قُمامةُ البشرِ ..؟ أمْ قمّةُ العربِ ..؟؟ شعر وديع القس

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

قُمامةُ البشرِ ..؟ أمْ قمّةُ العربِ ..؟؟ شعر وديع القس

مشاركة بواسطة وديع القس » الأربعاء مارس 26, 2014 7:31 pm



قُمامة ُالبشرِ..؟ أمْ قمَةُ العربِ .. ؟ شعر وديع القس

إنَّ القمامةَ زبلٌ ختمُهُ ردمَا
يبقى كريها ًوتحتَ الأرضِ مُرتَدِمَا

إنَّ القُمامةَ رمزُ العفنِ والنّتَنِ
مهما تبدّلتِ الألوانُ والوشَِمَ

فكيفَ تنويْ جراثيما ً وتجتمِعُ
وكيفِ تُستنبطُ الأفكارَ والقيمَ ..؟

يسوّقونَ كلاما ً فيْ منابرهمْ
وليسَ للأُذنِ صيوانا ًلِمَا خُتِمَ

لا خيرَ فيْ خدَمٍ ، باعوا كرامَتَهُمْ
وثمَّ يسمِعُنَا ، أقوالُ معتَصِمَا

ومنْ يريدُ بناءِ المجدِ في خَدَمٍ
فسوفَ يبقى طوالَ الدّهرِ مرتدِمَا ..؟

ومنْ يعاقرُ فكرَ النّورِ بالبِدَع ِ
يبقى دفينا ً معَ الأمواتِ مُلتَئِمَا..؟

ومَنْ يربّيْ ذِئاباً فيْ زريبتهِ
يبقى شريكاً لطعنِ البيتِ والغَنَمَ ..؟

ومَنْ يَبِعْ درّةُ الأوطانِ للعجمِ
يبقى خئوناً وللأغرابِ كالقَزِمَ ..؟

كيف المنامُ وجفنِ العينِ ينسدِلُ
والياسمينُ تناديْ العارَ والوصمَ ..؟

كيفَ القلوبُ بصدرِ العُرْبِ تبتهِجُ
وفي الشّآمِ بلايا الموتِ والهدَمَ..؟

تغيّرَ الوضعُ فوقَ الأرضِ يا بشرُ
والجاهلونَ تولّوا سلّمَ القممَ

تدمّرَ الوطنُ ، في فكرِ مُغتَرِبٍ
وحوّلوهُ إلى أكوام ِ مُرتجَمَا

تهجّرَ الشّعبُ منْ فكرٍ بهِ ضللٌ
والقائِدونَ لهُ ، أفكارهمْ عدمَا

زلزالُ حقدٍ من الأغرابِ تجتمعُ
ويحرقونَ تراثا ً كلّهُ علُمَا

قلبُ الغريبِ دنيءٌ في صداقتهِ
لا يعرفُ الصِّدقَ والأخلاقَ والشّيمَ

وتتركونَ لهُ السّاحاتُ مبتهِجا ً
منهُ الخرابُ ومنكمْ صوتَ ملتَجِمَا

منْ لمْ يكنْ بسليلِ الأصلِ والنّسبِ
لا تأمنوهُ على مال ٍ ولا حَرَم َ

ومّنْ تقاوى على طفلٍ وإمرأة ٍ
فليعلمُ الناسُ إنَّ اللهَ منتقِمَا

منْ جرّدَ السّهمَ غدراً ظهرَ صاحبهِ
فليعلمُ الغدرُ إنَّ الأصلَ من لَؤُمَا

وناكرُ الحسنِ مكروهٌ صداقتهُ
وسوفَ يبقى طوالَ العمرِ للذِّمَمَ

يثرثرونَ على الأخلاقِ بالخطبِ
وهمْ بعيدونَ بعدَ الأرضِ للنّجمَ

والصِّدقُ يبقى برغمِ الكذبِ والفتَنِ
والعدلُ آتٍ برغمِ الويلِ والظُلمَا

والعزُّ لا ينثنيْ بالسِّيفِ والغصبِ
والحقُّ لا ينتهيْ من غاشمٍ نقمَا

والحيُّ لا يرتضيْ أفكارَ منعدِمٍ
والنّورُ لا يختفيْ من غيمة ٍ عتِمَا

يا جاهلاً ثورةُ الأحرارِ تعتِقُهُ
لا أنْ تكبِّلَ فيهِ العقلَ والقيمَ

