الزواج والحب

لطرح ومناقشة كافة المواضيع الثقافية
أضف رد جديد
M.B
قنشريني جديد
مشاركات: 4
اشترك في: الأحد أكتوبر 15, 2006 9:23 pm

الزواج والحب

مشاركة بواسطة M.B » الاثنين أكتوبر 16, 2006 12:22 am

الزواج والحب

موضوع حديثنا اليوم هو أن الزواج هو المكان المميّز للحب. وهذا ما لا يراه أبناء هذا العصر. ففي الموجة الحضارية التي تهب علينا من الغرب ونجد لها أصداء في بلادنا كل يوم أكثر, وفي أغلب الروايات و الأفلام التي تصلنا من الغرب أن الحب محله ليس في الزواج بل خارج الزواج. والزوج لا يعيش الحب مع زوجته بل مع عشيقته. والمرأة لا تعيش الحب مع زوجها بل مع عشيقها. حتى بلغ الأمر أن رفض الشباب الزواج حتى المدني واكتفوا بالمساكنة.
نشكر الرب أن هذه العقلية لم تصل وتستقر في بلادنا بشكل عام ولكن لا بدَّ وأن يكون لها تأثير على البعض لما فيها ظاهراً من بعض الحقيقة.

فالحب الذي يبدو كنشوة وسحر, والحب من النظرة الأولى, والحب الصاعق, والحب الذي تمثله تماثيل الحب الوثنية حيث الُه الحب يحمل جعبة من السهام ويطلق منها السهم على الشاب أو الشابة فيصرعه أو يصرعها, هذا الحب ليس الحب الحقيقي الذي يولّد السعادة, بل هو تزييف للحب ومرض قد يكون وخيم العاقبة فيؤدي أحياناً إلى الانتحار إذا لم يُشفى منه الإنسان في الوقت المناسب, كما في روايات عالمية مشهورة مثل روميو وجولييت أو بول وفيرجيني أو تريستان وايزولت

فهذا الحب حتى يتحول إلى حب حقيقي سعيد موفق يجب أن يرتكز على خمس ركائز سنستعرضها في ما يلي:

1- الحب قرار- قد يبدأ الحب بشكل التهاب وشعلة نار كبرى إلا أن الزواج باعتياد الحياة الزوجية المشتركة تخمد فيه هذه النار وقد تنطفئ تماماً إذا لم يتم تغذيتها والذي يغذّي هذه الشعلة هو القرار الإرادي.

فمهما كانت صفات الزوج أو الزوجة فلا بدّ من أن يخالط هذه الصفات عيوب فيعتاد الزوجان على الصفات فلا تعود تلفت انتباههما وتبرز العيوب. هنا يجب على الزوجين أن يتخذا قرار الحب حتى يتحول الحب من العفويّة إلى نضج الاستقرار. فعلى الزوج حينذاك أن يقرر حب زوجته والزوجة كذلك بالنسبة لزوجها أي أن يعملا على تثبيت حبهم بفعل إرادي فيسعى كل منهما إلى إسعاد الآخر ويتكرس لذلك فيترسخ حبهما عوض أن ينطفئ, وينضج ويقوى.

2- الديمومة –ثاني ركائز الحب الزوجي: الديمومة. فالزوجان يجب أن يعملا على أن يحب بعضهما ليس لفترة تقصر أو تطول بل حتى الموت وإلى الأبد.

والديمومة في الزواج تفترض الصمود للصعوبات التي ستعترض حياتهما فلن يتغلبا عليها إلا بمزيد من الحب والمسامحة والمصالحة والتفاهم مما سيزيد ويغذّي شعلة محبتهما.
والديمومة في الزواج تفترض الصبر وهو قليل الوجود في هذا الزمان الذي تكثر فيه البضائع للاستعمال السريع كالمناديل الورقية وصحون الكرتون. ولكن لا بد من الصبر في الزواج حتى يكتمل التفاهم وتنتظم المعاشرة الصالحة.
والديمومة في الزواج تفترض التطور معاً. لقد قيل بحق " أن الحب ليس أن ينظر كل منا إلى الآخر بل أن ننظر معاً باتجاه واحد ". وجاء في سفر الأمثال: " أن أخاً يسنده أخوه هو قلعة حصينة " فالزوجان المتحدان, بقوة جيش زاحف.
والتطور معاً يفترض أن نتغيّر معاً لا سيما في شتى مراحل العمر حيث يجب أن نتكيف مع كل من مراحله ونتذوق معاً سحر كل مرحلة. وكذب من قال أن الحياة الزوجية أن نحب ثلاثة اشهر ونتشاجر ثلاث سنوات ونتحمل بعضنا ثلاثين سنة.

3- الأمانة – ثالث ركائز الحب الزوجي: الأمانة. وهي شرط أساسي من شروط الحب الحقيقي. فالحب ليس فراشة تنتقل من زهرة إلى زهرة بل يشبه نبتة العريش التي تموت حيث تتعلق.

إن الرفقة تقبل التعددية فكثيراً ما تتشكل مجموعات من الرفاق. والصداقة أكثر انتقاء وحميمية من الرفقة. أما الحب ففيه علاقة حميمية فريدة يعطي فيه الواحد للآخر نفسه عطاء كلياً. ثم على الزوجين معاً أن يبذلا ذاتهما من أجل الآخرين ومن أجل ملكوت الله وإلا أصبح حبهما أنانية اثنين.
والأمانة في الزواج ليست أمراً هيناً إذ بعد أن تحتل الرتابة في العلاقات الزوجية يتجه كل من الزوجين بنظره إلى الخارج. حينذاك يجب أن يتخذ ويجدد قرار الحب الأبدي النهائي.
والأمانة تبرز الطابع المقدس في الحب. وبدونها يصبح الحب إهانة لكل ما في الحب من قدسية وتجديف عليه.

