عصر الخداع و الاكاذيب

لطرح ومناقشة كافة المواضيع الثقافية
ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة ashor » الاثنين يناير 25, 2010 8:04 pm

+++

في رائعته .. " ارض النفاق " .. يتحدث الأديب الكبير يوسف السباعي عن قصة حلم يقابل فيه الكاتب رجلا مسنا يبيع " الاخلاق " في زجاجات وعلب ، وقد حاول ذلك الرجل ان يبيعه مسحوقا للشجاعة او للتواضع ، او .. او .. الا ان الكاتب اصرّ على ان يشتري مسحوق الصدق رغم معارضة البائع ورفضه التام ، مما جعله يخطف هذه الزجاجة من البائع المسن الذي عجز عن منعه من سكب محتويات هذه الزجاجة في النهر .

وعندما دخل الكاتب المدينة ليرى آثار فعلته .. رأى اضطرابا شاملا وفوضى عارمة ، بعد ان سقطت اقنعة النفاق والرياء والمجاملات الكاذبة ، وظهرت المشاعر والعواطف على حقيقتها .. وبدأ كل انسان يعامل من حوله بصدق وصراحة ، مما اوقع البلد في دوامة عاصفة .. وقد جعله ذلك يندم على القائه مسحوق الصدق في النهر الذي يشرب منه جميع الناس .. و يعود الى البائع معتذرا نادما يلتمس منه الحل لهذه المصيبة الكبرى … مصيبة الصدق .

هل هذا صحيح ؟ هل نحن لا نستطيع ان نتعايش الا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق تغطي مشاعرنا الحقيقية تجاه هذا او ذاك من الناس ؟ وما قيمة هكذا حياة نقضيها في خداع بعضنا ؟ وما المانع من مصارحة الاخرين بارائنا فيهم ؟

اننا نقدم اعذارا واهية وتبريرات ضعيفة لاكاذيبنا وخداعنا .. نحن لا نريد ان نكسر قلب فلان .. ولا نريد ان نجرح علان .. وكأننا اناس صالحون لا نريد ان نسئ الى احد .. وكأن الصدق هو فقط ان نقول للاعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللابله انت ابله .. وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا .

والحقيقة يا اخوتي هي غير ذلك مع الاسف …. الحقيقة هي ان مصالحنا الصغيرة وانانيتنا الضيقة هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك خوفا من اثارة عدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا التي بنينا عليها حياة الاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها ، متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الارض .. الا وهو احترامنا لانفسنا .


................
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
nahren
مشرف إداري
مشاركات: 6425
اشترك في: الأربعاء مارس 28, 2007 6:58 am

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة nahren » الاثنين يناير 25, 2010 8:54 pm

ashor كتب:اننا نقدم اعذارا واهية وتبريرات ضعيفة لاكاذيبنا وخداعنا .. نحن لا نريد ان نكسر قلب فلان .. ولا نريد ان نجرح علان .. وكأننا اناس صالحون لا نريد ان نسئ الى احد .. وكأن الصدق هو فقط ان نقول للاعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللابله انت ابله .. وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا .


اعتقد ان الموضوع اعمق بكثير من انو نصارح الاخريين بأخطائهم
لان الانسان لا يقبل بنصيحة كيف لما نصارحه بأخطائه ...
برأيي الشخصي ان المصارحة تؤدي الى مشاكل كثيرة ونواجه الحقد والكراهية من خلال مصارحتنا ...
لكن الشخص الكاذب والمخادع يظهر كذبه ومخادعته ولو بعد مئة قرن ... الا ويجي يوم نكتشف ان الكذب لا يستمر
شو فائدة انو نصارح وهو مستمر بالكذب والخداع ؟؟؟؟؟؟؟
واصبح من الصعوبة ان نميز الانسان الصادق الا بالعشرة وعبر سنوات من الزمن .....
صدقني يا اخي انا عن نفسي مررت بالكثير من المواقف واعرف من اللحظة الاولى ان الشخص المقابل هو كذاب ومخادع وفي الكثير من المواقف لا اسكت واعلن له انني اكتشفت كذبه وخداعه ومع هذا يستمر في الكذب واخفاء الحقائق واعطاء مبررات كثيرة
يعني بشوف انو مافي جدوى من الموضوع
الكذب والخداع اصبحا من صفات العامة للكثير من البشر....

