صليبهُ صارَ مجدا ً وحياة !! شعر وديع القس

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

صليبهُ صارَ مجدا ً وحياة !! شعر وديع القس

مشاركة بواسطة وديع القس » الخميس إبريل 17, 2014 10:07 am


صليبهُ صارَ مجدا ًوحياة ..!! شعر وديع القس

تواضعَ اللهُ للإنسانِ مُقتَرِبَا
فيْ هيئةِ الجّسدِ ، ينموْ وينتصِبَ

منَ الأعاليْ بروحِ اللهِ مُلتهِبَا
وفيْ الولادةِ بانَ السرُّ والعجَبَا

نرى النّبوءات َقدْ حلّتْ على جسد ٍ
يطهّرُ الإنسَ منْ كفر ٍ ومن سَغَبَا

نبوءةُ العهدِ قد صارتْ بمعلنة ٍ
سرُّ التجسّدِ بالميلادِ والصَلبَا

شخصٌ تجسّدَ بالإنسانِ معجزةً
شخصٌ بذاتهِ ينأى وهوَ مُقترِبَا

يأتيْ إلى الأرضِ موهوبا ً بنعمتهِ
ونعمةُ الحبِّ قربانا ً لما وَهَبَ

وقالها: الشيخُ سمعانَ ،بشيبته ِ
أطْلِقْ سراحيْ لقدْ أخطأتُ والصَوَبَ

سكبتَ مجدكَ فيْ الإنسانِ موهبة ً
بالرّوحِ تنموْ وتسموْ دونمَا تعبَ

وصيةٌ زلزلتْ أركانَ عالمنَا
عوالمُ القتلِ والأحقادِ والكذبَ

أِحْبِبْ قريبكَ مثلَ النّفسِ والجّسد ِ
وثمَّ تصبحُ للأقداسِ مُنتسِبَا

بالرّوحِ قدْ زُرِعَتْ ، بالدمِّ قدْ سُقِيَتْ
بالحبِّ قدْ زُهِرَتْ ، بالقلبِ مُلتهِبَ

