علماء وحضارات

لطرح ومناقشة كافة المواضيع الثقافية
أضف رد جديد
ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

علماء وحضارات

مشاركة بواسطة ashor » الأربعاء نوفمبر 04, 2009 10:25 am

+++

الأكروبوليس

صورة

الأكروبوليس Akropolis مصطلح إغريقي مؤلف من كلمتين: Akros ومعناها مرتفع من الأرض، وPolis وتعني مدينة أو دويلة مدينة city state. والأكروبوليس واحد من أبرز المعالم التي كان يجب أن تضمها أي دويلة مدينة إغريقية في العصر الكلاسيكي(قرن 8- 5 ق.م). وكما يدل عليه الاسم (المدينة المرتفعة) كان الأكروبوليس مركز المدينة السياسي والروحي والمالي يما يتضمنه من منشآت حكومية ومعابد كانت تحتوي على خزانة الدولة.

ومع أن دويلات المدن التي كانت على الجزء القاري من بلاد اليونان وخارجها في حوض المتوسط تضمنت كما سبقت الإشارة «أكروبوليسها» الخاص بها، يعدّ أكروبوليس مدينة أثينة أشهر أكروبوليس في تلك المدن لما يحتويه من أوابد رائعة ما تزال ماثلة إلى اليوم.


يتألف أكروبوليس أثينة من صخرة بيضوية الشكل يبلغ طولها نحو275 متراً وعرضها 155.4 متراً، ترتفع عن سطح السهل الذي تقع فيه المدينة نحو مئة متر. ولهذه الصخرة سفوح وعرة أو منحدرة انحداراً شديداً يجعل ارتقاءها صعباً إلا من ناحيتها الغربية حيث السفح فيها قليل الانحدار. وبسبب ضيق مساحة سطح صخرة الأكروبوليس بالموازنة بينها وبين ضخامة المشروعات التي قرر حاكم أثينة بريكلس (490- 429ق.م) إقامتها على هذا السطح بعد تهدم أبنيته نتيجة الحروب الفارسية (490- 478ق.م)؛ فقد أقام مهندس الأكروبوليس الشهير هيبوداموس Hippodamos جداراً استنادياً ضخماً في أقصى المنحدر الجنوبي للصخرة، وأُلقيت في الفجوة التي أُحدثت بقايا الأبنية وحطام التماثيل ثم سوّيت بالتراب وبقيت كذلك إلى أن تم الكشف عنها في بدايات القرن العشرين.

يحتوي الأكروبوليس اليوم على عدد من الأوابد الأثرية هي: مدخل الأكروبوليس، ومعبد البارثنون ومعبد الإرخثيوم، ومعبد أثينة زيكة.

ـ مدخل الأكروبوليس Propylaea، وهو بوابة ضخمة تؤدي إلى دهليز تحيط به ستة أعمدة من الطراز الدوري تقسم المدخل إلى ثلاثة أقسام، خصص القسمان الجانبيان لدخول البشر في حين خصص الأوسط لصعود حيوانات الأضاحي والمواكب الدينية. وتفضي الأقسام الثلاثة إلى سطح الأكروبوليس حيث كان يرتكز تمثال الربة أثينة المحاربة، ويمكن للزائر اليوم مشاهدة معبد البارثنون عن يمينه ومعبد الإرخثيوم عن يساره.

ـ معبد البارثنون Parthenon، ويعد أجمل أبنية الأكروبوليس وأعظمها، ودرّة العمارة الإغريقية. وتعني كلمة البارثنون «العذراء»، وهو لقب الرَبة أثينة التي أقيم المعبد تكريماً لها. وتذكر المصادر قيام المهندسين إبيكتيتوس Epiktitos وكاليكراتس Kallikrates بالإشراف على بناء البارثنون بين سنتي 447 ـ 432 ق.م مكان المعبد الخشبي القديم. وتعزو المصادر نفسها إلى الفنان فيدياس (490-417ق.م) Phidias نحت تماثيله وأعمدته وواجهاته. وقد تعرض المعبد لعدة حوادث فقد على أثرها عدداً من ألواحه التي تعرض اليوم في عدد من متاحف العالم ولاسيما متحفي اللوفر ولندن.