موضوع شائك وله جوانب عديدة للمناقشة
شكرا لك اخ اشوروتسلم ايدك يسعدني ان اتابع ردود اخوتي الكرام ....

لا ادري كيـــــــــــــف لكــن أعلــم أنه يســتجيب
أرفـــــع شـــكواي اليه وهـــو لا شـــك يــــجيب

om-George
مشرف إداري
مشاركات: 7299
اشترك في: السبت يونيو 30, 2007 10:09 pm
مكان: كاليفورنيا

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة om-George » الثلاثاء يناير 26, 2010 12:38 am

هل نحن لا نستطيع ان نتعايش الا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق تغطي مشاعرنا الحقيقية تجاه هذا او ذاك من الناس ؟ وما قيمة هكذا حياة نقضيها في خداع بعضنا ؟ وما المانع من مصارحة الاخرين بارائنا فيهم ؟


نستطيع لكننا صعب ان نستمر الا مع اللذين يحبون ان يسمعوا ويرو الحقيقة عارية من غير مجاملات


علينا فقط ان نتمرن على تقبل الحياة من غير نفاق من غير كذب ولكن احيانا يلزمنا التجميل لبعض الناس في بعض المواقف
وربما انني من الناس الذين لا يحبون ان يقولون للاعور اعور في عينه
ان نحاول ان نخفف عن بعض الناس او نكون لطفاء ليس نفاقا بقدر ما هو خوف على مشاعرهم
لان احيانا تخوننا التعابير ونجرح البعض بغير قصد حتى لو كان ما نقوله هي الحقيقة بعينها
حاشا لي أن أفتخر الا بصليب ربي و الهي ومخلصى يسوع المسيح

اصغ للانجيل المقدس
http://www.thegrace.com/audio/index.htm[/color]
http://popekirillos.net/ar/fathersdictionary/
سير القديسين

kirls
قنشريني مميز
مشاركات: 384
اشترك في: الأربعاء نوفمبر 25, 2009 2:57 pm

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة kirls » الثلاثاء يناير 26, 2010 9:52 am

حيث تكثر الخطيئة تزداد النعمة
شكرا اشور

:cross1: ذبح ليشتريني :cross1:

نادر حنا
مشرف إداري
مشاركات: 811
اشترك في: الأحد إبريل 22, 2007 3:18 pm

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة نادر حنا » الأربعاء يناير 27, 2010 9:52 am

ashor :qenshrin_flower: ashor

" ارض النفاق " >>>> ??
لنفتش عن الأسباب المعقولة في زمن بات كل شيء فيه معقول
يا للبؤس ... ما من إجابة واحدة مقنعة ؟؟
في زمن الأجابات التي لا تحصى .

في كل قلب نسمع صافرة الحزن ..؟ إلى أين نحن ماضون .؟
كل الود والأحترام يا لغالي .. أشور
نادر حنا
لا يوجد أشخاص كاملون في هذا العالم ، بل يوجد نوايا كاملة ؟

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة ashor » الأربعاء يناير 27, 2010 5:30 pm

+++
nahren كتب:صدقني يا اخي انا عن نفسي مررت بالكثير من المواقف واعرف من اللحظة الاولى ان الشخص المقابل هو كذاب ومخادع وفي الكثير من المواقف لا اسكت واعلن له انني اكتشفت كذبه وخداعه ومع هذا يستمر في الكذب واخفاء الحقائق واعطاء مبررات كثيرة
عزيزتي الغالية نهرين هذا الواقع يعيشه الكل بات من الصعب التمييز بين الكذب والصدق
وبات من الصغب ايضاً الاعتراف بالكذب لأنه اصبح مادة التعامل اليومية بين الكثيرين من الناس
اشكر مرورك الغالي


om-George كتب:علينا فقط ان نتمرن على تقبل الحياة من غير نفاق من غير كذب ولكن احيانا يلزمنا التجميل لبعض الناس في بعض المواقف
وربما انني من الناس الذين لا يحبون ان يقولون للاعور اعور في عينه
الاخت الغالية ام جورج
ربما أصبحنا تائهين بين جدران ليس بها أبواب،
بالحقيقة نتأسف فعلا لوجود مثل هذه الاصناف في حياتنا .
انه لواقع مرير نتعايش فيه . الموقف صعب و الصدمة اصعب
الانانية جعلتهم يلقون ألف عذر لغدرهم ولا يبالو لما خلفه غدرهم من جراح
اشكر تواجدك الرائع الذي زاد صفحتي نورا وسرورا


kirls كتب:حيث تكثر الخطيئة تزداد النعمة
اخي الغالية كلماتك قليلة ولكنها تعبر عن معنى عميق يستدل على حكمة وتجربة صقلتها السنون
شكراً لتواجدك في صفحتي..


