توّجوا اللهَ وحشا ً ..!!!

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
وديع القس
قنشريني متألق
مشاركات: 1178
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 4:41 pm

توّجوا اللهَ وحشا ً ..!!!

مشاركة بواسطة وديع القس » الأربعاء يوليو 23, 2014 4:39 pm

توّجوا الله وحشا ً ..!!!

عدَّ الإلهُ حياةَ المرءِ بالصّوبِ
واستنبطَ الروحَ من طينٍ ومن تَرِبِ

إنَّ الإلهَ وحيدُ الرّوحِ بالنّجُبِ
وهوَ الوحيدُ على صدقٍ وفي غلبِ

وأخضعَ الأرضَ للإنسانِ طائعة ً
وثمّ ميّزهُ ، بالعقلِ والنّسبِ

وقرّبَ المرءَ تعبيرا ً لرأفتهِ
كيلا يكونَ بعيدَ الفكرِ مُغتربِ

ومن محبّتهِ أغناهُ بالنّعمِ
ومن خلائقهِ ، نقّاهُ مصطحبِ

وكرّمَ الأنسَ فوقَ الأرضِ ماثلهُ
ورفّعَ المرءَ تقديسا ً معَ الوجب ِ

وعلّمَ الأنسَ سرُّ الكونِ والنّظمِ
وفي الوصايا تجلّى الحقُّ بالكتبِ

فصارَ إنساننا الدّونيِّ ينتفخُ
ويرسمُ اللهَ تفصيلا ً على الطّلبِ

وصارَ يمحو جمالَ الرّوحِ بالقبح ِ
ويغرقُ اللهَ في الّلذّاتِ والذّنبِ

وحوّلوا روحهُ القدّوسِ للنّجسِ
وغيّروا صدقهُ المأمونَ للكذب ِ

وسيّروهُ بحبلِ العبدِ مرتبطا ً
خلفَ العهارةِ مثل َ الخادمِ العَقَبِ

يا وحشُ قدْ بانتِ الأسرارُ تتّضحُ
وفي دمائكَ غدرُ الذّئبِ والدّببِ

بانتْ نواياكَ تبدو في نذالتها
كمْ كانَ صدركَ يحويْ الغلَّ بالكربِ ..؟

إبنُ الزّوانيْ ذليلٌ في مطالبه ِ
حرباءُ لونٍ معَ الشّيطانِ مُنقلَبِ

يا راضعينَ حليبَ الذّئبِ بالصّرمِ
يا وارثينَ دماءَ الخائنِ الجرب ِ

ما هكذا توضعُ الأحكامُ يا بهمُ
والحقُّ يعطيْ جوابَ الجّاهلُ النّصَب ِ

يا حارقَ الدّيرِ إنَّ الدّيرَ من حجرٍ
وفي القلوبِ ديارُ اللهِ تُحتسبِ..!

وإنْ بترتَ بنا الاطرافَ والعنقَ
فالرّوحُ تبقى رفيقُ اللهِ بالسّحبِ

وإن حرقتَ بناءُ الدّيرِ قاطبة ً
لا تنثني عزّةُ الإيمانِ بالصُّلُب ِ

نحنُ الخرافُ وللمسّيحِ ننتسبُ
والحبُّ يسمو على التّدميرِ والنّهبِ

نحنُ الحمامُ وفي المسّيحِ طيبتنا
لا ينزعُ الطّيبُ فينا سرقةُ الذّهبِ

فلا حياةَ لخوّانٍ وخادمهُ
مهما تفنّنَ بالتقتيلِ والرّهِبِ

هبّوا فيا قومُ عيسى من وداعتكمْ
لا يرحمُ الوحشُ أطفالاً ولا شيبِ

هبّوا فيا قومُ عيسى من برائتكمْ
ذيلُ الذّئابِ سيبقى دائمَ العطبِ

هبّوا فيا قومُ عيسى من محبّتكمْ
لا يفهمُ الوحشُ أخلاقا ً ولا حَبُبِ

هبّوا فيا قومُ عيسى من كرامتكمْ
لا يملكُ الوحشُ إكراما ً ولا حسبِ

هبّوا فيا قومُ عيسى من قناعتكمْ
لا تُقنعُ الوحشَ أفكارا ً ولا كتبِ

هبّوا فيا قومُ عيسى من ثقافتكمْ
لا يفهمُ الوحشُ قانونا ً ولا أدبِ

أمُّ الربيعينِ تبقى فخرَ معتبرٍ
ونينوى العزِّ تاجُ الكونِ والحقبِ

أعمالكمْ خطّها إبليسُ مختبئا ً
تحتَ الّلحى والزّوانيْ فوقَها الحجبِ

ووصمةُ العارِ عهد ٌ في خيانتكمْ
لصيقةُ العهدِ للغدّار ِ مصطحبِ

فاطلقْ رصاصكَ ما تهوى مقارعة ً
ونقشُ آشورَ لا يمحى بما جرِبِ

ونسرُ آرامَ يأبى أنْ تماثلهُ
فئرانُ سفل ٍ مع الأنوارِ والشّهبِ

يا لاهثينَ وراءَ العتمِ كالخنثِ
ماذا دهاكمْ بحجبِ النّورِ إن لهب ِ ..؟؟

وديع القس ـ 23 . 7. 2014
الذين يثبّتون انظارهم الى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

أضف رد جديد