حيّوا السّلامَ ..!! وديع القس

[وديع القس]

حيّوا السّلام َ..!!



حيّوا السّلامَ بأصواتِ المساكينِ
فالصّوتُ منهمْ بصوتِ اللهِ مقرون ِ

نِدائهمْ كلهيبِ الرّوحِ مُستعِرٌ
من ْ حرقة ِ القلب ِ بالآلام ِ معجون ِ

عينٌ على الله ِ والأُخرى مصدَّعةً
بدمعةٍ تتعزّى همَّ محزون ِ

خفقُ القلوبِ وقدْ حنّت إلى طَلَب ٍ
من الوريدِ نداءُ النّزفِ شريان ِ

لا ينفعُ السّلمُ والأحقادُ باقيةً
ولا دواءَ لجرح ٍ دون َ تعيين ِ

العدلُ بالظِّلمِ لا تحويْ عدالتهُ
حقَّاً لمحرومِ أو خبزاً لجوعان ِ

كمنْ يراهنُ رِفقَ الذّئبِ بالحمل ِ
أو مَنْ يلاعبُ أفراخ َ الثّعابين ِ..؟

ولعبةُ الموتِ قدْ صارتْ بواضحةٍ
بينَ العوالمِ عربانا ً بسلوان ِ

فالشَّعبُ صارَ أضاح ٍ بينَ فكِّين ِ
فكُّ الذّئابِ ونابُ القِرشِ نابين ِ

لا تأملوا جثثِ الأمواتِ بالسَّعَد ِ
فكلُّ قادتنا أصنامُ تيجان ِ

لا تفرحوا يا شعوبَ الشَّرقِ بالظّفرِ
مادامَ قادتكمْ ، صمٌّ وعميان ِ

لا يستطيعُ سليباً في كرامته ِ
منحَ العزيزِ كراماً بترصين ِ

وكيفَ يمنحُ مهدوراً كرامتهُ
لصاحبِ العزَ ِ إكرامَ المُحقّين ِ..؟

كفى قِماراً على شعب ٍ مآثرهُ
منْ طيبه ِووِفاقِ العِرقِ والدِّين ِ

كلّ ُ الشعوبِ تنادي في مطالبها
وعِندنا بيدِ الطّاغوت ِ مرهون ِ

تناحرُ الفكرِ رقيٌّ في تناحره ِ
وعندنا بوحوشِ القتلِ مسجون ِ

لا ينظرونَ إلى صبح ٍ وفيه ِ غد ِ
وكلّ ُ أوقاتهم ، مقسومُ قِسمين ِ

نصفٌ تطالبهُ نَزْواتِ شهوتِهمْ
ونِصفها لبطونِ التّخم ِ مطحونِ

وإنْ تَبَقّى لأوقات ٍ بها ثمن ِ
كالمومياءِ نياماً دونَ عرفان ِ

لا يدركونَ لماذا الموتُ يبعدهمْ
فالحيُّ فيهمْ كما الأمواتِ مدفون ِ

الفكرُ للقذرِ ، والقلبُ كالحجرِ
كيفَ السّلامُ سيُبنى في بهيمان ِ ..؟

تساقطتْ كِذبةُ الأوهام ِ راحلةً
فكلُّ أعمالِكمْ بانتْ كإعلان ِ

ولعبةُ النَّصرِ ليستْ في رجولتكمْ
فالنّصرُ يأتي إذا أنصفتَ مَغبون ِ

ولو لبادرةٍ ، تحيِيْ مقابركمْ
أنْ تحملوا حماماتٍ وزيتونِ

فسجِّليْ مرّةً يا أمّةُ العربِ
لحنُ السّلامِ بوقفِ القتلِ مقرونِ

أمْ أنّكمْ كغريبِ الحسِّ بالفَطَنِ
تبقونَ رهنَ قلوبٍ للشياطين ِ

يا لعبةُ الأممِ ، ياضحكةَ الهَزلِ
أطفالُكمْ سُحِقَتْ ، منْ غلِّ ثعبان ِ

عقولَكمْ سُلِبَتْ ، من تاجرِ البِدَع ِ
والجّسمُ قدْ بيعَ في خمّارةِ الزّان ِ

يا للخسارةِ في التّفكير ِ والسَّهر ِ
فالحسُّ فيكمْ ببِذرِ الذّلِّ مَطحون ِ

برقٌ ورعدٌ ولا غيثٌ ولا مطَرُ
قولٌ وجعجعة ٌ، بالكذبِ مفتون ِ

حتّى روائحَكمْ ، فاحتْ معفّنة ً
لونُ العباءةِ بالإنتانِ مزيون ِ

جلّ العوالمِ في أفكارِها هدفَا
إلاّ العروبةُ أفكارٌ بتخوين ِ

كلُّ العوالمِ في أقوالِها جدلٌ
إلاّ العروبةُ أقوالٌ بلا سين ِ

في عالمِ الكون ِ زوجاتٌ معظَّمة ٌ
إلاَ العروبةُ زوجاتٌ بتَكفين ِ ..!

في عالم الكون ِ آثارٌ مقدّسة ٌ
إلاّ العروبة ُ آثا رٌ بتَعفين ِ

في عالمِ الكون ِ رايات ٌ مبجَّلة ٌ
إلاَ العروبة ُ فالتبجيلُ سلطان ِ

حيِّوا السّلامَ كفاكمْ لعبةُ الأممِ
فكلُّ تاريخكمْ عارٌ وخذلان ِ

يا عالقينَ بشِركِ الموتِ والضّغن ِ
خلُّوا الشّعوبَ تصلِّي لحنَ إيمان ِ

خلِّوا الجوامعَ في إسلامها مثلاً
تكبِّرُ الصّوتَ ميعاداً لآذان ِ

خلِّوا الكنائسَ في ناقوسها أملاً
تحلوْ بها الروحِ في قدّاسِ رهبان ِ

حيّوا السّلامَ وإنْ كانتْ على مضضِ
غداً سيُكشفُ ما في السرِّ مدفونِ

فسجِّليْ مرّةً يا أمّةُ العربِ
لحنُ السّلامِ بوقفِ القتلِ مقرونِ

ولو لبادرةٍ ، تحيِيْ مقابركمْ
أنْ تحملوا حماماتٍ وزيتونِ

حيِّوا السّلامَ برفقِ القلب ِ في ورع ٍ
وسوفَ يأتي إلهُ السِّلم محنون ِ

حيّوا السّلامَ وصلّوا في مخادعكمْ
كي يرأفَ اللهُ في دمع ِ الملايين ِ

كلُّ التحزُّب ِ تقسيم ٌ وناقِمَة ٌ
وليعلمُ الناسُ إنَّ الحزبَ ملعون ِ


وديع القس ـ 1. 1 . 2014