نادر حنا كتب:في كل قلب نسمع صافرة الحزن ..؟ إلى أين نحن ماضون .؟
الغالي نادر حنا --- نادر حنا

مرورك واطلالتك هنا فخر وشرف لي ..
تعطرت الاجواء بشذى مرورك صديقي واستاذي الغالي
حقا صديقي قلوب الكثيرين وللاسف تتمزق كثيرا في هذا الزمن
فمنها من هو جاني ومنها من هو مجني عليه يا اسفي
والادهى من ذلك لا يتضح دور القلوب الممزقة الا بعد فواآآت الاوان ..

اشكركم جميعاً اعزائي

....
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
رولا
قنشريني ماسي
مشاركات: 2211
اشترك في: الأحد مايو 01, 2005 1:04 pm
مكان: كندا

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة رولا » الأحد يناير 31, 2010 2:27 am

قصة جميلة بالفعل ومغزاها رائع ..للأسف هذه هي الحقيقة فنحن نعيش في مجتمع ملؤه النفاق والكذب والمجاملات الفارغة ..لكن أتعلم أخي أشور أنه الناس هم السبب في خلق هذا الفساد ...مثال بسيط : جرّب فقط تجربة بأن تعطي رأيك في شخص بصراحة وسترى العجب :shock:
كلنا نتمنى بأن يتخلى الناس عن هذا ولكن للأسف لا يصلح العطار ما أفسده الدهر..
شكرا لك..تحياتي
رولا
God, grant me the serenity to accept the things I cannot change, the courage to change the things I can, and the wisdom to know the difference



صورةسعيد وحده ذلك الأنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: "أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك , فقد عشت يومي "

صورة العضو الرمزية
غادة عيدو
مشرف إداري
مشاركات: 3377
اشترك في: الأحد ديسمبر 02, 2007 7:52 am
مكان: كندا
اتصال:

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة غادة عيدو » الثلاثاء فبراير 02, 2010 11:29 pm

مصيبة الصدق
للأسف أصبح الصدق في أرض النفاق التي نعيش عليها ............مصيبة
هل نشرب من ماء ذلك النهر أم نستمر في لبس الأقنعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الصراحة والمجاملة كلمتان يفصل بينهما خيط رفيع
أنا بطبيعتي لا أحب أن أخجّل أحداً , ولكن أملك أسلوباً في التعامل , أوصل به ما أريد التنبيه إليه بدون أن أقول للأعمى أنك أعمى
عندما أجد شيئاً لا يعجبني في الشخص فإنني لن أجامله على الخطأ , ولكن أجعله يشعر بخطأه إن شعرت بأنه من ليس من النوع العنيد ويتقبل المناقشة
أما إن كان من النوع المتعنت فلا جدوى من النقاش معه , عندها لا أجامله ولاأمدحه وفي نفس الوقت أبتعد عن النقاش معه لأنني لن أصل إلى نتيجة
فكرة جميلة للنقاش كعادتك أخ اشور , شكراً
محبتي
غادة
صورة

صورة

A.khoury
قنشريني مميز
مشاركات: 599
اشترك في: الأربعاء فبراير 20, 2008 1:22 pm

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة A.khoury » الجمعة فبراير 05, 2010 1:39 am

في الحقيقة أخي العزيز ..الموضوع مؤئر ..
كيف يمكن للمرء أن يكون حقيقيا ..في عصر صعب ..
أنا من ناحيتي لا أستطيع أن أفهم كل ما يمر بحياتي ..لكنني أثق أنني كلما كنت نفسي كلما كنت مرتاحا أكثر ..
قد نتلقى أحيانا بعض الطعنات من الحياة ..والخيبات ..والإنكسارات ..
لكن ذلك أفضل من أن نتجنب ذلك ونكون غير حقيقين مخادعين ..ئم يأتي زمان عندما نترجل عن مركب الحياة إلى الشاطء الآخر دون أن نكون نحن ...بل نكون أناس ادعوا أنهم ذلك ..هههههه ويالها من حياة نكون قد عشناها هنا ...
بالنتيجة هي خيارات لنا أن ننتقيها ...
لكن لامعرفة حقيقية في رحلتنا هنا على الأرض دون ألم ..وأن تكون حقيقيا فيه شيء من الألم ...