4- الخصب – رابع ركائز الحب الزوجي الحقيقي هو الخصب. إذا تزوج اثنان وهما يقصدان عدم الإنجاب فزواجهما في نظر القانون باطل وحبهما غير طبيعي وسوي وبشري.

إن الله تعالى خلق الرجل والمرأة معاً على مثاله كما جاء في الكتاب المقدس فوحدتهما بالزواج صورة عن وحدة الله. وكما أن الله المحبة خلق البشرية, على الزوجين أن يكون حبهما خلاقاً إي مثمراً وإلا لم يكن حبهما صادقاً وحقيقياً وسوياً.
لذا فمن النادر أن لا يرغب الزوجان في الإنجاب بل ربما استهدفاه بنوع خاص لا سيما من جهة المرأة التي تجد أجمل زينتها وأكبر سعادتها في الأمومة.
وفي الإنجاب يمثل الولد ويجسّد بما يشتمل عليه من عناصر من أبيه وأمه وحدة الزوجين وضمان وحدتهما. فكم يضحّي الوالدان في سبيل التفاهم حرصاً على مصلحة أولادهما. فيجب أن يأتي الطفل الأول أعجل ما يمكن.

5- التضحية – خامس ركائز الحب الحقيقي التضحية. لا بدّ للحب الحقيقي من تضحية بل أن الحب قائم في جوهره على التضحية بالذات في سبيل الآخر. ولكن هذا لا يعني أن الألم والتضحية ضد السعادة بل هو الطريق إلى السعادة الحقيقية. ولا نموّ حقيقي بدون تضحية.

وهنا يأتي دور نعمة سر الزواج التي تساعدنا على القبول بالتضحيات الضرورية كما أنها تساعدنا على أن نحيا الحب من خلال التنازلات التي لا غنى عنها.

روحانية الزواج: إن الحب في الزواج منبثق من محبة الله. فانطلاقاً من تجربة الحب في الزواج يمكن المتزوجون أن يفهموا أكثر محبة الله وأن يفهموا بفضل نعمة السر كيف يجب على حب الزوجين أن يتحول من حب أخذ وتملك كما هو غالباً في بداياته إلى حب عطاء وتقدمة على صورة حب الله الذي يحبنا بدون أن يجني من ذلك منفعة غير الحب نفسه.
وبذلك يكون الزوج يحب الله من خلال حبه لزوجته وأولاده والزوجة تحب الله من خلال حبها لزوجها وأولادها. وهكذا يتلاقى الحب البشري والحب الإلهي ويصيران حباً واحداً.

صورة العضو الرمزية
الملاك الابيض
قنشريني هام
مشاركات: 854
اشترك في: الاثنين سبتمبر 25, 2006 6:27 pm

مشاركة بواسطة الملاك الابيض » الاثنين أكتوبر 16, 2006 11:23 am

بلفعل كتير من الاحيان نرى علاقة صداقة وحب صادق يضرب بها المثل من تضحية
ومحبة واحترام فائق لكننا بعد الزواج نراهم على عكس تماما من هذه الصورة نرى
حب السيطرة الانانية فرض الاحكام كل زوج للاخر نلسين ان هناك ما يسمى التفاهم
للوصول لحل يرضي الطرفين وكأنه ليس هذا الشاب الذي احب تلك الفتاة ولا تلك الفتاة التي احبت هذا الشاب وضحت من اجله ومن اجل سعادته وسعادة اطفالهم
ونتفاجئ فيما بعد بإنفصالهم عن بعض لاسباب لا سبب لها ويضيع الاطفال بين الطرفين بين حب سيطرة الام وحب سيطرة الاب ناسين كلام الله فيصيران الاثنان جسدا واحدا (( وإن ما جمعة الله لا يفرقه إنسان ))
وناسين أيضا انه لا بد في هذه الظرف العودة لله والصلاة والطلب من الله ان يعم
نور الروح القدس في قلوبهم ويعم التفاهم فيما بينهم
يارب انر قلوب الناس جميعا بروحك القدوس ومحبتك العظمى
شكرا عل الموضوع

وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

الأخ م- ب

مشاركة بواسطة وديع القس » الاثنين أكتوبر 16, 2006 10:16 pm

أخي العزيز m . b :
اننا نضع معان كثيرة عن الحب وما يرافقه من امتداد نحو الزواج او الفشل او النجاح لكن بالحقيقة حتى الآن لن يصل إلى معرفة كلمة - حب - أي شخص ٍولد على كوكب الأرض ولا اعتقد أن يصل إلى ماهيتها ومعناها السامي .
ان اعظم كلمة وجدت على الأرض هي - المحبة- وما يليها من ترتيبات وصداقات وتعاون واخلاص وووالخ من المعاني ...لكن
أخي لا أريد أن اطيل عليك ..سوى ان أقول لك :أن مرادك يوجد في ...
- الإصحاح 13 من كورنثوس الأولى من الآية الأولى حتى الأخيرة هو الجواب الشافي والكافي لمعنى المحبة التي تفوق قدرة العقل البشري كله ..!
أخوكم وديع القس
الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

أضف رد جديد