أقيم المعبد على قاعدة كبيرة مؤلفة من ثلاث درجات ارتفاع مجموعها 170سم وطولها 68.40 متراً وعرضها 30.30 متراً. ويحيط بالقاعدة رواق يحمله صف واحد من الأعمدة الدورية الطراز عددها في كل من واجهتي المعبد ثمانية، وفي كل من الجانبين سبعة عشر عموداً، ويختلف البارثنون عن غيره من المعابد الإغريقية باحتوائه على أعمدة داخلية تشارك الأعمدة الخارجية في حمل الإفريز المنحوت عند مقدمته. وتقسم قاعدة المعبد إلى قسمين، خصص الأكبر لتمثال الإلهة أثينة في حين خصص الأصغر لوضع النذور والهدايا.

صورة

ـ معبد الإرخثيوم Erechtheum، وهو المعبد الذي أقيم تخليداً لأحد ملوك مدينة أثينة الأسطوريين ويدعى إرخثيوس Erechtheos. بني المعبد من أنواع متميزة من الحجارة بين سنتي (421- 407ق.م) على بعد عشرة أمتار فقط من حافة الأكروبوليس. يبلغ طوله 25 متراً وعرضه 13 متراً، ويتألف من ثلاثة أقسام، يحتوي قسمه الشرقي على رواق محمول على ستة أعمدة إيونية الطراز، وينتهي قسمه الشمالي إلى قاعة الإله بوسيدون والملك أرخثيوس ومذبح الإله زيوس. يعدّ قسمه الجنوبي الذي أطلق عليه رواق الكارياتيد Karyatides (وتعني النساء من كارية في مقاطعة لاكونية) أجمل الأقسام لاحتوائه على ستة تماثيل نسائية تقوم مقام الأعمدة، أربعة من الواجهة واثنان من الطرفين.

ـ معبد أثينة زيكة، وهو أصغر معبد إغريقي على الإطلاق، حمل لقب Nike ويعني المنتصرة، وهو أحد ألقاب الإلهة أثينة. يقوم على الطرف الجنوبي لهضبة الأكروبوليس وله في كل من واجهتيه رواق محمول على أربعة أعمدة إيونية الطراز، بني نحو سنة 426ق.م، وأُعيد ترميمه بين سنتي (1835 - 1842م) بعدما أثرت فيه عوامل الطبيعة.


منقوووووووووووووووووووووووووووول من بريدي ...

.....
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: علماء وحضارات

مشاركة بواسطة ashor » الأربعاء نوفمبر 04, 2009 10:29 am

+++

بارمِنيدس الإيلي

(515ـ؟ ق.م)



بارمِنيدس Parmenides of Elea أبرز فلاسفة اليونان قبل سقراط، والمؤسس الحقيقي للمدرسة الإيلية[ر]، مع أن أفلاطون ذكر أن أكسينوفان القولوفوني Xenophones of Colophon هو رائدها الأول، ولد في مدينة إيلية في جنوبي إيطالية، وكانت ثغراً إيونياً إغريقياً.

يطرح بارمِنيدس فلسفته في قصيدة لم يبق منها إلا شذرات، أسماها «في الطبيعة»، ضمَّنها آراءه في الوجود والعدم، فكان أول من نظم الشعر في الفلسفة. والقصيدة تتألف من مقدمة وقسمين: أما المقدمة فتصف بارمنيدس وهو يلتقي بإلهة توحي له بالحقيقة التي نراها في القسم الأول من القصيدة، فيضع مذهب الحقيقة القائل بأن الوجود الحقيقي واحد ومتجانس وأبدي وثابت في موضع التعارض الشديد مع جدل هيراقليطس القائل بالصيرورة أو التغير الدائم.