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة ashor » الأحد فبراير 14, 2010 11:30 am

+++
رولا كتب:لكن أتعلم أخي أشور أنه الناس هم السبب في خلق هذا الفساد ...مثال بسيط : جرّب فقط تجربة بأن تعطي رأيك في شخص بصراحة وسترى العجب
كلنا نتمنى بأن يتخلى الناس عن هذا ولكن للأسف لا يصلح العطار ما أفسده الدهر
..
غادة عيدو كتب:أنا بطبيعتي لا أحب أن أخجّل أحداً , ولكن أملك أسلوباً في التعامل , أوصل به ما أريد التنبيه إليه بدون أن أقول للأعمى أنك أعمى
عندما أجد شيئاً لا يعجبني في الشخص فإنني لن أجامله على الخطأ , ولكن أجعله يشعر بخطأه إن شعرت بأنه من ليس من النوع العنيد ويتقبل المناقشة
أما إن كان من النوع المتعنت فلا جدوى من النقاش معه , عندها لا أجامله ولاأمدحه وفي نفس الوقت أبتعد عن النقاش معه لأنني لن أصل إلى نتيجة
A.khoury كتب:كيف يمكن للمرء أن يكون حقيقيا ..في عصر صعب ..
أنا من ناحيتي لا أستطيع أن أفهم كل ما يمر بحياتي ..لكنني أثق أنني كلما كنت نفسي كلما كنت مرتاحا أكثر ..
قد نتلقى أحيانا بعض الطعنات من الحياة ..والخيبات ..والإنكسارات ..
لكن ذلك أفضل من أن نتجنب ذلك ونكون غير حقيقين مخادعين ..ئم يأتي زمان عندما نترجل عن مركب الحياة إلى الشاطء الآخر دون أن نكون نحن ...بل نكون أناس ادعوا أنهم ذلك ..هههههه ويالها من حياة نكون قد عشناها هنا ...
بالنتيجة هي خيارات لنا أن ننتقيها
...

اخوتي الغاليين : رولا : وغادة : وانور :
كم يطيب لي ان اناقش مواضيع تهم حياتنا مع اشخاص مثلكم اختبروا الحياة
وخاضوا معا مرها وحلوها ...

اخوتي الأعزاء اشكركم على مشاركتكم الموضوع .
لربما الكثيرين يعيشون نقاط الخلل في الحياة ولكنهم يرفضون الأعتراف بها
فذلك يبقى شأنهم هم واما الحقيقة فستبقى حقيقة ثابتة لا يمكن ان تتغيرها

ربما انني اتفق مع جميعكم في كل ما كتبتموه ولكن احب ان اطرح السؤال التالي :
ما هو موقفنا من الخيانة والغدر الذي يمارس في ايامنا هذه ولماذا نتحسر على الأيام
الماضية والتي كانت القيم هي من اساسيات العيش بيننا اين ذهبت تلك القيم ،
تعالوا لنتذكر معاً ما اتذكره من تلك الأيام الحلوة .