يا جاهلاً ثورةُ الأعتامِ قدْ دُفِنَتْ
منذُ الولادةِ كانتْ ذلَّ مُنعَدِمَا

ومّنْ يؤمِّنُ ثعبانا ً بمنزلهِ
فهوَ الشّريكُ بقتلِ الأمِّ والفطِمَا..؟

ومنْ يسابقُ غزلانا ً بسلحفة ٍ
يجبْ عليهِ قياسَ السّبقِ بالرّقمَ ..؟

ومنْ يصارعُ حيتانً بضفدعةٍ
كمنْ يريدُ صعودَ الشّمسِ بالقدمَ..؟

فكيفَ من ثورةٍ والجهلُ يحكمُهَا
والسّيفُ مرتزقٌ ، والعلمُ ملتجِمَا

فلا تلوموا غريبا ً في نجاستهِ
إنْ كنتمُ الخائنَ المعهودِ للعلمَا

الأرضُ والعرضُ إكرامٌ مسيّجةٌ
منذُ الولادةِ حتى آخرَ الختمَ

إلاّ العروبةُ لا تدريْ متى وُلِدَتْ
فهيَ الهجينُ بدمٍّ غيرُ محترَمَا

فكرُ النّبيلِ كفيضِ النّبعِ مندفِقٌ
لا ينثنيْ بعقولِ الجّهلِ والصّنمَ

الحرُّ فيضٌ منَ الإكرامِ منبعهُ
منْ طينةِ الأصلِ يعطيْ العزَّ والكرمَ

والأصلُ يبقى بنورِ الشّمسِ مؤتَلِقَا ً
معَ الولادةِ حتّى آخرَ القسَمَ

إلاّ العروبةُ لا أصلٌ ولا خلقَا
مثلُ الخنافسِ تحتَ الدّوسِ بالقدمَ

يثرثرونَ بأقوالٍ مُعظّمة ٍ
معَ الفخامةِ بالقاعاتِ والرّسمَ

وجلُّ أقوالِهمْ أصواتُ زوبعة ٍ
تلوّثُ الطّقسَ ،والأمطارُ في عقمَا

يقدّمونَ حلولاً فيْ منابرِهمْ
والحلُّ مُرتهن ٌ في قاعةٍ يتمَا

قانونُ أعرابنا نكساتُ هاربة ٍ
فلا مكانَ لهمْ بالحكم ِ والحكمَ

وفكرهمْ بدنيءِ الجسمِ مُرتهنٌ
ترتقيْ فوقهُ الجرذانَ والقدمَ

كرامةُ العُرْبِ في عوراتهمْ بقيتْ
ولا مكانَ لهمْ بالعزِّ والكرمَ

ويزحفونَ معَ الدّيدانِ حالمةً
والنّاسُ تعلوْ إلى الأقمارِ والنّجمَ

لا يندمُ المرءُ من فكرٍ بهِ قيم ٍ
مهما توجّعَ أو طالهُ الألمَ

لا يخجلُ المرءُ من فعلٍ بهِ شيَم ٍ
وإنْ تصبّرَ فوقَ الجّرحِ والسّقَمَا

حبُّ العلاليْ طريقٌ جلّهُ تعَبٌ
والعاشقونَ لهُ ، لا يحسِبوا سئِمَا

وفي الضمائرِ تحيا بذرةُ الفِكَرِ
منَ الطّفولةِ حتّى دفّةِ الهَرِمَ

كرسيُّنَا فارغُ التّمثيلِ بينكمُ
كرسيُّ أمجادِنَا لا يعرفُ النّدمَ

هلّلْ فيا وطنيْ : للذّلِ مُحتَقِرَا ً
والعارُ يبقى بوجهِ العُرْبِ مُرتَسِمَا

فخرا ً لأصلكَ يا سوريُّ مُنعزِلا ً
عنِ القُمامة ِ والأذلالَ والخدمَ

فخرٌ لسوريّةِ الأمجادِ أن تَقِفُ
بعيدةً عنْ زبالات ٍ من الهزَم َ

كفى نباحا ً فيا أعرابُ مسخرة ً
كونوا كما كُنتمُ الطّرشانُ والبكمَا

وهكذا عُرِفَتْ فيكمْ أصالَتَكُمْ
خيرُ الكلامِ بكمْ ، أنْ ترجِعُوا بُهُمَا


وديع القس ـ 26 . 3 . 2014



الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

أضف رد جديد