وقفَ الملاكُ ...؟؟ شعر وديع القس

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

وقفَ الملاكُ ...؟؟ شعر وديع القس

مشاركة بواسطة وديع القس » السبت فبراير 08, 2014 12:09 pm



وقف الملاكُ..؟؟


وقَفَ الملاكُ بحيرة ٍ وتوجّع ِ
هلْ تُؤخذُ الأرواحُ دونَ تذرُّع ِ..؟

ورأى الحقيقةَ تختفيْ كالمُخجِلِ
خلفَ الضّبابِ الدّاكن ِ بالأدمع ِ

ورأى جمالا ًمن رسومِ الخالقِ
بُتِرَتْ ضفائرهُ بسيف ٍ خانع ِ

ورأى شيوخا ً تحتَمِيْ في خيمة ٍ
وَتُطالبُ ، بتعجّل ٍوتضرُّع ِ

بِقُدُوم ِ ضيفِ الموتِ أحلى مسعِفِ
من رُعبِ ليل ٍ قادم ٍ بالأوجَع ِ

ورأى بأطفال ٍ تناديْ أمّهمْ
والأمُّ أشلاء ٌ بدون ِ الأذرُع ِ

ورأى شبابا ً تستقيْ من آسن ٍ
وتُفَتّش ُ ، أفضالَ خبز ٍ ناقِع ِ

ورأى الجهالة َ تعتليْ من فوقه ِ
مدعومة ً من ربِّها والمقنِع ِ

ورأى عروسا ً تعتليْ عرشُ الهوى
والعمرُ لا يطويْ ربيعَ السّابع ِ

ورأى وحوشاً تنهشُ كالمعتديْ
لحمُ البراءة ِ دونَ غلٍّ قانع ِ

ورأى جموعَ كواسر ٍ تتكوَّمُ
فوقَ الّلحوم ِ بمخلب ٍمتمتِّع ِ

ورأى جنودا ً في غريبِ الألسن ِ
يتسلّلونَ ببيت ِ أمٍّ مُرضِع ِ

يتنافسونَ بقتلها بالأوّل ِ
ويكبّرونَ لربِّهمْ بالأشجعِ

ورأى حواملَ تُبْقرُ ، من بطنها
ووليدِها رمزُ الحياة ِ الأفظع ِ

ورأى قلوبا ً تُؤكل ُ، من قومِها
ودمائِها تتشرّبُ ، للمُرضِع

ورأى عقائد َ تنتميْ للثّعلب ِ
ورأى عقائدَ تنتميْ للأضبع ِ

وعقائدٌ أعلامها بالمفسد ِ
وعقائدٌ أفكارها لا تقنع ِ

ورأى ذيولا ً دونها من إسمها
برَزَتْ على إذلالها دونَ النّعي

ورأى خيانةَ أخوة ٍ دونَ الحيا
برزَتْ على أخلاقِها بالمضجع ِ

ورأى لباسا ً أسودا ً يتغيّرُ
وبدافع ٍ من آمر ٍ متشرّع ِ

ورأى طواغيتا ً تناديْ ندَها
بتدخل ٍ من أجلِها للمطمع ِ

جموعا ً تنحنيْ من ثقلِهاورأى
والحملُ من جثثٍ وباقيْ الأذرع ِ

ورأى نساءً تحتميْ بدعائِها
وكأنّها بالصّومِ تحميْ المخدع ِ

ورأى رجالاً في حنين ٍ صادق ٍ
يتحسّرونَ على مصابِ الواقع ِ

ورأى جماعات ٍ مهمشة ً وفي
أصواتِها حقُّ السؤال ِ الأنجع ِ

لكنّها صُعِقَتْ بفكر ٍ أعتم ِ
متربّعا ً بدناءة ٍمتنفِّع ِ

ورأى الجهالةَ تمتطيْ سيفَ العِدى
وتجزُّ رأسَ الصّادق ِ والمبدِع ِ

ورأى دموعَ طفلة ٍ مسحوقة ٍ
تبكيْ براءةَ غصبِها بالشّارع ِ

ورأى بصلبان ٍ مبعثرَة ٍ بها
وتدوسُها أقدامُ غلٍّ قاذِع ِ

ورأى مآذنَ تشتكيْ تحطيمها