أتذكرحينما كانت الحياة صفواً حينما كنا ولا شيء يشغلنا سوى السعادة والهناء .
أين نحن من هذا كله ؟ كيف تلاشت السنوات الحلوة وحلّ محلها القنوط واليأس ؟
أتتبدل الحياة بهذه السرعة وتختفي ملامحنا في خضم ذلك .؟ ولايبقى منا إلا رسوم غير واضحة نحاول أن نتبينها فإذا هي كصورٍ منعكسة على صفحة ماء تتراقص وتتمايل وتختفي ثم تظهر ولا شيء غير ذلك منا . ما أبشع أن تصبح الوجوه مجرد انعكاس للحقيقة وليس الحقيقة كاملة .
ما أقبح الوجوه المنعكسة التى لا ترسم إلا أبشع صور الحقيقة .
أين حقائق أنفسنا ؟وأين ذواتنا التي ضاعت منا في زوابع الحياة وحلّت في أجسادنا أرواحٌ ننكرها ووجوه لا نعرفها ,وأصبحت الحياة في نظرنا مجرد كذبة والناس ليسوا إلا أقنعة خادعة . أهذه هي الحقيقة أهذا هو الإنسان الذي نعيش ونتعايش معه .أكان الإنسان هكذا منذ امدٍ بعيد ام أن صعوبة الحياة قد غيرت وجهه وشوهت حقيقته .
قل لي يا أخي الانسان إن كنت مازلت ذلك العزيز الذي أثق به والصديق الذي أركن اليه .
أم إنك ممن طمرت الحياة ذواتهم تحت ركام النزوات الوقتيه ,ولم يبقَ منك إلا جسد تحركه الاهواء وقناع بالٍ .تعالوا لنخلع اقنعتنا ونواجه الحقيقة ولنعد الى جوهرنا الأساسي والى التعاليم التي علمنا اياها آبائنا .هل يا ترى نستطيع أن نفعل ذلك أم أن الأقنعة اصبحت جزء من الحقيقة فلا نستطيع الإستغناء عنها وهي جزء منا . ألا تحلو الحياة لأناس هذا العصر إلا بالخداع والاكاذيب والتلون أأصبحنا نعشق المتلونين وننفر من ذوي الوجوه الواضحة .
اخوتي دائماً وابداً سنظل نبحث عن المفقود الذي اضعناه نحن بأرادتنا
ولكن هيهات لمن يستطيع العثور عليه ليستطيع بناء نفسه البناء الصحيح .

اشكر كل من ساهم معي في صفحتي المتواضعة هذه واغناها علماً ومعرفة ودراسة معمقة قد تفيد من يقرأها من هنا وهناك ..

مع محبتي لجميع من وضع حرفاً مذهباً هنا
..



...
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

صورة العضو الرمزية
ليليان
مشرف افتقاد
مشاركات: 359
اشترك في: الأحد فبراير 07, 2010 6:02 pm
مكان: syria

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة ليليان » الأحد فبراير 14, 2010 8:30 pm

عزيزي آشور
قرأت تعليقات الأخوة وأؤكد على أن أغلبية المجتمع قد فسد ولكن مم يتكون هذا المجتمع يتكون من الأفراد الغير متصالحين مع أنفسهم الذين لا يقبلون حقيقة أفعالهم لم لا نقول الحقيقة ولم الكذب و المجاملات أنا من النوع المصارح ولأبعد الحدود لا أحب المجاملات ولا الضحك على الذقون لتمرير مصالح معينة صحيح أنني عانيت الكثير جراء صراحتي حتى من أعز الناس لي لأن النصيحة التي كانت تقاس بجمل أيام زمان أصبحت لاشيء في حاضرنا وصحيح أن أغلب الناس أصبحو متعددي الأوجه ولكن بما أن هناك أشخاص على الجانب الآخر مثل الأعضاء المتميزين الذين شاركو في هذا الموضوع فأكيد لسا الدنيا بخير ولسا في أشخاص صادقين ويحبون الصدق والحق فبالأول والآخر لا يصح إلا الصحيح .
مع محبتي :qenshrin_flower:
صورة
لا تسألوا أمتكم عما تستطيع أن تقدمه لكم

بل

أسألوا أنفسكم عما تستطيعون أن تقدموه لهذه الأمة

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة ashor » الثلاثاء فبراير 16, 2010 8:46 pm

+++
ليليان كتب:أنا من النوع المصارح ولأبعد الحدود لا أحب المجاملات ولا الضحك على الذقون لتمرير مصالح معينة صحيح أنني عانيت الكثير جراء صراحتي حتى من أعز الناس لي لأن النصيحة التي كانت تقاس بجمل أيام زمان أصبحت لاشيء في حاضرنا

