من دون اللجوء إلى الأساليب العنيفة؟
إننا غالباً ما نستطيع إدراك و رؤية ذلك الوحش العنيف الذي يحاول إخضاعنا
و لكننا أحياناً ننسى الوحش الآخر القابع في نفوسنا. .
-------------------------------------
هل تتفق مع إدوارد بوند بأن الغاية أو الحاجة الأولية هي تنمية الوعي بطريقة تجعلنا نتقبل الآخرين، و نتعاطى بشكل إيجابي و غير استلابي في علاقاتنا الإجتماعية؟
أم أنها مجرد فكرة طوباوية كسابقاتها ممن علق الغبار عليها !
و إذا كانت هذه الفكرة عسيرة التحقق ، ما الحل إذاً؟
هل نستسلم لذلك الإنسان البدائي في داخلنا ؟
أم نحاول إيجاد مؤسسات لحماية البشر من عنف البشر أنفسهم؟
Re: منذ حوالي 110 سنوات
+++
ان غريزة العنف هي متأصلة في الانسان منذ نشأته
ولكن ربما التطور هو كفيل في ازالة مثل هذه التطبيقات من حياتنا
موضوع فلسفي جميل اخي سقراط شكراً لك
....
ان غريزة العنف هي متأصلة في الانسان منذ نشأته
ولكن ربما التطور هو كفيل في ازالة مثل هذه التطبيقات من حياتنا
موضوع فلسفي جميل اخي سقراط شكراً لك
....
هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة
*************************
- الملاك الابيض
- قنشريني هام
- مشاركات: 854
- اشترك في: الاثنين سبتمبر 25, 2006 6:27 pm
Re: منذ حوالي 110 سنوات
موضوع جميل اخ سقراط وانا مع الاخ اشور بأنه ربما التطور هو كفيل في ازالة مثل هذه التطبيقات ولكن ربما يلزمنا الكثير والكثير لنصل لهذا التطور الذي ربما يلغي انواع العنف وبراي اهمها هو العنف المنزلي لاننا يجب بالبداية انو نواجه العنف الذي بداخلنا وبداخل منازلنا ومع اسرتنا واطفالنا , لكي نستطيع بعدها التعامل مع الاخرين بطرق حضارية خالية من اساليب العنف سواء بالافكار العنيفة او بالمعاملة وهكذا نستطيع ان نتقبل الاخرين ووجهات نظرهم واسلوبهم وطرق حياتهم ومعيشتهم بطرق حضارية ومتفهمة ....
شكرا لطرحك الموضوع
محبتي
شكرا لطرحك الموضوع
محبتي