وحُطامها قتلَ الخليل ِ الجامع ِ

ورأى طيوراً هاجرتْ أعشاشَها
وتبدّلتْ ألحانها بالمدفع ِ

ورأى حميرا ً تُؤكلُ ، بالمشتهى
ورؤوسُها جُزّتْ بسيف ِ البادع ِ

ورأى كلابا ً تشتكيْ من أكلِها
وتريدُ لحما ً أحمرا ً بالأضلع ِ

ورأى عيونا ً أُقلِعَتْ من جحرِها
ولأنّها لا تنحنيْ للواقِع ِ

ورأى زواجا ً سافِلا ً من إبنة ٍ
تتزوّجُ ، والوالد ِ بالممتِع ِ

ورأى عباقِرةً تنوءُ بثقلِها
تحتَ السّياط ِ بضربة ٍ من خانع ِ

ورأى ثعالبَ تعتليْ عرشَ الرّبا
لتبيعَ أشبالَ الأسود ِ الصّارع ِ

ورأى شعوبا ً قدْ نسَتْ أنسابها
وتبؤاتْ عرشَ الكراسيْ اللّامع ِ

ورأى حكيما ً يشتكيْ من سجنه ِ
والآمرُ ، راع ٍ قبيحِ الطّالع ِ

ورأى كتابا ً من دواوين ِ الهوى
يتمهّدُ ، إهداءُ حبٍّ مولَع ِ

ورأى الغريبُ بقائد ٍ يتأمّرُ
بقبيحِ فتوى للنّكاح ِ المشرع ِ

ورأى نظاما ً يمسكُ بالمقعد ِ
والشّعبُ يمشي تائها ً بالضّائع ِ

ورأى معارضة ً مشتّتة ًوفي
أفكارِها دمثُ الخلافة ِ تابع ِ

تتوسّلُ ، دعمَ الحليفِ المعتديْ
وتتاجرُ ، بدمِ الشّهيدِ المُصرَع ِ

ورأى مبادئها تنافيْ رأيَها
تمشيْ وراءَ الطّامعِ بالنّافع ِ

ورأى جبالاً تنحنيْ بالزلزل ِ
وزبالة ٌ تترفّعُ بالموضِع ِ

ورأى نضالا ً ينتميْ للجاهلِ
وتغيّرتْ بعلومهِ ، جلُّ الوعيْ

وعشائرٌ تتقسّمُ ، آرائها
في كلِّ بيتٍ نارهُ بالمولع ِ

ومدارسٌ تبكيْ على أطلالِها
والنّاسُ تنسى طالبا ً أو جامعيْ

ورأى معالم َ شامِنا تتحطّمُ
وبنارِ حقد ٍ أو سلاح ٍ رادع ِ

وبهيئة ٍ أمميّة ٍ تتمهّلُ
وكأنّها في حفلة ٍ تستمتع ِ

وتناثرتْ كلُّ الحقوقِ براحل ٍ
ويقودها جهلاءُ عِلم ٍ أسفع ِ

يا تحفة ً من لوحة ٍ تتجمّعُ
فيها الخطايا من وجوه ٍ أجمع ِ

حسَدَ الغزاةُ جمالهُ ، فتلفلفوا
مثلُ الأفاعيْ لادغا ً بالألسع ِ

طمعَ الغريبُ بطيبه ِ فتجمّعوا
مثلُ الجراد ِ هطولِها للمزرِع ِ

وطنٌ تلقّى ضربةً بالأبهر ِ
وتعالتِ الأفراحُ قلبَ القارع ِ

وطنٌ تموّجَ أسمهُ بالمُقبل ِ
فوقَ النجوم ِ بطيبه ِ المترفِع ِ

وسَمَتْ روائحُ أصله ِ متعاليا ً
أصلٌ من الأعراقِ منها الأرفع ِ

وطنٌ أرادوا قلعهُ من أصله ِ
وطنٌ أرادوا شعبهُ بالخاضع ِ

وصلَ الملاكُ إلى الختام ِ المُقنعِ
متأهّبا ً في رحلة ٍ للمرجع ِ

تركَ الملاكُ رسالةً بتعجّل ِ
ومشى يتابعُ سيرهُ بالأدمع ِ

وديع القس ـ 8 . 2 . 2014



الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

أضف رد جديد