عزيزتي ليليان

أسعدني حضورك جداً وانصحك ان تظلي على هذه المبادئ الرائعة وتأكدي لليوم ما زالت النصيحة تقاس بجمل عند الاصحاء .
اتعلمين ماذا تعلمت من ابواي فلقد علماني التلقائية في زمن المشاعر المسبقة الصنع..
وعلماني ان اكون صاحب قلب ابيص دائماً في وقتٍ أصبح السواد موضة القلوب البشرية..
كما علماني أن الضمير لا يباع ويشترى مع قطع الغيار والتبديل ..
وان المال هو وسيلة الحياة لكنه ليس غايتها ..
ولكن مع الاسف فقد تحول كل شيئ فقد أصبح المال سيد الحياة ونبيها الذي
يدخل في دينه أغلب البشر ..ألم تسمعي عزيزتي بالمثل الذي يقول:
(إن دخلت مدينة العميان ..ضع يديك على عينيك وامضي) ؟؟
هكذا اصبحت حال الدنيا ولكن بالنتيجة نرجع لقولك : فبالأول والآخر لا يصح إلا الصحيح .
فهما حاول المخادعون ان يحتالوا علينا فسيكون الفشل نصيبهم لأننا نملك ذلك الشعاع من المعرفة والصدق ذلك الشعاع الذي يسكن ارواحنا فكلنا يعلم ان النور يدخل سراديب الظلام من الثقوب حتى إن أوصدت في وجهه كل النوافذ والأبواب
شكراً لحضورك
ومع تحياتي

........
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

angel
قنشريني فعال
مشاركات: 96
اشترك في: الأحد يونيو 17, 2012 9:02 pm

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة angel » الأربعاء يونيو 27, 2012 10:11 pm

السيد والأخ العزيز آشور,
حين نتكلم بموضوع يخص الصدق و الكذب والنفاق,كلنا نسارع لنفي التهمة عنا..
ونلبس ثوب الصدق البسيط المريح الغير مزركش بأي أكسسوارات من:الكذب حين الحاجة,المجاملات ,أو ما شابه من متطلبات الحياة العصرية التي إن خلت منها ستغدو حالها كحال سكان المدينة الذين شربوا من النهر المذكور في قصتك الجميلة..
الصدق من أركان الحياة السليمة الواضحة والتي نتمنى أن يتم بنيانه في كل بيت ,حين نعود للماضي والصدق الذي كان بين الناس
ونستغرب كيف أصبح من القيم النادرة اليوم,ولكن إن أجرينا مقارنة بسيطة بين الأمس واليوم سنرى بأن الحياة التي كانوا يعيشونها ببساطتها لم تكن تستدعي أي نوع من الكذب والنفاق,أما مع صعوبة الحياة و المعيشة و في عصر الانفتاح و التجارة والعلاقات الاجتماعية الكثيرة,لابد و أن يحتاج المرء لبعض الأكسسوارات تلك..لكي يستطيع العيش بتوازن دون أن يكون ظالم ولا مظلوم..
يوجد صدق منبوذ..كالوشاية,
وصدق غير مرغوب به ..كالذي يجرح و ينتقص من قيمة شخص ما دون إفادته
وصدق يودي بفشل تجارة ما وبالتالي الضرر بإعالة عائلة ..
وصدق يضعك بموضع الوقح أو الأحمق..
بالمقابل:
هناك من الكذب ماهو ضروري
الديبلوماسية في التعامل..
التشجيع و قول مديح في عمل شخص ما قد يكون لا يستحق المديح ولكنه يحفزه على المضي قدماً و النجاح..
الصمت في بعض المواقف وعدم قول الحقيقة لعدم أذية إنسان
الاحتفاظ ببعض الحقيقة لأنفسنا وعدم المجاهرة بها لأنها ببساطة لا فائدة من قولها.
السكوت عما قاله فلان بحق فلان في لحظة غضب,ونكراننا سماعه ,لعدم تفاقم النزاع في حالات معينة..

وكما قالت إحدى الأخوات..هو موضوع شائك و لكنه جدير بالمناقشة
طرح قيم أخ آشور
وشكراً لتقبلكم مروري وتجديد الموضوع.
بحق آلامك يا يسوع...ترأف بسوريا و شعبها

ashor
مشرف عام
مشاركات: 4162
اشترك في: الجمعة سبتمبر 17, 2004 7:55 pm
مكان: syria

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة ashor » الجمعة يونيو 29, 2012 8:42 am

+++

اشكرك جداً اخت angel
على هذه المشاركة الجميلة
angel كتب:ولكن إن أجرينا مقارنة بسيطة بين الأمس واليوم سنرى بأن الحياة التي كانوا يعيشونها ببساطتها لم تكن تستدعي أي نوع من الكذب والنفاق,أما مع صعوبة الحياة و المعيشة و في عصر الانفتاح و التجارة والعلاقات الاجتماعية الكثيرة,لابد و أن يحتاج المرء لبعض الأكسسوارات تلك..لكي يستطيع العيش بتوازن دون أن يكون ظالم ولا مظلوم..