يا واهبُ الحبِّ كمْ كانتْ مشيئتكَ
علمُ الحياةِ لمنْ لا يعرفُ الأدبَ .؟

ذبيحةُ الحبِّ عنْ أخطائِنَا بُذِلَتْ
أنتَ البريءُ ونحنُ الخاطىءُ الجَرِبَ

وهبتَ روحكَ قربانا ً لراحتِنَا
ومنْ جراحكَ صارَ المرُّ بالطيبَا

يا واهبُ الحقِّ والأرواحُ تعبدهُ
أنتَ الحقوقُ وأنتَ العدلُ والنّجبَا

ممالكُ الأرضِ تفنى مثلَ صاحبِهَا
وأنتَ فيْ ملككَ صبحٌ بلا غَرَبَا

أقستْ عليكَ خطايانا وتحمِلُهَا
حِملاً ثقيلا ً معَ الآلامِ والنّوبَا

تحمّلَ الإثمَ عنّا في براءتهِ
إكليلُ شوكٍ وبالأسواطِ مُنضرَبَا

وتاجُ شوكه ِ يرثيهِ في وجَع ٍ
وصارَ عزّا ً وبالإخلاصِ منذوِبَا

دماؤهُ ، نَبَعَتْ ماءَ الحياةِ هِبَا ً
وفيْ العظامِ بقتْ أوتارهُ نصبَا

وجربوهُ بذاتِ الجرمِ والضّللِ
وسمّروهُ معَ الآثامِ بالخشبَ

ويشربُ المرَّ كالإنسانِ فيْ جسد ٍ
وثمَّ يغدوْ بنومٍ هانىءٍ هِيَبَا

عارُ الصّليبِ معَ الإجرامِ ديدنهُ
فقدَّستْهُ دماءُ الطّهرِ ما صَلَبَ

إنَّ التواضعَ رغمَ القهرِ مسلكهُ
يسامحُ الندَّ غفرانا ً بلا غضبَ

نورُ القلوبِ بهِ ، حلّتْ على هَدَف ٍ
نورُ الطّريقُ لمنْ لايعرفُ الدّربَ

لكنّهُ بجميلِ الخلقِ مُرتبط ٌ
معَ الإلهِ وبالأمجاد ِمُصطَحِبَا

ربّاهُ في صلبكَ المعهودِ للحِقَبَا
حرّرتنا منْ قيودِ الذلِّ والكرَبَ

حوّلتَ من خشبِ الصّلبانِ مزرعةً
فيها الحياةُ ومنها الصّدقُ والطّيبَا

خافوا عليكَ بداعيْ الخوفِ والوجلِ
وأنكروكَ قُبيلَ الدّيكِ أنْ يهِبَ

من خوضِ معركة ٍ تبقى وحيدا ً بها
ونصرةُ الكونِ فيْ لقياكَ تنسحبَ

أنتَ المليكُ وفيْ التّعبيرِ يتّضعُ
وراكباً أبنُ أتّان ٍ بلا لجَبَ

سرُّ الحياةِ تجلّى في وساطتهِ
بينَ الإلهِ وبينَ الإنسِ يقترِبَ

سددتَ عنّا ديونَ الموتِ فيْ ألم ٍ
مصالحاً آدمُ الوحشيِّ مُقترِبَا

حطّمتَ إبليسَ والصّلبانُ تسحقهُ
رغمَ الدّهاءِ فكنتَ النورَ والغلبَ

ربُّ السّماءِ يقودُ الحربَ معركةً
بينَ الشّريرِ وبينَ الصّادقُ الصَوَبَ

غرستَ مملكةً بالحبِّ تزدهرُ
ثمارُها من كلامِ الرّوحِ مُكتسبَا

وصارتِ النّفسُ تعلوْ فوقَ محنتِها
نحوَ الحنينِ إلى لُقياكَ مُنجذِبَا

تحرّرتْ منْ أنينِ القهرِ ترتفعُ
نحوَ السماءِ وزالَ الضّيقُ والكربَ

وأنتَ وحدكَ تحريرٌ ومُنعتَقا
وأنتَ وحدكَ تيجانهُ ذَهَبَا

وأنتَ وحدكَ فيضٌ من مواهبهِ
فاضتْ ينابيعُ حبٍّ دونما عطبَ

مسحتَنَا بدهونِ الرّوحِ وادعة ً
فرزتنا لحسابِ الملكِ والنّسبَ

جراحهُ أشفتْ الأسقامَ والألمَ
وفيْ القيامةِ صارَ الموتُ مُنغلَبَا

وهو البريءُ ومن أخطائِنَا الوجعُ
وهوَ القديرُ على شقِّ السَّمَا دُرُبَا

عندَ الصّليبِ تبانتْ روحنَا فرقَا
إمّا جحيما ً وإمّا جنّةٌ عذِبَا

وصرتَ في عرفِنَا برّا ً تزيّنهُ
وصيّةُ الحبِّ بعدَ الصُلبِ لمْ تخِبَ

إنجيلهُ عصمٌ ، والحكمُ في كَرَم ٍ
وصيةٌ قطعتْ بالحبِّ ما حُجِبَ

صارَ الطّريقُ وصارَ الحقُّ والقيمُ
صارَ الحياةُ وصارَ العونُ والأرَبَ

خطفتَ عنَّا وصايا الموتِ مُنقِذُنَا
منْ قوّةِ الشرِّ سحقا ً فوقهَا رهبَا

رفعتَنَا عنْ ترابِ الأرضِ تجمعُنَا
روحُ المحبّةِ بالإخلاصِ والرّغِبَ

غرستَ أثمارَ حبٍّ دونهُ الأزلَ
مُسيّجٌ بصخورِ المجدِ في هِيَبَا

فتحتَ بابَ السّما ، والقلبُ ينطلِقُ
ونحوَ حضنكَ تكريماً ومُرتَحَبَا

خلّصتنَا من عميقِ الجبِّ نرتفعُ
