قصتي مع السلحفات والأرنب والشيخ الجليل
مرسل: السبت يوليو 28, 2012 10:16 pm
+++
في ايام دراستي الأعدادية وفي اول زيارة لي لطبيب الاسنان بسبب
وقوعي في مدرسة النهضة على درج كنيسة مار يعقوب في القامشلي
مما ادى الى تكسير عدة اسنان في فمي حيث جمعتني الصدفة ان اجلس بجانب رجل وقورمتقدم في السن يبدو عليه ان الزمان خط على وجهه الأبيض الرخو خطوطاً ناعمة متعرجة ومتجعدة بشكل كثيف ..
كان هذا الرجل قابعاً ينتظر الى ان يحين دوره في عيادة طبيب الاسنان .
وبما ان الوقت يطول ويطول عند طبيب الاسنان بادر هذا العجوز بمحادثتي قائلاً :
قال : هل تنوي ان تصبح طبيباً ايها الشاب ؟
قلت : لا اعرف .
قال : الم تقرر بعد ؟
قلت : لا .
قال : لماذا ؟
قلت : المستقبل غامض
قال : نعم انني ادرك ذلك . إن ذلك حقيقي وواقغي إنكم يا بني تعيشون في زمن حير الشيوخ وأدهشهم رغم خبرتهم ومعرفتهم , نعم يا بني إن من الصعب على شباب اليوم أن يفكر في المستقبل ,
انكم كالسلحفات تريدون أن تسابقو ارنباً .
قلت : ان الأرنب حذر لا يتوقف عن الجري حين اللزوم . كيف نستطيع أن نسبقه ؟
قال : يجب ان تبدلوا ارجلكم الهزيلة بارجل قوية .
وثم بادر بالقول : لا يا ابني ... إن الوقت يمر بسرعة هائلة ...
انكم لستم اول سلحفات تسبق ارنباً يجب ان تصارعوا الزمن وتسبقوه .
قلت : وما يفيدنا إن سبقناه وظللنا سلاحف .
قال : ان السلاحف يا بني لا تبقى سلاحف بل تتحول لأن كل شيئ في هذا الكون يتحول ويتغير .
قلت : ولكن تلك الأرجل ... ؟ ..كيف السبيل الى تغذيتها حتى تبقى قوية .
قال : عذاؤها العلم والمعرفة , غذاؤها الارادة الصلبة والعزيمة الخارقة , غذاؤها العمل المتواصل .
قلت : ولكن هذا كله يحتاج الى نهضة كبيرة والى عزيمة قوية ...
إن السلحفات عندما ترى الأرنب قد سبقها بمسافات كبيرة قبل ان تخطو هي خطوة واحدة يتملكها اليأس ’
ثم انه ليس هنالك للأرنب في حالنا هذه مجال للهو والتوقف للأستهزاء بالسلحفات لأنه لا ينظر اليها , إن ذلك يحتاج الى معجزة .
قال : ان المعجزة موجودة يا بني في نفس كل فرد . ولكننا نحتاج الى معجزة اخرى لتغير كل فرد منا ولتجعل للمعجزات الاخرى منفذاً لنبرز الى الحياة .
وهنا نادت المرضة على العجوز ليدخل الى غرفة الطبيب وكم كنت اتمنى
ان لا ينتهي هذا الحديث الممتع مع ذلك الشيخ الوقور والمتفهم لهمومنا وهموم المجتمع .
*****
في ايام دراستي الأعدادية وفي اول زيارة لي لطبيب الاسنان بسبب
وقوعي في مدرسة النهضة على درج كنيسة مار يعقوب في القامشلي
مما ادى الى تكسير عدة اسنان في فمي حيث جمعتني الصدفة ان اجلس بجانب رجل وقورمتقدم في السن يبدو عليه ان الزمان خط على وجهه الأبيض الرخو خطوطاً ناعمة متعرجة ومتجعدة بشكل كثيف ..
كان هذا الرجل قابعاً ينتظر الى ان يحين دوره في عيادة طبيب الاسنان .
وبما ان الوقت يطول ويطول عند طبيب الاسنان بادر هذا العجوز بمحادثتي قائلاً :
قال : هل تنوي ان تصبح طبيباً ايها الشاب ؟
قلت : لا اعرف .
قال : الم تقرر بعد ؟
قلت : لا .
قال : لماذا ؟
قلت : المستقبل غامض
قال : نعم انني ادرك ذلك . إن ذلك حقيقي وواقغي إنكم يا بني تعيشون في زمن حير الشيوخ وأدهشهم رغم خبرتهم ومعرفتهم , نعم يا بني إن من الصعب على شباب اليوم أن يفكر في المستقبل ,
انكم كالسلحفات تريدون أن تسابقو ارنباً .
قلت : ان الأرنب حذر لا يتوقف عن الجري حين اللزوم . كيف نستطيع أن نسبقه ؟
قال : يجب ان تبدلوا ارجلكم الهزيلة بارجل قوية .
وثم بادر بالقول : لا يا ابني ... إن الوقت يمر بسرعة هائلة ...
انكم لستم اول سلحفات تسبق ارنباً يجب ان تصارعوا الزمن وتسبقوه .
قلت : وما يفيدنا إن سبقناه وظللنا سلاحف .
قال : ان السلاحف يا بني لا تبقى سلاحف بل تتحول لأن كل شيئ في هذا الكون يتحول ويتغير .
قلت : ولكن تلك الأرجل ... ؟ ..كيف السبيل الى تغذيتها حتى تبقى قوية .
قال : عذاؤها العلم والمعرفة , غذاؤها الارادة الصلبة والعزيمة الخارقة , غذاؤها العمل المتواصل .
قلت : ولكن هذا كله يحتاج الى نهضة كبيرة والى عزيمة قوية ...
إن السلحفات عندما ترى الأرنب قد سبقها بمسافات كبيرة قبل ان تخطو هي خطوة واحدة يتملكها اليأس ’
ثم انه ليس هنالك للأرنب في حالنا هذه مجال للهو والتوقف للأستهزاء بالسلحفات لأنه لا ينظر اليها , إن ذلك يحتاج الى معجزة .
قال : ان المعجزة موجودة يا بني في نفس كل فرد . ولكننا نحتاج الى معجزة اخرى لتغير كل فرد منا ولتجعل للمعجزات الاخرى منفذاً لنبرز الى الحياة .
وهنا نادت المرضة على العجوز ليدخل الى غرفة الطبيب وكم كنت اتمنى
ان لا ينتهي هذا الحديث الممتع مع ذلك الشيخ الوقور والمتفهم لهمومنا وهموم المجتمع .
*****