بالحقيقة اعجبتني عبارة الاكسسوارات هذه لربما نعيشها كلنا


سؤال يطرح نفسه

السنا جميعاً نعيش في كذبة كبيرة فكل ما يتعلق بحياتنا هو كذبة
فكل المنتجات الغذائية التي نتناولها والملصقات التي ترافقها بما تحتويها
من مكونات هي كذبة كبيرة فليس هناك اي صدق في هذه المكونات
والحليب الذي نطعمه لأطفلنا ليس حليباً بل هو كذبة كبيرة وكل المعلبات
في مكونتاتها هي كذبة كبيرة الصورة الخارجية تختلف عن الصورة الداخلية

سمعت يوماً صديق يقول لأبنه لماذا تضع المواد النظامية والجيدة في عملك
فبهذه الطريقة لن تربح كثيراً عليك ان تغش الزبون مثل غيرك لكي تعيش برفاهية
فتدخلت وقلت له حرام عليك يا رجل لماذا تعلم ابنك الطفل هذا على الكذب والنفاق والغش .
غداً سيأتي يوم سيغشك انت ايضاً .. فاجابني وقال انا لدي مبدأ يقول :
"عيش نصاب ولا تموت جوعان..!"
فإن لم افعل هكذا فلن استطيع العيش مثل غيري فالوقت يلزمه هكذ معاملة ..
اليست هذه مصيبة في حق الانسان ..

عزيزتي ange
إذا نظرنا الى واقع الحياة نظرة عميقة نرى في كل زاوية من زوايا حياتنا ان هناك حالة
غير طبيعية نعيشها فقد استشري النفاق وازدواجية الأخلاق في التعامل اليومي في مجتمعاتنا حيث بات يشكل عائقا كبيرا يهدد صفاء العلاقات الاجتماعية وحسن المعاملة والصدق مع الناس, حيث بدأ ينخر بجسد المجتمع أفرادا ليلقي بظلاله السيئة ...
على كل حال المنظومة الاخلاقية مهددا بذلك بمزيد من التدهور الأخلاقيىمستقبلاً .
نسمع من يقول انه يوجد هناك ما يسمى بالكذبة البيضاء وانا ممن يؤمنون بهذه المقولة
فبعضنا يستعملها ببراءة كي ينقد احد الناس من مشكلة
قد تحل به اولتغيير مسار سيئ يسلكه احدهم
يقال ان شابين ذهبا للكنيسة وفي فترة القداس حاول احدهم ان يدخّن سيجارة اثناء الصلاة
فمنعه الآخر قائلاً له إذهب لكاهن الكنيسة واستشره لربما يسمح لك فذهب صاحبنا الى الكاهن فقال له سيدي الكاهن هل يجوز لي ان ادخن في الكنيسة اثناء الصلاة فقال له الكاهن لا ابداً يجوز فهذه خطيئة كبيرة ..فرجع عند صديق واخبره بما حصل فضحك الصديق فقال إذاً انا سأذهب اليه واسأله نفس السؤال ولكن بطريقة اخرى ولنرى النتيجة فذهب الى الكاهن
وقال له سيدي الكاهن هو يجوز لي عندما ادخن ان اصلي فقال له الكاهن :
" بارك الله عليك طبعاً يجوز يا بني "..
علينا ان ندرك ان اهم ما في الأمر هو ان يقف الانسان وقفة جادة مع نفسه وليحاسب كل منا نفسـه فكثير من علماء النفس يعتبر النفاق من السمات الشخصية الملاصقة للفرد
وقد يكون نوعا من الحيل التي يمارسها الفرد في حالات الدفاع اللاشعوية