ويعدّ جوهر فلسفته تعبيراً واضحاً عن «وحدة الوجود»، لهذا فهو يرى أن الوجود موجود، وأن اللاوجود غير موجود. ومادام الأمر كذلك، فمن التناقض القول بالحركة والتغيّر والصيرورة، إذ إن كلا منها يفترض العدم. وهذا يعني أن الوجود بكامله في الحاضر، ليس له ماض ولا مستقبل، فهو واحد متناه، ومتجانس لا يقبل القسمة، ممتلئ كله بوجوده، ولذا كان ثابتاً لا بداية ولا نهاية، وهذا يجعله تام الاستدارة كالكرة بمعنى أنه متوازن في كل نقاطه لا درجات متفاوتة فيه، لأن هذا الوجود الواحد بالنسبة للعقل، كثير بالنسبة للحس، يجتمع فيه الأضداد فهو وجود ولا وجود وحار وبارد، ونور وظلام، وخفيف وثقيل. والمعرفة العقلية معرفة فلسفية بالوجود معرفة يقينية، ومعرفة بالحقيقة، والمعرفة الحسية بالوجود معرفة بطبيعة الأشياء، أو معرفة ظاهرية ظنية. لهذا رفض التسليم بوحدة الأضداد التي تجعل العدم والوجود شيء واحد.

وإذا كان الوجود موجوداً، كان لابد للعدم أن يكون غير موجود، وهذا يعني استحالة معرفة اللاوجود أو التحدث عنه، فالوجود هو الموضوع الأول للعقل: «لأنك لا تعرف ما ليس بموجود ـ لأن هذا مستحيل ـ كلا ولا يمكنك التعبير عنه»، وهنا يربط بارمنيدس الوجود مع الفكر ليقرّ بأن الموجود فقط هو موضوع للتفكير والتعبير، وهذا ما وضحه فيما بعد ديكارت «أنا أفكر إذن أنا موجود».

كما أوجز بارمنيدس في الجزء الثاني من القصيدة «في الظن» أي العلم الطبيعي، فلسفة كونية مؤداها أن العالم يتركب من جوهرين أو من عنصرين متضاديين هما النار والتراب، وأن النار هي مبدأ خلق، وأن التراب مادة منها تولّد البشر. وقد قصد إلى بيان أن العالم الظاهر يمكن تعليله بزوج واحد من الأضداد الحسية الظاهرة (الحار والبارد) دون إدخال ما يسمونه بمبادئ الوجود الحق مثل المحدود واللامحدود عند الفيثاغوريين. كما اشتمل على تفسير للفكر والمعرفة، كما كان يشتمل على تفسير للفلك مما ينطوي على نقاط مشتركة مع فلسفة أنكسيمندرس.

شق بارمنيدس اتجاهاً جديداً في الفلسفة اليونانية، مخالفاً للمدرسة الإيونية[ر] ذات النزعة الطبيعية، فاتخذ في معارضتها اتجاهاً عقلياً يسعى إلى بناء الواقع بناء فكرياً جدلياً، قلما يتعاطف مع التجربة المباشرة. ومنذئذ أصبحت الفلسفة اليونانية تسير في اتجاهين مختلفين.

ويعد بارمنيدس صاحب مذهب الوجود من دون منازع،. فهو أول من وضع ملامح الأنطولوجية علماً فلسفياً شاملاً، وجعلها الغاية القصوى من التأمل الفلسفي. وهو من هذه الناحية ملهم أرسطو الذي جعل الفلسفة الأولى هي دراسة الوجود بما هو موجود. ولقد استفاد من فلسفته كل من أتوا بعده من فلاسفة الوجود، من أمثال ابن سينا وابن رشد وتوما الإكويني وكريستيان وولف ونيقولاى هرتمن ومارتن هيدغر ولويس لافيل وسارتر.

منقوووووووووووووووووووووول من بريدي ..

..
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

أضف رد جديد