وُلدتْ توأمينْ ...!!!
مرسل: الاثنين أكتوبر 14, 2013 8:33 pm
وُلدتْ توأمين ْ ..!!!
حكمَ عليها القدرووُلدتْ
توأمين ْ ..
كبِروا .. وتعلّموا
وصاروا أشبالا
ثمّ شبابا ً ورجالا
وابتعدوا ، وافترقوا
وودّعوا بعضهم كشقيقين ِ
بالحبِّ والدمع ِ
كعاشقينْ للوطنْ ..
*
الأول :
عشِق َ سماء الوطنْ ..
وجبال الوطن
وأشجار الوطن
وهواء الوطن
وغيوم الوطن
وأمطار الوطن حين
تلامس ُ ندى الياسمين ْ ..
فأصبح النّسرُ الطيّارْ
الّذي
يلامسُ الأقمارْ
ويُلفت ُ الأبصارْ
ويخطفُ الانظارْ
ويرسمُ بفنّهِ المُبدع
نظرة العاشق ِ المُلهم
في سحر ِ العيون ْ ..
*
والثاني:
عشق َ بناء الوطنْ
وجسور الوطن ْ
ومدارس الوطنْ
وتراب الوطنْ
وخضرة الزيتونْ ..
وسخّرَ الدّماغ والجسدْ
للعلم ِ والعلومْ
لموكب النّجومْ
فاختار طريق َ البناء ِ
وأصبح َ مهندساً معمارْ
يجوب ُ كالأقمارْ
يعمّر الدّيارْ
ويرسمُ للبراعم ِ الصّغارْ
خريطة َ الحنان ِ والجِّنانْ ..
*
ويرتسم ُ فوق سحنة ِ الأمِّ
ابتسامة العزِّ والخيلاءْ
تقبّلَ التراب
وتحمدُ الرب َّ
وتنظرُ للسّماء ْ
بكلِّ حبٍّ وإيمان ْ ..
وفي ليلة ٍ كثيفة ِ الغيومْ
اختفى النورُ وغابت النّجومْ
ووقع المحذورُ والمشؤومْ
قبض َ الطغاة ُ على
نسرِنا الطيّارْ
واتّهموهُ بالخيانة ِ العُظمى
وقادوه ُ إلى محاكم ِ الأقبية
عاري َ الجسم ِ والرّتب ِ
بين المُجرمين َ الخائنين ..
وقالوا له :
أنتَ مُتّهم ٌ بالخيانة ِ العظمى
فكيف تُسقطُ طائرتين ِ
للعدوِّ وتحرِقُ
حقل َ الياسمين ..؟
وتُشعل ُ الفتنة َ
وتخترق ُ الهدنة َ
أنتَ من الخائنينْ ..
وأفرغوا في رأسهِ
رصاصة َ الإعدام ْ
وانتهى النسرُ الجبّار
وانتهى معه ُ الكلام ْ
ولن تفارق َ هامته ِ
تلك َالأوسمة ُ والنياشينْ ..
وتنفّسَ كل َّ المعاني
وودّع َ الروح َ دون َ أنين ْ ..
*
وتربّصَ المؤمنون َالجهلاءْ
كثعلب ِ الصّحراء ْ
بالمُهندس ِ البنّاءْ
فخطفوه ُ واقتادوه ُ إلى
غرف ِ الضّلال ِوالرّياء ْ
واتّهموه بخيانة الله ِ
وقالوله ُ :
أنّك َ مُرتد ٌ وزِنديق ْ
وعلمُكَ كفرٌ وفسيقْ
تشعل ُ النيران والحريق ْ
في عقول ِ العبيد ِوالرّقيق ْ
والزّميل ِ والرّفيق ْ
وملعون ٌ في سيرة ِ
الغريب ِ والقريب ِ والصّديقْ
ودمك َ مهدور ٌ
عند َ ربِّ العالمين ْ..
فقطعوا رأسه ُ وألقوه ُ
على قارعة ِ الطريق ْ
عبرة ً للعلم ِ والكافرينْ ..
*
وتوقّفت أمّ التوأمين
بحجة ِ المؤامرة
في سجن ِ النساء ِ
واتّفقَ الطّغاة ُوالجهلاء ُ
لقتل ِ المرأة ِ بالمناصفة
فطلب َ الطغاة ُ قسمها الأيمن ْ
وطلب المؤمنين قسمها الأيسرْ
وصرخَ الطغاة ُ قائلين َ :
اقطعوا أطرافها اليمنى
لأنّها يمينية ِ التفكير ِ
متطرّفة ٌ قوميّة ٌ
شوفينية ٌ
فمزِّقوا مبادئ اليمنييّن ْ ..
وقطعوا اليد اليمنى
والسّاق اليمنى
وفقهوا عينها اليمنى
وكانو فرحينْ ..
وصرخ َ المؤمنين َ
بعد َ التّكبير ..؟
مزّقوا الطرف َ الأيسرْ
كلوا قلبها وأحشائها نيّة
قطّعوا أطرافها اليسرى
أنها من اليسارييّن ..
يساريّة ِ التفكيروالمبدأ
وبقيت ْ عيونها تصرخ ُ
من الوجع ِ لكنها بوقار ْ
أيّها الوطن ْ:
أسمع ندائي الأخيرْ
كن ثابتا ً كالسّنديانْ
وطيّبُ الرائحة ِ كالياسمين ْ..
ومدّد جذورك َ إلى الأعماقْ
إلى أوّلَ الأنساب ِوالأعراق ْ
وثقْ إنّي سأعشق ُ من جديدْ
وأحبُّكَ من جديد ْ
وسأزفُّكَ عريسا ً من جديدْ
وستبقى رائحة ُ الياسمينْ ..!!!
14 .10 . 2013