******
سؤال يطرح نفسه
هل يوجد كذبة بيضاء فى المسيحية؟
تعالوا أولاً:
نتعرف على هذه القصة الجميلة
القصـــــــــــــــــــــــــــة
+ عاد سمير من المدرسة فوجد والده يكتب بخط كبير على قطعة خشبية:
"تحذير! توجد بطيخة واحدة مسمومة لا يعرفها إلا المزارع""
اندهش سمير مما يكتبه والده، فقال له
ما هذا يا أبي؟
إذ بدأ ثمر البطيخ يكبر، يأتي اللصوص ليلاً ويسرقونه، متسترين بالظلام.
كيف تضع سمًا يا أبي في البطيخة، فربما تموت عائلة أو عائلات بلا ذنب؟
- إني لم أحقن أية بطيخة بالسم
- إذن آسف، ما قد كتبته ليس صدقًا
أنا أعلم أنه كذب. لا أريد أن أكذب إنها كذبة بيضاء، لكن لم أجد وسيلة لمنع اللصوص من السرقة سوى بالكذب.
هل تخسر يا أبي أبديتك بالكذب من أجل البطيخ؟ ألم يقل الكتاب:
(وأما الخائفون وغير المؤمنين... وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنارٍ وكبريتٍ الذي هو الموت الثاني) رؤ 8:21؟
- ماذا أفعل يا ابني؟
- لا نكذب يا أبي مهما كلفنا الأمر.
صمم المزارع على تثبيت هذه اللوحة في مدخل حقل البطيخ حتى لا يقترب إليه اللصوص.
جاء اللصوص بالليل ووجدوا اللوحة. وبدءوا يتساءلون: "هل بالحق حقن بطيخة بالسم؟" واختلفوا فيما بينهم في معرفة ما إذا كان قد حقن المزارع بطيخة بالسم أم لا... وأخيرًا قرروا أن يتركوا الحقل لئلا يتسمم أحد منهم.
حزن سمير إذ وجد والده قد ثبت اللوحة الكاذبة في مدخل حقل البطيخ، وإذ عاتب والده، قال له الوالد: "نحن الآن لنا ثلاثة أيام لم يقترب اللصوص إلى الحقل... ألم تنجح خطتي؟"
قال سمير: "ربما تظن أنها نجحت، لكنك أغضبت اللَّه، مما يحرمنا من بركاته".
علق الوالد على ذلك بقوله:
"اللَّه يعلم ما في قلبي، وأنه لا طريق للخلاص من هؤلاء اللصوص إلا بالكذب ...
وبعد أسبوع عاد سمير ليجد والده حزينًا جدًا. سأله عن سبب حزنه، فأجابه الوالد:
"لقد نزع اللصوص لوحتي،
ووضعوا لوحة جديدة كتبوا عليها
"يوجد بالحقل بطيختان مسمومتان".
ها أنا في حيرة، إن كانوا بالفعل قد حقنوا بطيخة بالسم، أم يكذبون مثلي.
لست أدرى ماذا أفعل؟لا أستطيع أن أقوم ببيع البطيخ أو أكله.
لقد خسرت الحقل كله""
علق سمير على كلمات أبيه
يا أبي: "بالكذب خسرت ما هو زمني وما هو أبدي إذ كيلَّت للناس كذبًا،"
هم كيلوا لك بذات الكيل بزيادة"
تأملوا فى القصة والدروس المستفادة منها ..
صورة

هذا التوقــيع من تصميم الاخـت تـوتا مشكــورة

*************************

ريتا
قنشريني جديد
مشاركات: 1
اشترك في: الاثنين يونيو 18, 2012 11:24 am

Re: عصر الخداع و الاكاذيب

مشاركة بواسطة ريتا » الجمعة يونيو 29, 2012 7:16 pm

نعم هو عصر الخداع والأكاذيب..
حيث يندر الصدق و تتلون الصداقات بشتى الألوان
و تحتار في أمر الصديق ,هل تثق به أو تأخذ الحيطة والحذر؟؟!!
قلة من الناس يشبه ظاهرها باطنها
وقلة منهم لا يصدمونك حين تستيقظ على خيبة من موقف مفاجى وغير متوقع.
هو عصر النفاق والكذب والخداع ...بامتياز..

دام قلمك ينبض بالحقيقة سيد آشور

مع تحياتي الصادقة ..جداً

أضف رد جديد