إلى الأعاليْ معَ الأقداسِ تصطحِبَ

عريسُ أفراحِنَا فيْ كلِّ مرحلة ٍ
منذُ الولادةِ حتّى عمرُنا يشِبَ

وفيْ الوصيّةِ أنغامٌ وننشِدُهَا
ولحنُ أوتارهَا بالطّاعةِ الهيَبَ

وطاعكَ البحرُ والأمواجُ تنسدلُ
منْ خوفِ ناظرِهَا تدنوْ ومرتعَبَا

وتحرقُ الإثمَ والأحزانَ والغضبَ
ولا مجالَ لإنكار ٍ ولا هربَا

ذبيحةٌ أحرقتْ أفكارِنَا الضّللَ
تبدّلتْ بجديدِ الحكمِ والصّوَبَ

أرويتَ أعماقنَا بالخمرِ فيْ غدقٍ
خمرُ القداسةِ بالنّيرانِ مُلتهِبَا

وليخترِقْ سهمكَ النّاريُّ مشتعِلا ً
ضمنَ النّفوسِ طريقا ً نورهُ شهبَا

مسحتَ عنْ كاهلِ المغبونِ دمعتهُ
بالحبِّ أخترتهُ ، صيّادَ ما وهبَ

نشلتَ أحزاننَا من عمقِ هاوية ٍ
أنتَ الفداءُ ونحنُ الخاطىءُ السّببَ

وسبّحتْ باسمكَ الأفواهُ تمتلىءُ
بنعمةٍ منْ وحيدِ الآبِ مُنسكِبَا

بوقُ الملاكِ بتسبيح ٍ يمجّدهُ
ربُّ الحياةِ على الأخشابِ قدْ صُلِبَ

غباوةُ الجّهلِ قدْ دُقّتْ بعجرفة ٍ
تلكَ المساميرُ نحوَ المجدِ تقترِبَ

أسقوهُ خلّا ً ومرّا ً وهو يجترع ُ
تحتَ الحمولةِ منهوكا ً ومُنضرِبَا

طريقُ جلجثة ٍ ، ينأى ويبتعدُ
والسّاخرونَ له ، بالبصقِ والشّجبَ

تمجّدَ الخشبُ ، من لمسةِ الجّسدِ
وصارَ عدلا ً وحقّا ً دونهُ الحقبَا

ما أجملَ الحبُّ قربانا ً لمنْ صدقَ
ما أجملَ الصدقُ قرباناً لمنْ وهبَ ..؟

عدالة ُ اللهِ قدْ بانتْ برحمته ِ
منذُ الولادةِ حتّى سيرةَ السّحبَ

ما أجملَ اللهُ فيْ إكرامِنَا شفقَا
يحمّلُ الإبنَ آهاتٍ وما ذنبَ .؟

منْ حربة ٍ فتحتْ بالطّعنِ مفترقَا ً
بينَ الحبيبِ وبينَ الأنسِ والنّسبَ

تمَّ الخلاصُ معَ الإنسانِ أكملهُ
بقوّةٍ منْ شهيدِ الكونِ مُنجذِبَا

والموتُ قدْ غيّرَ الأنوارَ للعتمِ
وهيكلُ القدسِ قدْ شُقتْ بمنتحِبَا

وصارتْ الأرضُ كالبركان ِ تنصهرُ
وصارتْ الشمسُ عتما ًثمّ في غضبَا

أقامَ مملكةً ، ضمنَ القلوبِ نَمَتْ
وصارَ مرتفِعا ً كالنّسرِ يختلِبَ

وصوتهُ ، ألهبَ الإنسانَ محتفيا ً
فيْ لذّةِ القلبِ والأحشاءُ ملتهِبَا

من الجروحِ وقدْ أهديتنا نعما ً
نحوَ الصّعودِ لقاءُ اللهِ بالسّحبَ

أقامَ مذبحهُ ، بالقلبِ يسعدنَا
وأشرقتْ شمسهُ ، بالقلبِ تلتهبَ

وصارَ في ضيقِنا أفراحُ هائمة ٍ
نحوَ الرّجاءِ وصارَ السّجنُ مغترَبَا

ينبوعُ ماءٍ لعطشانٍ وجدولهُ
خبزُ الحياةِ لجوعانٍ بما وَهَبَ

نورُ القيامةِ يجلينَا بمدفنهِ
وفيْ العمادِ تراها سرَّ منتسِبَا

بالرّوحِ والحقِّ صارتْ في دواخلِنَا
مدينةُ اللهِ بالأقداسِ والطّيبَ

ياواهبَ العمرِ تجديدا ً برحمتهِ
أنزِلْ بداخلِنَا ، ناراً لتلتهِبَ

ربّيْ تحنّنْ وقد أقسيتَ مبتعِدا ً
لمْ يبقَ غيركَ ياربِّيْ بهِ،النجبَا

نطلبُ حنينا ً إلى لقياكَ مُسترِقَا ً
أنتَ العليمُ بحالِ المرءِ والسببَ

ربِّيْ بموتكَ صارَ العزُّ ملحمة ً
وفيْ قيامكَ صارَ الموتُ مُنغلَبَا

تدحرجَ الحجرُ ، والجّندُ فيْ هلع ٍ
ما للحجارةِ تشكوْ دونمَا خطبَا

وشقَّ قبرهُ والأكفانُ تبتعدُ
وقامَ مُنتصِراً ، كالشّمسِ منتصَبَا

راعيْ الخرافِ وإنْ ضاعتْ سيعرفُهَا
والصّوتُ مندمج ٌ فيْ لحنهِ العَذُبَ

صليبهُ ، صارَ عكّازا ً لمحنتِنَا
وصارَ فيْ ضعفِنَا أقوى من العَجَبَ ..!

وديع القس ـ 17 . 4 . 2014

الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

أضف رد جديد